tag:blogger.com,1999:blog-40394805143839343442024-03-06T08:16:49.974+02:00أفكار متناثرهأما أن أكون حرا طليقا محلقا كطائر في الفضاء .. وأما ان أرحل عن هذا العالم البغيضAnonymoushttp://www.blogger.com/profile/07982777347781247280noreply@blogger.comBlogger199125tag:blogger.com,1999:blog-4039480514383934344.post-82763459925293222102014-09-23T21:11:00.000+03:002014-09-23T21:11:08.023+03:00انه خريفٌ اخر <div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEi2I51JnKUicpas1Ht1coo6KDCUYZj5KDfX-2yD-DNgtVevifJVOxqY3sdQDDMQ5WF8Me-nJvUrcsHty9UMVDUnJndy-vP_QLhKWM2uS-Us-DvGYCcHXUlAlPKoZcb6N7eY3wNs47fbWtQ/s1600/IMG_26931303054159.jpeg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEi2I51JnKUicpas1Ht1coo6KDCUYZj5KDfX-2yD-DNgtVevifJVOxqY3sdQDDMQ5WF8Me-nJvUrcsHty9UMVDUnJndy-vP_QLhKWM2uS-Us-DvGYCcHXUlAlPKoZcb6N7eY3wNs47fbWtQ/s1600/IMG_26931303054159.jpeg" height="320" width="219" /></a></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;">نظر
الى الساعة القديمة ذات البندول الثقيل الذي يُحدث حشرجة ثقيلة كل حين ، كانت
الثانية عشرة ظهراً ورياح خريفية رطبة مُحملة برائحة البحر تجتاح الستائر والشرفة
فتصتدم ابواب الشبابيك ببعضها وتنغلق ثم تعود وتنفتح من جديد ....<o:p></o:p></span></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;">أزاح
ستار الشرفه فتطايرت خلفه لداخل الغرفة ، وقف ليحصى زهرات الياسمين الصغيرة فوجدها
زادت اثنتين عن البارحة ، اقتطفها ووضعها في طبق الفنجان الصغير ....<o:p></o:p></span></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;"> السُحب الخريفية الغازية من خلف البحر تقترب الى
الشاطيء لتشاكس شمس الظهيرة التي بدأت تُلقي بشال دافيء يعكر تلك النسمات الرطبة
المحملة برائحة البحر ....<o:p></o:p></span></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;">انطلق
غباراً ثقيلاً من الشرفة المجاورة المهجورة منذ سنوات ، منذ أن غادرها أصحابها
للهجرة خارج البلاد لم يسكن البيت المجاور أحد ، سمع سعالاً رقيقاً ثم أندفع باب
الشرفة ، وضعت دلواً بجوار الباب ثم وقفت للحظات تستنشق بعض النسمات الرطبة ....<o:p></o:p></span></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;">يتدلى
شعرها الكستنائي خلف منديلاً أبيض تُلفه حول شعرها يكاد صفاء عينيها يُعكس زُرقة
البحر والسُحب الخريفية التي تمتزج فيه ، صفاء عينيها يكاد يُعكس تفاصيل ذلك الكون
الممتد الى افاق بلا حدود ....<br />
أمسكت المكنسة واخذت تزيح التراب العالق بالشرفة المهجورة ... أحس انها تزيح
ذكريات سنواته التي قضاها بين جنبات هذا البيت ، أصبحت تلك الأيام والسنوات
والذكريات مجرد غبار منثوراً تذروه ريح خريفية ضائعة بين أحضان ذلك البحر الممتد
الى افاق بلا حدود ....<o:p></o:p></span></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;">لم
تكن تشبهها لكنها أعادته فتى صغيراً مرة أخرى ، يتسللان سوياً الى الشرفة هرباً من
عالم غير مفهوم ، يتتبعان بعيون مطمئنه طائرة ورقية تحلق بعيدا ، يستقبلان اول
قطرات مطر الشتاء في ليلة من ليالي اكتوبر البعيد .....<o:p></o:p></span></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;">وقف
أمام بائع الجرائد يتطلع على مانشيتات الصحف والصور الكثيرة التي تكاد تُحدثه
وتتبعه بنظراتها قد تكون لائمه او مستهزئه وقليلاً حانيه ، رياح الخريف تُطير
الصحف والمجلات فلحقها الصبي بتثبتيها بالحجارة ....<o:p></o:p></span></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;">نزلت
من سيارتها وفتحت حقيبة السيارة وأخذت تحمل بعض الاغراض لتضعهم على الرصيف ، ثم
أتت بحوض صغير بهِ سمكة زرقاء وحيدة ...<o:p></o:p></span></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;">أقترب
منها وقام بالقاء التحية عليها ، ردت تحيته بأبتسامة هادئه ، أخبرها انه جارها
ويسكن في البيت المجاور وعرض عليها مساعدتها في حمل الأغراض !!<o:p></o:p></span></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;">حمل
حوض السمكة الزرقاء وادخله الي البيت الذي يعج ببعض الفوضى ، تلك الرائحة المميزة
لم تغادره بعد ، كأنه الأمس الذي هاجره وتركه أصحاب البيت القدامى ....<o:p></o:p></span></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;">تعيش
مع أبيها وأخوها الصغير ، أتوا من العاصمة
حيث يعمل أنتقل أبوها من عمله في العاصمة الى هنا ، أخبرته أنه أحبت البيت
خاصة تلك الشرفة المُطلة على البحر ، ورائحة الياسمين الدائمة التي تأتي من شرفته
.....<o:p></o:p></span></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;">جلسا
سوياً في الحديقة المجاورة للكنيسة القديمة التي تتوسط الشارع الموازي لكورنيش
البحر ، واخوها الصغير يلعب بدراجته بالقرب منهما ، لم يكن يتوقع أن تطرح عليه ذلك
السؤال ... الديك حبيبة ؟ <o:p></o:p></span></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;"> ترانيم ليلة الأحد تتسلل من الكنيسة القديمة
وصوت الجوقة اليوم أكثر عذوبة والأضواء خافته خلف النوافذ الملونة والمتزينة بصور
القديسين ، صمت للحظات لكنه أجابها ... هاجرت منذ سنوات !!!<o:p></o:p></span></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;">بحثت
بعينيها عن أخوها الصغير فوجدته يلعب بدراجته بعيداً ...<br />
أرتفع صوت جوقة الفتيات الصغيرات بالترانيم مع صوت الأرغن الغليظ ، قالت : حبيبي
سيأتي ليستقر هنا في تلك المدينة قريباً !!!<o:p></o:p></span></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;">صمتت
جوقة الفتيات مع الأرغن الحزين أعقبها دقات أجراس الكنيسة القدينة مُعلنة قُداس
المساء .....<br />
نظر بعيداً عنها ثم قال : يبدو أنها ستُمطر على غير المعتاد ، هي بنا !!!!<o:p></o:p></span></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;">نهاية
خريفٌ أخر ينذر بقدوم شتاء مبكر ، مطراً ثقيلاً يرتطم بزجاج شرفته ، نظر الى
الساعة القديمة ذات البندول الثقيل محدثاً تلك الحشرجة المعتادة ، أوشكت على
التاسعة مساءً ....<br />
أزاح ستائر الشرفة ونظر الى شجيرة الياسمين ليُحصى زهراتها فلم يجد سوى زهرة واحدة
، تركها مكانها لم يقطفها ....<br />
تلك الضحكات والهمسات تتسلل اليه من الشرفة المجاورة ...<o:p></o:p></span></span></b></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;">وقف
ممسكاً بطبق الفنجان الفارغ من زهرات الياسمين يستقبل قطرات مطر الشتاء الثقيلة
ناظراً الى تلك السُحب الكثيفة القادمة من وراء ذلك البحر الممتد ,,,,,,,,</span><o:p></o:p></span></b></div>
</div>
Anonymoushttp://www.blogger.com/profile/07982777347781247280noreply@blogger.com3tag:blogger.com,1999:blog-4039480514383934344.post-73452396002870773832014-05-31T18:43:00.003+03:002014-05-31T18:43:47.844+03:00أمطار مابعد الربيع<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjEnRJpg_VCFR8zohfEXW2Ta7_kR311GSIWSDvmcX9vBn756pv72Y7SA6yGpF2OKj1tW0W-LhpnFuB2gsOuVSbiq6OPXVcfRchhOKKYAaKfgMvNfplYTTbCFy_Z5_jE2z_z0Ln36B43BOc/s1600/15978_590797377613203_2131562650_n.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjEnRJpg_VCFR8zohfEXW2Ta7_kR311GSIWSDvmcX9vBn756pv72Y7SA6yGpF2OKj1tW0W-LhpnFuB2gsOuVSbiq6OPXVcfRchhOKKYAaKfgMvNfplYTTbCFy_Z5_jE2z_z0Ln36B43BOc/s1600/15978_590797377613203_2131562650_n.jpg" height="320" width="320" /></a></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;">وضعت
القطة الكبيرة صغارها منذ أسبوع ، فأصبح سطح البيت كمستعمرة للقطط موائهن يسيطر
على المكان ويقفزن في كل ركن من أركان السطح ....<br />
نظرت لجدتها من الشباك الصغير المطل على السطح وهي تأتي ببقايا الطعام لتضعه للقطط
، فتجمعن حول قدميها لا تستطيع أن تمشي بيسر خشية أن تدهس احدى القطط الصغيرة ....<br />
قالت لنفسها بصوتِ خافت وهي جالسة في الشباك الصغير : ربما قريباً ستحتل تلك القطط غرفتي وسريري !!<o:p></o:p></span></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;">الصيف
يطرق الأبواب في صخب برياح ساخنه والربيع متشبثاً لا يريد أن ينصرف في هدوء ، أصبح
الجو رطباً والسحب تغزو السماء تحجب الشمس وتشاكسها بعد سطوع دام لأسابيع ، ربما
اقترب المطر وجاء ضيفاً في غير موعده ....<o:p></o:p></span></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;">لم
يمر عليها منذ ثلاثة أيام كي يشترى الجرائد ، ويقف أمام عنواين الجرائد والمجلات
غارقاً في تفاصيلها لا يُبالي بها ولا بنظراتها اليه ، كانت كل صباح تنتظر منه
الشكر مع أبتسامة رقيقة ، وهي تحاول أن تعطله بعدم وجود الفكة ، وتختلق الأسباب كي
يبقى معها أكثر وقت ، تستمد من عينيه ذلك الأمل الذي تنتظره منذ سنين كأن ضوء فنار
يرشدها من بعيد في ظلمات بحر اللجي المتلاطم التي تُبحر فيه وحيدة بزورق صغير قد
يتكسر يوماً على امواجه العاتيه ....<o:p></o:p></span></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;">جلست
في الكشك الصغير الذي تديره هي وجدتها ومعها الصبي الذي يساعدها ، بجوارها تفترش
الجرائد والمجلات بألوانها وصورها التي تختزل كل العالم بما يحتويه داخل تلك الصحف
والمجلات ، يقف بعض المارة يلقون نظرة على ذلك العام ثم يستكملون سيرهم ، أسماك هي
تنظر لثواني ثم تسبح سريعاً لتنسى ما قراته في ثلاث ثواني ....<o:p></o:p></span></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;">لم
تهدأ الريح من الصباح وازداد موج البحر صخباً ، بدأ المطر غيثه بقطرات خفيفة تداعب
خصلات شعرها السوداء ، طلبت من الصبي ان يضع غطاء البلاستيك على الجرائد والمجلات
، وقفت تنظر للبحر والأفق الممتدد بلا نهاية فيما وراء البحر ، تتسارع خطوات
المارة أمامها ولا تبالي ، تصتدم برجلٍ عجوز فتبتسم له ويتمتم العجوز بكلمات غير
مفهومة ، ينزل المطر زخات فُتسرع السيارات وتغتسل خصلات شعرها السوداء فتزداد
لمعاناً تحت المطر كأن النبي المعمداني عمدها بماء المطر فعادت طفلة صغيرة نقية من
ذنوب ذلك العالم ....<o:p></o:p></span></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;">دائما
مايطول مطر مابعد الربيع ، تلك النوة الأخيرة تستمر طويلاً ، لملمت الجرائد
والمجلات وأغلقت الكشك الصغير وعادت الى بيتها فوق السطوح داخل الحارة القريبة من
شارع الكورنيش ....<br />
لم تجرؤ القطط الصغيرة وأمهم أن يخرجن من بيتهن الصغير ، خرج قط صغير فأصابته زخات
المطر فأرتعش فرحاً وعاد سريعاً بين اخوته ....<br />
جلست العجوز بجوار الفرن الصغير تّعد العشاء لها ولحفيدتها ، ضوء البرق الخاطف
يُنير الغرفة الصغيرة كمصباح يلفظ أنفاسه الأخيرة قبل أن يحترق ، وصخب الرعد هو
حديث السماء الذي لم يستطع أحد تفسيره ....<o:p></o:p></span></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">لفت
الشال حول صدرها وربطت شعرها الطويل ، نزلت الى عتبة</span></b><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><b><span dir="LTR" lang="AR-EG"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span> </span></b><b><span lang="AR-EG">دارها ووقفت حافية القدمين ،أحست بالبرودة تتسلل
من قدميها الى باقي جسمها ، فكانت</span></b><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><b><span dir="LTR" lang="AR-EG"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span> </span></b><b><span lang="AR-EG">تدفىء
كل قدم بالأخرى ، ناظرة بتأمل الى افق بعيد مضيء</span></b><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><b><span dir="LTR"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span> </span></b><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span><b><span lang="AR-EG"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span>....<o:p></o:p></span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-SA">أقترب</span></b><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><b><span dir="LTR" lang="AR-SA"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span>
</span><span lang="AR-SA">الفجر ، صدى الأذان المنطلق من المأذن القريبة والبعيدة
ممزوج بنباح كلب مُسبحاً</span></b><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><b><span dir="LTR" lang="AR-SA"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span> </span><span lang="AR-SA">مُبتهلاً ، ودعاء كروان متلهف يمر سريعاً ويختفي ....<o:p></o:p></span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">تمشت
في الحارة الضيقة حافية ، أبتعدت عن اتجاه الفرح</span></b><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><b><span dir="LTR" lang="AR-EG"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span> </span></b><b><span lang="AR-EG">الصاخب الذي هدأ قليلاً مع علو تكبيرات الفجر الى
السماء ، اتجهت</span></b><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><b><span dir="LTR"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span>
</span></b><b><span lang="AR-EG">الى الضوء
المنبعث من الكورنيش ، وكلما اقتربت</span></b><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><b><span dir="LTR" lang="AR-EG"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span> </span></b><b><span lang="AR-EG">من البحر استنشقت رائحته وهوائه المالح .....<o:p></o:p></span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">المطر
يزداد وقدميها تبللت وشعرها اصبح أكثر لمعانا وبريقاً</span></b><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><b><span dir="LTR" lang="AR-EG"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span> </span></b><b><span lang="AR-EG">مع قطرات المطر التي تتساقط بثقل عليها ....<br />
خرج القط الصغير مرة أخرى من بيته الصغير ، ربما يود ليرتعش فرحاً أسفل المطر لمرة
أخيرة ، ظل قليلاً أسفل المطر لكنه قفز وعاد سريعاً ....<o:p></o:p></span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">كانت
السيارات تسير مسرعة في شارع الكورنيش اضواء كشافتها ينعكس في عينيها ، فوقفت
تنتظر حتى تمر الى الجانب الأخر وتقف أمام البحر ...</span></b><b><span dir="LTR"><o:p></o:p></span></b></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;">عبرت
الشارع وهي حافية ووقفت أمام البحر تستقبل هوائه في صدرها ، وخلفها بعض الصبية
الذين انتهوا من الفرح يطلقون الصواريخ المضيئة في السماء</span></span><span lang="AR-SA"><span style="font-size: large;">
، لا يوجد من هو أشقى في هذاالكون المتسع من فتاة تسير وحيدة تحت المطر .....<br />
نظرت الى البحر والأفق الممتد بعيداً تبحث عن عينيه كضوء فنار ينبعث من بعيد
يرشدها في ظلمات بحرها اللجي الذي تُبحر فيه بزورقها الصغير الذي ربما يتكسر على
أمواجه العاتيه .....</span><o:p></o:p></span></b></div>
</div>
Anonymoushttp://www.blogger.com/profile/07982777347781247280noreply@blogger.com2tag:blogger.com,1999:blog-4039480514383934344.post-64014346969917428022014-04-29T16:09:00.002+02:002014-04-29T16:09:41.338+02:00حكايات الرمال <div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjlY_arkkVGgRa5dYaGAylve6Lb2svpoJDnu-j-GCTSWdv5BrdTeWCGXCOJ4gO2kCbppNzrpxA8zCiKf5Z3KhB4XaWo4jH5n2MnEHWixDQmGo3pj_x3RqIor1kpTNTilr1OF-AuEXBaJIY/s1600/401837_10200357056461627_1727086068_n.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjlY_arkkVGgRa5dYaGAylve6Lb2svpoJDnu-j-GCTSWdv5BrdTeWCGXCOJ4gO2kCbppNzrpxA8zCiKf5Z3KhB4XaWo4jH5n2MnEHWixDQmGo3pj_x3RqIor1kpTNTilr1OF-AuEXBaJIY/s1600/401837_10200357056461627_1727086068_n.jpg" height="302" width="320" /></a></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;">صاح
الديك الرابض على أحد البيوت المتراصة أسفل الجبل وخبط بجناحيه مللاً في أنتظار
الفجر ، لم يتوقف صفير الريح في سفح الجبل منذ أن خُلق هذا الجبل ليكون شاهداً
سرمدياً على تلك البيوت المتراصة بين أحضانه ، صفير الريح يتكلم مع البيوت
وأحياناً يأن حزيناً على شيئاً ما ....<br />
لمعت نجمة فتدلى لمعانها كخيط رفيع تسلل عبر كوة البيت المتشقق لينعكس على وجهها
الصارم الذي حفرته الريح نحتاً فجعلته كتلك الصخور والتماثيل العتيقة التى أصبحت صدى لحكايات الغابرين
والموتى الذين يحرسون ذلك الجبل منذ الاف السنين ....<o:p></o:p></span></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;">أستيقظت
الأم تقاوم ضعف همتها والذكريات التي تثقل كتفيها ، تروضها وتقتلها في زحام يومها
وتعود اليها زاحفة مع صوت الألم والأنين الذي يخرج مكتوماً من حنجرة أبيها العاجز
....<o:p></o:p></span></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;">لم
يتوقف صفير الريح الذي يتخلل جنبات ذلك الجبل ، مع هبوط الصباح وخفوت تلك النجمة
اللامعة التي تلألأت مع أختفاء القمر ، وقفت على باب الدار تنتظر أمها كي يهبطان
الى الوادي ليلحقا مكانهما في السوق .....<o:p></o:p></span></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;">كانت
الرمال الجبلية مازالت رطبة بعد تلك الريح الباردة ، أخرجت قدميها من نعلها وتلمست
الرمال وتسائلت ، أهي مثل رمال الشاطيء في الشمال ؟ ، دائماً ماتكون رمال الشاطيء
دافئة وتصبح باردة عندما يغطيها الموج ، المؤكد أن الريح القادمة من وراء البحر
أكثر عذوبة من تلك الريح الجافة التي تأن دائماً ومحملة بحكايات الرمال والصخور
وأناشيد الغابرين والموتى ....<o:p></o:p></span></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;">جلست
أمها العجوز على عتبة الدار تسند يديها على قائمة الباب ، نظرت لأبنتها وهي تُحكم
ربط شالها حول عنقها وصدرها بعد أن طيرته الريح ، وقالت : لقد تأخرنا على السوق ،
كان لابد أن أضع الفطور لجدك قبل أن نهبط للوادي ، كم أود لو نهبط ولا نعود أبداً ، لكن لقد فات
الأوان ، تلك الأحلام القديمة تسرسبت كحبات مسبحة من بين يدي واحدة تلو الأخرى ،
سنوات نحاول الخروج من صحراء التيه تلك ، تلامس جلودنا الجافة نسمات الوادي وسرعان
مانعود لحضن الجبل والريح المنتحبة دائماً ...<o:p></o:p></span></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;">توشحت
الأبنة بالسواد ، ثم أعطت ظهرها للبيوت المتربصة خلفها الناظرة بقلق وأرتياب
للوادي ، يتطاير وشاحها الأسود من على كتفيها ، لم تلتفت لأمها ، قالت وهي تنظر
للوادي الأخضر الممتد على مرمى البصر أسفل الجبل : كثيراً ماقلت لكِ ألم يأن
الأوان للرحيل حيث البحر في الشمال ، منذ أن مات أبي وهجرنا أخي الأكبر وانتي
وعدتني أن نرحل ، لم يعد لدينا شيء هنا سوى هذا البيت ، كنت أحس أن هذا الجبل قد
أطبق الأخشبين علينا فلم يعد لدينا فكاك منه ، لكنك قررتي الأنتظار !! أنتظار ذلك
الأخ الذي هجرنا ونجى بنفسه من تلك الريح المنتحبة دائماً ، أنها أنانية منك أن
تجعليني أسيرة قيد الأنتظار لوهم بعيد ....<br />
دمعت عينا الأم ووضعت شالها على عينيها وقالت : أعلم أني ظلمتك ... لكنك أبدا لم
تستطيعي أن تشعري بما أنا اشعر بهِ كأم تنتظر أبنها حتى لو كان وهم ، كل صباح أنظر
الى الطريق الممتدة الى الوادي أتفحص الأشباح البعيدة بنظري الضعيف واقول ربما
يكون هو ...<br />
لم تشعري بأن جزء من روحك تهيم في المجهول ، وتناديها وتنتظريها ولا تُجيب ، أي
مرارة قد تشعرين بما أشعر بها أنا ...<o:p></o:p></span></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;">هموم
الأنتظار والوحدة والألم قد أجهزت على ماتبقى من عظامي ، أمك الشامخة مثل هذا
الجبل قد تهاوت ، ما عانيته في عمري المنقضى جعلني أخشى من اليوم الجديد الذي قد
أعيشه ....<br />
ألتفت أليها وقاطعتها وقالت : على قدر مانقضى من عمرك في الأنتظار أريده أنا لأعيش
بعيداً وأحقق ماحلمت به ، ذلك الوجه الصارم الذي تراه يُريد أن يبتسم بعد أن ادمن
البكاء ، تلك الشفاه المتشققة تُريد أن يقبلها رجل مُحب عاشق ، ذلك الجسد الجاف
يُريد أن يذوب في أحضان رجل وينعم بدفء وحنان صدره ، تلك الأذن التي اعتادت على
صفير الرياح ونواح النسوة تشتاق لسماع غزل المحب وغرامه بمحبوبته ....<o:p></o:p></span></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">نظرت
الى البيوت المتراصة والمتدرجة على سفح الجبل ، المزينة بالرسومات القديمة
والملطخة بالكفوف الدموية وقالت : أتعلمين ،أن </span><span lang="AR-SA">العالم</span></b><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><b><span dir="LTR" lang="AR-SA"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span> </span><span lang="AR-SA">بالنسبة لي غير معقول ، ومهما حاولت ان
افهم الأشياء والاحلام التي</span></b><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><b><span dir="LTR" lang="AR-SA"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span> </span><span lang="AR-SA">يجب</span></b><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><b><span dir="LTR" lang="AR-SA"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span> </span><span lang="AR-SA">ان افكر فيها تأكدت من بُعدها عني ولا مبالاتها بمصيري واقداري</span></b><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><b><span dir="LTR" lang="AR-SA"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span> </span><span lang="AR-SA">واهدافي</span></b><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><b><span dir="LTR" lang="AR-SA"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span>
</span><span lang="AR-SA">الخاصه وتأكدت ايضاً من غربتها عني وجهلها بي وانكارها
لوجودي ،</span></b><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><b><span dir="LTR" lang="AR-SA"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span> </span><span lang="AR-SA">انني اتوق</span></b><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><b><span dir="LTR" lang="AR-SA"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span> </span><span lang="AR-SA">للحظات فقط احس فيها بحريتي بعيداً عن تلك الجدران وعن هؤلاء</span></b><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><b><span dir="LTR" lang="AR-SA"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span> </span><span lang="AR-SA">الاشخاص</span></b><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><b><span dir="LTR" lang="AR-SA"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span>
</span><span lang="AR-SA">انظر لأفق ممتد بعيدا ليس له مدى ولا حدود</span></b><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><b><span dir="LTR" lang="AR-SA"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span> </span></b><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span><b><span lang="AR-EG"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span> لقد كرهت تلك البيوت التي تطاردني دائما
بنظراتها ، أينما ذهبت أجدها تجاهي كأنها تعاقبني على شيء ما ، لا أدرى ماهذا
الجُرم ، حتى عيون تلك التماثيل القديمة تحاكمني كل مساء عند الغروب عندما تُدفن
الشمس خلف هذا الجبل .....<o:p></o:p></span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;">أتسمعين
تلك الغربان والصقور بأصواتها الحادة التي تحلق بعيداً على قمة الجبل وتراقب عن
بعد تلك البيوت ، كثيراً ماحلمت بطيور البحر بتغريداتها الرقيقة وحركتها المرحة
فوق الشاطيء .....<br />
أبعد كل هذا تريدين أن تتخلي عني ولا تساعديني على الرحيل ، من أجل أنتظار العائد
من المجهول ؟؟ <o:p></o:p></span></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;">كان
سعال الجد العاجز قد ازداد مع الصباح ، تمّلكه الصمت وأحط عليه منذ سنين لم يعد
يخرج منه سوى السعال وأهات الألم المتقطعة ....<o:p></o:p></span></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;">قالت
الأم وهي تنظر الى داخل البيت : حتى وأن أتفقت معكِ ورحلنا سوياً ، لمن أترك جدك
وهو يكاد روح بدون جسد أو كالمعذب الذي ينتظر الخلاص ، حتى هذا لم أعد أحتمله ....<br />
أمسكت حفنة من الرمال وقبضت عليها بكفها ثم تركتها تذروها الرياح ، تلك هي حكايتنا
، رمال تذروها الريح فتصبح هباءً منثوراً الي أين تذهب ومن يدري بها ، لا أحد يهتم
!!!<o:p></o:p></span></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;"> <o:p></o:p></span></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;">
*************<o:p></o:p></span></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;">في
صباح يومٍ أخر حلقت الصقور والغربان بأصواتها الحادة فوق البيوت المتراصة على سفح
الجبل ، وقف النسوة المتشحات بالسواد يبكين على باب الدار بعد أن ماتت العجوز ....<br />
تلك البيوت تراقب بعيون حذرة ، ازدادت الالوان التي تزين جدرانها احتقاناً والكفوف
المخضبة بالدماء لمعاناً ، والريح تصفر دائماً ، أنها ريح الربيع التي تهب باردة
في الصباح وتحرقها الشمس مع الظهيرة فتجعلها لاسعة وجافة ....<o:p></o:p></span></span></b></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;">نظرت
الى الوادي الممتد على الأفق ، البيوت المختلطة بالغيطان الخضراء والنهر البعيد ،
يتطاير شالها الأسود ، تتحرك ببطء على بداية الطريق الهابط الى الوادي تلاحقها
عيون البيوت ونواح النسوة والريح التي تصفر دائماً ....</span><o:p></o:p></span></b></div>
</div>
Anonymoushttp://www.blogger.com/profile/07982777347781247280noreply@blogger.com1tag:blogger.com,1999:blog-4039480514383934344.post-12894267309449581742014-03-27T19:20:00.002+02:002015-11-03T21:29:36.368+02:00رماد<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhUIvPUOF2Na5b8SE5g6mfn3V0M6S0M4QxCXco1lI59P6oCmlUJfqNXl9xzqoUSxIIqx4LxMGyi-fJ0p775uUdN3FgoUmEYdfLvv9dJ_-Mdp-il4VqSE3TzZIis0S774gYVDxDDiNzdEbA/s1600/1234732_519770791443218_1294923671_n.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhUIvPUOF2Na5b8SE5g6mfn3V0M6S0M4QxCXco1lI59P6oCmlUJfqNXl9xzqoUSxIIqx4LxMGyi-fJ0p775uUdN3FgoUmEYdfLvv9dJ_-Mdp-il4VqSE3TzZIis0S774gYVDxDDiNzdEbA/s1600/1234732_519770791443218_1294923671_n.jpg" width="230" /></a></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG"><b><span style="font-size: large;">ليلة
أمس كانت أحدى ليالي أمشير الغاضبة ، أحتقنت السماء بالغبار الأحمر القادم من
الشرق وأشتد هيجان الرياح على الأرض وأغتاظ البحر معانداً الريح فأرتفع الموج وضرب
الشاطيء التي تطل عليه البلدة الصغيرة ووصل الموج الى بعض البيوت القريبة من
الشاطيء ، لم تصمد الأشجار كثيراً أمام هؤلاء الغضبى ، فتطايرت الأغصان وتكسرت
أمام بيت السيدة العجوز وقطعت أسلاك الكهرباء ....<o:p></o:p></span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG"><b><span style="font-size: large;">كانت
ليلة عصيبة عليها ، ظلت المصابيح الكهربائية تهتز وتصدر أزيزها كلما أهتزت الأسلاك
، تطفيء وتعود مرة أخرى ، الى أن أنقطعت الكهرباء وباتت العجوز ليلتها على الشموع
....<o:p></o:p></span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG"><b><span style="font-size: large;">هدأت
الهة الريح وفتر غضب سيد البحار وسطعت مركبة الشمس الذهبية تراقب بعين حذرة تلك
الفوضى التي خلفها الغاضبون ليلة أمس ...<br />
أخذت العجوز ترتب بيتها وتنفض الغبار عنه ثم خرجت الى الشارع تبحث عن عمال شركة
الكهرباء لأصلاح أسلاك الكهرباء التي قطعتها أغصان الأشجار ...<o:p></o:p></span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG"><b><span style="font-size: large;">لم
تتغير نظرات أهل البلدة اليها منذ ستة عشر عاماً ، السهام التي غُمزت في قنينة
الأحتقار ، عيون الغضب والاشمئزاز ، همسات النسوة الواقفات أمام الدكاكين وعلى
جانبي السوق ، غمزات الرجال وترتيل أسفار الذكريات عنها وعن الحادث والتي حفظوها
ونقشوها داخل صدورهم منذ ستة عشر عاماً ....<o:p></o:p></span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG"><b><span style="font-size: large;">وقفت
أمام المكتب الصغير لشركة الكهرباء الذي يتوسط الميدان في البلدة ، اصتدمت بأحد
المشتكين من انقطاع الكهرباء فنظر لها الرجل ولم يتكلم ثم انصرف مباشرة ، دخلت الى
المكتب وسحبت الكرسي الذي يبعد عن المكتب قليلاً وجلست عليه ، التفت لها الموظف
وهو يقرأ الجريدة ...<br />
كانت تتنفس بصعوبة بعد أن تشبّع صدرها بالغبار ليلة أمس وبعد نفضه من البيت ، قالت
: أعيش في الظلام منذ البارحة وانا وحيدة أكره الظلام ، كابل الكهرباء الرئيسي
أنقطع ولم يأتي أحد ليصلحه لي ، قطعته أغصان شجرة الكافور المطلة على البيت ....<br />
لم يلتفت اليها مثبتاً عينيه على الجريدة ثم قال : غالبية بيوت البلدة انقطعت فيها
الكهرباء ، انتظري دورك سنصلحه قريباً ...<br />
اتكأت على المكتب وقامت بصعوبة : لكني أعيش وحيدة ولا أتحمل الظلام ؟؟ <br />
أمسك القلم وسجل أسمها في ورقة وحيدة على المكتب القديم المتسع ولم يرد عليها
.....<o:p></o:p></span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG"><b><span style="font-size: large;">عاد
من مدرسته مبكراً ، كان يوماً دراسياً قصيراً ، أصر عليه زملائه أن يذهب معهم الى
الساحة القريبة من المدرسة كي يلعبون الكرة ، لكنه رفض ...<br />
أخذ دراجته وأنطلق الى مكانه المفضل بجوار المركب القديمة التي تكسرت في يوماً ما
ورقدت على الشاطيء في ثُبات عميق يصفر بين جنباتها صوت الريح كنواح أبدي لا يتوقف
...<o:p></o:p></span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG"><b><span style="font-size: large;">ركن
دراجته على الرمال وجلس بجوارها ينظر الى الأفق البعيد الممتد ، الى مابعد هذا
البحر لعله يبلغ الأسباب ....<o:p></o:p></span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG"><b><span style="font-size: large;">كما
أعتادت منذ ستة عشر عاماً ، تخرج وحيدة بعد الظهر وانتصاف الشمس في السماء ، تجلس
على الأريكة الخشبية المواجهة للبحر وللمركب القديمة ....<br />
وضعت بعض الفاكهة بجوارها ، برتقالة وأصبعين من الموز وزجاجة مياه صغيرة ، ثم
أخرجت أبرة حياكة الصوف وأستكملت غزل الشال الذي بدأت فيه منذ ثلاثة أيام ...<o:p></o:p></span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG"><b><span style="font-size: large;">التفت
خلفه فوجدها تجلس على الأريكة الخشبية ، يشاهدها كثيراً عندما يأتي الى هنا ، يثير
دهشته وحدتها الدائمة وهمسها الدائم مع نفسها وحركة أناملها السريعة الممسكة بأبرة
الحياكة لا تتوقف ، ماذا تقول لنفسها والى من تتحدث ، تبتسم تارة ، وتتساقط دموعها
تارة أخرى ، لم يعطي أذنه لحديث خالاته وأمه عنها وكرههم الشديد لها ....<o:p></o:p></span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG"><b><span style="font-size: large;">ترك
دراجته ترقد بجوار المركب على الرمال وذهب والقى عليها التحية ...<br />
توقفت أناملها عن الحياكة ونظرت له بدهشة ، لم يلقى أحد عليها التحية منذ سنين ،
ردت له التحية وأبتسمت أبتسامة واهنة ...<br />
جلس بجوارها على الأريكة ، بينما هي عادت للحياكة مرة أخرى ، أحس بالخجل قليلاً
فسكت ولم يتكلم ...<br />
قالت : أشاهدك تأتي كثيراً الى المركب وتجلس بجواره وحيداً ، لماذا لم تذهب مع
زملائك للعب الكرة ، أليس لك أصدقاء ؟؟ <br />
شبّك أصابعه ببعضها ثم قال : لا أشعر بالسعادة بينهم ، دائما مصروفي قليل ولا أستطيع
شراء الحلوى معهم ولست ماهراً في لعب الكرة ، أبي وأمي كثيراً مايتشاجران ، أصبحت
لا أطيق البيت ...<o:p></o:p></span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG"><b><span style="font-size: large;">أخرجت
من حقيبتها الصغيرة التي تضعها بجوارها سكيناً صغيراً والبرتقالة ، قامت بتقشيرها
وقطعتها نصفين ، أعطته نصفها ومعها أصبع موز ، أحس بالخجل وقال : لست جائعاً ...<br />
قالت وهي تقشر له أصبع الموز : وانا لست جائعة لكني سأكون سعيدة لو شاركتني غدائي
، لا تُكسفني أرجوك .....<o:p></o:p></span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG"><b><span style="font-size: large;">لم
يأكل أحدٌ معي منذ سنين !! .. قال وهو يأكل نصف البرتقالة : لا أدرى لما أنتي
وحيدة لكن أحقاً ما تقوله أمي وخالاتي عنك ؟؟<br />
ضحكت وقالت : منذ أن سمعوا صوت طلقة الرصاص في البيت ومقتل زوجي وهم يقولون الكثير
عني ، أتصدق مايقولونه عني ؟؟ <br />
قال : لا ، أمي وأبي اثناء شجارهما كثيراً مايفتعلان الأكاذيب عن بعضهما ، لا أعلم
أن كانا يكذبان أم صادقان ، لا أهتم لما يقولون ....<br />
قالت وأبرة الحياكة بين أناملها والشال معلق في أبرة الحياكة : أصبحت كشجرة
التهمتها تلك البلدة الى أن اصبحت رماداً للحكايات والذكريات ، رماداً ينتظر رياح
الخريف كي تذروه ويختفي بين الرمال او في أعماق ذلك البحر الكبير .....<o:p></o:p></span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG"><b><span style="font-size: large;">نظر
الى السماء وقال : أقتربت الشمس من المغيب يجب أن اذهب ...<br />
قالت وهي تضع أبرة الحياكة والشال في حقيبتها الصغيرة : لا أريد أن اعيش ليلة أخرى
في الظلام ، أكره الظلام وأخاف منه ، أتمنى أن يكونوا قد أصلحوا كابل الكهرباء ،
عامة سأشتري الشمع لليلة أخرى ....<o:p></o:p></span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG"><b><span style="font-size: large;">هب
واقفاً وقال : سأتي لزيارتك الليلة ، أنا أعرف بيتك فهو قريب من بيتنا ...<br />
ركب دراجته وأنطلق ببطء بسبب الرمال ، ثم أسرع عندما خرج الى الطريق ...<o:p></o:p></span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG"><b><span style="font-size: large;">لم
تعد الكهرباء الى بيتها رغم أصلاح أغلب كابلات الكهرباء في البلدة ، وضع دراجته
بجوار عتبة البيت ...<o:p></o:p></span></b></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG"><b><span style="font-size: large;">لم
يكن الباب مغلقاً جيداً ، فدفعه بيده فأنفتح ، كان ضوء الشموع ورائحته يسيطران على
البيت ، كان خائفاً ، لكنه نادي عليها فلم تستجيب ....<br />
أمسك شمعة موضوعة في طبق صغير ، وتجول في البيت يبحث عن السيدة العجوز ، صورة
زوجها مُحاطة بالورود الأصطناعية تزين واجهة صحن البيت ، صورة أخرى كبيرة تجمع
بينها وبين زوجها ....<br />
دخل الى غرفة النوم المواجهة للمطبخ في أول الطُرقة الصغيرة ، وجد عشرات من
الشيلان الصوف متعددة الألوان بجوار صورة زوجها الممدة على حافة السرير ....<br />
والسيدة العجوز جالسة على الكرسي في ثباتها العميق كالمركب القديمة ، بجوارها شمعة
قاربت على الأنتهاء ,,,,,,,,</span><o:p></o:p></b></span></div>
</div>
Anonymoushttp://www.blogger.com/profile/07982777347781247280noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-4039480514383934344.post-13500635803051633142014-02-22T17:37:00.003+02:002014-02-23T00:57:15.136+02:00عندما أتى المساء <div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEipmgHtyyKSKmLY_smZvHfAsCuvQX3UsJaoXUu9KZPdWRe5NpQJ3XiIBKnnlu02CqGiiwmKDDVZywa-nahAMJlYflRafa0Rozv_h1W-2Qr6v4ES-hsj27Euf56qtrYie3RD5yl6Y8KQJZE/s1600/32630_445763128854877_508910199_n.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEipmgHtyyKSKmLY_smZvHfAsCuvQX3UsJaoXUu9KZPdWRe5NpQJ3XiIBKnnlu02CqGiiwmKDDVZywa-nahAMJlYflRafa0Rozv_h1W-2Qr6v4ES-hsj27Euf56qtrYie3RD5yl6Y8KQJZE/s1600/32630_445763128854877_508910199_n.jpg" height="320" width="278" /></a></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;"><b>بدأ
يخفت النور في عينيه رويداً وأصبح جفنه ثقيلاً لا يقدر على رؤية من حوله ، اثنين
او ثلاثة أصبحوا كأشباح تتراقص أمام عينيه وهم يهربون ، الدم المالح عالق في حلقه مختلطاً
بالطين والتراب ، جبهته اليمنى ممرغة في الوحل ، الضربة التي تلقاها على رأسه كانت
قوية جعلت رأسه يتهشم ، الألم يتسلل من كل مكان في جسده الملقى على الطريق
المهجورة ، لم يعد يستطيع أن يتنفس لا يدري أن كان قلبه مازال ينبض أم توقف الان
...<br />
المطر ينذر بغيثه القليل وقطراته الثقيلة ترتطم بعينيه المغمضتين ، تغسل الدماء
التى بدأت تتخسر على شفتيه ، أصبح كعصفور في العراء صعقته قطرة مطر قوية فجعلته
يرتعش رعشته الأخيرة قبل الموت ....<br />
في غيبوته تلك كان يبحث في الظلام ، صور وعيون وهمسات وضحكات تحاصره في ذلك الممر
المظلم ، يبحث عن تلك العينين التي ربما يعرف منها أسمه ...<br />
روحه تتبدد وتتسلل في بطء ، تهوي عاجزة متجمدة ، لا يجد تلك الحقيقة والحياة في
هذا الظلام وبين تلك الاشباح والضحكات والعيون ....<o:p></o:p></b></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;"><b>أيدي
ثقيلة ترفعه ، يكاد يسمع صوت طقطقة عظامه وهم يضعونه على تلك الحفافة ، صوت سارينة
الأسعاف يدوي ويحاصره ، ذلك الضوء الأحمر يطوف في كل مكان ، يغلقون عليه أبواب
السيارة وينطلقون به .....<o:p></o:p></b></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;"><b>
<o:p></o:p></b></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;"><b>
***********<o:p></o:p></b></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;"><b>طرق
كعب حذائها الطويل يدوي صداه في تلك الطُرقة الطويلة الممتدة ، تمشي بثقل كأنها
تُساق على طريق الامها السرمدي ....<o:p></o:p></b></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;"><b>صوت
وصفارات أجهزة العناية المركزة كان مزعجاً لها ، كانت دوماً تخشى المستشفيات
ورائحتها المميزة تُصيبها بالدوار ، همهمة الممرضات كأنها تُطاردها حتى المرضى
الممدون على أسرتهم كانت تخشى أن ينظرون أليها ......<o:p></o:p></b></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;"><b>مبتسماً
في سريره تحاوطه أجهزة العناية المركزة ومكبلاً بخراطيم المحاليل ، صوت ضربات قلبه على الجهاز ينبض ببطء ، كان
في سُباته الأبدي مبتسماً دائماً ...<br />
وقفت أمامه ثم نظرت للنافذة الزجاجية التي ينعكس عليها ضوء صغيراً متسلاً من
عواميد الأنارة التي تعانق الأشجار في حديقة المستشفى ...<br />
ذهبت الى النافذة ، أخذت تدلك كتفيها بيديها ، أحست ببرودة الغرفة تنهش في جسدها
النحيل ، نظرت عبر النافذة وهي تدفي صدرها بيديها ...<br />
قالت : لا أدري أن كنت سامحتني أم لا ، لقت أغلقت أبواب غفرانك ولم يعد لدي ذلك
الأمل البعيد ، أقف أمام عينيك ولا أستطيع أن أنظر أليها ، كأنها تضربني بسياط لا
هوادة فيها ولا رحمة ، لقد أصبحت أتوق للألم بعد أن صنعته بيدي ، ربما نهاية الألم
ذلك الفردوس الذي أتمناه بين أحضانك ، ربما طريق الألم هو المطهر بعد أن صعدت من
الجحيم الذي هربت أليه عمياء في لحظات النزوة الدنيوية لأتخلى عن جنتي السماوية
بين أحضانك ، أنزع تلك الأجهزة والخراطيم وافتح لي أبواب مغفرتك أو أطردني منها !!<o:p></o:p></b></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;"><b>صرخت
: سامحني وافتح لي أبواب مغفرتك أو أطردني منها !! وكررتها ثلاث ....<o:p></o:p></b></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;"><b>نظرت
الى عينيه المغمضتين فوجدته مبتسماً ، أقتربت من سريره ...<br />
فدوى الجهاز المتصل بقلبه بصفارة طويلة ورُسم ذلك الخط على شاشته وتوقف الرقم
المجاور له عند الصفر .....<br />
دخل الطبيب والممرضات ، واحدة منهن تضع جهاز الصدمات على صدره فينتفض نفضة قوية ثم
يهدأ ، وضعته مرة أخرى فينتفض ثانية ثم يهدأ ....<br />اقترب منها الطبيب والممرضات كي يهدئوا من روعها ، فتركتهم ورحلت وهي تصتدم بهم ...<br />
تستند على الحائط في تلك الطُرقة الطويلة البيضاء ، صوت طرق كعب حذائها يدوي صداه
مرة أخرى .....<o:p></o:p></b></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;"><b> ************<o:p></o:p></b></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;"><b>كقطة
منبوذة في تلك الشوارع الخلفية ، جلست تلعق جراحها تنظر فزعة وخائفة الى عيون
تراقبها من كل أتجاه ، جلست أمام مرأتها متشحة بالسواد ، ينساب شعرها الأسود
الطويل ليغطي صدرها وكتفيها النحيلين ...<o:p></o:p></b></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;"><b>تلك
الأصابع الغليظة الخشنة تحط على كتفيها ، تنبش في شعرها ثم جسدها ، أبتسامته تعكس
أسنانه الكريهة في المرأة أمامها ، يضحك عالياً ثم يتركها ويرحل ....<br />
ثقل صدرها وأصبحت تتنفس ببطء كأنما تصعد قمة جبلاً عالياً وكلما صعدت تنزلق قدميها
على تلك الصخور الملساء ....<br />
بدأ يسيل العرق على صدرها النحيل المنعكس عليه ضوء غرفتها الخافت ، يسلك رحلته
كقطرات ثقيلة من صدرها وظهرها حتى قدميها الحافيتين ....<br />
أمسكت المقص ونظرت لوجهها في المراة ، تلك العينين يسيل منهما الكحل في خطين
ممزوجاً بدمعتين ثقيلتين ، ينسدل عليهما شعرها الطويل كستار ثقيل محملاً عليه
الخير والشر الذي لقيته منذ سنون ....<br />
كلما قصت خصلة من شعرها تضعها أمامها الى أن انتهت منه ....<br />
ألقت بفستان صباها الذي تعتز به على السرير ، ثم أرتدته وجمعت ماتبقى من أشيائها
القديمة ووضعتها في حقيبة صغيرة ....<br />
أتى المساء وهدأ ذلك الزحام ، تتابعها عيون جيرانها ، كجوارح أنقضت على فريسة
ملقاه في هجير صحراء بعيدة ....<o:p></o:p></b></span></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;"><b>أتجهت
الى محطة القطار كي ترحل بعيداً عن تلك المدينة الكبيرة ، الى مدينتها الصغيرة
التي تطل على البحر .....<br />
في القطار تجلس بجوارها طفلة مبتسمة تأكل الحلوى والعسل يتساقط من شفتيها الصغيرتين
، تنظر عبر زجاج النافذة لا تسمع شيئاً مما يحدث في الخارج ، أناس يتحركون
ويصتدمون ببعضهما ، أخر يلوح من خارج القطار ويتكلم فلا أحد يسمعه في الداخل ....<br />
يطلق القطار صفارته ويتحرك ببطء ، يختفي ويتراجع ذلك الزحام ، تنظر عبر الزجاج
فترى وجهها يتخلله انعكاس وجه تلك الطفلة التي تأكل الحلوى مبتسمة ينساب العسل على شفتيها
الصغيرتين ,,,,,,,, </b></span></span><b><span dir="LTR"><o:p></o:p></span></b></div>
</div>
Anonymoushttp://www.blogger.com/profile/07982777347781247280noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-4039480514383934344.post-3787251136587171802014-01-30T16:48:00.002+02:002014-01-30T16:50:03.251+02:00الاضواء المبهرة <div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiKFrzVl1XYk5IggON_nBQ2d8K6Qty7CRifQQb_YVQk_gkmmgGQGB88iP1dUx6fLj54YzF-G213L_Yi4iZaSAcCUGMmiZGOrQdQoM6lVMWPIa0XEVoyxZ1ROk5WwQjuuhmTThY53RvgbEU/s1600/3651_503166979700193_439970912_n.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiKFrzVl1XYk5IggON_nBQ2d8K6Qty7CRifQQb_YVQk_gkmmgGQGB88iP1dUx6fLj54YzF-G213L_Yi4iZaSAcCUGMmiZGOrQdQoM6lVMWPIa0XEVoyxZ1ROk5WwQjuuhmTThY53RvgbEU/s1600/3651_503166979700193_439970912_n.jpg" height="287" width="320" /></a></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: large;"><b>عادة
ما يأتي الليل في الشتاء مبكراً ، ويخيم الهدوء سريعاً على تلك الشوارع الحُبلى
بالزخم والزحام ...<br />
أنتهى من عمله في المحل الذي يعمل فيه بائعاً طوال اليوم ، أنه يوم شبيه بباقي
الأيام السابقة لم يكن حتى يتسائل بينه وبين نفسه بمسميات تلك الأيام وربما
الساعات والدقائق التي يعيشها ...<br />
أذنه ضعيفة السمع تساعده دائما على الهروب من الضوضاء وثرثرة الركاب في الترام أو
الاوتوبيس ، يفصل تلك السماعة الصناعية عندما يخرج من المحل ويعيد تشغيلها عندما
يرى أخيه الصغير ....<o:p></o:p></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: large;"><b>يخطو
مسرعاً بين المارة ، يخترق الميدان الذي يطل عليه المحل الذي يعمل فيه ، تنعكس في
عينيه تلك الأضواء المبهرة للفتارين وواجهات المحلات المتلألأة ، وحيداً في هذا
الزخم ككلب خرج تائهاً من جحره فأصبح غريباً منبوذاً وسط الزحام ، يسارع للأزقة
والشوارع الضيقة كي ينعم بالطمأنينة والأمان الذي ينشده ....<o:p></o:p></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: large;"><b>قد
تأخر على أخيه الصغير الذي يتركه عند حبيبته التي تقرب لأمه قرابة عائلية بعيدة
وتعتني بهذا الصغير الذي يعاني ضعفاً عقلياً وخللاً في النطق يجعله كملاك صغير
منزهاً نقياً كماء المطر خالياً من الشوائب الأنسانية الكريهة ....<o:p></o:p></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: large;"><b>وجده
يجلس على عتبة الدار يتابع الصبية وهم يلعبون الكرة ، أعاد تشغيل سماعة الأذن
عندما أقترب منه ، فجرى عليه الصغير قافزاً بين ذراعيه مختبئاً في حضنه ، يحكي له
بكلماته المتقطعة البطيئة ماحدث بينه وبين الصبية والفتاة الصغيرة التي تلعب معه
....<o:p></o:p></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: large;"><b>قادمة
من أخر الممر الذي ينتهى عند عتبة الدار ، يتبدد الضوء الخافت في الممر كلما
أقتربت فظهرت ملامحها أخيراً عندما وصلت أليه ، لم تنظر أليه كانت تنظر للصبية
الذي يلعبون الكرة ، حافية القدمين تضع قدم فوق الأخرى ....<br />
ناظراً اليها منتظراً أن تتكلم ... تحدثت وهي تنظر بعيداً تدلك قدميها الحافيتين
ببعضهما : اعذرني لا نستطيع أن نعتني بأخيك الصغير بسبب ظروف خارجة عن أرادتنا
وخطبتي ستكون يوم الخميس القادم على أبن عمي ....<o:p></o:p></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG" style="font-size: large;"><b>وضع
أصبعه خلف أذنه وأغلق السماعة التي تصله بالعالم ككل ، ظل ناظراً ألي شفتيها
مبتسماً ...<br />
كان الصغير مشدوهاً الى بائع غزل البنات الذي أتى بزمارته حاملاً أكياس غزل البنات
الملونة ، ظل يصرخ لأخيه ويشد ذراعيه كي يشتري له غزل البنات ....<br />
ألتفت الى أخيه الصغير وترك نفسه اليه حتى سحبه الصغير الى بائع غزل البنات ، ظل
ناظراً اليها وهي واقفة على عتبة الدار تدلك قدميها الباردتين ببعضهما ....<br />
أشترى لأخيه غزل البنات ممسكاً بيده الصغيرة عائداً الى الميدان حتى يستقلا الترام
، كان اخيه الصغير يحب الترام بنافذته الكبيرة الواسعة واهتزازه الدائم وانعكاس
ضوئه المبهر في عينيه ، يجلس على رجليه ناظراً الى العالم عبر نافذته الكبيرة ....<br />
وصلا الى بيتهما في سطح العمارة العملاقة التي تطل على المدينة ، تلك الغرفة
الصغيرة في هذا السطوح المتسع ، يجلسان سوياً ويطلان على العالم ، يظل الصغير يغني
أغانيه المتهدجة الصافية ينظر الى أضواء لوحات الأعلانات الكبيرة المبهرة التي
تضيء وتخفت ، النوافذ المضيئة الصغيرة كحشرات الغابات التي تلمع ليلاً فتصبح كمصابيح
صغيرة في الظلام ، أضواء السيارات على الكباري المتقاطعة لا تتوقف ابدا في تلك
المدينة المزدحمة دائماً ....<br />
يجلس محتضناً أخيه الصغير الذي غلبه النعاس ... <o:p></o:p></b></span></div>
<span style="font-size: large;"><b><br /></b></span>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;"><b> يُبعث في قلبه كل ليلة ذلك الألم الذي يقتله في
زخم اليوم وزحامه ,,,,,</b></span><b><o:p></o:p></b></span></div>
</div>
Anonymoushttp://www.blogger.com/profile/07982777347781247280noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-4039480514383934344.post-77250498460902998262013-12-28T18:30:00.000+02:002013-12-28T18:30:29.325+02:00نهار طويل<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgptBMm0TLgGZg8Zx74xQkYlkP2raqo6AbP-gfKQRyatGqsVDDglOVy61FhdrZ99TWk8IpmWYwRKQ-KNWv1bioKWVJ17-XQ4Aj7e_Vo6YLAOajw5iPgzBzn_d3OpIqXJHcY2lc2lmMtifc/s1600/551287_447254992028132_2025261308_n.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgptBMm0TLgGZg8Zx74xQkYlkP2raqo6AbP-gfKQRyatGqsVDDglOVy61FhdrZ99TWk8IpmWYwRKQ-KNWv1bioKWVJ17-XQ4Aj7e_Vo6YLAOajw5iPgzBzn_d3OpIqXJHcY2lc2lmMtifc/s320/551287_447254992028132_2025261308_n.jpg" width="247" /></a></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;"><b>جالساً
على كرسيه الوثير الواسع كأنه يغوص في بحر لُجي لم يدري كم من الوقت ظل جالساً
هكذا ، يُحرك عكازه المصنوع من خشب الأبنوس العتيق المنحوت عليه نقوش غريبة متوجه
برأس أفعى فرعونية ، ينظر الى المراه ،
ينظر لها دائماً ، تنعكس فيها زوجته المستلقيه على سريرها ، يمتد شعرها كجداول ماء
تنساب على مروج جسدها المرمري ترابط في هدوء ماقبل انفجار البركان الذي يسكن اسفل
تلك المروج .....<o:p></o:p></b></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;"><b>صوت
الموج أصبح أقل صخباً هذا الصباح ، ظلت الشمس غائبة لثلاثة أيام والمطر لم يتوقف ،
بددت الغيوم هذا الصباح وأطلت الشمس على البحر فروضته وجعلته أكثر هدوئاً ....<br />
أتكأ على عكازه وتحرك ببطء تجاه الدولاب أخذ الشال ثم نظر الى بندقية الصيد
القديمة المعلقة على الحائط يحاوطها الغبار ، فأمسك بقطعة قماش وازاح عنها التراب
العالق منذ سنين ....<o:p></o:p></b></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;"><b>نظر
لزوجته التي ينبعث منها ذلك العطر المميز ، تتقلب في سريرها ، ظل واقفاً لبرهة أمامها
ثم أتكأ على عكازه وذهب ليجلس في الشرفة المطلة على البحر ....<o:p></o:p></b></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;"><b>وضع
المذياع على الطاولة وأخذ يحرك المؤشر حتى ظبطه على أغنية كلاسيكية قديمة ، تداخلت
أصوات المحطات حتى أستقر المذياع على الأغنية وبدا صوتها صافياً مع الوقت ....<br />
نسمات الشتاء الباردة حاولت أن تتسلل اليه لكنه أحكم لف الشال حول صدره ، ظل يحرك
عكازه بين يديه كأنه أسورة القيد الأزلية التي لم يستطع الفكاك منها ....<br />
ذلك الجار الذي يسكن في البيت المجاور أتى في موعده مع بداية النهار ، سحب كرسيه
وسنارة الصيد والجريدة وجلس مقابلاً للبحر ، هذا الجار الوحيد الذي يأتي في الشتاء
البارد بعد ان هجر الجميع البحر في الشتاء ويعودون كطيور النورس في نهاية الصيف
وبداية الخريف ....<o:p></o:p></b></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;"><b>البيوت
المجاورة خاوية على عروشها الى من الحراس المقيمين على حمايتها ، كل بيت يناجي
الشتاء وحيداً ويتلوا تحت المطر ترانيم الوحدة التي لا تنتهي ....<o:p></o:p></b></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;"><b>ألقى
سنارته في البحر بقوة ، ثم أخذ يسحب الخيط ثم يتركه مع الموج يأخذه كيفما يشاء ،
ذهب الى البيت وأتى في يده ببعض اللوحات وفرشاة للرسم ، ثم جلس يلتمس دفئاً قليلاً
من شمس الشتاء الواهنة .....<o:p></o:p></b></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;"><b>مازالت
الأغنية الكلاسيكية القديمة تنساب صافية من المذياع ، مازال هو يحرك عكازه بين
يديه ناظراً الى البحر ، نظر الى الشمس التي توسطت كبد السماء تشاكسها فلول سُحب
الأمس ، لم يلتفت لصوت باب الشرفة التي فتحته زوجته وهي قادمة بصينية الشاي وبعض
البسكويت ، شعرها يعاندها كفرس جامح اندفع مع نسمات النهار الشتوي ، نهديها يواجه
رياح البحر بشجاعة لا تبالي بصمت زوجها لكنها أنصتت للأغنية الكلاسيكية القديمة
....<o:p></o:p></b></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;"><b>التمس
دفئاً من كوب الشاي ، ظل محاوطه بكفيه تاركاً عكازه بجوار كرسيه ، بينما هي تغمز
البسكويت برقة في الشاي الممزوج بالحليب ، فتسحبها بخفة قبل أن تذوب في الكوب
فيكون مصيرها الذوبان بين شفتيها ....<o:p></o:p></b></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;"><b>سحب
سنارته وقام سريعاً من على كرسيه وتحرك بأتجاه الموج وظل يسحب في سنارته حتى أخرج
سمكة متوسطة الحجم تتمايل وتنتفض بقوة ، تنعكس عليها أشعة الشمس ثم يحكم قبضته
عليها ويضعها في وعاء صغير ....<br />
يضع كوب الشاي بعد أن تبقى به أقل من نصفه ، ثم أتكأ على عكازه وهم قائماً ببطء
ووهن ثم دخل الى غرفته ، بينما هي جالسة تنظر الى ذلك الجار القديم .....<o:p></o:p></b></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;"><b>أستلقى
على السرير واضعاً عكازه بجوار كرسيه ، ظل ناظراً الى سقف غرفته ، أحس أنه لم ينم
منذ زمن بعيد ، لم يدري كم من الأيام أو السنين ظل مستيقظاً لا يستطيع النوم ،
أغمض عينيه وترك نفسه فريسة لوحوش وضواري عقله الباطن ، تنهش فيه ولا يكاد يقاومها
....<br />
حافية تتمشى على الشاطيء ، قميصها الأبيض الخفيف يتطاير مع تلك النسمات الباردة ،
أحست ببعض البرودة تتسلل عبر قدميها الحافيتين فظلت واقفة تدفئهما في الرمال
الدافئة ، بينما الجار القديم يُرتب لوحاته وفرشاته للرسم .....<o:p></o:p></b></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;"><b>أنتصف
النهار وبدأت الشمس تميل بأتجاه الغرب تقترب الى رحيلها في مسقط الغروب ، ذلك النهار
الطويل الغير معتاد في الشتاء لا يريد أن ينقضي بعد ...<br />
الموج أصبح أكثر صخباً من الصباح وزاد مده فلامس الموج قدميها الحافيتين فلم تبالي
، ظلت ناظره بأتجاه البحر ثم أكملت سيرها حافية ....<o:p></o:p></b></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;"><b>أقترب
منها .. فألتفتت أليه مبتسمة ... أستأذنها كي يرسمها ويهديها لوحته ... فلم تعترض
... طلب منها أن تظل واقفة هكذا لا تتحرك لبعض الوقت .....<o:p></o:p></b></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;"><b>لم
يستقر نومه المنشود وأنتصرت عليه أحلامه بعد أن نهشت ما تبقى منه ، ففتح عينيه
ببطء ناظراً حوله فلم يجدها ، اتكأ على عكازه وأزاح ستائر شرفته فوقف خلف الزجاج
فوجدها واقفه على الشاطيء ناظره الى ذلك الجار القديم الذي يرسمها ....<br />
فتح الزجاج وجلس على كرسيه ينظر أليهما ، مازالت الجرائد تتطاير على الطاولة
بجوارها كوب الشاي الممتلىء لنصفه وكوب الشاي الممزوج بالحليب فارغاً وبعض
البسكويت ، مازالت الأغاني الكلاسيكية القديمة تنساب صافية من المذياع لا تتوقف
يعلو صوتها تارة وينخفض تارة أخرى ....<o:p></o:p></b></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;"><b>اتكأ
على عكازه وهم واقفاً ، ثم تحرك ببطء الى غرفته ، أنزل بندقيته القديمة المعلقة
على الحائط ، ظل ناظراً اليها ، ثم تأكد
أنها محشوه بالخرطوش ....<br />
كانت تبتسم الى الجار القديم يلامس الموج قدميها الحافيتين ، وكاد هو يفرغ من
لوحته ، وكاد النهار الطويل أن ينقضي ....<o:p></o:p></b></span></span></div>
<span dir="RTL" lang="AR-EG"><span style="font-size: large;"><b>وقع عكازه على الأرض بجوار الطاولة ، ثم صوب
بندقيته باتجاه نهديها وهي تبتسم لجاره القديم ، توقف برهة على الزناد ترتعش يديه
وقدميه بدون العكاز الذي ظل ملازماً له منذ سنين
، تغلب على عجزه الذي لم يستطع أن يتغلب عليه من قبل وضغط على الزناد ....<br />
أنطلق الصوت مدوياً فرد صداه في البيوت المجاورة الخاوية على عروشها ، فصاحت
الغربان وهبت منتفضة فزعة لتطير بعيداً ...<br />
سقطت على الرمال تسيل الدماء على قميصها الأبيض حتى خضطبت الرمال ، فأختلط دمائها
بالموج الذي أصبح أكثر قوة وصخباً ....<br />
سقطت فرشاته ناظراً الى الشرفة القريبة المطلة على البحر ...<br />
بينما هو جلس على كرسيه مشدوها الى البحر والشمس التى أعلنت انقضاء ذلك النهار
الطويل ، تحاوطه الأغاني الكلاسيكية القديمة التي تنساب صافية من المذياع
,,,,,,,,,</b></span></span></div>
Anonymoushttp://www.blogger.com/profile/07982777347781247280noreply@blogger.com1tag:blogger.com,1999:blog-4039480514383934344.post-74180635581197697472013-11-27T03:20:00.001+02:002013-11-27T14:53:57.017+02:00اليوم الأخير <div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhAZIxZFPgF5KkXjVlRzDOhazFdlHfbrQWcjMC3yOtoraa_fmldDLubwHR3MfU-OZCZVxXtTCbnTGL8STA3P_PqDsCVZKr6Wp3xwnA4us0cYGGxB7i9pvYHELIrC-4gDUfikCVtjeXCVig/s1600/1374993_10201375372298407_149127055_n.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhAZIxZFPgF5KkXjVlRzDOhazFdlHfbrQWcjMC3yOtoraa_fmldDLubwHR3MfU-OZCZVxXtTCbnTGL8STA3P_PqDsCVZKr6Wp3xwnA4us0cYGGxB7i9pvYHELIrC-4gDUfikCVtjeXCVig/s320/1374993_10201375372298407_149127055_n.jpg" width="213" /></a></div>
<!--[if gte mso 9]><xml>
<w:WordDocument>
<w:View>Normal</w:View>
<w:Zoom>0</w:Zoom>
<w:PunctuationKerning/>
<w:ValidateAgainstSchemas/>
<w:SaveIfXMLInvalid>false</w:SaveIfXMLInvalid>
<w:IgnoreMixedContent>false</w:IgnoreMixedContent>
<w:AlwaysShowPlaceholderText>false</w:AlwaysShowPlaceholderText>
<w:Compatibility>
<w:BreakWrappedTables/>
<w:SnapToGridInCell/>
<w:WrapTextWithPunct/>
<w:UseAsianBreakRules/>
<w:DontGrowAutofit/>
</w:Compatibility>
<w:BrowserLevel>MicrosoftInternetExplorer4</w:BrowserLevel>
</w:WordDocument>
</xml><![endif]-->
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">لم يكن يتوقع كل تلك الضوضاء مبكراً ، صوت السيارات
والباعة الجائلين في الشارع الذي يطل عليه البنسيون ، ظل كثيراً في المساء يتجول
وسط الشوارع المحيطة بوسط المدينة حتى يجد بنسيون متوسط الحال ورخيص حتى يُقيم فيه
أيامه المعدودة في العاصمة لتسويق ونشر كتاباته في بعض الصحف التي كان يراسلها في
مدينته البعيدة ....<br />
أحس بثقل رأسه وبعض الدوار ، لم يأكل شيئاً منذ الأمس ، صراخ السيدة الحامل زوجة
صاحب البنسيون والتي تديره في غياب زوجها لم يتوقف كأنها تقاوم ثقل الكائن المختبئ
في أحشائها منذ زمن بعيد بالمشاجرة والصراخ في وجه الصبي الصغير الذي يقضى الحاجات
للبنسيون أو في وجه السيدة الصامتة دائماً التي تطبخ وتقوم على النظافة ....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">وقف في شرفة غرفته المطلة على الميدان يتنفس هواء الخريف
ربما يزيح وينفض عن رأسه بعض الصداع لكنه أحس بكل تلك الأصوات والألوان والعمارات كأنها
تطوف داخل عقله ...<br />
أفاق عندما سمع صوت طرق خفيف على الباب والفتى الصغير يصيح الفطور جاهز يا أستاذ
....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">لملم بعض أوراقه من على المكتب الصغير ووضعها في حقيبة
جلدية صغيرة ، وخرج لغرفة متسعة تتوسطها سفرة مستطيلة من الطراز القديم عليها
الجبن والفول والمربى و أبريق للقهوة وأخر للشاي ، نظر للطفل الذي يجلس وحيداً في
طرف السفرة ، هادئاً ، يغني ويتمتم ببعض الكلمات غير الواضحة كأنه يناجي شيئاً ما
، شعره الأسود الناعم يتدلى على عينيه كلما ضايقه يزيحه بأصبعه الصغير ، الطفل لم
يلتفت إليه ظل يحرك مكعبات الجبن الصغيرة حتى أتت أمه حملته وأجلسته في حضنها ظلت
تتمتم معه بصوت منخفض ثم أخذت تطعمه وهي تنظر في خجل حولها ....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">جلس مقابل السيدة والطفل وصب لنفسه كوب من القهوة حتى
يتغلب على الصداع الذي يدك أبواب عقله .....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">كانت تتحرك بخفة في المكتبة المقابلة للبنسيون في نفس
الميدان ، شعرها الأسود تلمه كذيل حصان لم يتوقف عن سطوته وانطلاقه ، عينيها
الواسعتين كواحتين شرقيتين تلمعان كأنهما المرفأ للتائهين في الصحاري البعيدة ، قد
تكون قادمة هي من قبائل غجرية من أقصى الشمال ، أو جبلية نبتت كشجرة توت بري لا
يتحمل حلاوته إلا الأشقياء .....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">وقف أمامها مشدوهاً يراقبها ، كانت لغتها الريفية أو
البدوية البعيدة عن أهل العاصمة ملفتة له ، كان يكره تلك اللهجة ولا يحبها لكنه ظل
مشدوهاً يراقبها ، نسي لماذا أتى إلى تلك
المكتبة ، ألتفتت إليه بانفعال وقالت :
ماذا تريد .... ظل صامتاً لم يجيب ... قالت بعصبية : أنت يا هذا ماذا تريد ؟ .... فاق
من غيبوبة النظر أليها وقال : كنت أريد قلم رصاص ورزمة من الأوراق ، صمت قليلاً ثم
قال : أيمكنكِ أن تكوني مهذبة أكثر من ذلك مع زبائنك ؟؟ <br />
ضحكت .... فأحس بضحكتها كأنها تحمله بين أجنحتها إلى عالم سحري عجيب لا يدري أن
كان للحظات أم لأزمنة أبدية قادمة لا يستطيع الفكاك منها ....<br />
</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG"> ********</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">ممسكاً بحقيبة كتاباته وقصصه ينتظر قطار مترو الأنفاق ،
يقف على الرصيف يسترق السمع للقطار القادم بضوضائه المتدرجة ، اصطدامه بالمارة ولا
مبالاتهم بعضهم البعض ، كان يتوق لهذا الزحام ، يقنع نفسه أنه سأم من هدوء بلدته
البعيدة ، خفوت الأضواء ليلاً وسيطرة النجوم
على الكون ، كطائر صغير يتوق للهجرة شمالاً عند حلول الربيع ....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">يقترب القطار يسبقه النور من فهوة النفق المظلم مؤذناً
للجميع للاصطفاف على الرصيف انتظاراً لدخول القطار .....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG"> ابتلعه الزحام
والميدان ، بحر لجيٌ من يغشاه أناسٌ من فوقهم سماء ملبدة بغيوم الخريف ، وصل إلي
مقر الجريدة التي يريد أن تُنشر كتاباته ، قابلته تلك السيدة الحسناء التي يفوح
منها ذلك العطر الغريبٌ عليه ، لم تكن تهتم بوجوده ونظراته الخجلة المتوترة ، تنظر
إلى الصحف وقصاصات الورق المتناثرة على مكتبها ، لم يتوقف جرس الهاتف كلما أراد أن
يتكلم ....<br />
أخيراً نظرت له ثم أمسكت أحدى القصاصات وقالت : هااا أخبرني هل نُشرت لك كتابات في
أحدى دور النشر ، هل في صحيفة أو مجلة من قبل وافقت على كتاباتك ، بسرعة أرجوك ؟ </span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">تلعثم ونظر إلى القصاصة التي تمسكها ثم قال : لا يا
سيدتي أنني أول مرة أخطوا للعاصمة ، وأود أن تساعديني لقد راسلت صحيفتكم كثيراً
وطلبوا من المجيء كي أقابلك ....<br />
أمسكت سماعة الهاتف وحادثت شخص ما وقالت : انتظروني سآتي حالاً ...<br />
ثم قالت وهي تهم بالوقوف : لا أستطيع أن انشر لك أي من كتاباتك دون أن يكون لك
تجارب في النشر ككتب أو في صحف أخرى ، أترك لي بعض أعمالك ورقم هاتفك وسنرد عليك
....<br />
ذلك الزحام الذي يدهس بقسوة كل من يقفز في أعماقه السحيقة يرفضه ألان كأن تلك
المدينة تلفظه وتدفعه إلى من حيث أتى و تنبذه وحيداً .....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">بانطلاقها وعنفوانها الغجري تلتقطه بين أحضانها ، يعود
كل يوم في المساء بعد رحلة بحثه عن الجريدة التي تنشر له كتاباته ينتظرها وسط الميدان ويمسك بيديها ويخترقا الليل
سوياً ، يكتب قصائده وكتاباته على مرفأ
عينيها ، ينسج أمنياته بين جدائل شعرها الليلي ، تقسو عليه عندما يسخر من لهجتها
فيحتضنها ويهدأ هذا الفرس المندفع صاغراً
بين كفيه .....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG"> ***********</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">الطفل يبكي بين أحضان أمه ، تحادثه في هدوء وتطمئنه بأنه
سيذهب للطبيب ولن تدعه يعطيه من هذا الدواء الكريه ....<br />
تدمع عينيها وتنظر حولها لا تجد من تحادثه ، فوجدته أمامها ينظر إلي طفلها ، قالت
وهي تداعب بأناملها شعر صغيرها : الطبيب قال لابد أن يجري له عملية القلب بعد أيام
، ويجب أن يدخل المستشفى أخر هذا الأسبوع ، لم أعد أحتمل أن أراه يتألم هكذا ....<br />
مد يده للطفل فسكت عن البكاء وذهب إليه فضمه إلى حضنه ، ربما للحظات أو دقائق لكن
ظل الطفل في حضنه كثيراً .....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">عاد في المساء ينتظرها أمام المكتبة فلم يجدها ، ظل
ينتظرها كثيراً ...<br />
أربع ليالي ينتظرها ويسأل عنها في المكتبة ويخبرونه بأنها لم تظهر ولا يعلمون لها
عنوان ....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">
**********</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">لم يعد يمتلك النقود الكافية لأجرة البنسيون قد يكون هذا
يومه الأخير بين الزحام ، لم ينم ليلته ظل يكتب ثم يمزق كل ورقة كتب فيها ، نظر
لقلمه الرصاص ورزمة الأوراق التي أشتراها منها فتركها على المنضدة ...<br />
فتح شرفته في الصباح الباكر فاندفعت الرياح الخريفية تهز الستائر ، فتدحرج القلم
الرصاص من على رزمة الأوراق فسقط على الأرض ثم تطايرت الأوراق ...<br />
أخذ حقيبته الصغيرة وخرج إلى ساحة البنسيون ....<br />
صاحبة البنسيون تحمل طفلها الصغير ملفوفاً بشال ثقيل يحميه من برد الخريف ، وجدها
تبتسم هادئة ناظره دائماً لطفلها ....<br />
وقف أمامها وقال : مبروك يا سيدتي أهو صبي أم بنت .... قالت مبتسمة : أنها بنت ...
أنها مَلك .....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">كانت السيدة تجلس بجوار صغيرها وبجوارهما حقيبة كبيرة ،
نظر للطفل الصغير وأمسك يده وخرجا سويا إلى الميدان ...<br />
ذهبا إلى دكان لعب الأطفال واشترى له تلك البالونه التي تظل محلقة في الهواء لأيام
، أخرج من جيبه النقود فوجدها بالكاد تكفي ثمنها والباقي أجرة عودته لبلدته
البعيدة ....<br />
أمسك الصبي البالونة وظل يضحكا سوياً ، أبتسمت له وشكرته ثم قالت : لن أنساك أبداً
وعدني بأنك لن تنسانا ، أمسكت الأم بيد
طفلها وفي اليد الأخرى حقيبتها وذهبا للمستشفى واختفيا بسيارة التاكسي بين الزحام
....<br />
أخذ حقيبته الجلدية الصغيرة وجلس على أحدى الأرائك الخشبية التي تتوسط الميدان ،
ناظراً للمكتبة التي كانت تعمل فيها ....<br />
أتى المساء محملاً بغيوم الخريف البيضاء التي تحجب القمر ، الميدان بدأ في الهدوء
والزحام ينحصر ، تلك العمارات والألوان والأصوات التي كانت تطوف داخل عقله تتلاشى وتذهب بعيدا بعيداً ,,,,,,, </span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><!--[if gte mso 9]><xml>
<w:LatentStyles DefLockedState="false" LatentStyleCount="156">
</w:LatentStyles>
</xml><![endif]--><!--[if gte mso 10]>
<style>
/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:"جدول عادي";
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:"";
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:"Times New Roman";
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}
</style>
<![endif]--></div>
Anonymoushttp://www.blogger.com/profile/07982777347781247280noreply@blogger.com1tag:blogger.com,1999:blog-4039480514383934344.post-7154761140996743342013-10-26T20:08:00.002+02:002013-10-26T20:08:25.725+02:00ثرثرة على شفاه البحر <div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjK_kPczJjQhQrEsoIrTuhbVfIRzWItgKwaaFenUceRBSeQ3-vZ8HVZB23HmY25ly5CgP6IEEcPl0aNh5k1JknkRdP5PX8LtlkysVwtOw4WSj3vtcAPcBXiukTobtrqqqMNi1FO3iunhRE/s1600/1234241_10153265484670597_1277491471_n.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="246" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjK_kPczJjQhQrEsoIrTuhbVfIRzWItgKwaaFenUceRBSeQ3-vZ8HVZB23HmY25ly5CgP6IEEcPl0aNh5k1JknkRdP5PX8LtlkysVwtOw4WSj3vtcAPcBXiukTobtrqqqMNi1FO3iunhRE/s320/1234241_10153265484670597_1277491471_n.jpg" width="320" /></a></div>
<!--[if gte mso 9]><xml>
<w:WordDocument>
<w:View>Normal</w:View>
<w:Zoom>0</w:Zoom>
<w:PunctuationKerning/>
<w:ValidateAgainstSchemas/>
<w:SaveIfXMLInvalid>false</w:SaveIfXMLInvalid>
<w:IgnoreMixedContent>false</w:IgnoreMixedContent>
<w:AlwaysShowPlaceholderText>false</w:AlwaysShowPlaceholderText>
<w:Compatibility>
<w:BreakWrappedTables/>
<w:SnapToGridInCell/>
<w:WrapTextWithPunct/>
<w:UseAsianBreakRules/>
<w:DontGrowAutofit/>
</w:Compatibility>
<w:BrowserLevel>MicrosoftInternetExplorer4</w:BrowserLevel>
</w:WordDocument>
</xml><![endif]--><br />
<!--[if gte mso 9]><xml>
<w:LatentStyles DefLockedState="false" LatentStyleCount="156">
</w:LatentStyles>
</xml><![endif]--><!--[if gte mso 10]>
<style>
/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:"جدول عادي";
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:"";
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:"Times New Roman";
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}
</style>
<![endif]-->
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">نظر إلى السماء فإذا بالنجوم طُمست تحت وهج الشال الفضي
الذي بسطه القمر على السماء وفتح له البحر ذراعيه فلمع كصحاف الفضة المتلألئة
تتراقص في نعومة محتضنة تلك المراكب الصغيرة التي تحمل على متنها <span> </span>مصابيح تساعد الصيادين قليلاً قبل بزوغ الفجر
وإشراق الصباح من خلف البحر تجاه الشرق .....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">قد سبقه والده العجوز بخطوات يستقبل هواء الفجر بصدره لا
يبالي بتلك الشيخوخة التي انقضت بمخالبها عليه منذ سنون لقد اعتاد هواء وملوحة
البحر فأصبح كسلطعون طاعناً في السن يعيش مابين الماء ومابين اليابسة وسط الصخور
....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">أخذ من والده الشِباك الثقيلة وجهاز الراديو الصغير ،
وحمل العجوز المصباح ، نظر إليه العجوز بخشونة وبعض القسوة وقال له : أسرع حتى
نرمي الشباك مبكراً قبل أن ينحصر الموج ....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">تتمايل المراكب المحملة بالمصابيح ، تتصاعد منها
الهمهمات والضحكات العالية وغناء الصيادين ، كأنها صلاة وابتهالات لسيد البحار حتى
يحنوا عليهم ولا يغضب ويعطهم ما يريدون<span> </span><span> </span>ولا يعودوا إلى الديار خائبين .....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">وضع المصباح في وسط المركب الصغير ، جلس هو على أحد طرفي
المركب وجلس والده العجوز على الطرف الأخر ...<br />
أدار المذياع فإذا بابتهالات صلاة الفجر قد بدأت ، رمى الشباك وتسرسبت من بين يديه
رويداً رويدا ، يفكها عقدة تلو الأخرى وتختفي في أعماق شفاه البحر الفضية ....<br />
جلس العجوز يدندن بأغانيه البحرية التي يتملق فيها البحر والرزق ، ثم الدعاء بأن
تخرج شبكته حبلى بالبوري والدنيس والمرجان ....<br />
ابتعد بعينيه إلى الشاطئ والبيوت المتراصة الشاهدة على الزمن ، نوافذ مُغلقة وأخرى
مفتوحة يشع منها ضوء صغير كعيونٍ تراقب وتنتظر ، لا يدرى ماذا تنتظر والى متى سوف
تنتظر ؟؟<br />
في أحدى تلك الشرفات ربما تقف تنظر وتبحث عنه من بين تلك المراكب المحملة
بالمصابيح ، ثرثرته المعتادة عنها على شفاه البحر الفضية ، أمنياته وحكاياته عنها
ومواقفه اليومية ، انتظاره اليومي لها على الكورنيش قبل الغروب ، أنها هيباتيا تلك
المدينة ، هبة السماء وما خلف الشموس المنيرة<span>
</span>وتلك الأجرام البعيدة ، هبة الروح التي تضيء أركان قلبه كتلك الفنار الرابض
بعيداً على أطراف المدينة يضيء ظُلمات البحر للسفن خوفاً من تضل طريقها يوماً ما
.....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">يأتي صوت الأذان قادماً من مئذنة المسجد الشامخة القريب
من الكورنيش ، تتصاعد التكبيرات إلى السماء يتبعها دعوات الصيادين على المراكب
المتمايلة على صفحة البحر الفضية ، كل واحداً منهم بدعائه الخاص ....<br />
يتحسس النور طريقه من خلف البحر تجاه الشرق ، مبدداً ظلام الليل ، معركة أبدية
مابين النور والظلام ينتصر أحداهما على الأخر تارة وينتصر أخر تارة ، ينسحب الظلام
في هدوء وانكسار المهزوم ، وتزهوا الشمس منتصرة بضيائها تنطلق في رحلتها من
البداية للنهاية في انتظار الظلام مرة أخرى ....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">تنطفئ المصابيح على المراكب مرحبة بالصباح الجديد ...<br />
يسحب عُقد شبكته واحدة تلو الأخرى ، يحس بثقل الشبكة منذرة برزقٍ وفير ، يساعده
العجوز و يأخذ هو المجداف كي يبحر إلى الشاطئ ....<br />
يفرغا شبكتهما فتتقافز منها الأسماك الكثيرة ، فيبتسم العجوز إلى أبنه ويقول :
بارك الله فيما رزق ....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG"><span>
</span>*********</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">يعبر شارع الكورنيش متخطياً السيارات المسرعة ، ثم يقف
بجوار الأريكة الخشبية المواجهة لسور الكورنيش ، قاربت الشمس على الغروب مبكراً في
أيام الخريف القصيرة ، تحوطها بعض السحب الخريفية المشاكسة ، ينتظرها كالمعتاد في
ذلك المكان في الجهة المقابلة لدكان الايس كريم ....<br />
تلهو الفتاة الصغيرة حوله حافية القدمين ، تغني وتلهو بدميتها بجوار أبيها ماسح
الأحذية ، يطقطق بفرشاته على صندوقه الخشبي ناظراً إلى أحذية المارة منتظراً أحدهم
يضع قدمه فوق صندوقه ....<br />
يعطي ظهره للشارع والمارة وينظر إلى البحر ومشاكسات سُحب الخريف مع الشمس التي
قاربت على الغروب ....<br />
يسمع صوت فرملة سيارة مسرعة وارتطام صغير وصراخ ضعيف ....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">ينظر إلى الشارع والسيارات التي توقفت وتجمع المارة
وهمهمات بعضهم باللوم والتجريح لسائق السيارة الشاب ، وصوت الموسيقى الصاخبة يخرج
من سيارته ....<br />
يندفع ماسح الأحذية بين الجمع صارخاً ومنادياً على أبنته ...<br />
أنها الفتاة حافية القدمين ، غارقة في دمائها يحتضنها أبوها وبجوارها دميتها
المهشمة ....<br />
لم يستطع أن يقترب أو أن يغوص في وسط هذا ، ظل بعيداً يرتعش يراقب عن بعد ....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;"><span style="font-size: large;">ونحيب الأب ماسح الأحذية لا يتوقف ....<br />
وضعت كفها الرقيق على كتفه فأحس بالسكينة تعود أليه ، غمرته برائحة الياسمين التي
تُميزها دائماً ، دفئ كفها الرقيق جعل تلك الأصوات والعالم ينزوي ويختفي بعيداً ،
إنها الهبة السماوية والشموس المنيرة وما خلف الأجرام البعيدة<span> </span><span> </span>.....<br />
مع هبوط الشمس خلف البحر باتجاه الغرب وتلاشى السحب الخريفية ، وضعت كفها الرقيق
بين يده وذهبا بعيداً بمحاذاة البحر ,,,,,, </span></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;"><span style="font-size: large;"><span style="color: #cc0000;">ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ<br />اللوحة لفان جوخ <span> </span><span> </span></span></span><span style="color: #cc0000;"><span style="mso-spacerun: yes;"><span style="font-size: large;"> </span> </span></span></span></b><b><span dir="LTR" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;"></span></b></div>
</div>
Anonymoushttp://www.blogger.com/profile/07982777347781247280noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-4039480514383934344.post-75224228778699907132013-09-29T19:38:00.002+02:002013-09-29T19:38:40.066+02:00ليالي سبتمبر <div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhG3arHxGoTX9OGUzFo3Bvht7v-vDM_P0rsQHiFtENzCpwaK7Jw1eZCz0HH6-14WlIxWSaAazTaf3kniGYX_4l_lXAakeXc_l4u6pNOb-4NakTWwI6iifo4Vof-Wp1U4KIlGUQIr85hQyo/s1600/dali104.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhG3arHxGoTX9OGUzFo3Bvht7v-vDM_P0rsQHiFtENzCpwaK7Jw1eZCz0HH6-14WlIxWSaAazTaf3kniGYX_4l_lXAakeXc_l4u6pNOb-4NakTWwI6iifo4Vof-Wp1U4KIlGUQIr85hQyo/s320/dali104.jpg" width="309" /></a></div>
<!--[if gte mso 9]><xml>
<w:WordDocument>
<w:View>Normal</w:View>
<w:Zoom>0</w:Zoom>
<w:PunctuationKerning/>
<w:ValidateAgainstSchemas/>
<w:SaveIfXMLInvalid>false</w:SaveIfXMLInvalid>
<w:IgnoreMixedContent>false</w:IgnoreMixedContent>
<w:AlwaysShowPlaceholderText>false</w:AlwaysShowPlaceholderText>
<w:Compatibility>
<w:BreakWrappedTables/>
<w:SnapToGridInCell/>
<w:WrapTextWithPunct/>
<w:UseAsianBreakRules/>
<w:DontGrowAutofit/>
</w:Compatibility>
<w:BrowserLevel>MicrosoftInternetExplorer4</w:BrowserLevel>
</w:WordDocument>
</xml><![endif]-->
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">نفض التراب عن فاترينة المحل التي تأخذ ناصيتين على
الشارع الصغير الذي يسكن فيه ، والشارع الرئيسي الذي يمر فيه ترام محطة الرمل ،
قبل موعد المسلسل الإذاعي في الخامسة والربع من كل يوم يتحرك ببطء بعد تثاقل الزمن
عليه ويٌخرج خرقة القماش الصفراء ويقوم بتلميع فاترينة المكتبة من غبار الترام
والسيارات ....<br />
منتصف سبتمبر تبدأ الشمس في الغروب مبكراً ، تحاصر السحب الشمالية الغازية من وراء
البحر المدينة ، تحجب عنها الشمس وتحرمها قليلاً من ذلك الشال الذي يحتضنها في
أوقات الرياح الباردة<span> </span>قبل أن تبدأ نوات
الغضب في أواخر الخريف ....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">ثقل جسمه ووهن عظمه فأصبح لا يستطيع مقاومة الرياح
الخريفية فيغادر منزله القريب من المكتبة متدثراً بوشاح حول صدره ، نظارته السميكة
لم يكن ليفارقها حتى في نومه ، شعره الأبيض الكثيف كالثلج يظل شاهداً على صراعه
السرمدي مع الزمن ....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">من شرفتها المطلة على الشارع الصغير المتفرع من شارع
الترام تكاد ترى المكتبة ، شرفة واسعة أكل ملح البحر ورطوبته قوائمها المعدنية
لكنها مازالت صامدة ، تلك المنضدة الصغيرة التي يقفز عليها القط دائما ليبسط
زراعيه ويمارس كسله المعتاد ، حول تلك المنضدة كرسيان موضعان عليهما مخدتين
نحيفتين ....<br />
تأتي بإبرتين غزل الصوف وبعض كور الصوف الملونة تحيك شال أخر لم ينتهي بعد <span> </span>، لم يُرزقا بالأولاد ولم يعلما من السبب لكنهما
لم يباليا ...</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">تثاءب القط وهرش في أذنيه ثم ركز عينيه اللامعتين على
كرة الصوف فأنقض عليها يدحرجها ، فدفعته بيديها محذرة فخضع وديعاً وجلس على
المنضدة يراقب الشال الذي لم ينتهي بعد ....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">هدأت أقدام المارة لم يتبقى سوى بعض الأطفال العائدين من
مدارسهم المسائية ، يمر الترام محدثاً برقاً ينعكس على فاترينة المكتبة ...</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">أعدت أبريق الشاي وقطعة الفطير وكوبين ووضعتهم في حقيبة
صغيرة ، ثم وضعت بعض الحليب للقط في وعائه الصغير بجوار باب المطبخ ، ثم أحكمت غلق
شقتها وتمشت قليلاً إلى زوجها في المكتبة ، أستقبلها بابتسامة حانية لم تتغير منذ
ثلاثون عاماً كأنه يبتسم لها تلك الابتسامة الأولى ، جلست بجواره وأخرجت أبريق
الشاي والفطير المحلى وجلسا يتسامران ويتبادلان أحاديث المساء .....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">تقف أمام الفاترينة تبحث عن كتاب بين الكتب المعروضة ،
شعرها الكستنائي <span> </span>المنطلق بحرية على كتفيها
الصغيرين أضاف عليه الغروب همسهُ اللعوب فأصبح أرجوانيا قليلاً ، تبحث في قلق عن
ذلك الكتاب الذي لم تجده على الرصيف بالقرب من محطة الرمل ، نظراتها القلقة
الحائرة تسللت عبر الفاترينة للعجوزين خل المكتبة ، فظلا راقبها في صمت حتى تدخل
المكتبة وتسأل عما تبحث عنه .....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">عبر الشارع سريعاً ، لم ينتظر توقف السيارات لكنه مر
بينها<span> </span>فكادت تصدمه أحداها ، فزعق سائق
السيارة من نافذتها ثم أنطلق مرة أخرى ، وقف بجوارها يلقي نظرة على الكتب المعروضة
، رفع عينيه في الفترينة فالتقت بعينيها المنعكستين على الزجاج ، توقف برهة يتذكر
أين رآها من قبل ؟؟ أنها تشبهها تماماً ، كأنها هي لم تتغير منذ عشر سنوات ، أحبها
في الجامعة ، أمسك بيديها في ذلك الشارع وعلى والكورنيش وفي السينما ، هنا كانت
تذوب همساتهما وضحكاتهما بين الزحام وصوت الترام وبين زخّات المطر في أيام يناير
القاسية ....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">نظرة حائرة ونظرة قلقة تراقبهما عينا العجوزان خلف
فترينة المكتبة ...</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">دخلت إلى المكتبة فوقف لها العجوز مرحباً بها ، فسألته
عن كتاب في الأدب اللاتيني لايزابيل الليندي ، أبتسم لها ثم طلب منها الانتظار
قليلاً ...</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">قدمت لها العجوز الشاي ، فشكرتها وظلت تدور بعينيها بين
الكتب المرتصة في كل أركان المكتبة<span> </span>......<br />
أتى لها العجوز بالكتاب ، فتهلل وجهها وانفرجت أساريرها وظلت تشكره كثيراً ، أزاحت
خصلات الشعر المتطايرة على عينيها ثم انصرفت ....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">وقف أمام باب المكتبة ينتظرها فاصطدمت به ، نظرت له
باندهاش وكاد الكتاب يسقط منها ...</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">سألها أن كانت تتذكره وأخبرها باسمه !!!</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">وقفا سوياً على حافة الرصيف يمر أمامها الترام ، أبدت
قلقها ، استمر يذكرها بنفسه !!</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">سألها هل أنتي فلانة ؟؟</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">أخذت تتلفت إلى سيارة تاكسي ثم قالت : معذرة لست هي ...
ربما تشبهني ، لكنني لست هي ....<br />
عبر ببطء إلى الشارع الأخر وظل يراقبها من بعيد ...<br />
كان يغلق المكتبة ويساعده في غلقها أحد صبيان القهوة المجاورة للمكتبة ، وزوجته
تنتظر بالقرب منه ، أحكم إغلاق مكتبته<span>
</span>وأمسكها بيدا بعضهما وتمشى إلى البيت ....<br />
ركبت التاكسي وانطلق بها وزاغ بين السيارات والزحام ، نظر اليها وظل يتتبعها
بعينيه إلى إن اختفت <span> </span>، ثم غادر في اتجاه
شارع الكورنيش ....</span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="color: #cc0000;"><span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ </span></b></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><span style="color: #cc0000;"><b><span lang="AR-EG">اللوحة لسلفادور دالي </span></b></span><b><span dir="LTR"></span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><!--[if gte mso 9]><xml>
<w:LatentStyles DefLockedState="false" LatentStyleCount="156">
</w:LatentStyles>
</xml><![endif]--><!--[if gte mso 10]>
<style>
/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:"جدول عادي";
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:"";
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:"Times New Roman";
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}
</style>
<![endif]--><br /></div>
Anonymoushttp://www.blogger.com/profile/07982777347781247280noreply@blogger.com1tag:blogger.com,1999:blog-4039480514383934344.post-5157704339998125822013-08-29T00:47:00.003+02:002013-10-21T18:07:22.833+02:00نباح الكلاب <div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEj-lMRgn-AZ801_gNon_ZwIOf68qKRlkRSG7AX2_D5W8DuL93OtKn23uXctSkcTXEbL6HUVbfhF5sbUIfEuK88QJR4ARvHllke7jq1V1Ubp1l12rEX3_ANFm59UzlK5QajIGg1mIBpu6Hg/s1600/523833_428864067157950_1754056067_n.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="213" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEj-lMRgn-AZ801_gNon_ZwIOf68qKRlkRSG7AX2_D5W8DuL93OtKn23uXctSkcTXEbL6HUVbfhF5sbUIfEuK88QJR4ARvHllke7jq1V1Ubp1l12rEX3_ANFm59UzlK5QajIGg1mIBpu6Hg/s320/523833_428864067157950_1754056067_n.jpg" width="320" /></a></div>
<!--[if gte mso 9]><xml>
<w:WordDocument>
<w:View>Normal</w:View>
<w:Zoom>0</w:Zoom>
<w:PunctuationKerning/>
<w:ValidateAgainstSchemas/>
<w:SaveIfXMLInvalid>false</w:SaveIfXMLInvalid>
<w:IgnoreMixedContent>false</w:IgnoreMixedContent>
<w:AlwaysShowPlaceholderText>false</w:AlwaysShowPlaceholderText>
<w:Compatibility>
<w:BreakWrappedTables/>
<w:SnapToGridInCell/>
<w:WrapTextWithPunct/>
<w:UseAsianBreakRules/>
<w:DontGrowAutofit/>
</w:Compatibility>
<w:BrowserLevel>MicrosoftInternetExplorer4</w:BrowserLevel>
</w:WordDocument>
</xml><![endif]-->
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">الضوء المنبعث من الشباك المطل على ساحة البيت القديم لم
يكن ليخترق ضباب الشتاء الثقيل ، دائماً ليالي يناير الباردة ينقض فيها الضباب
بأجنحته الثقيلة كطائر رخ على البيت
القريب من النهر ...<br />
تُنزل الستائر على الشباك خوفاً من تسلل البعوض المتربص والخائف من الضباب ، وضعت
أسطوانة الموسيقى الهادئة في جهاز الأسطوانات وأدارته ، أحدثت الأسطوانة حشرجة
ضعيفة ثم دارت في هدوء ...<br />
نظرت للمرأه وضعت كفيها على نهديها أحست بالبرودة بعض الشيء لكنها نزعت عنها ثوبها
الثقيل فأنفجر نهديها كعيون الماء الدافئة ينساب شعرها الأسود عليه كخيولٍ عربية
عطشى وقفت لترتوي من نبع نهديها المتفجر دائماً ، رأته يضع يديه على كتفيها فسارت
القشعريرة عبر جسدها تُحيي الممات فيها ، حنت بخدها على كفه الساكن فوق كتفها ،
توارى العتاب واللوم الذي يقف متربصاً على لسانها ، إلى متى الانتظار لقد تأخرت
كثيراً ، لما تركتني وحيدة كل هذا الوقت ؟ .. لم تسمع منه إجابة إلا ابتسامته
المعهودة ....<br />
بدأ أطلاق الأعيرة النارية التي تأتي من الضفة الأخرى للنهر ، يعقبه نباح الكلاب
الذي يبدو كصراخ النساء الثكلى أو الفزعة
، تبتعد الأصوات وتقترب ، تشتد الريح الشتوية فينقطع النور في الغرفة ويعود
للتو ، لا تبالي بما تسمعه فقط ترتمي في أحضانه تتنفس ذلك العطر الذي طالما اشتاقت
إليه ....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">ترك الصبي الصغير يلعب بدراجته الصغيرة وسط الدار ، وصرخ
فيه بأن لا يغادر الدار ويخرج خلفه .....<br />
لفت انتباهه البرواز المعلق على الحائط الذي
يحوي صورته بالزى العسكري وقد مالت كثيراً ، أغتاظ ثم عدّلها وفتح خزنته الكبيرة
وأخرج بندقيته منها ، وضع طلقات الرصاص في جيبه وجمع بعض الحطب من المطبخ ثم خرج
إلى ساحة الدار في الخارج ....<br />
أحس بالريح الباردة تهاجمه فأرتعش جسمه الضخم الذي أصابه الكبر لكنه محتفظ ببقايا
قوة غابرة ، عاد إلى داخل الدار وتلفح بالشال حول رقبته وعاد إلى ساحة الدار في
الخارج ....<br />
القمر مختنقاً في ليلته التي يعود فيها مكتملاً ، السحب الثقيلة تحاصره ولا تعطيه
سبيلاً لأي أطلاله على الكون ...<br />
جلس على الأريكة الخشبية ، وجد صعوبة في إشعال الحطب ، لكنه نجح في إشعالها فبدأت
السنة اللهب تنبعث منها ....<br />
عاد أطلاق النار من الناحية الأخرى من النهر أعقبه نباح الكلاب ، كان قريباًً هذه
المرة ...<br />
أصابه الحنق والخوف معاً ، وضع رصاصتين في بندقيته وأطلقهما في الضباب باتجاه
النهر ، ثم صرخ : لن تجرؤا على الاقتراب من بيتي ، سأقتلكم جميعاً أنني أعرفكم
وأعرف ماذا تريدون ، أظهروا لي وجهكم أن كنتم شجعاناً ...<br />
كلما أزداد غضبه تزيد الكلاب نباحها ....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">الصبي يجول في البيت بدراجته بكل حرية ، كلما سمع صوت
أبيه يضحك لا يبالي .. ربما يكون قد أعتاده ...<br />
يذهب بدراجته إلى غرفة الخزانة فيجدها قد ملأها النمل والفئران وقد تشققت جدرانها
، فيصاب بالفزع ، يخرج بدراجته يذهب ناحية الحمام القديم المُغلق منذ سنين فيجد
الماء يتسلل من أسفل الباب ....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">يترك دراجته على حافة السلم ثم يصعد إلى الدور الثاني
وطرق الباب على أخته فلم تفتح له ...<br />
هبط على درجات السلم سريعاً فسقط ، ثم قام وجلس بجوار دراجته ...<br />
زادت طلقات الأعيرة النارية وكانت قريبة هذه المرة ونباح الكلاب المستغيثة يعقبها
بلا هوادة ، وهو يصرخ تحت السُحب الثقيلة التي بدأت تغضب فأحدثت رعداً وبرقاً بدون
رحمة ...<br />
عمّر بندقيته وأخذ يطلق الرصاص مخترقاً المطر والضباب مردداً وصارخاً : سأقتلكم
جميعاً ، أنا لا أخافكم ....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">نظرت إلى عينيه أيقنت أنه المرفأ الأمن لقاربها التائه
في بحر لُجيٍ مُظلم عظيم الموج ، قالت له : أحبك ...<br />
أحست بكفيه يمسك خصرها بحنو ، ثم وضعت يديها حول رقبته وطلبت منه يرقص معها ...<br />
أحنت رأسها على صدره في سرمدية حلمها الذي لم يتوقف ....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">خرج الصبي متعباً إلى خارج الدار يستغيث بابيه ، فصرخ الأب بوجهه
: ألم أطلب منك أن لا تخرج من البيت أبداً ، أدخل حالاً ...<br />
فزع الصبي وعاد إلى الداخل على الفور ، صعد مرة أخرى إلى الدور الثاني وأطرق الباب
على أخته فلم تستجيب له ، حاول فتح الباب ففتح معه فوجد أخته ترقص مع نفسها وتتكلم
مع الفراغ !!<br />
بكى أمامها ودفعها ، فانتفضت فزعة ثم زاغ بصرها تبحث عن حبيبها ، ثم بكت وقالت :
لما تركتني ثانية ؟ أين أنت ؟ لا تتركني مرة أخرى ، سأموت هذه المرة أن تركتني ...<br />
سمعت صراخ أبيها ونباح الكلاب المستغيثة ، والرعد والريح يهزان النافذة ونور
المصباح ينقطع ويعود ، وضعت يدها على أذنيها وصرخت : كفى .....<br />
بدأت الجدران تتشقق ويتساقط السقف عليهما ، أمسكت بيد أخيها وركضت مسرعة ، الفئران
تهرب مسرعة بجوارهما ، هبطت السلم وهو يتأرجح بقوة ...<br />
وصلا إلى خارج الدار ، وجدا الأب يصوب سلاحه إلى الضباب ، أمسكا فيه يصرخان : أنه
البيت ينهار ، السقف يتساقط والسلم يتأرجح والفئران تحتل المنزل ، والمياه اندفعت
في كل مكان ...<br />
نظر إلى البيت وجده يهوي والدخان يخرج منه ، خلع شاله ورمى سلاحه ثم دخل إلى البيت
...<br />
أمسكت الفتاة فيه وقالت لا تتركنا ستموت في الداخل ، نزع يدها عنه وركض إلى البيت
...<br />
أنهار البيت واندلعت النيران فيه ، ظل يقاوم فوجد البرواز الذي يحوي صورته بالبذلة
العسكرية قد سقط ، أمسكه وأزاح عنه التراب ثم سقط بجواره ....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">أحس الصبي بالبرودة فاحتضنته ووضعت الشال عليها وعليه
وتمشى إلى أن جلسا بجوار النهر ...<br />
كان المطر قد توقف والرعد والبرق هدئا غضبهما ، أذان الفجر يأتي مكبراً من الضفة
الأخرى من النهر ، نبحت الكلاب النباح الأخير ثم سكنت ....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">الصباح يحبوا خجلاً خلف ستار الليل الأسود قادماً من
الشرق من ضفة النهر الشرقية ....<br />
يمر رجلاً من بعيد يحمل سلاحاً ، ربما يكون هو صائد الكلاب الضالة ...</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">تجمع بعض المارة حول البيت المنهار يهمهمون ويتساءلون
أين أهل الدار ؟؟ <br />
جلست الفتاة على حافة النهر محتضنة أخيها الصغير ينعكس عليهما الصباح الذي أشرق من
الضفة الأخرى .....</span></b><b><span dir="LTR"></span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><!--[if gte mso 9]><xml>
<w:LatentStyles DefLockedState="false" LatentStyleCount="156">
</w:LatentStyles>
</xml><![endif]--><!--[if gte mso 10]>
<style>
/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:"جدول عادي";
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:"";
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:"Times New Roman";
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}
</style>
<![endif]--></div>
Anonymoushttp://www.blogger.com/profile/07982777347781247280noreply@blogger.com2tag:blogger.com,1999:blog-4039480514383934344.post-12133313089800197482013-07-31T22:01:00.000+02:002013-07-31T22:03:26.763+02:00شمس <div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiw46MJzse0jYLDQu9zshWaWifTRQfIXRacBLITa8-gygT2RbeCrnMWbPEJPfQV5uAYTTvNFOFN1ZHmiimAPmgHj_qFvOfhG9RMUUtG7mBmQUqlaAPMDcycI-8LIKITuBlqqSZTYd1pLjY/s1600/311010_166121073466482_164012903677299_337572_3609724_n.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiw46MJzse0jYLDQu9zshWaWifTRQfIXRacBLITa8-gygT2RbeCrnMWbPEJPfQV5uAYTTvNFOFN1ZHmiimAPmgHj_qFvOfhG9RMUUtG7mBmQUqlaAPMDcycI-8LIKITuBlqqSZTYd1pLjY/s320/311010_166121073466482_164012903677299_337572_3609724_n.jpg" width="235" /></a></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;">مترو الميرغني والنزهة لم يعدا يمران أسفل البيت القديم
بكثرة كما كانا بالماضي ، زحام سيارات الأجرة والأتوبيسات الكبيرة طغى على صوت
ارتجاج المترو والبرق الذي يخطف الأبصار عندما يحتك بالكابلات الكهربائية ....<o:p></o:p></span></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;"> الشُرفة القديمة
التي تطل على الميدان الكبير شاخت لم تعد
تحتمل اتكاء الزمن عليها ، على الجدران سالت أمطار الشتاء كدموعٍ شقت طريقها تجعلها شاهدة على الميدان الكبير ، أصص
الجارونيا والدراسينا التي طالما اعتنى
بها وجلس ليرويها قبل الغروب ، ملقاة
كصبار قبرٍ بدون شوك .....<o:p></o:p></span></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;">أنتبه لصوت الحمالين وهم يتململون في ساحة البيت بالدور
الأول وأحدهم ينادي سينقضي النهار ولم نفعل شيئاً بعد ....<o:p></o:p></span></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;">أخرج عدة مفاتيح وأخذ يجرب واحداً تلو الأخر حتى أستطاع
أن يفتح باب المكتب ، رائحة الخشب القديم والتراب المعتق أصابته بالدوار ، لم
يلاحظ ذلك العنكبوت الطاعن في السن الذي هرب وتسلل خلف المكتبة ....<o:p></o:p></span></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;">هنا طفل صغير يتلصص خلف باب المكتب ، العم شمس يمسك العود
يشد الأوتار ثم يبدأ في عزف ألحانه وتغني عليها سيدة جميلة صوتها كأنه قادم من
الأساطير ، يدخن سيجاراً ثم يعيد اللحن مرة أخرى ويطالب السيدة بإعادة الغناء ، يتوقف ثانية وينظر الى الباب ، يقف
الطفل خجلاً يغلق الباب ببطء فيناديه العم شمس ويجلسه بجواره ، مبتسماً : هذا ابن
أخي .....<o:p></o:p></span></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;">في الشُرفة القديمة يحتسي الشاي تنعكس في عينيه شمس
الأصيل ، تلك العينين اللامعتين تُخفي خلف ستائرها غموضاً وحزناً لم يكن ليفهمه
ذلك الطفل الصغير الذي يجلس بجواره مبهوراً بالعود والألحان والملابس المبهجة التي
يتأنق بها العم شمس ، ينظر إليه كمهرج
السيرك الذي يغُرقه بالسعادة لكنه لا يرى مايخُفيه الوجه الباسم والشارب الممشوق
المدبب ....<br />
يُمسكه من كفه الصغير ويتمشيان سوياً في صباح أيام الجمعة في شوارع مصر الجديدة
الواسعة ، أسفل أشجار السرو والكافور بجوار كنيسة البازليك ، يقفان أمام دكان
الحلويات ، يتعرف عليه البائع العجوز ويسأله : أمرك يافنان ، منذ زمن لم نراك
الدكان كله ملكك ....<br />
في الحديقة الخلفية للكنيسة القديمة يعلم الطفل الصغير العزف على العود ، ثم يغني
له بعض ألحانه فيتجمع المارة حولهما ثم يصفقون له بعد أن ينتهي .....<o:p></o:p></span></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;">لم يدرك الصبي الصغير ماهية الأدوية الكثيرة التي تملئ
البيت ، في الثلاجة وعلى الطاولة الصغيرة بجوار السرير ، ينظر إلى عينيه لم يدري
لماذا أنطفأ ذلك اللمعان الغامض ، ولما بهِت الشارب الممشوق المدبب ...<br />
في الصباح قبل ذهابه إلى المدرسة يأتيه العم شمس بالفطور المعتاد الحليب والمربى
وقطعة الزبد الصغيرة وبيضة مسلوقة ثم يفطران سوياً ، يعود من مدرسته فيجده يعزف
بدون غناء وحيداً على كرسيه البامبو في الشُرفة المطلة على ميدان ، ضِعف صوت شمس
لا يستطيع الغناء بعد الآن ، لم يعد يستطيع مجابهة صوت المترو وحشرجته وزحام
الميدان ......<o:p></o:p></span></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;">يضع الراديو بجواره على الطاولة الصغيرة ممسكاً الجريدة
، جسده النحيل لم يعد يقاوم نسمات أكتوبر الباردة ، فيطلب من الصبي الشال الصغير ،
يجلسان سوياً في الشُرفة يستمعان إلى الراديو فتأتي أغنية يبتسم وتلمع عيناه ويقول
: هذه من الحان عمك شمس ....<br />
وقف الصبي ناظراً الى الميدان ثم نظر لعمه وقال : لماذا تحب تلك الملابس المبهجة
؟؟ <br />
ضحك شمس وهو يضع العود بجواره : حياتي هي تلك الألوان وحتى لا ينساني الناس ....<o:p></o:p></span></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;">يمر المترو فُيحدث حشرجته وضوضائه المعتادة وتهتز
الشُرفة القديمة فينظر للصبي ويقول : تُرى من سيصمد أكثر البيوت أم المترو القديم
؟؟ <o:p></o:p></span></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;">في تلك الليلة من ليالي يناير الباردة والقاسية ، أشتد
المرض بشمس لم يتوقف عن السُعال طوال الليل ،ولم يتوقف المطر تلك الليلة ، نام
الصبي في غرفته واستفاق في الصباح على صوت قطرات المطر ترتطم بالشباك وصراخ الجدة مات
شمس .....<o:p></o:p></span></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;">أدرك وحدته عندما جلس على الكرسي البامبو في الشُرفة
القديمة بجواره الراديو على الطاولة الصغيرة كل نصف ساعة يمر المترو بحشرجتهِ
وضوضائه ، مازال البيت القديم يقاوم المترو والميدان ، بينما الزحام لا يبالي ولا
أحد يبالي .......<o:p></o:p></span></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;">صرخ أحدهم احترس هذا المكتب من الأبنوس أحمله وأنزله
بحرص ، ثم جاء إليه أخر وقال : لقد حملنا
كل العفش ولم يتبقى سوى بعض الصور المعُلقة على الحائط ....<br />
نظر الى غرفة المكتب فوجد العنكبوت الطاعن في السن يتعلق بأحد الأركان ، ثم قال
للحمّال : لا سأنزل أنا الصور ....<br />
أغلق باب الشُرفة المطلة على الميدان فأظلمت الغرفة رويدا رويداً ...<o:p></o:p></span></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG"><span style="font-size: large;">وضع صورة العم شمس في الصندوق ووقف في منتصف الميدان يمر
أمامه مترو الميرغني وعبد العزيز فهمي محدثاً حشرجته وضوضائه المعتادة وسط الزحام
,,,,,,,<o:p></o:p></span></span></b></div>
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="color: #cc0000; font-size: large;"><b>ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ<br />اللوحة لبابلو بيكاسو</b></span></div>
</div>
Anonymoushttp://www.blogger.com/profile/07982777347781247280noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-4039480514383934344.post-58461983687046883912013-06-17T00:15:00.002+02:002013-06-17T00:15:34.092+02:00الآن أغمض عيني <div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiijUn9p-LQqs95YnEd1ZzHbmvoM2ato_eXXunHFfDJdtnWs5WAXXCQi-vjX-YlO8AykfH9k22fjjT6KAzIAihKKIBgK_02AEyj_O-jQZ5GDZwhigaxd2uxc8choedA8CsJYitp7DLIMVU/s1600/picasso44.JPG" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiijUn9p-LQqs95YnEd1ZzHbmvoM2ato_eXXunHFfDJdtnWs5WAXXCQi-vjX-YlO8AykfH9k22fjjT6KAzIAihKKIBgK_02AEyj_O-jQZ5GDZwhigaxd2uxc8choedA8CsJYitp7DLIMVU/s320/picasso44.JPG" width="238" /></a></div>
<!--[if gte mso 9]><xml>
<w:WordDocument>
<w:View>Normal</w:View>
<w:Zoom>0</w:Zoom>
<w:PunctuationKerning/>
<w:ValidateAgainstSchemas/>
<w:SaveIfXMLInvalid>false</w:SaveIfXMLInvalid>
<w:IgnoreMixedContent>false</w:IgnoreMixedContent>
<w:AlwaysShowPlaceholderText>false</w:AlwaysShowPlaceholderText>
<w:Compatibility>
<w:BreakWrappedTables/>
<w:SnapToGridInCell/>
<w:WrapTextWithPunct/>
<w:UseAsianBreakRules/>
<w:DontGrowAutofit/>
</w:Compatibility>
<w:BrowserLevel>MicrosoftInternetExplorer4</w:BrowserLevel>
</w:WordDocument>
</xml><![endif]--><br />
<!--[if gte mso 9]><xml>
<w:LatentStyles DefLockedState="false" LatentStyleCount="156">
</w:LatentStyles>
</xml><![endif]--><!--[if gte mso 10]>
<style>
/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:"جدول عادي";
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:"";
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:"Times New Roman";
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}
</style>
<![endif]-->
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">كادت أن تسقط منه حقيبة لوحاته وأقلامه الرصاص ، كاد هو
نفسه أن يموت في الحال لولا أن تجاوزته السيارة المسرعة مع صراخ سائقها ونعته
بالجنون والغباء ، عبر الطريق التي تتسارع فيه السيارات وقت الغروب ، وهن مشيته
ولا مبالاته تجعل السيارات تدفع ماء المطر الممزوج بالطين العالق بالإسفلت على
بنطاله الرث ....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">وقف على الكورنيش ناظراً للبحر مستقبلاً رياحه
المالحة<span> </span>بوجهه الشاحب ذو اللحية السوداء
المرصعة ببعض الشيب الأبيض لم يمل الانتظار والترقب ثلاثون عاماً يبحث عنها في تلك
الشوارع المزدحمة على هذا الكورنيش بين همسات المحبين تحت مطر الشتاء وضحكات وسمر الأطفال
في ليالي الصيف الطويلة ، في وجه فتاة لم تتجاوز العشرين كما رسمها من صورة
فوتوغرافية<span> </span>قديمة ، في أضواء السيارات
المسرعة ولوحات الإعلانات المتراصة على الطريق ، خلف فاترينات الدكاكين المتلألئة
في كل الأوقات .....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">نفض قليلاً من الطين العالق على بِنطاله ثم بحث عن أريكة
يجلس عليها ، جلس فظهرت قدميه نحيلتين أسفل بِنطاله القصير ، أحس ببعض البرودة لكن
لم يبالي ....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">أخرج من حقيبته قطعة الفطير المتبقية من الصباح فبللتها
قطرات المطر الصغيرة وسال السمن منها على يديه ، فغسلتها قطرات المطر التي بدت
ثقيلة واخرج منديله كي ينظف أصابعه جيداً .....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">جلس صامتاً يستمع لمزيج من الأصوات كأنها كونشيرتو ،
الموج ، صراخ طفل ، ضحكة فتاه ، موسيقى صاخبة قادمة من أحدى السيارات ...</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">جلست بجواره على الطرف الأخر من الأريكة الخشبية ، ناظرة
هي الأخرى الى البحر مثله كأنها تنتظر شيء ما ، فتاة لم تتجاوز العشرين من عمرها
....<br />
توقف المطر وزادت الريح قليلاً ، نظر لها بعينين حانيتين ثم قال خجلاً : تسمحي لي
أن أرسمك وأهديكِ اللوحة بدون مقابل ؟؟</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">فوجئت بطلبه .. لملمت شعرها المتطاير على عينيها وقالت :
أنت رسام ؟؟ <br />
قال بابتسامة هادئة : رسام هاوٍ أرسم بالرصاص والفحم ... أخرج من حقيبته بعض
اللوحات المرسومة بالرصاص والفحم وقال : هذه بعض لوحاتي ... وأعطاها إياها .....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">أخذت منه اللوحات ، كادت الريح أن تطيرها من يديها ،
قلبتها واحدة تلو الأخرى<span> </span>، تأملتها طويلاً
ثم قالت له باندهاش : إنها لفتاة واحدة<span> </span>،
نفس الوجه والملامح والنظرة الخجلة !!</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">أخرج لوحة بيضاء فارغة وقلمه الرصاص ونظر لها مبتسماً
ابتسامته الهادئة الحزينة وبدأ يخط قلمه على اللوحة وقال : نعم أنها لفتاة واحدة
ووجهاً واحداً ... ثلاثون عاماً مضت على معرفتي بها ، عاد صديق لي من السفر بعد
غياب طويل وذهبت إلى بيته كي أزوره ، كانت صورتها الفوتوغرافية معلقة على
الحائط<span> </span>في غرفة الاستقبال <span> </span>، عينان صافيتان كأنهما ميلاد الكون منهما صعود
الشمس صباحا ً وغروبها بعد أصيل قرمزيٍ جامح ، طلة القمر ليلاً متباهياً على سائر
النجوم ، يلامس عينيها خصلات سوداء كستار كهف سحري يعج بالأساطير والأسرار ، لا
أدري كيف ولماذا انسقت دون إرادتي كطفل تجره أمه لعالم السحر والحكايات ،<span> </span>إلى وجه فتاة في صورة فوتوغرافية .....<br />
كانت أخته الميتة منذ أربعين يوماً .....<span> </span></span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG"><span> </span>كان يسرد حكايته
وهو يرسمها ، شعرها المتطاير عصيّ عليها كلما لملمته ينطلق بحرية مرة أخرى ....<br />
لمعت عينيها وقالت : كانت ميتة !! </span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">أنتهي من نصف وجهها عينيها وشعرها المتطاير وبدأ في رسم
أنفها الممتد على وجهها كجدول ماء نبعه مابين عينيها ومصبه عند شفاه رقيقه كواديٍ
صغير ....<br />
قال وهو يتأملها كي يستكمل بقية البورتريه : صورتها تطاردني منذ ثلاثين عاماً ،
تطاردني وتدفعني للبحث عنها ... أسيراً لا يملك مفتاح قيده كي يصبح حراً ... كلما
جلست مع صديقي أطلب منه أن يحكي لي عنها منذ طفولتها البسيطة مروراً بسحر صباها
حتى أصبحت فتاة امتلكت سر كل أنثى في هذا العالم ... أحببت بين أحضان الموت وأبحث
بين جدران الموت إلى أن أسكن إليه أبدا ......</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">انتهى من اللوحة وتأملها لبرهة ثم أعطاها للفتاة ، كانت
الريح قد هدأت قليلاً ، وبدأ المطر غيثه من جديد بقطرات قليلة لكنها ثقيلة<span> </span>....<br />
أخذتها وظلت تنظر إليها بإعجاب ثم طوتها وهي تنظر للبحر وتُحكم شالها على صدرها
بعد أن أحست بالبرودة ثم قامت كي ترحل ...<br />
ألتفتت إليه وقالت : ظللت تبحث عن روحها ثلاثون عاماً لكنك قريبا ستذهب أنت إليها
كي تجتمعان سوياً ، ستُغمض عينيك وتكون معها .......</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">انصرفت تعبر الطريق وسط السيارات المسرعة ، يلمع شعرها
ويتطاير ، تُحكم شالها على صدرها خوفاً من البرد ....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;"><span style="font-size: large;">ظل جالساً على الأريكة الخشبية أمام البحر يدور الكون من
حوله ولا يبالي ينظر إلى الأفق البعيد الممتد إلى مالا نهاية ....<br />
أقترب الفجر ، ظل يتمشى كثيراً إلى أن وصل إلى المقبرة القديمة ، كان الضوء يحبو
كطفل صغير قادماً من الشرق يبدد الظلام رويدا رويداً ، فتح باب المقبرة الذي أكلته
رياح البحر المالحة فجعلته يزمجر قليلاً ....<br />
أخرج لوحاتها ووضعها بجوار قبرها ، كل لوحة ثبتها بحجرٍ صغير حتى لا تطيرها الرياح
، جلس بجوارها ، فانكشفت قدميه النحيلتين فأحس بالبرودة لكنه لم يبالي ....<br />
أنفاسه بطيئة ، دقات قلبه ربما أصابها تعب البحث والانتظار لم يدري إن توقفت أم لا
....<br />
قال وهو يبتسم ابتسامته<span> </span>الهادئة الحزينة
الآن أغمض عيني ,,,,,,,,,</span></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;"><span style="font-size: large;"><span style="color: #cc0000;">ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ<br />اللوحة لبابلو بيكاسو </span></span><span style="mso-spacerun: yes;"><span style="color: #cc0000;"><span style="font-size: large;"> </span> </span></span></span></b></div>
</div>
Anonymoushttp://www.blogger.com/profile/07982777347781247280noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-4039480514383934344.post-13735509164360450722013-05-28T16:29:00.001+02:002013-05-29T00:58:05.982+02:00ترنيمة الظلام <div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhkN1EYzAIGz95-CbSszUuuHxgkcbUOWyqJtgCFTxED6dZY_cOUww2P65sxzFYL5P1iCjkW3VWSYR6M-zHNm6UWhZ-qwgBxPeU9CS8nF5ULY4EYW1YUn_UzBqDQxb4GGwxJbesxFJgA_6U/s1600/fog.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="224" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhkN1EYzAIGz95-CbSszUuuHxgkcbUOWyqJtgCFTxED6dZY_cOUww2P65sxzFYL5P1iCjkW3VWSYR6M-zHNm6UWhZ-qwgBxPeU9CS8nF5ULY4EYW1YUn_UzBqDQxb4GGwxJbesxFJgA_6U/s320/fog.jpg" width="320" /></a></div>
<!--[if gte mso 9]><xml>
<w:WordDocument>
<w:View>Normal</w:View>
<w:Zoom>0</w:Zoom>
<w:PunctuationKerning/>
<w:ValidateAgainstSchemas/>
<w:SaveIfXMLInvalid>false</w:SaveIfXMLInvalid>
<w:IgnoreMixedContent>false</w:IgnoreMixedContent>
<w:AlwaysShowPlaceholderText>false</w:AlwaysShowPlaceholderText>
<w:Compatibility>
<w:BreakWrappedTables/>
<w:SnapToGridInCell/>
<w:WrapTextWithPunct/>
<w:UseAsianBreakRules/>
<w:DontGrowAutofit/>
</w:Compatibility>
<w:BrowserLevel>MicrosoftInternetExplorer4</w:BrowserLevel>
</w:WordDocument>
</xml><![endif]--><br />
<!--[if gte mso 9]><xml>
<w:LatentStyles DefLockedState="false" LatentStyleCount="156">
</w:LatentStyles>
</xml><![endif]--><!--[if gte mso 10]>
<style>
/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:"جدول عادي";
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:"";
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:"Times New Roman";
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}
</style>
<![endif]--><!--[if gte mso 9]><xml>
<o:shapedefaults v:ext="edit" spidmax="1026"/>
</xml><![endif]--><!--[if gte mso 9]><xml>
<o:shapelayout v:ext="edit">
<o:idmap v:ext="edit" data="1"/>
</o:shapelayout></xml><![endif]-->
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">رن جرس الهاتف وأصدر طنينه مجدداً ، ذلك الضوء المرتعش
والمهتز ينبعث في الظلام بجواره وأسفل عجلة القيادة ، صوته ضعيفاً لا يضاهي صوت
الموسيقى الهادئة ولكنها مرتفعة نسبياً ، دائماً تعّود أن يستمع الى الموسيقى
بصوتٍ مرتفع ...</span></b><br />
<b><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">القى عليه نظره خاطفه كان لا ينوي ان يرد على أحد ، كان
يوماً شاقاً ومرهق يريد أن يعود سريعاً ليضع رأسه تحت ماء الصنبور الدافيء كي يوقف
تلك المطارق التي تضرب دماغه منذ بداية اليوم ....<br />
مازال الهاتف يصدر طنينه مجدداً ، في ظلام السيارة يتلألأ<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>أسم حبيبته على لوحة الهاتف الصغيرة ، أمسك
الهاتف ورد عليها ، كان الضوء المنبعث من عواميد الأنارة المتراصة على جانبي
الطريق تلقى بظلالٍ خاطفة ومتقطعة ، مع مرور كل سيارة قادمة من الاتجاه المقابل
تهب عليه ريحٍ صادمة تجعل رأسه المُثقل بالصداع يهتز ....</span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">صوت حبيبته المتقطع الممزوج بالموسيقى المنبعثة من جوانب
سيارته يأتيه : حبيبي الساعة قاربت على العاشرة لماذا تأخرت لقد فوّت ميعاد عشائنا
......</span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">بدأ المطر غيثه بقطرات ثقيلة وقليلة ترتطم بزجاج
السيارة تسيل في خيوط متعرجة مشوهة يتسلل عبرها ضوء عواميد الأنارة يجعلها أكثر
تشوهاً ....<br />
أصبح صوت حبيبته أكثر ضعفاً لم يكن ليسمعها بوضوح ، قام بتشغيل ماسحة<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>الزجاج ورد عليها : اعذريني ياحبيبتي لقد تأخرت
، يوماً مزدحماً بالعمل أنا في الطريق أنتظريني ....</span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">وضع الهاتف مكانه أسفل عجلة القيادة ، قطرات المطر أصبحت
أكثر غزارة ووقع ارتطامها على زجاج السيارة بدا أكثر ثقلاً ، تتحرك الماسحات على
جانبي الزجاج الأمامي في حركة منتظمة مصدرة صوتاً كصوت طائر ليلي يأن حزيناً لسببٍ
ما تحت جُنح ظلامٍ دامس ، مع هبوط وصعود الماسحات ترسم صوراً لوجوه عديدة ربما
رأها وربما لا ، لا يتذكرها كأنها من ماضي سحيق تصبح أكثر وضوحاً ثم تتبدد مع ضوء
سيارة قادمة مخترقة دخان الضباب .....</span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">دخان الضباب على مرمى بصره القريب الذي لا يتجاوز ضوء
سيارته<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>يحاوطه ذلك الدخان ، بدا كأن سينقض
منه قابض أرواح لا يتسلل الا عبر ذلك الدخان البهيم .....</span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">صوت الموسيقى الهادئة يتسلل وسط ظلام السيارة ممزوجاً
برائحة المطر الرطبة ، أمام عينيه اضواء صغيرة من لوحة القيادة<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>كعيون قط<span style="mso-spacerun: yes;">
</span>يعس يبحث عن شيء ما في الظلام ....</span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">هاهي قطرات المطر الثقيلة ترتطم بالزجاج الجانبي للسيارة
، تبدل أتجاه الريح فأخذتها شرقية او غربية لكنها تحاوطه كأنها كفوف تطرق نافذته
يظهر بينها تلك الوجوه مرة أخرى ، فاغرة أفواهها صارخة لا يدري ماذا تريد ، تصرخ
ثم تتبدد وتتلاشى مع أضواء عواميد الأنارة المتقطعة على جانبي الطريق ....<br />
رن جرس الهاتف مصدراً طنينه مرة أخرى ، ينقطع الأتصال ثم يعود .....</span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">مازالت تنساب موسيقاه الهادئة<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>، يتكاثر الدخان والضباب ، تصرخ الوجوه القادمة
من أزمانٍ سحيقة ، تطرق تلك الكفوف نوافذه ، تتبدد وتتلاشى ثم تزداد وطأتها ....<br />
يفتح عينيه ببطء وثقل ، أنفاسه تعانده عصية عليه لا يدري أن كان قلبه ينبض أم لا ،
أمام عينيه ضوء أحمر متقطع يدور ويدور ، وصوت صفارة سيارة الأسعاف يتسلل الى
مسامعه يأخذها بدون هوادة .....</span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">دماء متخسرة مالحة تختلط بلعابه وريقه ، لسانه كأن
سكيناً يقطعه كلما لمس شفتيه ...</span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">فقد سطوته ونفوذه على أطرافه وجسمه ، لا يدري لماذا كل
شيء يعصيه حتى صرخاته من الألم خرجت عن طوعه ....<br />
أشباح تتحرك لم يكد يميزها ، يدقق اليها نظره ، تقترب منه وتتهامس فيما بينها ،
يطرق سمعه لها فلا يسمع سوى الموسيقى وطنين هاتفه ...<br />
تلك الأيادي تقترب منه وترفعه وتضعه على شيء أشبه بالسرير ، أحدهم يمسك هاتفه
ويضعه في جيبه ، يتحركون بهِ الى تلك السيارة التي تطلق صفيراً مزعجاً متقطعاً
أتضح له أنها سيارة الأسعاف ....<br />
قطرات المطر خفت وطأتها وبدأت في الأنحسار فأصبحت غيثاً رقيقاً كندى يبلل جبهته
وعينيه الناظرتين كعيني عصفور غريق ......</span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">كابينة السيارة باردة اجهزة عديدة وأصواتها تختلط<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>بالصفير المزعج المتقطع ...<br />
يأتيه ذلك الصوت الذي كان يحدثه في السيارة لا يتذكر سوى حبيبي ، يفتح عينيه مرة
أخرى بثقل ووهن كأنه يتحدث الي ذلك الصوت القريب منه : أين أنتي .. الان عيني
كأبواب مفتوحة كي ترى مابداخلها ... لا أستطيع سوى أن أفتح عيني فقط كي تقوديني من
نظراتك الي الحياة ...</span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">روحي تتبدد وتتسلل ببطء بعيد عني ... كأنها تهوي الى
أعماق ظلام بارد تتجمد عاجزة .... من عيني أبحثي عن روحي وقوديها اليّ مرة
أخرى .... عينيكي هي الحقيقة والحياة من بين ذلك الموت وتلك الأشباح ....</span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">في ذلك العالم الأخر ربما يضيع أسمي أنتي فقط<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>تعرفيه .... انتي فقط من ستستطيع أن تناديني
فأنهض وينبض قلبي وأصبح حقيقة من جديد ....</span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">أصبح المكان أكثر برودة تنغلق أبواب عينيه ببطء في وجه
ذلك العالم ، من بين تلك الأبواب يختفي النور رويداً رويداً ليسود الظلام ....</span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">ينتفض جسده بوقع صدمات كهربائية ، مرة أخرى ينتفض جسده ، أغلقت عينيه أبوابها ولم يعد يستطيع أحد فتحها ....</span></b></div>
<b><span dir="RTL" lang="AR-EG" style="font-family: "Times New Roman"; font-size: 14.0pt; mso-ansi-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-EG; mso-fareast-font-family: "Times New Roman"; mso-fareast-language: EN-US;">رن جرس الهاتف مرة أخرى ينبعث منه ذلك الطنين ،
يمتزج بتلك الموسيقى الهادئة ، ينتفض فزعاً متصبباً عرقاً بالكاد يأخذ أنفاسه ببطء
، ينظر للمنبه جوار السرير يجد الساعة<span style="mso-spacerun: yes;">
</span>قاربت على السابعة الا قليلاً ، ينظر الى لوحة الهاتف يجد أسم حبيبته ...<br />
يأتيه صوتها رقيقاً واضحاً : هااا كل ذلك الوقت نائماً ، لقد تأخرت على موعدنا !!!<br />
يرد بوهن : أعذريني ياحبيبتي انها مجرد قيلولة سأخذ حماماً دافئاً ولن أتأخر
,,,,,,,,</span></b></div>
Anonymoushttp://www.blogger.com/profile/07982777347781247280noreply@blogger.com1tag:blogger.com,1999:blog-4039480514383934344.post-4424492285750802462013-04-19T16:13:00.001+02:002013-07-20T23:44:03.705+02:00يا مسافر وحدك <div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgsmCgF_RpLosjO0I2I1bGMwBPSjomQZMxtEZvN-m7BgQ0erZsR4Ol0Pj8oY4Dqx6ZWcPY6ZzjN_b8c1qT3m42kaX612f8VznUA2zZFbJ1jR2P2kG6OWBhtadu83qvZjxjxHF5wf3nR4Go/s1600/dali28.JPG" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgsmCgF_RpLosjO0I2I1bGMwBPSjomQZMxtEZvN-m7BgQ0erZsR4Ol0Pj8oY4Dqx6ZWcPY6ZzjN_b8c1qT3m42kaX612f8VznUA2zZFbJ1jR2P2kG6OWBhtadu83qvZjxjxHF5wf3nR4Go/s320/dali28.JPG" width="218" /></a></div>
<!--[if gte mso 9]><xml>
<w:WordDocument>
<w:View>Normal</w:View>
<w:Zoom>0</w:Zoom>
<w:PunctuationKerning/>
<w:ValidateAgainstSchemas/>
<w:SaveIfXMLInvalid>false</w:SaveIfXMLInvalid>
<w:IgnoreMixedContent>false</w:IgnoreMixedContent>
<w:AlwaysShowPlaceholderText>false</w:AlwaysShowPlaceholderText>
<w:Compatibility>
<w:BreakWrappedTables/>
<w:SnapToGridInCell/>
<w:WrapTextWithPunct/>
<w:UseAsianBreakRules/>
<w:DontGrowAutofit/>
</w:Compatibility>
<w:BrowserLevel>MicrosoftInternetExplorer4</w:BrowserLevel>
</w:WordDocument>
</xml><![endif]--><br />
<!--[if gte mso 9]><xml>
<w:LatentStyles DefLockedState="false" LatentStyleCount="156">
</w:LatentStyles>
</xml><![endif]--><!--[if gte mso 10]>
<style>
/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:"جدول عادي";
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:"";
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:"Times New Roman";
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}
</style>
<![endif]-->
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">وضعت وعاء اللبن بجوار كرسيها الخيزران في شرفتها المطلة
على ميدان الكوربة ، ما أن وضعت الوعاء حتى سارعت القطط خلفها ، تتمسح في قدميها ويقفزن حولها ثم جلسن
في سكينة يلعقن اللبن ، تجلس على كرسيها الخيزران تتطلع الى الكنيسة العتيقة التي
تتوسط الميدان والى الزحام الذي هدأ قليلاً مع أقتراب المساء وانزواء الشمس في
حياء خلف عمارات الكوربة القديمة وهبوب نسمة خريفية لطيفة تداعب شجرة الدراسينا
التي تُزين شرفتها .....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">لم تدق أجراس الكنيسة بعد لتُعلن عن قداس الأحد المسائي ،
أمسكت كوب الشاي بكفيها تستمد منه بعض الدفء بعد أن أحست بريح باردة تجتاح أطرافها
، تدثرت بشالها وأخذت تداعب القطط بقدميها وما أن دقت الكنيسة أجراسها مُعلنة عن
بدء القداس المسائي ألقت التحية على جارتها في الشرفة المجاورة ثم تناولت وعاء
اللبن ودخلت الى غرفتها تتبعها قططها الثلاث ....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">أغلقت شرفتها وأسدلت عليها ستائرها ، وجدت الخادمة غلبها
النُعاس وهي جالسة أرضاً واضعة خدها على
يدها أمام التلفاز ، ما أن أحست بها الخادمة حتى أستيقظت واعتدلت في جلستها ،
فتركتها وذهبت الى غرفة المكتب الخاصة بزوجها ....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">أعتادت كل مساء أن تجلس فيها وحيدة ، لم تهتم بالتراب
العالق على صورتي المسيح مصلوباً متوجاً بأكليل الشوك وتسيل الدماء من جبهته
الرقيقة ، وصورة العذراء وهي ترتدي وشاحها الأزرق ، أسفل الصورتين شمعتان لم
تُضائا منذ سنوات عدة ....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">أتت بالأسطوانة ووضعتها على جهاز الجرامافون وحركت ذراعه
، فأنسابت منه الموسيقى بصوت واهن ثم بدأ في الوضوح .. يا مسافر وحدك وفايتني ...
ليه تبعد عني ....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">قربت اليها أباجورة المكتب قليلاً فلمع وجهها بعد أن
سقط الضوء عليه ، قسوة السنين حفرت تجاعيدها على وجنتيها
كأنها مطرقة لا رحمة فيها ولا هوادة ، تألقت عيناها وسلكت دمعة صغيرة طريقها عبر
تلك التجاعيد ، ثم نظرت الى صورة زوجها المقلوبة على المكتب ....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">أخرجت من الدرج رسائل زوجها ، رائحة السنين تسللت الى
انفها مجرد ما ان أخرجت الخطابات ، ثلاثون عاماً أصابت الأوراق بالشحوب وأصابتها
هي بالوهن واللامبالاة .....<br />
انقطعت خطاباته بعد أن سألته كثيراً في خطابات عدة عن حقيقة علاقته بأحدى السيدات
التي كانت تعمل معه في تلك البلاد البعيدة التي سافر اليها ، ألحت عليه بالعودة
لكنه كان يرفض ...<br />
ظلت أسيرة لعبودية الأنتظار وأمنيات وأحلام العناق ، لم تحزن عند موته ، لم تبالي
كيف مات وأين دُفن في تلك الأرض الغريبة ، حقيقة واحدة ظلت تنهشها أنه مات فوق صدر
أمرأة اخرى .....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">يا مسافر وحدك وفايتني ... ليه تبعد عني ....<br />
أعادت الخطابات بشحوبها ورائحة السنين التي تغلفها ، مع نهاية الأغنية أغلقت درج
المكتب وأبعدت ضوء الأباجورة عنها فاختفى وجهها خلف الظل وغلبها النُعاس .....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">الميدان ممتلىء بالأطفال والفرق الموسيقية الشعبية
والمهرجين ، وصبية يرسمون على الأرض ، وساحر يُخرج النار من فمه والحمام من قبعته
، أنه كرنفال الكوربة الشهري ....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">جلست على كرسيها الخيزران في شرفتها المطلة على الميدان
تُراقب الأطفال وهم يرسمون على الأرض رسومات عشوائية ، وقططها الثلاث يلعبن
ويختبئن خلف شجرة الدراسينا ....<br />
أجراس الكنيسة العتيقة تُعلن عن قداس الجمعة المسائي ، وقفت الخادمة بجوارها تتكىء
على حافة الشرفة ثم التفتت أليها وأستأذنتها الذهاب الى الكنيسة لحضور القداس ،
نظرت أليها مندهشة لم تكن الخادمة لتذهب للقداس الى هذة الكنيسة فهي تتبع كنيسة
أخرى !!<br />
سألتها لماذا ؟ فأجابتها الخادمة وهي
مبتسمة متطلعة الى الساحر والأطفال الذين يلتفون حوله : قابلتني أحدى الراهبات
التابعات للكنيسة وسألتني عليكِ وطلبت مني حضور القداس ، تقول أنها تعرفك منذ زمن
.....<br />
قفزت الى حجرها أحدى القطط الثلاث ، فحنت عليها بيدها تداعبها ثم قالت : حسناً
سأتي معك ......</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">أخترقا الميدان المزدحم ومرا بجوار الساحر الذي ابتسم
اليهما بفمه الملون وأنفه الأحمر المكور ....<br />
ترتدي فستانها الأسود المعتاد التي لم تغيره منذ سنين ، وصلا الى بوابة الكنيسة
العتيقة ، رائحة الجدران والبوابة الخشبية لم تتغير منذ ثلاثون عاماً ، الترانيم
التي ينشدها الأطفال مع موسيقى الأرغون الغليظة تنبعث من المذبح .....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">أيقونات القديسين متراصة على الجانبين وصورة سيدة النجاة
السيدة العذراء تتوسط القاعة القديمة ، شعرت أن الجميع يراقبونها ربما مستائون أو
مرحبون أو ربما لا يبالون بها ، لم تكن تدري ، لكنها مشدوهة بترانيم الأطفال
وهادئة ، كثيراً ماكانت تهدأ عندما تستمع الى الترانيم من شرفتها عندما يكون
الميدان هادئاً ، جلست هي وخادمتها بالقرب من المذبح ، النور الخافت مسيطر على
قاعة الكنيسة العتيقة ، ينعكس من النوافذ الزجاجية الملونة المرسوم عليها صوراً
للقديسين فكانت كالمُتهم الذي سيق للسؤال والأعتراف .......</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">ظلت تتبع نظرات القديسين المُعلقة صورهم على النوافذ
والجدران ، ففجائتها احدى الراهبات الطاعنات في السن عندما جلست بجوارهما ، نظرت
لهما مبتسمة ومرحبة ومتسائلة عن غيبتهما الطويلة ، ممسكة في يدها حزمة صغيرة من
الخطابات القديمة ....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">قالت الراهبة العجوز : أنتظرتك كثيراً بعد عودتي من السفر
كي ألتقيك وأعطكِ بعض الخطابات التي تخصك ، كان ساعي البريد في الوقت الذي سافرتي
فيه خارج البلاد يأتي بالخطابات الخاصة
بكِ الى الكنيسة وبحثت عنكِ كثيراً كي أعطيكِ أياها ، ثلاثون عاماً سافرتي أنتي
وأنتقلت أنا الى أبرشية خارج البلاد وظللت محتفظة بأوراقك وخطاباتك ثلاثون عاماً
.....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">مازال الأطفال يرنمون يمتزج بأصواتهم الرقيقة صوت موسيقى
الارغون والكمان ....<br />
أخذت منها الأوراق والخطابات ، لها نفس رائحة الماضي والسنين ولون الزمن الذي
صبغها ، فتحتهم واحداً تلو الأخر : حبيبتي .. سامحيني على تأخري في أرسال الخطابات
لقد كنت مريضاً ... حبيبتي لقد أحببتك أنتِ وحدك لا يوجد في حياتي سواك ... لا
تصدقي أنني سأتزوج بأخرى ... أنتظريني سأعود بعد شهر كي أبقى بجوارك الى أن أموت
بين كفيكِ .... أحبك .. زوجك المحب والمخلص لكِ دائماً ,,,,</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">تصاعدت ترانيم الأطفال الى السماء وانزوى صوت الأرغون
واهتزت النوافذ الزجاجية الملونة وجدران القاعة العتيقة ...<br />
أغرورقت عيناها بالدموع ، لم تتكلم ، قبّلت يدي الراهبة العجوز وهي ممسكة بحزمة
الخطابات الصغيرة ، انتهت جوقة الأطفال من الترنيمة فقابلها الحضور القليل في
القاعة العتيقة بالتصفيق .....<br />
أنصرفت هي والخادمة يخترقان ميدان الكوربة ، وقفت بين الأطفال وهم يشاهدون الساحر بدهشة وترقب ، أبتسمت للساحر الذي أبتسم
لها ثم أخرج منديلاً من قبعته السوداء ثم قال تعويذته السحرية وأخرج من كفيها
مناديل كثيرة ملونة ......</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">جلست في غرفة المكتب وقططها الثلاث يتمسحن بها ،
والخادمة عادت للنعاس أمام التلفاز ...</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">وقفت أمام صورتي المسيح متوجاً بأكليل الشوك والدم يسيل
على وجه الرقيق والعذراء متوشحة بوشاحها الأزرق ، مسحت بقطعة قماش صغيرة التراب
العالق على الصورتين وأضائت الشموع أسفلهما ....<br />
حركت ذراع الجرامافون ، فأنسابت منه الموسيقى بصوت واهن ثم بدأ في الوضوح .. يا
مسافر وحدك وفايتني ... ليه تبعد عني ....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">وضعت حزمة الخطابات الصغيرة في درج المكتب ، وأعادت صورة
زوجها المقلوبة ناظرة اليها تستمع الى أسطوانتها المفضلة ,,,,,,,,</span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<br /><iframe allowfullscreen='allowfullscreen' webkitallowfullscreen='webkitallowfullscreen' mozallowfullscreen='mozallowfullscreen' width='320' height='266' src='https://www.youtube.com/embed/TwegkaPCmt8?feature=player_embedded' frameborder='0'></iframe></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><span style="color: #cc0000;"><b><span lang="AR-EG">اللوحة لسلفادور دالي ...</span></b></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;"><span style="font-size: large;"><span style="color: #cc0000;">والأغنية لعبد الوهاب وغناء غالية بن علي ,,,,,,</span></span> </span></b><b><span dir="LTR" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;"></span></b></div>
</div>
Anonymoushttp://www.blogger.com/profile/07982777347781247280noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-4039480514383934344.post-89836066283755864352013-04-07T16:33:00.000+02:002013-04-08T00:40:21.875+02:00على ضفاف السراب <div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgmy8wKdNiBxA40-98NKgFZgWXIOKHLClwF9UpAgPSj7rJIa9GIJnLM0KFLQNVacUZYYHbkJqmT5arYUM0lb2e0WTl-Y0YE8NVh__GOWWPknkqAwcqMtc6xag8SrAqrz_1ADHDK4j8oTHc/s1600/15978_590797377613203_2131562650_n.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgmy8wKdNiBxA40-98NKgFZgWXIOKHLClwF9UpAgPSj7rJIa9GIJnLM0KFLQNVacUZYYHbkJqmT5arYUM0lb2e0WTl-Y0YE8NVh__GOWWPknkqAwcqMtc6xag8SrAqrz_1ADHDK4j8oTHc/s320/15978_590797377613203_2131562650_n.jpg" width="320" /></a></div>
<!--[if gte mso 9]><xml>
<w:WordDocument>
<w:View>Normal</w:View>
<w:Zoom>0</w:Zoom>
<w:PunctuationKerning/>
<w:ValidateAgainstSchemas/>
<w:SaveIfXMLInvalid>false</w:SaveIfXMLInvalid>
<w:IgnoreMixedContent>false</w:IgnoreMixedContent>
<w:AlwaysShowPlaceholderText>false</w:AlwaysShowPlaceholderText>
<w:Compatibility>
<w:BreakWrappedTables/>
<w:SnapToGridInCell/>
<w:WrapTextWithPunct/>
<w:UseAsianBreakRules/>
<w:DontGrowAutofit/>
</w:Compatibility>
<w:BrowserLevel>MicrosoftInternetExplorer4</w:BrowserLevel>
</w:WordDocument>
</xml><![endif]--><br />
<!--[if gte mso 9]><xml>
<w:LatentStyles DefLockedState="false" LatentStyleCount="156">
</w:LatentStyles>
</xml><![endif]--><!--[if gte mso 10]>
<style>
/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:"جدول عادي";
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:"";
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:"Times New Roman";
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}
</style>
<![endif]-->
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">نظر لأخته الصغيرة ذات الخمس سنوات وهي جالسة على عتبة
الدار تراقبه وهو يلعب الكرة ، مرت الكرة بجانبه ولم يلتفت لها ، ترك فريقه وهو
يلهث وجلس بجوارها على عتبة الدار يتنفس الصعداء ، دميتها ملقاه بجوارها بملابسها
الرثة ، وضعت قطعة الفطير التي تأكلها بين كفيه والتفتت تبحث عن دميتها فأخذتها
بين حجرها ....<br />
جاء نداء الجدة لتجعلها تهب واقفة لتهرول اليها حتى اختفت في باطن الدار الصغير
المظلم بالكاد الا من ضوء الظهيرة الذي يتسلل عبر الباب والنافذة الصغيرة ....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">عاد الى فريقه ليلتقط الكرة ويرواغ بها خصومه ثم يسجل
هدفاً ، كلما سجل هدفاً بين الحجرين اللذان يشكلان المرمي تتعالى الصيحات من باقي
الفتية ويظل هو ينظر دائما الى شرفتها ، دائماً ماتخرج الى الشرفة في هذا الوقت ،
لا يدري لماذا في هذا الوقت لكنه ينتظرها ....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">تجلس متكئة بذراعها على حافة الشرفة ينسدل على عينيها
خصلة شعرها السوداء اللامعة التي تتسلل في
هدوء من منديلها الذي تعقد به شعرها ....<br />
صغيراً بما لا يجعله يدرك انها لا تبالي بأنتصاراته ومرواغاته وتهديفه ، هكذا يظن
انه اصبح بطلها .....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">ظل ليومين لا يخرج من الدار ، مستائاً حزيناً بعد أن
وعدته جدته بدراجة يذهب بها الى مدرسته الثانوية التي تقع بالقرب من محطة الترام ، جميع زملائه
سيذهبون هذا العام الى المدرسة بالدراجات ، يجلس ثاني ركبتيه على حافة النافذة
يراقب اخته الصغيرة التي تلعب امام عتبة الدار ، يزعق فيها حيناً ويحذرها حيناً
اخرى عندما تذهب بعيداً ....<br />
ارتدى القميص والبنطال الجديد ، وقف أمام المرأة يهذب شعره ويمعن نظره في الشارب
الغض الوليد الذي نبت بشعيرات خفيفه أسفل أنفه الصغير المدبب ، يرفع حاجباً ثم
يسويه ويضع يده اليمنى في جيب بنطاله ثم يبتسم الى أخته الصغيرة ويخرج واقفاً أمام
عتبة داره .....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">وقف لبرهة يراقب أصدقائه وهم يلعبون الكرة ، اخذوا
ينادونه لكنه لم يلتفت ثم رفع يده بوقار رافضاً دعوتهم ....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">تسارعت دقات قلبه عندما لمحها قادمة من اول الشارع كأنه
السراب البعيد يدنو منه بهوادة ليتحول من الخيال الى الحقيقة ، كلما اقتربت زاد
بهاء وجهها النوراني بعينيها الواسعتين
كخليجين صافين يلتقيا عند وادي ممتد برقة ليصل الى واحة شفتيها المنفجرة بنهر من
عسل مصفى .....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">وصلت الكرة الى قدمه فركلها بعيداً الى داخل الدار حتى
يتوقف الصبية عن لعب الكرة احتراماً لمرورها ، فنظروا جميعاً اليها كأن على رؤسهم
طير الأحلام ....<br />
تهادت أمام دكان البقاله ، فخطى اليها فوقع فريسة في شِرك عطرها ، فوقف كالسكير
بجوارها ، أفاق وأراد أن يتكلم اليها ولا
يدري ماذا يقول فتلعثم ، فنظرت له بخفه
وتركته أسيراً ، يتوق الى من يحرره .......</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">رياح الخريف كانت اكثر حدة هذا العام ، جدته أتت له بالدراجة
التي كان شغوفاً بها ، مع الغروب يخرج بها يطوف بها شارع الكورنيش والشوارع
المحيطة بالقرب من المدرسة والترام ، يرفع يديه كجناحين يسبح بهما فوق بساط الريح
الخريفية التي تأخذه لأعلى في سموات سبع يخترق بها السحاب ، يطارد عينيها عبر
دراجته حتى يصل الى ضفاف السراب .....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">يتابعها بهدوء أينما تذهب يظل بدراجته قريباً منها ،
تحمل حاجيتها من الفواكه والخضروات فيثقل الحِمل عليها فتنفلت من يديها ويتساقط
البرتقال ويتدحرج على الأرض ، يقفز من على دراجته ويذهب يلملم ثمرات البرتقال
المبعثرة على الطريق ويقترب منها مشدوهاً الى عينيها ، تسقط من يديه برتقالة
فيعتذر ويمسكها مرة أخرى ، تبتسم له في رقة قائلة : شكراً ،،،،<br />
يراجع مع أخته الصغيرة دروسها ، يجلسان سوياً على عتبة الدار ، تداعبهما ريح باردة
مالحة قادمة من البحر ، فينبعث النور من شرفتها يتسلل عبر ستائرها المخملية ، ثم
تنطلق زغرودة يليها زغرودة أخرى فيسقط من أنامله قلمه الرصاص .....<br />
في عشية اليوم التالي يجلس في نافذته يراها مع ذلك الغازي الذي تزوجها وهي ترحل
معه ....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">أندفعت أخته الصغيرة كي تتابع العروس وهي تركب سيارتها
وترحل بعيداً ، فقفز من النافذة واخترق الزحام كي يلحق بأخته ، فوقفت الصغيرة
سعيدة ووقف خلفها يتطلع اليها في صمت ، تداخل أصوات الجميع داخل عقله ، تدور
الأنوار حول عينيه ، يتضائل وجهها البهي يبتعد ويبتعد ثم يعود ، الجميع يختفون من
حوله رويداً رويداً ، صوت الريح ورائحته البحرية المالحة هي سيد الموقف ألا من
عينيها التي يتهادى أسيراً أمام شاطئها .......</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">لم يكن الخريف القاسي ألا غيثاً لشتائاً أكثر قسوة ،
يجلسان بجوار جدتهما حول جذوة النار الصغيرة في وسط الدار ، نوة عيد الميلاد تدق
بمطارقها أبواب السماء بعنف ، فتنفتح أبواب السماء بماءٍ منهمر ، فتفزع الصغيرة
فتضمها جدتها الى حضنها الى أن نامت ووضعتها في فراشها وهو يجلس في نافذته يتطلع
الى الشرفة المغلقة ، تداعبه زخات المطر فيشعر بالبرد يتسلل اليه من أنامله ورأسه
حتى يصل الى قلبه الصغير ، ينعكس على عينيه البرق الخاطف ولا يبالي بالرعد الغاضب
هذا المساء ، لا شيء سوى تطلعه الى الشرفة المغلقة .....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">جفت الأرض بعد ان طلت الشمس هذا اليوم تُلقي بحنو شالها
الدافيء على الأرض فينبسط بهدوء تشاكسه بعض السُحب اللبنية القادمة من وراء البحر
...<br />
يُخرج دراجته من الدار فتتعلق به أخته الصغيرة حتى يُركبها معه على الدراجة ،
فوضعها أمامه وأخذ يسبح بها كأساطير السندباد وعلاء الدين ، يواجهان الريح الشتوية
الهادئة هذا اليوم ، يفردان ذراعيهما كأجنحة لا تتوقف أبداً عن التحليق والطيران ،
يطير بها حتى شارع البحر والكورنيش ...<br />
وجدها أمامه ، خفت ذلك البهاء النوراني الذي ينطلق من وجهها ، عيناها ذابلتان
منكسرتان ، تداري شعرها الليلي الجامح
بوشاحاً أسود ، تحمل في يديها حقيبة صغيرة تمشي بخطوات واهنة ، لم تلحظه
ولم تلتفت اليه ، ربما لم ترى كل شيء حولها سوى طريقها على ضفاف السراب .....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">يحلق بدارجته بالقرب منها ، أخته الصغيرة تطلق جناحيها
الصغيران للريح الشتوية الهادئة ، تنطلق منها ضحكاتها التي لم تتوقف طالما تُحلق
عالياً في السماء ,,,,,,,,,,</span></b></span></div>
</div>
Anonymoushttp://www.blogger.com/profile/07982777347781247280noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-4039480514383934344.post-35488254906220077722013-03-28T19:06:00.000+02:002013-03-28T19:06:01.918+02:00بيت قديم<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiMzSZpupQv_t3F1xD6LK_wX8mGsesl9cgjz6Q93ffDKg3c8bg7mFBwDRdFk5v-eD_W8jSW3uxfLwuemVvbHSOMWEX7_-Pmoo7EQGDIjawJS6xfbriRLLh3e1gxi56c_zEmq6EjavnueMM/s1600/monet150.JPG" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="260" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiMzSZpupQv_t3F1xD6LK_wX8mGsesl9cgjz6Q93ffDKg3c8bg7mFBwDRdFk5v-eD_W8jSW3uxfLwuemVvbHSOMWEX7_-Pmoo7EQGDIjawJS6xfbriRLLh3e1gxi56c_zEmq6EjavnueMM/s320/monet150.JPG" width="320" /></a></div>
<!--[if gte mso 9]><xml>
<w:WordDocument>
<w:View>Normal</w:View>
<w:Zoom>0</w:Zoom>
<w:PunctuationKerning/>
<w:ValidateAgainstSchemas/>
<w:SaveIfXMLInvalid>false</w:SaveIfXMLInvalid>
<w:IgnoreMixedContent>false</w:IgnoreMixedContent>
<w:AlwaysShowPlaceholderText>false</w:AlwaysShowPlaceholderText>
<w:Compatibility>
<w:BreakWrappedTables/>
<w:SnapToGridInCell/>
<w:WrapTextWithPunct/>
<w:UseAsianBreakRules/>
<w:DontGrowAutofit/>
</w:Compatibility>
<w:BrowserLevel>MicrosoftInternetExplorer4</w:BrowserLevel>
</w:WordDocument>
</xml><![endif]-->
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">موجة الألم هذا الصباح لم تكن بتلك الشدة التي كانت
بالأمس ، مخالب الصداع التي غُرزت في دماغه خفت وطأتها عندما استيقظ متأخراً اليوم
، كان في حلمه الليلة يرى أناملها تتحسس شعره الخفيف كقدمي عصفور صغير يسلك ببطء
طريقه القصير على غصن غض يافع ......</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">نوات الربيع التي تأتي على البحر لم تكن بتلك الهمجية
التي أتت بها هذا العام ، أصبح البحر أكثر هياجاً وغضباً ، لم يعد يرضى بقرابين الانسان
من توسلات<span> </span>كي يهدأ ...<br />
زئير الأمواج وزمجرتها تكاد تعيد تلك المخالب القاسية الى رأسه ، أحكم أغلاق شرفته
المطلة على البحر ، لكنها أنفلتت مرة أخرى فاندفعت الستائر في وجهه ، فأغلقها وهو
يصارع الشرفة وكاد يسقط ، فتوقف حفيف الريح<span>
</span>وأصبح هسيساً ضعيفاً كأفعى لعوب تنتظر بشوق وليفها .....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">اتخذ قراره منذ زمن بمقاطعة جلسات العلاج الأشعاعي في
المستشفى التي تقع في العاصمة ، واعتزل مدينته الصاخبة في بيت أبيه القديم المطل
على البحر ....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">كثيراً ما تشاجرت معه كي تثنيه عن قراره بمقاطعة جلسات
العلاج ، لكنه أصر وتمسك بعزلته بعيداً عن الصخب ، أخذ معه اسطواناته الموسيقية
وكتبه وكاميرا التصوير الخاصة به ....<br />
بدأ الدوار كمقدمة لموجة الألم الجديدة ينتابه ، وقف ثابتاً لكن كل ماحوله يدور
وهو في مركز دوران هذا العالم ، تنهشه ألوان الصور الفوتوغرافية المعلقة بعشوائية
على الحائط ، علب الدواء تكاد تُحدثه وتسخر منه ، زوجته بشعرها الأسود الطويل
ونظراتها الحادة اليه , صوت هدير الموج الغاضب يأتيه متقطعاً عبر شرفاته المطلة
على البحر ، أنه مُحاصر ، فيطيح بيده الأوراق المتناثرة على مكتبه والأدوية
الكثيرة ، فتتبعثر على الأرض جميعاً ....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">تشتد ريح النوة الغاضبة فتهتز كابلات الكهرباء الخارجية
فُتحدث أزيزاً في المصابيح ، تنطفأ وتعود ، ويحدث ارتجاج لابواب الشرفات كأنها الجيوش
الغازية قد تخطت الحصون ودكتها وتنتظر الأنقضاض<span>
</span>عليه في بيته ، البيت كله كأنه يهتز ، ومازال نباح ذلك الكلب يأتي من بعيد
.....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">لم تتحدث اليه منذ ثلاثة أيام ، لكل منهما شرنقته الخاصة
يطل منها برأسه عبر ستار متهتك كي يرى الأخر ويراقبه في صمت ....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">ذهبت الى المطبخ وجائت بشمعة متوسطة الطول متهالكة صنع</span></b><span dir="LTR"></span><b><span dir="LTR" lang="AR-EG"><span dir="LTR"></span> </span></b><b><span lang="AR-EG">سيالان الشمع عليها تعرجات منذ زمن بعيد ...</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">عادت لماكينة الخياطة ، جلست بقميصها القصير ، ينساب
شعرها الأسود على صدرها وكتفيها فزاد من أحساسها بالأختناق ، فسال العرق على صدرها
البرونزي الناري المنعكس عليه ضوء الشمعة المتهوجه بقربه ، ظل ينساب العرق كقطرة
صغيرة أتخذت سبيل رحلتها من صدرها المتوهج حتى قدميها النحيلتين ،،،،</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">تحسست خصلة شعرها المنسدلة على الفستان الراقد بأستسلام
تحت ابرة الحياكة ، فأنتابتها كراهية مفاجئة لشعرها الطويل </span></b><b><span lang="AR-SA">.....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-SA">تركت
شمعتها في غرفتها بجوار فستانها الراقد أسفل ابرة الحياكة ....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-SA">تحسست
خطواتها في الظلام تستند بيدها على الجدران ، بصيرتها انتقلت الى كفيها التي
تقودها عبر الظلام ، أصبح نباح الكلب الذي يأتي من بعيد مزعجاً ، الريح بدأت تتسلل
عبر الشرفات القديمة فأحست بعد اختناقها في غرقتها الصغيرة ببرودة تغزو جسدها عبر
قدميها الحافيتين ، فحركت أصابعها الصغيرة تلتمس دفئاً مؤقتاً .....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-SA">وجدته
وحيداً في غرفته ينعكس عليه ضوء المصباح المتقطع الذي يصنع ازيزاً كل حين ، تنظر
الى صورها الفوتوغرافية التي التقطها لها أمام البحر ، معلقة بعشوائية على جدران غرفة
المكتب ، وتنظر الى الأوراق والأدوية المبعثرة على الأرض ....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-SA">كان
نحيلاً عيناه تائهتان وهو ينظر اليها يجاهد أن يراها بوضوح ، لم يتحرك من على
كرسيه لكنه ظل مثبتاً عينيه عليها ....<br />
جلست واضعة يدها على صدرها وكتفيها نصف العاريان تختبيء منه خلف ستار شعرها الأسود
المنسدل على عينيها ....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-SA">ازداد
نباح الكلب ، كأنه ينذر بشيء ما ، النوة أصبحت أكثر قسوة وازداد غضب شيطان الرياح
فأصبح يدق بقوة الأن ، انكسرت أبواب الشرفات ، وتطايرت الصور الفوتوغرافية من على
الحائط<span> </span>واندفعت مع الريح الهوجاء ،,,</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-SA">سقطت
شمعتها على فستانها الراقد أسفل ماكينة الخياطة فبدأت تلتهمه النيران ، مستسلماً
لتلك الشمعة الصغيرة ، تنتقل النيران في خفة الى باقي فساتينها المُعلقة وستائرها
الذهبية .....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-SA">لم يصمد
بيت أبيه القديم ، يتساقط<span> </span>في هدوء ، كأنه
في انتظار هذا الغضب كي يُسلم نفسه اليه مبتسماً راضياً .....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-SA">لا يدري
ماذا حدث ...</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-SA">نوراً
يأتي من جهة الشرق يخترق الظلام ، أنه الفجر ، طيور بحرية تحلق بعيداً ، وبيت أبيه
القديم هشيماً تذروه بقايا من الريح الغاضبة ، والكلب الذي ينبح باسطاً ذراعيه
بجوار الركام ......</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><b><span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman"; font-size: 14.0pt; mso-ansi-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: "Times New Roman"; mso-fareast-language: EN-US;"><span style="font-size: large;">مستلقياً على الرمال لم يشعر بأي الم يحتضنها بين
ذراعيه تختبيء داخل صدره .....<br />
ينساب الموج هادئاً فينعكس النور القادم من الشرق على شعرها الأسود المبتل ،
تتطاير على الرمال قصاصات الصور الفوتوغرافية المحترقة ،،،،<br />
ينظران سوياً الى بقايا البيت الذي تذروه ريحاً هادئة ,,,,,,,</span></span></b><br />
<b><span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman"; font-size: 14.0pt; mso-ansi-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: "Times New Roman"; mso-fareast-language: EN-US;"><span style="font-size: large;"><span style="color: #cc0000;">ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ<br />اللو<span style="font-size: large;">حة <span style="font-size: large;">لموني<span style="font-size: large;">ه </span></span></span><br />
</span></span><br style="mso-special-character: line-break;" />
</span></b><!--[if gte mso 9]><xml>
<w:LatentStyles DefLockedState="false" LatentStyleCount="156">
</w:LatentStyles>
</xml><![endif]--><!--[if gte mso 10]>
<style>
/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:"جدول عادي";
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:"";
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:"Times New Roman";
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}
</style>
<![endif]--><br />
<br /></div>
Anonymoushttp://www.blogger.com/profile/07982777347781247280noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-4039480514383934344.post-61525764392571762412013-02-16T20:14:00.002+02:002013-02-17T15:27:42.620+02:00عيون<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEi9-HSDGPUayvlfja8AtK9tL_dF_VVXkhGR3HmxTl13p4bOiRglZDSIZ7JF1p-0sQO_9BYDTPArMR-CS6iCgqwUqk8ziOp2dSqhzisexbUUEmYzbpa85AsCfTzdMxx8r2kdB5EZ7dkK3us/s1600/316569_204908222919804_128161603927800_451776_1791943377_n.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="208" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEi9-HSDGPUayvlfja8AtK9tL_dF_VVXkhGR3HmxTl13p4bOiRglZDSIZ7JF1p-0sQO_9BYDTPArMR-CS6iCgqwUqk8ziOp2dSqhzisexbUUEmYzbpa85AsCfTzdMxx8r2kdB5EZ7dkK3us/s320/316569_204908222919804_128161603927800_451776_1791943377_n.jpg" width="320" /></a></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
</div>
<!--[if gte mso 9]><xml>
<w:WordDocument>
<w:View>Normal</w:View>
<w:Zoom>0</w:Zoom>
<w:PunctuationKerning/>
<w:ValidateAgainstSchemas/>
<w:SaveIfXMLInvalid>false</w:SaveIfXMLInvalid>
<w:IgnoreMixedContent>false</w:IgnoreMixedContent>
<w:AlwaysShowPlaceholderText>false</w:AlwaysShowPlaceholderText>
<w:Compatibility>
<w:BreakWrappedTables/>
<w:SnapToGridInCell/>
<w:WrapTextWithPunct/>
<w:UseAsianBreakRules/>
<w:DontGrowAutofit/>
</w:Compatibility>
<w:BrowserLevel>MicrosoftInternetExplorer4</w:BrowserLevel>
</w:WordDocument>
</xml><![endif]--><br />
<!--[if gte mso 9]><xml>
<w:LatentStyles DefLockedState="false" LatentStyleCount="156">
</w:LatentStyles>
</xml><![endif]--><!--[if gte mso 10]>
<style>
/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:"جدول عادي";
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:"";
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:"Times New Roman";
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}
</style>
<![endif]--><!--[if gte mso 9]><xml>
<o:shapedefaults v:ext="edit" spidmax="1026"/>
</xml><![endif]--><!--[if gte mso 9]><xml>
<o:shapelayout v:ext="edit">
<o:idmap v:ext="edit" data="1"/>
</o:shapelayout></xml><![endif]-->
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">تداخل الأصوات وتندفع داخل عقلها كحبات قمح منثورة تداعى
عليها الطيور من كل حدب وصوب ، ضحكات ، الات تنبيه السيارات ، هتافات ، سيارات
الأسعاف ، غناء ، طبول .....<br />
تتحسس أنامله بين كفيها ، ينساب كجدول ماء من نبع صافي عبر كفيها وعروقها ثم الى
صدرها وقلبها ليسيطر على كل كيانها .....<br />
في عتمة الظلام التي تحاوطها تتبع النور عبر كفيه ونبرات صوته ، كفنار يرشد
سفينتها التائهة في بحر لجي مُظلم .....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">يتمشيان سوياً وسط الميادين والشوارع ، يضحك وينظر حوله
وُيخبرها تفاصيل كل شيء ....<br />
هنا امراة مسرعة ترتدي ثوب أحمر تُمسك بيد أبنها ، الأبن مشدوهاً ينظر خلفه لمحل
الألعاب ، ساحر يلهو في وسط الميدان يُخرج النار من فمه وبجواره صبيه يُطير الحمام
من قبعة سوداء كبيرة ، رجال يقفون على عمدان طويلة يتحركون بها وسط الزحام ،
مجموعة من الفتيات يلونون وجوههم ، طائرات ورقية ، اعلام ترفرف ، فتيات في ايدهن كاميرات تصوير ، وشباب يرسمون على الجدران ، طفل صغير يجر عربة بطاطا ، وبالقرب من الميدان
ثوار يهتفون ضد الظلم ,,,,,</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">كانت تطل على هذا الكون عبر شرفة عينيه التي لا تُغلق أبوابها أبداً أمامها ....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">,,,,,,,,,,,,,,</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">تستفيق في وهن بعد العملية الجراحية التي أُجريت لعينيها
هذا الصباح ، ملفوف علي عينيها تلك العصابة من الشاش ، تجلس في سريرها تنتظر وصول
الطبيب لينزع عنها العصابة ، تدور الأفكار داخل عقلها هل ستعبر جسر الظلام وتطأ
بقدميها عالم النور ، لقد أصيبت بالعمى وهي طفلة صغيرة ، لا تتذكر الأشكال والشوارع
، مجرد ذكريات قديمة مشوشة عن الوجوه والاحداث والعالم بأسره ....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">تتفحص الظلام ، حتى الظلام ربما يكون له تفاصيل من وجوه
واشكال ، الظلام في حد ذاته حياة داخل شرنقة معزولة تمزقها رويدا رويدا كي تخرج
منها كائن جديد ....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">تسمع وقع خطواته الخفيفة قادماً اليها كي يكون بجوارها
اثناء نزع العصابة عن عينيها ، أمسك بيديها كعادته وداعب اناملها بأصابعه وظلا
صامتين ينتظران الطبيب ....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">جاء الطبيب ومعه مساعدته ، ابتسم وطمئنها على حالتها وظل
يداعبها وأخبرها لو كان يود أن لا يكون وجههُ أول وجه تراه .....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">واقفاً خلف الطبيب ينظر الى العصابة التي تغطي عينيها ...
</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">بدأ الطبيب يِفك العصابة بهدوء وحرص ، كلما فك لفافة عن
عينيها يزداد خفقان قلبها ، يتداعى الظلام أمام وميض النور الذي ينبلج في ساحة
عقلها تنتظر فتح هوة بصرها حتى ينطلق بحرية أليها ....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">بقيت الضمادتان على عينيها ، وطلب منها الطبيب أن تتنفس
بهدوء وتُغلق عينيها ...</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">نزع الضمادتان ، ومسح بقطعة قطن رطبة أثار المراهم التي
وُضعت على عينيها ، ثم طلب منها أن تفتح عينيها ببطيء ...<br />
أحست بثقل جفنيها كأنهما يأبيان أن يطاوعاها ، لكنها فتحتهما أخيراً ، كان العالم
رمادياً وهو دائماً الجسر الفاصل بين النور والظلام ، عالم رمادي تتضح الأجسام فيه
ببطيء ....<br />
مع مرور الثواني تُفصح الأشكال عن نفسها ، والضوء يأخذ طريقه ليزيح الظلام ...<br />
يُحرك الطبيب كفه أمام عينيها ويسألها هل ترى كفه ؟؟ ، تُخبره وجفنيها يرتجفان نعم
تراه ...<br />
ضوء الشمس يأتي قوياً من بين ستائر الشرفة ، يقف حبيبها مبتسماً بين أشعة الشمس
التي تتخلل الستائر ، مازالت ملامحه مظلمة ....<br />
بدأ ينجلي بوضوح وجههُ الذي طالما تحسسته بأناملها و حلمت بِه ورسمته في خيالها ،
أبتسم لها واقترب منها ووضع يده بحنو فوق شعرها ....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">اشتد الهتاف في وسط الميدان ، واقتربت المصفحات بجلبتها
والات تنبيهها التي تُنذر بالغضب والغدر ، تطارد الجميع في الشوارع الجانبية
المحيطة بالميدان ، الدرجات النارية تحمل المصابين الذين يسقطون بالرصاص الذي
ينهال من كل جانب لا يُعلم من أين ، يتدلى أحدهم من على الدراجة والدماء تسيل منه
تصنع خطوطاً في الشوارع كدليل يتحسسه الباحث عن شيء ما خلف ذلك القتيل ، علمٌ
مرفوع يأبى حامله أن يتركه يسقط .....<br />
وجد صديقه يسقط مختنقاً من الغاز الكثيف ، يركض اليه فتصيبه رصاصة في قلبه فيسقط
قبل أن يصل اليه .........</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">لم تعد تتلمس طريقها عبر كفيه وعينيه ، تودعه عن بعد وهي
تسير في جنازته المهيبة وسط الميدان ، عينيها لم تكن لتقدر أن ترشدها في طريقها
وحياتها بدونه ، ظلت تنظر حولها لا تستطيع
تفسير الألوان والزحام والأصوات .....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">دماء ، الطفل الصغير بائع البطاط يسقط بجوار عربته يخضب
وجه المتبسم الدماء ، رجل أصلع يُسحل عارياً ويتشبث بالتراب وبالأقدام التي تركله
، أخرين يقاومون على الكوبري أمام المصفحات ، اختفت الضحكات والطائرات الورقية
والساحر الذي يُخرج النار من فمه ، والحمام يحلق من بعيد يراقب والفتيات الاتي
يحملن الكاميرات ويصورن الأطفال والميدان خائفات من نهش جسدهن واستحلاله ، وعلى
الجدار شاب يرسم صورة حبيبها المقتول .....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">أغلقت عليها باب غرفتها ، تُغلق في عنف كل ستائر غرفتها ، تستدعي الظلام من جديد لا تريد أن ترى وتفتح
عينيها مرة أخرى ، جلست منزوية في ركن
صغير في غرفتها ....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">يتسلل اليها عبر ستائر شرفتها اشعة الشمس البيضاء ،
واضعة رأسها بين ركبتيها النحيلتين ,,,,,</span></b></span></div>
</div>
Anonymoushttp://www.blogger.com/profile/07982777347781247280noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-4039480514383934344.post-4923281204886131702013-01-19T22:43:00.000+02:002013-01-19T22:43:05.676+02:00الباب <div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiw-_UQ_880CwpfK6GynY1fZpR63HPtxgjVcGmvntaz72OqbU-zsoGATGkkofB0MjbcEaHJzkchHwki5HpoLB8EHbkL4o_Z7ziS_-zy3yxuMJgLC3aKPAy7043DXBjRdq2SlnuQ5af2vIg/s1600/405312_402808653112113_1364728836_n.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="249" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiw-_UQ_880CwpfK6GynY1fZpR63HPtxgjVcGmvntaz72OqbU-zsoGATGkkofB0MjbcEaHJzkchHwki5HpoLB8EHbkL4o_Z7ziS_-zy3yxuMJgLC3aKPAy7043DXBjRdq2SlnuQ5af2vIg/s320/405312_402808653112113_1364728836_n.jpg" width="320" /></a></div>
<!--[if gte mso 9]><xml>
<w:WordDocument>
<w:View>Normal</w:View>
<w:Zoom>0</w:Zoom>
<w:PunctuationKerning/>
<w:ValidateAgainstSchemas/>
<w:SaveIfXMLInvalid>false</w:SaveIfXMLInvalid>
<w:IgnoreMixedContent>false</w:IgnoreMixedContent>
<w:AlwaysShowPlaceholderText>false</w:AlwaysShowPlaceholderText>
<w:Compatibility>
<w:BreakWrappedTables/>
<w:SnapToGridInCell/>
<w:WrapTextWithPunct/>
<w:UseAsianBreakRules/>
<w:DontGrowAutofit/>
</w:Compatibility>
<w:BrowserLevel>MicrosoftInternetExplorer4</w:BrowserLevel>
</w:WordDocument>
</xml><![endif]--><br />
<!--[if gte mso 9]><xml>
<w:LatentStyles DefLockedState="false" LatentStyleCount="156">
</w:LatentStyles>
</xml><![endif]--><!--[if gte mso 10]>
<style>
/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:"جدول عادي";
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:"";
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:"Times New Roman";
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}
</style>
<![endif]-->
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">لم
تكن لتتحمل حتى ذلك الجلباب الفضفاض الذي تلبسه ، الحر شديد وأخذت تتصبب عرقاً ،
ظلت تتمشى في غرفتها جيئة وذهاباً كما أمرتها الداية ، تسند ظهرها بيديها لعلها
تساعدها في حمل بطنها الكبير الذي يحوي ذلك الكائن المنتظر ، والذي يترقب باب
الخروج من الظلمات الثلاث والدخول الى العالم الصخب ....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">صخب
الأطفال يزداد خارج الغرفة ، ينتظرون بشغف وحيرة كائن صغير سيأتي بنائاً على وعد
من الأم والخالة والجد ، يتسائلون فيما بينهم من أين سيأتي وكيف أصبح ومن هو ...<br />
ترتفع حرارة الغرفة وتثاقلت أنفاسها كأنها تتصاعد في السماء ، بدأ تدق المطرقة
السماوية في ظهرها تنبؤها بقرب الخلاص ، وكلما أقترب الخلاص أشتد الألم ....<br />
بدأ يزداد ضجيج وحشرجة المروحة المُعلقة في السقف ، ساعة القيلولة تلك يتشبع جو
غرفته بالرطوبة فيحس بالأختناق ، فيجلس أسفل المروحة المتهالكة على سجادة الصلاة
التي يصلي عليها منذ ثلاثين عاماً عندما أتى بها من رحلته للحج ، يسكب الماء الرطب
من قلة الماء على منديله الكبير ويرطب به صهد جسمه الحار ، ينصت بأذنه لأذان العصر
القادم من مأذن الازهر والحسين وشارع المعز ، صوت الأحفاد المتجمعون في صحن البيت
لا يجعله يميز مابين صوت الأذان والصخب المتصاعد من الحارة ، شجار في المقهى وبائع
البطيخ يشدوا متباهياً ببطيخة الأكثر احمراراً وحكايات النسوة في الشرفات .....<br />
ينظر لساعته المُعطلة دائماً يهزها بقوة ثم ييأس منها مرة أخرى ،،،،</span></b><span lang="AR-SA"></span></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">دقات
المطرقة السماوية في ظهرها تشتد وطئتها ، وجيوش الألم الغازية تجتاحها بأنتظام ،
لم تعد تحتمل ، تصرخ بشدة فتزداد غزارة العرق على جبينها ،،،<br />
على الوابور تستعر ناره أسفل<span> </span>الحَلة
النحاس الكبيرة ، مقبضها يلفه قطعة قماش مبتلة بالماء وتقف الأخت تنتظر ، بينما
الأم ترسل أحد الفتية<span> </span>في طلب الداية
المسؤلة عن أخراج اطفال تلك العائلة الى الحياة ......</span></b><span lang="AR-SA"></span></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">تتسلل
الفتاة الصغيرة من بين زمرة الأطفال وتفتح باب الغرفة في خوف وتنظر للجد الجالس
القرفصاء يستمع الى الراديو ، تتمشى في خجل الى أن التفت اليها ، تبّسم في وجهها
وحملها بوهن بين كفيه وأجلسها على ركبتيه ، قبلها على وجنتيها فتأذت من وخذات شعر
شاربه الأبيض ومن خشونة شفتيه فأبتعدت قليلاً ، فضمها الى صدره وأخرج من جيب
عبائتة سبحته الخشبية ذات رائحة العنبر ، ووضعها بين كفيها الصغيرين ، ضمتها بقوة
واخذت تقلد جدها كما يسبح عليها ويتداول حباتها بين أصابعه ، فتدور حبات السنين
والزمن في ذاكرته فيعود الى ولادة أمها وخالتها وخالها ، وبقية الأطفال ، كيف لكل
طفل وُلد في عائلته ان يتلقاه بين يديه ، تلك الصغيرة قرأ على جبينها المعوذتين
ومقدمة سورة يس واذن في اذنيها الصغيرتين .....</span></b><span lang="AR-SA"></span></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">يضحك
لها وينهرها عن قطع مسبحته العزيزة لديه ، يرسلها الى جدتها ويخبرها أنه يريد
كوباً من الشاي ، فتضع الصغيرة المسبحة على سجادة الصلاة وتركض الى جدتها ، مازالت
المروحة المتهالكه منذ زمن تحشرج وتزمجر لكنها لا تستسلم .....</span></b><span lang="AR-SA"></span></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">تأتي
الداية العجوز مُسرعة وفي ذيلها الفتى الذي أُرسل في طلبها ، تدخل الى غرفة الأم
الحُبلى التي تستغيث ، تمسك يديها وتطالبها بالنوم على ظهرها والصبر وتثرثر بكلام
غير مفهوم عن ذكرياتها الغابرة في توليدها وتوليد اختها وبنات عمها .....<br />
ينهش الوابور حلة الماء النحاس فيزداد فوران الماء فتحملها الأم الى الغرفة ، تصرخ
في زمرة الأطفال كي يبتعدوا عن طريقها ، يتسللون خلفها ليروا الحدث المهيب والجلل
الذي يدور في تلك الغرفة ....<br />
تتعالى تكبيرات اذان العصر من مأذن المساجد ، فيتمتم بسُنن الأذان والدعاء ، يستند
الى طرف سريره وينهض الى الصلاة بوهن وتعب ويبدأ صلاته<span> </span>.....</span></b><span lang="AR-SA"></span></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">الصراع
يحتدم بين الداية العجوز والأم الحُبلى التي بدورها تصارع الألم وتتوق الى الخلاص
، تطالبها بالدفع بقوة ، لا تستطيع !! تمسك بيد أمها ... ، تذكرها الأم بالدعاء
... ، تعطيها الأخت وهي تبكي منديلها كي تعض عليه ... ، تهتف الداية العجوز لقد
حان الأن تناشدها المساعدة بدأ الوليد يطل برأسه الان هاااا أدفعي ، تمسك بهِ ،
تصرخ بشدة ، صراختها تتصاعد في<span> </span>السموات
تلو الأخرى ، حتى السماء السابعة ، ها قد حان الأن قطع ذلك الحبل الأنساني المقدس
الذي كان يربطها بهِ في أحشائها .....</span></b><span lang="AR-SA"></span></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">خيم
صمت مهيب لم يكن ليصرخ الوليد ، تناست الأم الألم تنظر اليه تنتظره يصرخ ، تمسكه
العجوز من قدميه وتضربه على ظهره فيسعل ويصرخ مستغيثاً في ذلك العالم الغريب ،
فتدمع الأم ويهدأ قلبها اللاهث المتضطرب .....<br />
يرفع يده الى السماء ويدعو لأبنته ، يجسم الحر الشديد على صدره فيأخذ نفسه بصعوبة
، يضع منديله المبلل بالماء على جبينه ثم يستند الى سريره ويستكمل ختام صلاته
بمسبحته الخشبية ذات رائحة العنبر ....<br />
تخرج الجدة بالوليد وسط زمرة الأطفال فيتحلقون حولها بشغف ودهشة ...<br />
تدخل الى غرفة الجد مبتسمة مُبشرة بالوافد الجديد ، فتضعه بين يديه فيكبر ويبتسم
ويقرأ المعوذتين ومقدمة سورة يس ، ويُلقى الأذان كاملا على أذن الوليد ....<br />
أحس بثقل الحر على صدره ، دقات قلبه تتهاوى ببطيء ، فأرتعشت يده بالوليد فوضعه
بجواره على السرير ، ومسك مسبحته ضاغطاً عليها بكفه الضعيف ، نُصب عينيه على ذلك
الباب السرمدي .....</span></b><span lang="AR-SA"></span></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL" style="mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto;">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">تعود
الجدة بكوب الشاي ، تقترب منه ، الطفل يتحرك بهدوء بجوار جده لا يدري ان كان في
حلم غريب ومازال في ظلماته الثلاث أم أنه خرج لظلمته الصاخبة وهذا العالم الكبير
....<br />
تدور المروحة المتهالكة تأن من سنين ، مسبحته بين كفيه ، مبتسماً وفي ثباته العميق
....<br />
تمسك الجدة يدي زوجها فتحركها بدون جدوى ، تطلق صرخة عالية ومدوية ، وزمرة الأطفال
يقفون عند ذلك الباب وينظرون ,,,,,,,,,,,</span></b></span><span lang="AR-SA"></span></div>
</div>
Anonymoushttp://www.blogger.com/profile/07982777347781247280noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-4039480514383934344.post-7544669448964836282012-12-25T03:24:00.001+02:002012-12-25T03:24:28.750+02:00اللافندر<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjMw1RJnGHjqhXyw2FAy9toI7LK2O4680lMd_QaDcriRxs-YBWt-PGhLrWuQ-NXHr0pjwVFgwo9mwErpW-CJhA1fKUMHeieTGko_jX-_FsTm4dADquRPqjrQ0HusAq1sZvpmEZ0VcnIRro/s1600/dali59.JPG" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjMw1RJnGHjqhXyw2FAy9toI7LK2O4680lMd_QaDcriRxs-YBWt-PGhLrWuQ-NXHr0pjwVFgwo9mwErpW-CJhA1fKUMHeieTGko_jX-_FsTm4dADquRPqjrQ0HusAq1sZvpmEZ0VcnIRro/s320/dali59.JPG" width="177" /></a></div>
<!--[if gte mso 9]><xml>
<w:WordDocument>
<w:View>Normal</w:View>
<w:Zoom>0</w:Zoom>
<w:PunctuationKerning/>
<w:ValidateAgainstSchemas/>
<w:SaveIfXMLInvalid>false</w:SaveIfXMLInvalid>
<w:IgnoreMixedContent>false</w:IgnoreMixedContent>
<w:AlwaysShowPlaceholderText>false</w:AlwaysShowPlaceholderText>
<w:Compatibility>
<w:BreakWrappedTables/>
<w:SnapToGridInCell/>
<w:WrapTextWithPunct/>
<w:UseAsianBreakRules/>
<w:DontGrowAutofit/>
</w:Compatibility>
<w:BrowserLevel>MicrosoftInternetExplorer4</w:BrowserLevel>
</w:WordDocument>
</xml><![endif]-->
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">كادت أن تصدمه سيارة مسرعة وهو يعبر الطريق ، فارتمى على
جانب الطريق وسقطت منه زجاجات عطر اللافندر ، لملمها بيدِ واحدة ووضعها في الحقيبة
الورقية ثم ترك الحقيبة ونفض التراب عن معطفه ودس كُم المعطف الأيسر في الجيب وأخذ
الحقيبة الورقية وانصرف ....<br />
المحال تتزين بأستقبال العام الجديد ، وسانتا يبتسم ويطل من الفاترينات الزجاجية
والاشجار تتلألأ بالاضواء والكرات الملونة ....<br />
يرى انعكاس عينيها العسليتين مطله من الفاترينات حتى في أضواء السيارات ، في
عواميد الأنارة التى ينقض شعاعها كالسهم مخترقاً الضباب ورزاز الأمطار المنتظرة
.....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">كلما أغمض عينيه يكاد يصتدم بسيارة او سيدة عجوز تنظر له
بأشفاق او صبي يخافه ويرتاب منه ، فأسرع الخطى حتى يصل الى العمارة العالية المطلة
على الميدان ويسكن فيها .....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">ينتظر المصعد القديم ، فيتدلى الحبل الذي يسحبه ثم
يتهادى وتخرج منه تلك الشابة الحسناء تتعلق بذراع خطيبها ، لم تكن أكثر منها
جمالاً لكنه نظر لها وأطال لكنه أحس بالخجل واغلق عليه باب المصعد الخشبي وظلت
الحسناء تتلفت الى الوراء ناظرة اليه ....<br />
تتوالي الأدوار والبيوت<span> </span>، يمر من خلالها
بطفولته السعيدة ثم صباه الهاديء ثم شبابه الجامح الى مثواه وعمله في البحر ....<br />
هاجر اليابسه وانطلق الى منصات التنقيب عن البترول في البحار ، لم يعد يطيق أن
يلامس تلك الارض والعمارات العالية والبشر الكثيرين ، تلك السماء الضيقة والهواء
الشحيح ، كلما عاد الى اليابسة يصيبه الأكتئاب الا عندما التقى بها ، فأصبحت
مرساته وشاطئه الأخير ....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">توقف المصعد في الدور الأخير ، دفع الباب الخشبي بكتفه
فارتد الباب خلفه مرة أخرى ، وضع الحقيبة الورقية وفتح باب شقته ....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">لم يتبقى سوى القليل على انتصاف الليل ، والمطر بدأ غيثه
رويداً وثقيلاً مصتدماً بزجاج شباك غرفته ....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">على الحائط مُعلق صوره وهو على منصات التنقيب في البحر
وبعض شهادات التقدير ، اخرها شهادة التقدير بعد أن اُنهيت خدمته بعد ان فقد ذراعه
الأيسر في حادث اثناء عمله وعاد بعدها الى عالم اليابسة مرة أخرى ....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">ظل يبحث عنها بعد عودته الاخيرة لكنها اختفت ، يبحث عنها
في كل صباح وعند مغيب الشمس في نفس المقهى الذي التقيا فيه ....<br />
يصتدم بالمارة ويكاد يُسحق تحت عجلات السيارات وهو يبحث عنها في تلك الوجوه
والزحام ...<br />
صورتها على الحائط وفي أدراج المكتب وفي غرفة النوم ، وعطر اللافندر هو من تبقى
منها .....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">مبتسمة كعادتها عينيها البريئتين تنظران بشقاوة الأطفال
، معلقاً في رقبتها تلك الدلاية الرقيقة ، شعرها القصير ينسدل في حنو يكاد يصل الى
كتفيها ......</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">علق جميع صورها على الحائط ، بجوار التلفاز ، أسفل ويمين
واعلى ويسار صوره ، على الشرفة ، على الأبواب ، نثرها جميعاً على الأرض .....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">قبل انتصاف الليل ، أدار أسطوانة التانجو التي كانا
يسمعاها في ذلك المقهى الفرنسي ، كأنه يرقص معها ، كالقوقازي الذي يحفر بحافر
نعليه قبره الذي سيرقد فيه بينما يظنه الأخرون انه يرقص طرباً وفرحاً .....<br />
أخرج من الحقيبة الورقية زجاجات عطر اللافندر ، استنشقها في هدوء ....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">ثم سكبها واحدة تلو الأخرى حول صورها المنثورة جميعاً
على الأرض .....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">أنطلقت الألعاب النارية في السماء عالية وضحكات
المحتفلين في الميدان تصعد اليه عبر شرفته ، واسطوانة موسيقى التانجو الحزينة
تنساب بدون توقف .....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">أغلق باب شقته عليه من الداخل والقى بمعطفه بعيداً فظهر
الجزء المتبقى من ذراعه اليسرى المقطوعة ....<br />
وضع علبة الكبريت بين ركبتيه ثم أشعل عود الثقاب فتلألأ ضوئه الصغير وأنعكس في
عينيه ، ثم القاه على عطر اللافندر المسكوب على الصور ....<br />
ارتفعت السنة النيران بين الصور وأمام عينيه وهو جالس على كرسيه الهزاز ....<br />
مازالت الألعاب النارية تضوي في السماء وفي شرفته المطلة على الميدان ،،،،<br />
وأسطوانة موسيقى التانجو الحزينة تنساب بدون توقف ,,,,,,,,</span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="color: #cc0000;"><span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ</span></b></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG"><span style="color: #cc0000;">اللوحة لسلفاد<span style="font-size: large;">ور دالي </span></span> </span></b></span></div>
<span style="font-size: large;">
</span><!--[if gte mso 9]><xml>
<w:LatentStyles DefLockedState="false" LatentStyleCount="156">
</w:LatentStyles>
</xml><![endif]--><!--[if gte mso 10]>
<style>
/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:"جدول عادي";
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:"";
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:"Times New Roman";
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}
</style>
<![endif]--><br /></div>
Anonymoushttp://www.blogger.com/profile/07982777347781247280noreply@blogger.com1tag:blogger.com,1999:blog-4039480514383934344.post-14444581834633173062012-11-15T17:31:00.003+02:002012-11-15T17:53:43.550+02:00أسفار الأحلام<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgMCpmx37SxX65B8bULuGDnvs1QwzxhLmsw_R6JHwpuTJPda4b8RRneR5QqCsZbkqh2ibv5nYCZbdkDuBqhDVUQfM0EJGxfwXJKFtMeGgPeGTYpIiVjKHgqa608raBMxw6zLV8zfSZEHkk/s1600/248069_486257548056247_1045634783_n.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="212" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgMCpmx37SxX65B8bULuGDnvs1QwzxhLmsw_R6JHwpuTJPda4b8RRneR5QqCsZbkqh2ibv5nYCZbdkDuBqhDVUQfM0EJGxfwXJKFtMeGgPeGTYpIiVjKHgqa608raBMxw6zLV8zfSZEHkk/s320/248069_486257548056247_1045634783_n.jpg" width="320" /></a></div>
<!--[if gte mso 9]><xml>
<w:WordDocument>
<w:View>Normal</w:View>
<w:Zoom>0</w:Zoom>
<w:PunctuationKerning/>
<w:ValidateAgainstSchemas/>
<w:SaveIfXMLInvalid>false</w:SaveIfXMLInvalid>
<w:IgnoreMixedContent>false</w:IgnoreMixedContent>
<w:AlwaysShowPlaceholderText>false</w:AlwaysShowPlaceholderText>
<w:Compatibility>
<w:BreakWrappedTables/>
<w:SnapToGridInCell/>
<w:WrapTextWithPunct/>
<w:UseAsianBreakRules/>
<w:DontGrowAutofit/>
</w:Compatibility>
<w:BrowserLevel>MicrosoftInternetExplorer4</w:BrowserLevel>
</w:WordDocument>
</xml><![endif]--><br />
<!--[if gte mso 9]><xml>
<w:LatentStyles DefLockedState="false" LatentStyleCount="156">
</w:LatentStyles>
</xml><![endif]--><!--[if gte mso 10]>
<style>
/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:"جدول عادي";
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:"";
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:"Times New Roman";
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}
</style>
<![endif]-->
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">غرف<span style="font-size: large;">تها</span> الأضائة بها خافته تسمع أزيز أنقطاع الكهرباء ثم
فجاة أساسها يتهدم ، يندفع فيها الماء
كالفيضان من كل مكان ، تبحث عن منفذ للهواء تشعر بالغرق لا تستطيع التنفس ، تغوص
وتسبح ثم تندفع لأعلى لتبحث عن الهواء !!</span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">الجد ينظر لها مبتسماً وممسكاً بيد أمها يخرج بها وهي
صارخة تتشبث بيدها الأخرى وتشدها بقوة !!<br />
غريب يأتي لها وسط جمع من الناس يعطها طفل وليد فيسقط من يدها ويموت !!<br />
تقف في شرفتها تجد ذلك الجار يُلقى بأساس غرفته الحديثة من شرفته وهو يضحك ضحكات
هيستيرية !!<br />
تركض عارية وحافية في ذلك الشارع المظلم ، وحيدة لا تجد أحد وجميع أبواب البيوت
مغلقة !!<br />
الجو بارد هذا المساء ، رياح باردة لا تتوقف وغيث قليل من المطر يُنذر بأنه ربما
يتساقط بقوة في أخر الليل ، أمسكت يده وضمتها بشدة ، تستمد منها الدفء بعدما ظل
الدم هارباً من أناملها ، موج البحر يندفع بشدة يناطح الصخور منذ مئات السنين بدون
جدوى ،،،،<br />
وقفا سوياً يتكئان على السور المواجه للبحر ، قالت : لا أؤمن بوجود السعادة ، غير
متأكدة أن كانت فعلا حقيقة ، حتى السعداء ربما يكونوا واهمون بها ، يقنعون أنفسهم
بأنهم سعداء أو راضون رغماً عنهم ،،،<br />
يزداد أيماني بالخوف ، يزداد يقيني بالموت ، يزداد أحساسي بالألم .....</span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">ترفع صوت التلفاز ، تجلس على سريرها تحضن ركبتيها
المثنيتين ، تزداد الرياح الشتوية فيرتطم زجاج شرفتها ببعضه البعض وتطاير الستائر
بدون توقف ، تمسك هاتفها وتتصل به : لا أريد النوم ، أنه حلم أخر , هذا الصباح جارنا
الشاب أنفصل عن زوجته بعد زواج دام أسبوعين !!<br />
لقد شاهدته منذ ثلاث ليالٍ ، أقف أنظر من شرفتي وهو في شرفته يُلقي بأساس غرفة
نومه في سعادة وضحكات هيستيرية ،،،<br />
أخبرني كيف أهرب من النوم ؟؟</span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">تتشبث بعجلة القيادة ولا تستطيع أدارة محرك سيارتها ،
دقات قلبها بطيئة تكاد أن تتوقف ، أنه ذلك الأنقباض الذي ينقض بمخلبه على قلبها
كطائر ليلى ضخم .....</span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">جلسا سوياً في المقهى الذي اعتادا ان يجلسان فيه كل صباح
، أمسكت فنجان قهوتها وهي تنظر للخارج عبر زجاج المقهى وقالت : لقد رأيت جدي في
الحلم ، جاء لزيارتنا ففتحت له الباب ، نظر لي مبتسماً ولم يتكلم ثم دخل بيتنا وظل
يبحث عن أمي ، وجدها في المطبخ وأمسكها من يدها وأصر أن يذهب بها ، أمي رفضت وهو
ظل ممسكاً بيدها ، ثم استسلمت له ، أمسكت يدها بقوة وأصرخ بشدة وامي تنظر لي نظرة
قلقة صامته ، وجدي على ابتسامته ، أصرخ وفجأة خرجا سوياً واغلقا الباب خلفهما !!</span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">تبحث في دولابها بين فساتينها عن فستانها الأسود ،
ترتديه باكية ، ثم تخرج من غرفتها ، تمشي وسط أُناس تعرف بعضهم ولا تميز البعض
الأخر ، ينظرون لها بشفقة واندهاش ، ما أن وجدته أمامها حتى ترتمي على صدره وتبكي
: لم أكن أن أتوقع أن يكون سريعاً هكذا، كنت معها وكانت تنظر لي نفس النظرة
الصامتة القلقة ، لا أريد أن انام لا أريد
!!</span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">أتعلم قبل أن نلتقي كنت أرتبطت بذلك الرجل الذي حدثتك
عنه ، رأيت رجلٌ غريب قريب من ملامحك يتردد علي في أحلامي ، يأتي لى وسط الصخب
والزحام ويعطيني طفل وليد لا يبكي ولا يتكلم ، لكنه حي ، وما أن حملته بين يدي سقط
مني ومات ، لم أحزن عليه بل استيقظت من نومي هادئة وراضية ،،،<br />
لقد أنفصلت عن ذلك الرجل عندما أصر أن يُسافر بعيداً ولا يأخذني معه !!</span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">ظلت صامته وهي جالسه بجواره على الأريكة الخشبية
المواجهة للبحر ، وضعت يدها على يده لا تريد أن تتكلم ، ثم شبكت أصابعها بأصابعه
وقالت : لماذا اركض عارية وحافية ، شارع طويل مظلم ، وحيدة ، جميع أبواب البيوت
ونوافذها مغلقة ، لا أحد يطل من تلك النوافذ ، أبحث عن باب مفتوح فلا أجد ، هل
يراني أحد أم الظلام لا يجعلهم يروني ، أم لا يوجد أحد ؟؟<br />
أظل اركض واركض حتى أستيقظ متسارعة أنفاسي والعرق يسيل مني وقلبي يدق سريعاً ,,,</span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">هل ستتركني عارية وحيدة ؟؟</span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">ظلت تركض بجوار الكورنيش يختلط في عقلها صوت الأمواج
المتلاطمة والسيارات وضحكات المارة وهمساتهم ، تزداد الرياح القادمة من البحر
فيتطاير الشال الذي تلفه حول صدرها ،،، </span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">تنظر الى البيوت المتراصة على الكورنيش ، تقاوم رياح
البحر المالحة ، صدأت شرفاتها وتقشرت واجهاتها ، رياح البحر المالحة تتناوب عليها
منذ سنين فلا رحمة عندها ، وتظل البيوت تقاوم الى أن تضعف أمام تلك الرياح الابدية
,,,,<br />
تختفي من حولها تلك البيوت ، تخفت أصوات الامواج والسيارات وضحكات المارة ، تسمع
فقط نبضات قلبها ،،،</span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">يتكرر ذلك الحلم السرمدي ، غرفتها تهتز بها الأضائة
مُحدثه ذلك الأزيز المزعج ، تزداد الريح المتسللة من شرفتها فتهتز الحُلي المعدنية
المعلقة في غرفتها على شكل حيوانات صغيرة ، يبدأ أساس غرفتها في السقوط وهي تصرخ
فلا ينطلق صوتها ، تصرخ في الفراغ لا مُجيب ، يندفع الماء كالفيضان من كل مكان ،
أصبحت كالمسبح الصغير ، تطفو دميتها وتغرق حيواناتها المعدنية الصغيرة ، تغرق
وتغوص ثم تسبح وتندفع لأعلى بحثاً عن الهواء ، يزداد الماء وتندفع لأعلى بحثاً عن
الماء ,,,,,,,</span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">تقف في اتجاه البحر ، يتطاير شالها الذي تلفه حول صدرها
، وتصرخ ، تنظر حولها ، البيوت تقاوم رياح البحر المالحة ، السيارات وضحكات المارة
وهمساتهم ,,,,,,,</span></b></span></div>
</div>
Anonymoushttp://www.blogger.com/profile/07982777347781247280noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-4039480514383934344.post-55826006347820609102012-10-23T17:38:00.003+02:002014-02-21T01:42:41.346+02:00صابرين <div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjqIdV03bcSn1Ry4UBwLdTl-j9hMtk7Ya_g5Fk7ptxbQYE0tOFiltL2K5DCFbl0uh7Jw05R8cxyEcJ_LgE1UYGpUWxIR4On-tvqfzat5r9uPIqYyVl7bhIeNcD6GEvsxrAVUnoXmaTB9qs/s1600/7.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjqIdV03bcSn1Ry4UBwLdTl-j9hMtk7Ya_g5Fk7ptxbQYE0tOFiltL2K5DCFbl0uh7Jw05R8cxyEcJ_LgE1UYGpUWxIR4On-tvqfzat5r9uPIqYyVl7bhIeNcD6GEvsxrAVUnoXmaTB9qs/s320/7.jpg" height="257" width="320" /></a></div>
<!--[if gte mso 9]><xml>
<w:WordDocument>
<w:View>Normal</w:View>
<w:Zoom>0</w:Zoom>
<w:PunctuationKerning/>
<w:ValidateAgainstSchemas/>
<w:SaveIfXMLInvalid>false</w:SaveIfXMLInvalid>
<w:IgnoreMixedContent>false</w:IgnoreMixedContent>
<w:AlwaysShowPlaceholderText>false</w:AlwaysShowPlaceholderText>
<w:Compatibility>
<w:BreakWrappedTables/>
<w:SnapToGridInCell/>
<w:WrapTextWithPunct/>
<w:UseAsianBreakRules/>
<w:DontGrowAutofit/>
</w:Compatibility>
<w:BrowserLevel>MicrosoftInternetExplorer4</w:BrowserLevel>
</w:WordDocument>
</xml><![endif]-->
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">يُدعى بركة !! ، هكذا ينادونه في القرية ، ماتت أمه بعد أختفاء أبوه بسنتين ، كان
طفلا صغيراً أبن أربع سنوات وقتها ، فأصبح وحيداً في الدنيا فتعهد بتربيته
والأعتناء به شيخ المسجد في القرية ،،،،<br />
يعشق الحرية والجلوس وحيداً ، صديقته هو دميته التي يضعها دائماً في حقيبته القماش
المتدلية من رقبته ومعها بعض الطعام من
الخبز او البلح او التوت الذي يسقط من شجرة التوت الكبيرة التي تظلل السواقي
القديمة .....</span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">يجلس بجوار السواقي وحيداً ، ينصت لأنينها الذي لا ينقطع
منذ سنين ، يدور معها فلا يدري الى متى ستتوقف عن أنينها ، يتسرب من بينها أشعة
الأصيل الممزوجة بالشفق القرمزي كدماء قربان على مذبح الغروب المنتظر .....<br />
يظل يتتبعها كطائر صغير يحلق حولها ، يستمد من وجهها الصافي سعادته البسيطة ،
يبتسم عندما يتنصت لضحكاتها مع صديقاتها وهن قادمات من موقف سيارات الأجرة الخاص
بالقرية ، بزيها المدرسي الأزرق حاضنة حقيبتها الجلدية على صدرها ، والضفيرتين
المجدولتين كثريات عنب تتدلى وتتلألأ تحت شعاع الشمس الذهبي .....</span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">يلهو بجوار نافذتها وهي تجلس فيها تمشط شعرها وتذاكر
دروسها ، صنعت له دمية صغيرة من القطن والقماش له عينين وفم وأنف خشبي صغير ، وهو
يجمع لها التوت الأحمر من الشجرة الكبيرة التي تظلل السواقي غرب القرية ,,,,,</span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">بجوار السواقي البعيدة قبل الغروب تقابله ، تدور السواقي
وتأن ، وتدور معها احلامهما ، كل اجازة يعود فيها من الجيش يذهب وينتظرها بجوار
السواقي ، فتأتي اليه خُفية حتى لا يراها أبوها ، العشق المجنون كقطار فقد مكابحه
لا يتوقف لا يرى لا يبالي أما يصتدم وينهار أو يُسيطر عليه فيتهادي رويداً رويداً
الى أن يصل محطته الأخيرة ....</span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">تجلس بين أحضانه تنعكس شمس الغروب على عينيها الصافتين
فينهل هو من شهد حبها فلا يرتوى ظمأه وان له ان يرتوى ظمأن العشق أبداً .....</span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">يلهو بدميته ويراقبهما من بعيد الى أن تتوارى شمس الغروب
خجلاً خلف خمار الليل الأسود فيعود معها هو ودميته الى بيتها ، ويتسلل ذلك العاشق
ويعود ببدلته العسكرية متلفتاً يمنة ويساراً خوفاً من قاتل يتتبعه ويريده ثأراً
لعائلته ,,,,,,</span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">يظل بجوار نافذتها حتى يخفت نور غرفتها وسط الظلام فيعود
مع دميته الى بيته بجوار مسجد القرية .....</span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">يرخي خمار الليل سدوله على القرية التي تحاوطها مداخن
افران الطوب الشامخة ، تقف كحارس لا ينفك عن مراقبة مايدور ، يتصاعد الدخان منها
كأنها تتحدث وتتحاور فيما بينها لا يدري بلغتها احد ولا يدري متى تغضب ومتى تكون
هانئة وراضية ,,,,</span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">لم تعد تستطيع أن تُخفي مافي أحشائها من ثمرة ذلك العشق
المجنون الذي غرقت فيه ، تتساقط وتذبل وتشحب ....<br />
أمها تترقب في قلق لا تدري ماذا أحل بصغيرتها ،،،،</span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">يجلس بجوار المسجد يلعب بدميته ويملأ زير الماء السبيل
القابع بجوار باب المسجد ، وجدها تتبع أمها تكاد تهوي الى حفرة سحيقة بدون قرار ،
تترنح كغصن زيتون ذابل تتلقفه الريح كل حين فيكاد ينكسر لكن مازال يعاند في ضعف
....<br />
يظل يسير خلفهما الى أن وصلا موقف السيارات , فركبت مع أمها السيارة وأنطلقا ،
بينما هو ظل ينتظر مع دميته الصغيرة .....<br />
ذهبت بها أمها الى الطبيبة في المدينة القريبة ، كالمؤدة سيقت الى قبرها بدون أن
تُبدي أي من الأنفعال سوى دمعة ترقص رقصة الموت فوق وجنيتيها الشاحبتين ....</span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">الشمس تتوسط كبد السماء ترسل قيظها بدون رحمة ولا هوادة
تكاد أشعتها القاسية تقصف بالرقاب كمنجل قمح يترقب في لهفة حصاد سنابله التي استوت
.....</span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">أخذته سِنةٌ من النوم بجوار دميته اليقظة التي تنظر في
دهشة لذلك الزحام والسيارات ، بأذنها الصغيرة ربما تستمع الى الضوضاء قد تكون سعيدة
وقد تكون منزعجة ,,,,<br />
استيقظ فوجدها تتبع أمها عادت كما ذهبت ، الأم ينفجر بركان الدماء من وجهها ،
وصابرين تضربها الشمس بمطارقها الساخنة بدون هوادة ،،،،<br />
طريق الألام هو ، تسقط فيه سقطاتها
السبعة والمجدلية تتسلل بين الزحام في حزن تريد أن تضع على رأسها ذلك الشال الأبيض
ليحميها من قسوة الشمس وتلك العيون التي تغرز مخالبها في جسدها الرقيق ....<br />
مداخن افران الطوب الشامخة سُّعرت بطين جديد فتصاعد الدخان الى عنان السماء وتهتف
في غضب هل من مزيد ، على جنبات الطريق الملتوية تقف كُحراس بيلاطس والسنة الدخان كسياط
تلوح في الهواء تنتظر الفتاة بأبتسامة
الغضب والاستهزاء ، تجلدها كما جُلد المسيح على طريق الامه الطويل ......</span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">عاد من خدمته العسكرية كي ينفذ وعده بالزواج من محبوبته
الذي غرق في بحار عشقها بدون نجاة ، يسلك الطُرق الجانبية والشاقة بعيداً عن عيون
الطالبين بالثأر ، كفريسة صغيرة بدون جدوى ، من بين تلك الأبواب المغلقة وربما خلف
تلك المداخن المتراصة ، من بين النوافذ او الغيطان الممتدة ، تتهيأ وتنطلق الطلقات
النارية ، اربع او خمس طلقات تصيب قلبه فيسقط صريعاً ، وينتفض الحمام فزعاً من
ابراجه وأعشاشه ويرفرف خوفاً ويطير بعيداً
....<br />
تسقط على عتبة دارها مع اخر طلقة نارية ,,,,,<br />
يجلس حزيناً أسفل نافذتها ، دميته الصغيرة تنظر في قلق ، ينظر الى الشمس التي بدأت
تنسحب الى الغرب بعد أن عاقبت الجميع هذا اليوم .....<br />
تخرج من دارها على كتفها ذلك الشال الأخضر يرفرف ببطيء بعد نسمة هواء مفاجئه قادمه
مع رياح الشمال ....<br />
تنظر له وتبتسم وتتجه الى السواقي في غرب القرية ، يتبعها هو ودميته ....<br />
مازالت الشمس تنسحب الى الغرب في هدوء وبطء يحاوطها ذلك الشفق القرمزي الحزين
يعكره دخان المداخن العاليه القادمه من اطراف القرية ....</span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">تصل الى السواقي وتجلس الى جوارها ، وهو أسفل شجرة التوت
ينقى لها التوت الأحمر المتساقط ودميته مُلقاه على الأرض بجواره ....</span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">تقف بين السواقي الثلاث وتسقط سقطتها السابعة ، تصدمها
السواقي الدائرة التي تأن منذ سنين فتسيل الدماء منها وتختلط بالماء الذي يسقي
القرية ويرويها في كل مكان .....</span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">يجري الماء بالدماء ويذهب بعيداً وهو يمسك شالها الأخضر
الذي سقط من على كتفيها ونهديها بجوار السواقي التي لا تتوقف منذ سنين .....</span></b></span></div>
<span style="font-size: large;"><b><span dir="RTL" lang="AR-EG" style="font-family: "Times New Roman";">يرخي الليل خماره الأسود على القرية ونسوة القرية
يعوين وينحن على الشاب القتيل وعلى الفتاة الغارقة بين السواقي ,,,,<br />
النحيب يأتي من عند السواقي ، والمشاعل تنتشر في الظلام والام تنوح من بعيد ، </span><span dir="RTL" lang="AR-EG" style="font-family: "Times New Roman";">جيالك عروسة محنية الكفوف والكعب</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span lang="AR-EG" style="font-family: "Times New Roman";"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span> <span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span>،،،</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span> <span dir="RTL">خدت
معاها الهنا وسابتلي وجع القلب .........<br />
وهو يجلس ي<span style="font-size: large;">ُ</span>حادث <span style="font-size: large;">ويُحاكي</span> دميته أسفل نافذة صابرين المغلقة
,,,,,,,,,,,,,,,,</span></span></b></span><!--[if gte mso 9]><xml>
<w:LatentStyles DefLockedState="false" LatentStyleCount="156">
</w:LatentStyles>
</xml><![endif]--><!--[if gte mso 10]>
<style>
/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:"جدول عادي";
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:"";
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:"Times New Roman";
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}
</style>
<![endif]--></div>
Anonymoushttp://www.blogger.com/profile/07982777347781247280noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-4039480514383934344.post-7674081887775413932012-10-21T02:09:00.001+02:002012-10-21T02:12:21.254+02:00بعد الفجر <div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjO_Bkri7dRjvvT7locfqZwXnJP5e7kJQHXK0oTo_DopeRJotlGytHt86f_pib26Ty7Xqn5zNVdHcqRxn08HoahnL50h3FMM7tf7Zi1I3lsNwgbQorvPZncT3-uB92lNzX9DKRJTmuSvGw/s1600/1752943111_d4d850f399.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="240" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjO_Bkri7dRjvvT7locfqZwXnJP5e7kJQHXK0oTo_DopeRJotlGytHt86f_pib26Ty7Xqn5zNVdHcqRxn08HoahnL50h3FMM7tf7Zi1I3lsNwgbQorvPZncT3-uB92lNzX9DKRJTmuSvGw/s320/1752943111_d4d850f399.jpg" width="320" /></a></div>
<!--[if gte mso 9]><xml>
<w:WordDocument>
<w:View>Normal</w:View>
<w:Zoom>0</w:Zoom>
<w:PunctuationKerning/>
<w:ValidateAgainstSchemas/>
<w:SaveIfXMLInvalid>false</w:SaveIfXMLInvalid>
<w:IgnoreMixedContent>false</w:IgnoreMixedContent>
<w:AlwaysShowPlaceholderText>false</w:AlwaysShowPlaceholderText>
<w:Compatibility>
<w:BreakWrappedTables/>
<w:SnapToGridInCell/>
<w:WrapTextWithPunct/>
<w:UseAsianBreakRules/>
<w:DontGrowAutofit/>
</w:Compatibility>
<w:BrowserLevel>MicrosoftInternetExplorer4</w:BrowserLevel>
</w:WordDocument>
</xml><![endif]-->
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">تقف في الشباك المطل على الحارة الضيقة ، فتطل منه على
ذلك العالم ، فيدور أمامها بأصواته واحداثه ومشاكله ، سيدة عجوز تبيع الطماطم
والخيار ، وسيدة تقوم بتنقية الأرز وتتحدث مع جارتها الجالسة أمام عتبة دارها ،،،،</span></b><span lang="AR-SA"></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">طفل يعاند الريح حتى يجعل طائرته الورقية تحلق عالياً في
السماء ، فيطاردها في الحارة الضيقة فتسقط طائرته وهو يسقط معها ثم ينهض ويسقط من
جديد ، حتى تسبح الطائرة الورقية على صفحة الريح فتعلو وتعلو في السماء ،،،،،</span></b><span lang="AR-SA"></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">يمر أمامها ذلك الشاب الجامعي الوسيم بحقيبته التي
يحملها في كتفه ، كم تمنت لو يلتفت اليها ويحس بها ، يوميا في نفس الميعاد تقف
تنتظره ، ربما في هذا اليوم قد ينظر اليها ، يبتسم لها ، يحس ما بداخلها ، هو
فقط من يستطيع ان يقطع شرنقتها ويخرجها منها فتصبح كائن اخر ، فراشة جديدة
ملونة الاجنحة ترفرف في عالم مختلف ،،،،،</span></b><span lang="AR-SA"></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">لم ينظر اليها مثل كل يوم فتتبعته بعينيها حتى غاص في
اعماق الحارة الضيقه ،،،،</span></b><span lang="AR-SA"></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">لم يوقظها من تأملاتها وأحلامها سوى صوت أمها الحاد وهي
تنادي عليها بأن تأتي لمساعدتها ،،،،،</span></b><span lang="AR-SA"></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-SA">بجوار
الراديو الموضوع فوق رف خشبي متهالك يجلس ينازع هجمات النٌعاس التي تأخذه بعيداً
عن عالم وحدته اللامتناهي ، احلام لا يدرك كنهها لا يتذكرها عندما يعود لمحيطه
المتسع والفارغ ، يُنصت السمع لقران السهرة في الاذاعة منتظراً نشرة الأخبار ثم
المسلسل ،،،</span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-SA">كوب
الشاي أصبح بارداً وهو لا يبالي ، كم من اكواب الشاي صنعهها ولم يحتسيها او
أحتساها رغم تحذيرات الطبيب بعدم شُرب الشاي ،،،،<br />
لا يقيه من برد الشتاء أغلاق النوافذ او ترك موقد الكيروسين مشتعل ربما يبعث له
بالدفء بجانب الذكريات البعيدة التي تزوره كأطياف متتالية فالشتاء دائماً بارد على
من لا يملك ذكريات دافئة ,,,,,,</span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">يأتي المساء فتزداد برودة المكان وربما يسقط المطر هذا
اليوم ، هدأت الحارة قليلاً من الماره لكن يأتي صوت فرح من مكانٍ ما قريب ، صوت
الاغاني الشعبية الصاخبة ،المعازيم يصفقون سكارى ويرقصون ،،،</span></b><span lang="AR-SA"></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">كل واحدة من اختيها اغلقت عليها غرفتها ، وهي وقفت وحيدة
في الشباك يأتيها ضوء الفرح قادماً من بعيد ، وضوء اخر منبعث من الكورنيش ،،،،</span></b><span lang="AR-SA"><br />
</span><b><span lang="AR-SA">ممسكاً طائرته الورقية
يداعبها كحبيبة اختلى بها في ليلة شتاء يستمد منها الدفء بعد حرمان ليالٍ طوال ،
يحرك ذيلها ، يرقعها بالقماش حتى لا تسقط منه ، يوصل ويشد الخيوط المقطوعة ،،،،،<br />
لا يستطيع النوم خوفاً من الكوابيس التي تطارده في الليل يظل يبكي لا يدري أيذهب الى
أين ، يظل جالساً على حافة الشباك مختبئاً في سترته الصوف كقط صغير يتابع حركة
الحارة الهادئة ، يراقب ضوء الفرح القادم من بعيد والضوء الأخر المنبعث من
الكورنيش ,,,,,</span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">لفت الشال حول صدرها وربطت شعرها الطويل ، نزلت الى عتبة
دارها ووقفت حافية القدمين ،أحست بالبرودة تتسلل من قدميها الى باقي جسمها ، فكانت
تدفىء كل قدم بالأخرى ، ناظرة بتأمل الى افق بعيد مضيء<span> </span>،،،</span></b><span lang="AR-SA"></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-SA">أقترب
الفجر ، صدى الأذان المنطلق من المأذن القريبة والبعيدة ممزوج بنباح كلب مُسبحاً
مُبتهلاً ، ودعاء كروان متلهف يمر سريعاً ويختفي ,,,,<br />
أستفاق من نعاسه الذي هاجمه ولم يفق منه الا بعد ساعات ، جالساً بجوار الراديو مع
تلك الكوب الزجاجية الوحيدة ،،،،<br />
توضاً مردداً سنن الوضوء بصوتِ عال ، ثم أرتدى البالطو الصوف متلفحاً بذلك الشال
الذي لم يغيره منذ سنين ،،،،<br />
تدور أصابعه المرتعشة الضعيفة مع سبحته القديمة ، متمشياً مخترقاً قطرات المطر
الهادئة وضباب فجر الشتاء يحاوطه ، فيجعل صدره مبتهجاً كأنه يخترق الجنان ,،،،</span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">تمشت في الحارة الضيقة حافية ، أبتعدت عن اتجاه الفرح
الصاخب الذي هدأ قليلاً مع علو تكبيرات الفجر الى السماء ، اتجهت<span> </span>الى الضوء المنبعث من الكورنيش ، وكلما اقتربت
من البحر استنشقت رائحته وهوائه المالح ،،،،</span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">المطر يزداد وقدميها تبللت وشعرها ازداد لمعانا وبريقاً
مع قطرات المطر التي تتساقط بحنو<span> </span>،،،</span></b><span lang="AR-SA"></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><span lang="AR-SA"><span> </span></span><b><span lang="AR-SA">ارتدى ملابس المدرسة ووضع طائرته في حقيبته وقفز من الشباك القريب من
الحارة ، وانطلق بدراجته الى البحر كما اعتاد ، كالريح مخترقاً بدراجته قطرات
المطر والضباب ....<br />
خرج من المسجد القريب من الكورنيش يردد ورد مابعد صلاة الفجر واتخذ مكانه اليومي
على الأريكة الخشبية المطلة على البحر ،ثم بدأ يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود
من الفجر ،،،،</span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">كانت السيارة تسير مسرعة في شارع الكورنيش اضواء كشافتها
ينعكس في عينيها ، فوقفت تنتظر حتى تمر الى الجانب الأخر<span> </span>وتقف أمام البحر ،،،</span></b><span lang="AR-SA"></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">عبرت الشارع وهي حافية ووقفت أمام البحر تستقبل هوائه في
صدرها ، وخلفها بعض الصبية الذين انتهوا من الفرح يطلقون الصواريخ المضيئة في السماء
،،،،</span></b><span lang="AR-SA"></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-SA">واضعاً
يده في جيوب البالطو الصوف بعد أن تجمدت أنامله الضعيفه على حبات مسبحته ،،،<br />
أخرج طائرته الصغيرة وفطيرة بالسكر والعسل اشتراها منذ المساء ، ظل يأكلها ممزوجة
بقطرات المطر .....<br />
</span></b><b><span lang="AR-EG">ظلت
تتمشي بجوار البحر تنظر الى امواجه الصاخبه الممزوجة بقطرات المطر ، حافية القدمين
تتسلل من خلالها البرودة الى بقية جسمها</span></b><b><span lang="AR-SA"> لكنها لا تبالي ،،،،،</span></b><b><span dir="LTR"></span></b></span></div>
<!--[if gte mso 9]><xml>
<w:LatentStyles DefLockedState="false" LatentStyleCount="156">
</w:LatentStyles>
</xml><![endif]--><!--[if gte mso 10]>
<style>
/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:"جدول عادي";
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:"";
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:"Times New Roman";
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}
</style>
<![endif]--><br /></div>
Anonymoushttp://www.blogger.com/profile/07982777347781247280noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-4039480514383934344.post-62475382144538905502012-09-29T22:43:00.000+02:002012-09-29T22:45:08.999+02:00أسفار العزلة <div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhlqZNfPDTB9hq7MI9JqM_NGMHtsNyHqaStUYUmtsjUY6CaSryVm6qHMnhM48z0qY3_5aFBbnvMYkEX8jVxlHKrK2-H25GGR7DXMQjjdZmcj2V_f3D32RJfmywkAOzXRuMf-PHgXC6q67k/s1600/picasso44.JPG" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhlqZNfPDTB9hq7MI9JqM_NGMHtsNyHqaStUYUmtsjUY6CaSryVm6qHMnhM48z0qY3_5aFBbnvMYkEX8jVxlHKrK2-H25GGR7DXMQjjdZmcj2V_f3D32RJfmywkAOzXRuMf-PHgXC6q67k/s320/picasso44.JPG" width="238" /></a></div>
<!--[if gte mso 9]><xml>
<w:WordDocument>
<w:View>Normal</w:View>
<w:Zoom>0</w:Zoom>
<w:PunctuationKerning/>
<w:ValidateAgainstSchemas/>
<w:SaveIfXMLInvalid>false</w:SaveIfXMLInvalid>
<w:IgnoreMixedContent>false</w:IgnoreMixedContent>
<w:AlwaysShowPlaceholderText>false</w:AlwaysShowPlaceholderText>
<w:Compatibility>
<w:BreakWrappedTables/>
<w:SnapToGridInCell/>
<w:WrapTextWithPunct/>
<w:UseAsianBreakRules/>
<w:DontGrowAutofit/>
</w:Compatibility>
<w:BrowserLevel>MicrosoftInternetExplorer4</w:BrowserLevel>
</w:WordDocument>
</xml><![endif]-->
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">أختنق جو الغرفة بعد أن طال أنقطاع الكهرباء عن المعتاد
، كانت متكئة على ماكينة الخياطة تنتظر منذ اكثر من ساعتين كي تستكمل عمل فستانها
،،،</span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">ذهبت الى المطبخ وجائت بشمعة متوسطة الطول متهالكة صنع
سيالان الشمع عليها تعرجات منذ زمن بعيد ، وقفت في شرفتها العالية المطلة على
الشارع الرئيسي ، الظلام يُخيم على الشارع ، النوافذ البعيدة يأتي منها الضوء
كأنها خفافيش مجهولة تلمع عينيها في أحضان الكهوف والجبال ، والسيارات تتحرك في
الشارع كحشرات مضيئة تعس في ظلام الغابات .....</span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">عادت لماكينة الخياطة ، جلست بقميصها القصير ، ينساب
شعرها الأسود على صدرها وكتفيها فزاد من أحساسها بالأختناق ، فسال العرق على صدرها
البرونزي الناري المنعكس عليه ضوء الشمعة المتهوجه بقربه ، ظل ينساب العرق كقطرة
صغيرة أتخذت سبيل رحلتها من صدرها المتوهج حتى قدميها النحيلتين ،،،،</span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">تحسست خصلة شعرها المنسدلة على الفستان الراقد بأستسلام
تحت ابرة الحياكة ، فأنتابتها كراهية مفاجئة لشعرها الطويل ، لم تكن لتجرؤ على قصه
او تقصيره حتى لا تُغضب أمها ومن بعد أمها زوجها الذي كان يعشق ذلك الشعر الليلي
الأسود الجامح دائماً ,,,,,</span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">تتلو أسفار عزلتها كلعنة ازلية تطاردها من أعالي جبال
الأولمب تنتظر ذلك التصريح للأقامة بين الأحياء المختوم بصك زواجها كي لا تطاردها
تلك العيون والألسنة البتارة كسيوف غُرزت في سم معتّق منذ مئات السنين .....</span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-EG">الخوف المؤلم من خوف هؤلاء منها ، انها تخشى الخوف الذي
يقفز من عيون تلك النسوة عندما يرونها ، تخشاه وتخشاه حتى كرهت ذلك الجسد التي
تسكن فيه روحها فكرهت ذلك الوجود الذي يرفض اعطائها صك الحياة .......</span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-SA">صوت
الراديو يأتي متقطعاً من غرفة المكتب ، لا يحمل أي شيء مفهوم ان كان أغنية ام نشرة
اخبار او حتى مسلسل ،،،،</span></b><b><span dir="LTR"><br />
</span></b><b><span lang="AR-SA">لم تبالي به ان كان سينصلح
ام سيظل كما هو ،،،،،</span></b><b><span lang="AR-SA"></span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-SA">أصوات
السيارات وضحكات الأطفال تتسلل من خلال شرفتها ، فأصبح يضايقها كثيراً هذا اليوم ،
دائما ماتكره اصواتهم ،،،،</span></b><b><span dir="LTR"><br />
</span></b><b><span lang="AR-SA">أخرجت مقصها من الدرج
الصغير ونظرت لنفسها في المراه ،،،،</span></b><b><span lang="AR-SA"></span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-SA">أمسكت
أول خصلات شعرها وقصته فكان صوت المقص قوياً ، فتناثر شعرها الأسود على الأرض
وتطاير بعيدا بالقرب من باب غرفتها ،،،،</span></b><b><span dir="LTR"><br />
</span></b><b><span lang="AR-SA">نظرت للمراه ، ومازالت
ممسكه بالمقص ،،،،</span></b><b><span lang="AR-SA"></span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-SA">صوته يأتي
همساً يطالبها بالمحافظة على شعرها ، صوت أمها يتداخل مع صوت ذلك الرجل يأتيها في
عصبية ستكونين قبيحة عندما تقصين شعرك ،،،،،</span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-SA">أمسكت
ثاني خصلات شعرها وبدأت تقصه ، فسقط سريعاً على قميصها الأسود ، كأنها أوراق شجرة
سرو قسى عليها رياح اكتوبر الخريفية ،،،،،</span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-SA">نظرت
للمراه ، ومازالت ممسكه بالمقص ،،،،</span></b><span lang="AR-SA"></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-SA">أصبحت
كقطة وحيده تلعق جراحها ووحدتها ، لا احد يبالي ولا يهتم ،،،،،</span></b><span lang="AR-SA"></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-SA">تنسج خيوط
عزلتها ، تصنع تلك الشرنقة التي تحميها من براثن الكراهية التي تحوم حول شرنقتها
فتأبى ان تبحث عن سبيلاً للخروج .....</span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-SA">أمسكت
اخر خصلات شعرها وقصته بقوة ، فسقط ثقيلا على التسريحه ، فتطاير شعرها</span></b><b><span lang="AR-SA"> الأسود الجامح تذروه رياح قادمة من الشرفة
فجعلته منثوراً في جنبات غرفتها ......</span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-SA">أنتهت من
حياكة فستانها الأسود القصير ، ارتدته وهي تتأمل في المراة انوثتها الذائبة في
اسفار عزلتها ، جسداً يفترس من حوله ، بدأ يتلاشى ويذبل في هجير صحراء ممتدة لا
حدود لها ،،،،،</span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-SA">وضعت أحمر
الشفاه لم تضع مشطاً في شعرها القصير ، ارتدت حذائها ذو الكعب الرفيع ، تحسست
ساقيها بأناملها كأنسياب الحرير ،،،،<br />
تتمشى في الشارع المتسع يتتبعها صوت كعب حذائها كدقات موسيقي لاتينيه لا تتوقف ،
يتوقف الصبية عن ممارسة الكرة عندما مرت بجوارهم في الشارع الجانبي ، مع نظرات
حادة من تلك السيدة العجوز التي تقف في شرفتها تنتظر عودة زوجها من عمله ....</span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-SA">يسير بجوارها
ذلك الصبي بدراجته يبتسم لها فتبتسم له ويظل مصاحباً لها أينما تذهب ، يراقب
تلاوتها لأسفار عزلتها الممتدة منذ سنين ,,,,,,,,</span></b></span></div>
<!--[if gte mso 9]><xml>
<w:LatentStyles DefLockedState="false" LatentStyleCount="156">
</w:LatentStyles>
</xml><![endif]--><!--[if gte mso 10]>
<style>
/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:"جدول عادي";
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:"";
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:"Times New Roman";
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}
</style>
<![endif]--><br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="color: #cc0000;"><b><span style="font-size: large;"><span lang="AR-SA">ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ</span></span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<span style="font-size: large;"><b><span style="color: #cc0000;"><span lang="AR-SA">اللوحة لبابلو بيكاسو </span></span><span lang="AR-SA"><br /></span></b></span></div>
</div>
Anonymoushttp://www.blogger.com/profile/07982777347781247280noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-4039480514383934344.post-13314576805669602582012-08-31T13:31:00.001+02:002012-09-01T19:39:01.524+02:00الاختيار<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEj0ld7L2wjqgut7NtmEdZJO8-Ns474RGflMZcX-r6eL-3D1aIXAvqFViHSWrhipiizcFgHhWEx_Mg4HPCB-1yFaXCHwgj_cllrGzS23YXO5bsBfgU2MPVJe8-3AkG6eVUtHkG50acYyil4/s1600/quaitar.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEj0ld7L2wjqgut7NtmEdZJO8-Ns474RGflMZcX-r6eL-3D1aIXAvqFViHSWrhipiizcFgHhWEx_Mg4HPCB-1yFaXCHwgj_cllrGzS23YXO5bsBfgU2MPVJe8-3AkG6eVUtHkG50acYyil4/s1600/quaitar.jpg" /></a><b><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;"> </span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">المشهد الأول </span></b></div>
<br />
<!--[if gte mso 9]><xml>
<w:WordDocument>
<w:View>Normal</w:View>
<w:Zoom>0</w:Zoom>
<w:PunctuationKerning/>
<w:ValidateAgainstSchemas/>
<w:SaveIfXMLInvalid>false</w:SaveIfXMLInvalid>
<w:IgnoreMixedContent>false</w:IgnoreMixedContent>
<w:AlwaysShowPlaceholderText>false</w:AlwaysShowPlaceholderText>
<w:Compatibility>
<w:BreakWrappedTables/>
<w:SnapToGridInCell/>
<w:WrapTextWithPunct/>
<w:UseAsianBreakRules/>
<w:DontGrowAutofit/>
</w:Compatibility>
<w:BrowserLevel>MicrosoftInternetExplorer4</w:BrowserLevel>
</w:WordDocument>
</xml><![endif]--><br />
<br />
<!--[if gte mso 9]><xml>
<w:LatentStyles DefLockedState="false" LatentStyleCount="156">
</w:LatentStyles>
</xml><![endif]--><!--[if gte mso 10]>
<style>
/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:"جدول عادي";
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:"";
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:"Times New Roman";
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}
</style>
<![endif]-->
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;"> هدأت حركة المارة على الجسر القديم الذي يصل بين ضفتي
النهر ، تسارعت أنفاسه واضطربت دقات قلبه ، نزع الجيتار المعلق في كتفه ووضعه
مركوناً ، ثم نظر الى صفحة النهر المنعكس عليها شمس الأصيل ، ثم صعد الى حافة
السور وتقدم خطوة فسقط وترك نفسه يغوص ، شجاعة اقدامه على الموت لم تسعفه فأنتصرت
عليه غريزة البقاء وحب الحياة والخوف من ذلك الشيء المجهول المسمى الموت ، اندفع
يقاوم بيديه محاولاً الصعود وظل يسبح الى أن تعلق بأحد اعمدة الجسر ، نظر وهو يمسح
الماء عن عينيه ويلتمس الهواء الذي افتقده في ألاسفل ، وجد بعض المارة ينظرون اليه
من اعلى الجسر وأثنين من الشباب قفزا لينقذاه .....</span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">ظل جالساً بجوار الجيتار يبصق الماء الذي اندفع الى صدره
وجوفه ، ثم علق الجيتار على كتفه واستكمل سيره غير مبالياً بالمارة الذين ينظرون
اليه بأندهاش .....</span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">وصل الى شقته الصغيرة ، جلس مرتعشاً يسيل الماء من
ملابسه ، كانت الستائر مغلقة والشرفة لم تُفتح منذ أيام ،،،،<br />
ادار تشغيل الرسائل المسجلة على الهاتف مرة أخرى : حبيبي أشتقت اليك سوف اعود
الأسبوع القادم أرجوك أنتظرني ، اااه نسيت لقد أشتريت لك رواية مائة عام من العزلة
لماركيز ، فكر في وتذكرني وانت تسمع اغاني ادامو واديت بيا ....<br />
ظلت الرسالة تكرر نفسها مرات ومرات وهو واقف تحت صنبور الماء الساخن ، ترتطم
المياه برأسه فكأنها تعيد ذوبان مايحس به ويدور بعقله ، يتصاعد بخار الماء الساخن
فتتلاشى صورته في المراه ، يمسح بيده عليها فتصبح الصورة خطوطاً متعرجة فيجد نفسه
مشوهاً .....</span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">جلس في المقهى الذي يعمل به ، ينتظر ان يبدأ عزف الحانه
على الجيتار ، يعزف والوجوه الناظره اليه في استمتاع تختفي من حوله كأنها ذابت
وتلاشت في ملكوته الخاص ، يرى فقط وجهها ويسمع الحانه التي كان يعزفها معها ، لا
يستفيق ويخرج من شرنقته الا بصوت تصفيق الزبائن في المقهى ، أو سقوط كأس على الأرض
....</span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">تراقبه وهو يعزف لا تستطيع أن تتحمل العمل في المقهى
بدون انت تسمع الحانه وتتغنى بها مع نفسها وفي سرها ، تذهب وتضع امامه كوب الماء
فيبتسم لها ويقول : سنرحل مبكراً الليلة .....</span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">كانت أبنتها معها في المقهى ، وهو يعزف لها وسارة تغني
معه ويعلمها كيف تعزف على جيتاره ويحملها ويلعب معها</span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">خرجا سوياً كان الليل اقترب من أنتصافه ، القمر بدراً
لكن السُحب الخريفيه تُحكم قبضتها عليه فخنقته ،،،،<br />
دندنت بعض أغانيه التي ألفها بنفسه ، فنظر لها بحنو : صوتك جميل ، سأكتب بعض
الأغاني كي تغنيها أنتي ... فضحكت وقالت : انا فقط أحب أغني معك واغني لأبنتي وانا
احممها او اساعدها على النوم ، انت تمزح من قال ان صوتي جميل .....</span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">وقفا أمام بيت أختها وودعته وقالت : لأ استطيع ان ادعوك
الوقت متأخراً ،،،</span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">ودعها وقام بتقبيل سارة ثم تهرول للبيت وتلوح له ....</span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">ظل واقفاً ينتظر صعودهما الى المنزل ثم أنصرف ، دفع علبة
مياه غازيه بقدمه ثم أستكمل سيره ، يتسلل اليه بعض برودة الخريف ,,,,,,,,</span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">يعيد تكرار الرسالة المسجلة على الهاتف ، ناظراً لسقف
غرفته مستلقياً على سريره بجواره كوب قهوتة الفارغ وصحيفة قديمة وكتاباً مقلوباً
مُلقى على الأرض ،،،<br />
ثم يرن هاتفه قاطعاً الرسالة المسجلة فيرد : انا بخير ، قّبلي سارة واخبريها اننا
سنذهب معاً للملاهي ، تصبحي على خير .....</span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">المشهد الثاني </span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">نظر اليها لم يكن يتخيل ان هناك من يشبهها ، الأنف الصغير
المدبب قليلاً والشعر الكستنائي القصير ، العيون العسلية ونظرتها الطفولية ، تسعى
للحصول بسرعة على السندوتشات التي طلبتها ثم مشت بسرعة تنادي على بعض الصبية الذين
يحملون الأساس من على سيارة نقل كبيرة وتزعق فيهم أن يتعاملوا مع الأساس بحرص ، ثم
عادت للمطعم ووقفت تنتظر ....<br />
قال لها : هل ستسكنين في شارعنا ؟ ... قالت وهي مضطربة تتابع الصبية : نعم اننا
ننقل الأساس الان في هذا البيت ... أبتسم وقال : شارعنا هاديء سترتاحين مع الجيران
فأغلبهم أناس طيبون قليلاً مايحدث مشاكل هنا ، انتي وعائلتك أم متزوجة ... تأخذ
حقيبة الطعام من البائع وتقول : انا وعائلتي أبي وأمي واخي الصغير ....<br />
تعود مسرعة ، فيناديها بصوتٍ عالٍ : سنتحدث مرة أخرى واهلا بكي في شارعنا .....</span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">جلس على كرسيه في المقهى ، يداعب جيتاره ويظبط أوتاره ،
كانت تنتظره فعندما رأته قالت : لماذا تأخرت قلقتني عليك ؟؟ ... رد عليها شاردا
ذهنه : لا أبداً أستيقظت متأخراً ، ثم أستكمل مداعبة أوتار جيتاره .....</span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">أنتهيا من العمل قبل انتصاف الليل ، <span style="mso-spacerun: yes;"> </span>تضع يديها في جيب معطفها ملتمسة الدفء بعد ما
أحست ببرودة أطرافها ، قالت : لما أنت صامت منذ أن خرجنا ، أيوجد ما يشغلك ؟؟ ...
قال وهو ناظراً لخطوات قدميه والحصى الذي يتحطم اسفل حذائه : لا يوجد شيء لا
تشغلين بالك ... ضحكت وقالت : مالك كالعجوز الهَرِم ... أحس انك تجاوزت الخمسين
.... فضحك وقال : نعم وقد اكون احتضر بسبب تقدمي في السن .....</span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">ظل واقفاً أسفل شرفتها ينتظرها أن تطل عليه ، لكن شرفتها
مغلقة يتسلل من خلفها الضوء وخيالها الذي يتحرك كل حين ....<br />
صعد الى بيته يسمع رسالته المسجلة على الهاتف تكرر نفسها الى أن ينام ......</span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">يقابلها في الصباح تقف مع أخوها الصغير الذي ينطلق
بدراجته ، يُلقي عليها السلام ، ثم يسألها وهو يدعك كفيه ببعضهما بسبب البرودة :
هااا ما رأيك في سكنك الجديد هل أرتحتي في شارعنا ؟؟ ... ترد عليه وهي تتمشى
بجواره : الشارع هاديء حقيقة مازلت لم اعتاد على البيت لكن الشارع اهدأ من شارعنا
القديم ... تنظر الى جيتاره المُعلق على كتفه وتسأله : أتعزف الجتيار وتجيد عزفه
؟؟ ... يبتسم : قليلاً ، تحبي أُسمعك بعض الحاني ؟؟ ... توقفت عن السير لبرهة ثم تقول
: اكيد ... انا اعشق الجيتار ياريت فعلا أسمع عزفك والحانك .....</span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">جلسا في الحديقة المجاورة لكنيسة البازليك القديمة ،
وأخيها الصغير يلعب بدراجته حولهما ، بدأ عزف الحانه وغنائه ، يرى فيها كل ملامحها
ونظرتها التي افتقدها منذ ثلاث سنوات ، لم يكن ليعزف هو لكن هي من تحرك بأناملها
اوتار قلبه فيخرج ذلك اللحن عذباً ....<br />
تسأله وهو يشرب الماء كي يستكمل عزفه : مؤكد يوجد لديك حبيبة تتغنى بها وتعزف
الحانك لها ؟؟ .... وضع الزجاجة بجانبه ونظر لجيتاره : كان لي حبيبة وماتت في حادث
سيارة ، لا أريد أن أتحدث عنها .... ظهر الخجل على وجهها : اسفة لم أكن اقصد أن
أضايقك ، حبيبي قد اعتبرته ميتاً يخونوني كثيراً مع كثير من الفتيات ، لكنه يصّر
انه يحبني ، أهله رفضوا زواجه بي لانه يصرون على زواجه من أبنة عمه ، لم يتصل بي
منذ فترة طويلة ففهمت أنه تزوجها ، اعتبرته ميتاً بالنسبة لي رغم أني اشتاق اليه
كثيراً ولا يُفارق عقلي ، ها أتستكمل عزفك أم نرحل يجب أن لا أتاخر عن أبي وأمي ؟؟
.... يتنهد ويقول : أمازلتي تحبينه ؟؟ ... تّهم واقفة : أحاول أنساه ، لا أدري
ربما أحبه وربما لا ........</span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">أجراس الكنيسة القديمة تُعلن عن قداس المساء ، يعودا
سوياً والفتى الصغير أمامهما بدراجته ، قطرات صغيرة من المطر تُعلن عن غيث قادم من
السماء ، ربما تكون أكثر غزارة في المساء .....</span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">يقف في شرفته ، ويأتي من الغرفة صوت الرسالة المسجلة على
الهاتف تتكرر وتعاود من جديد كلما أنتهت ، ينتظر حتى ينطفيء ضوء غرفتها من خلف
الشرفة ثم يضع يده خارج الشرفة يستقبل بها قطرات المطر الثقيلة .....</span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">المشهد الثالث </span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">الشتاء قد أتى مبكراً والمقهى تقل زبائنه مع تأخر الليل
، مع أقتراب العاشرة مساءً ، يُخرجان سوياً ، تمر سيارة مسرعة بجوارها يندفع ماء
المطر على الطريق ، فيشدها اليه خوفاً عليها من السيارات المسرعة ويجعلها بعيداً
....<br />
تُمسك ذراعه وتقول : تعلم !! لا أستطيع الان ان يمر يوماً علّي بدون أن أراك ،
أعرف أنك قد لا تحس بي ، لكن صدقني انا اجتهد كي يصلك أحساسي وافهمك واجعلك تفهمني
، احاول جاهدة أن اكون امراة ناضجة لاجلك أحيانا أخاف من عقلك واخشى مابداخلك لانك
لا تتحدث كثيراً ، أحبك واسعى لأرضائك<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>، لم
أكن أحب زوجي بقدر حبي لك الان ، منذ أن مات وانا عاهدت نفسي وأبنتي ان لا أكون
لاحد سوى لها ، لكن وجدت سارة تحبك كثيراً ومتعلقة بك فهذا شجعني أن افيض ما
بقلبي<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>اليك ، قد تخشى تحمل مسؤلية أنسانة
وأبنتها الصغيرة ؟؟ <br />
لا أريدك أن تتكلم الان ، يسعدني فقط أن تكون بقربي وأكون بقربك .... يمسك يديها
ويضمها بقوة ، ويستكملا سيرهما ويقول : أنا أنسان قد اكون مُحطم أمامك ، لا يدري
ولا يعلم مايريد ، يعيش على ذكريات وأطلال قصور رملية صنعها طفل على شاطيء البحر
أي موجة تهدمها ، أنا لا أستحقك ولا أستحق قلبك هذا ... تضم كفها الصغير على كفيه
وعند وصولها الى البيت ، تُخرج من حقيبتها شال من الصوف رمادي اللون ، تحاوط به
رقبته وتقول : الجو أصبح بارداً والشتاء قارص صنعته بيدي لأجلك ، لا تنزعه عنك
أبداً .... ثم صعدت مسرعة الى بيتها وهو ظل ينتظرها حتى طلت عليه من نافذتها هي
وأبنتها ، أحكم الشال حول رقبته وتمشى الى بيته ،،،،،</span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">أحبها ، لم يكن يدري أكان يحبها هي أم يحب فيها صورتها ،
لكنه أحبها ظل يحادث نفسه وهو يقف ينظر الى شرفتها وخيالها يتحرك جيئةً وذهاباً ،
الى أن أطفأت ضوء غرفتها .....</span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">أنتظرها قبل الغروب أسفل شرفتها ،مُجهزاً له بعض
أسطوانات الأغاني كي يهديها اليها ، كان قد أتصل على هاتفها كي يقابلها ، فأكدت
أنها ستلقاه بعد قليل ، تمشيا سوياً ، قال لها : أريد أن أخبرك بشيء<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>.... أبتسمت وقالت : وانا أود أن أخبرك بشيء
مهم ...<br />
ضحك وقال : اذن قولي أنتي ألان ... قالت وهي منتشية وفرحة : لقد أتصل بي حبيبي
أخيراً ، وأخبرني أنه رفض الأرتباط بأبنة عمه وتعارك مع أهله بسببي وهددهم بترك
البيت ، الى أن وافقوا أخيراً على زواجنا ، سيأتي قريبا وهو وأهله كي يخطبوني<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>.... هااا ماذا تريد أن تخبرني ؟؟ .... وقف
قليلاً ليسترد أنفاسه ثم قال : لا شيء كنت أود فقط أن اعطيكي بعض أسطوانات
الموسيقي والأغاني التي تحبينها ... نظرت اليها وقالت : ااااه بجد أنت صديق جميل
أنه يحب تلك الأغاني جدا ، اشكرك جداا جداا .....</span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">المشهد الأخير </span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">المطر يهطل بغزارة على الجسر القديم الذي يصل بين ضفتي
النهر والسيارات تمر<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>مسرعة بجواره ،
تتسارع أنفاسه وتضطرب دقات قلبه مرة أخرى ،،،<br />
يقف مواجهاً للنهر وقطرات المطر ترتطم برأسه بقوة ،،،،<br />
ينزع عنه شاله الصوف ، فيسقط على الأرض ويبتل من المطر ويتسخ بالتراب ،،،،<br />
يضع جيتاره مركوناً على سور الجسر ، يتطاير الشال ويتلصق بأحد أعمدة الجسر التي
بجواره يظل يتطاير الشال مشتبكاً به يريد أن ينفك ,,,,<br />
ينظر الى صفحة النهر التي تستقبل قطرات المطر في هدوء ورضا ،،،،</span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">ينظر لهاتفه ويسمع الرسالة المسجلة التي تتكرر بأستمرار
: حبيبي أشتقت اليك سوف اعود الأسبوع القادم أرجوك أنتظرني ، اااه نسيت لقد أشتريت
لك رواية مائة عام من العزلة لماركيز ، فكر في وتذكرني وانت تسمع اغاني ادامو
واديت بيا ....<br />
يمسك الهاتف ويتركه يسقط من يديه ، فيغوص الهاتف في النهر تأخذه قطرات المطر
بعيداً ،،،</span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>ينظر الى الشال ويظل
واقفاً أسفل المطر ،،،،</span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<b><span lang="AR-EG" style="font-size: 14.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">كاد الشال أن ينفك فيلحقه قبل أن يسقط في النهر ،،،،،<br />
يُعلق جيتاره على كتفه ويستكمل سيره مرة أخرى ,,,,,,,,,</span></b></div>
</div>
Anonymoushttp://www.blogger.com/profile/07982777347781247280noreply@blogger.com0