يجلس وحيداً في احدى زوايا ميدان التحرير الفسيح ، يضع عبوات المناديل الورقية أمامه منتظراً احد الماره أن يشتري منه عبوة أو اثنين حتى يستطيع بثمنها ان يسد جوعه ،،،
أحساس بالوحده في هذا الميدان الفسيح وكلما نظر حوله الى الوجوه الجامده البارده يحس اكثر بالتضائل والوحده ،،،
أنه طفل مصري صغير ، اسمر الوجه ونحيف ، نشأ وحيداً لا يدري اين ابوه واين أمه ، هل له أخوه وعائلة أم لا ،،،
انفاق محطات المترو وجدران الأكشاك والمتاجر هي بيته ، ميدان التحرير الفسيح هو مدينته الواسعه الذي مازال يتسع عليه وهو يتضائل داخله ،،،
اشكال وانواع من البشر ، الغني والفقير ، الشاب والفتاه ، الكهل والطفل ، كلهم يمرون عليه ويدورون حوله ولا يبالون به ،،،
الشتاء قارسٌ عليه هذا العام ، يبحث في عيون الجميع عن الدفء والأمان والأحساس بالغد البعيد ،،،
مازال الميدان الفسيح يزداد اتساعاً ، وهو يتضائل ويتضائل داخله ،،،،
في ذلك اليوم أستيقظ في الصباح ، لم يكن مثل أي صباح أطلت عليه شمسه من قبل ،،،
أحس بشمس حنونه تداعب وجنتيه تتسلل اليه من خلف أحد القضبان المحيطه بمدخل من مداخل محطات المترو ،،،
هواء ورياح ناعمه ، تلامس بشرته السمراء فكانت برداً وسلاماً ،،،
ما أعجب هذا اليوم ، لماذا تحنو عليه الطبيعه بهذا السخاء ،،،
خرج الى ساحة الميدان ، وجوه الاخرين متبدله الى حد ما ، خاليه من القسوة والجمود ،،،
أنه صباح يوم الخامس والعشرون من يناير !!
بدأ الميدان يعج بأناس لطفاء يبتسمون أليه ويشترون منه عبوات المناديل بكثرة حتى نفدت منه فأشتري غيرها من تاجر الجمله حتي يبيع ويكسب ،،،
الميدان يزداد ازدحاماً ، كأنهم يهبطون من السماء ومن كل النواحي ،،،
تُري من يكون هؤلاء القوم ولماذا يزدادون ويلتفون حوله ،،،
اخذ يقفز بينهم بخفة ويبيع اليهم عبوات المناديل والحلوى ، والجميع يشترون منه ،،،
الميدان يزداد ضيقاً عليه ، والطفل الصغير يزداد أحساسه بالأمان ،،،،
بدأ الجميع يهتفون هتافات الحرية ومحاكمة الفساد واسقاط النظام ،،،
لم ينتبه لمعاني تلك الهتافات أنه لم يعتاد عليها من الأصل ، لكنها هتافات مجلجله اهتز لها قلبه ، فأخذ يهتف بينهم ،،،
في المقابل بدأت تظهر وجوه غليظه وشرسه ، أنه يعرفها جيداً ، منهم ذلك الشرطي الذي دائما يعتدي عليه بالضرب وكثيراً ما يأخذ منه نقوده ، وتارة يهدده بالحبس والاعتقال ،،،
دقات قلبه تزداد تسارعا خوفاً ، اقتربت منهم تلك السيارات المصفحه المرعبه ، عليها أشخاص يخفون وجوههم تحت دروع معدنيه ثقيلة وقاسية ،،،
أشخاص يلبسون السواد ، صيحاتهم كأنها طبول الحرب ،،،
يقف بين جبهتين ، أين يذهب ، يختبيء ، أم يحتمي بين الأناس اللطفاء الذين ابتسموا في وجه أبتسامه لم يشهدها من قبل ،،،
تحرك خوفاً من تلك المصفحات القاسية من أن تدهس جسمه النحيل ووقف بجوار عائلته الجديده ،،،،
هتافات الحرية ترتفع الى عنان السماء وتتردد في جنبات الميدان من المجمع الى المتحف ومن الجامعة الأمريكيه الى ناصية طلعت حرب وعبد المنعم رياض ،،،
هتافات الحرية في مواجهة قنابل الدخان والرصاص المطاطي والرصاص الحي ،،،،
يهتز قلب الفتى النحيل ويبكي خوفاً ،،،
سيارات مصفحة عمياء تدهس الناس ، لا تفرق بين طفل وكبير ،،
رصاصات تأتي من كل مكان تصيب في طريقها كل شيء ،،،
أُصيب الطفل الصغير في رأسه وفقد وعيه وغمضت عيناه ،،،،
حملته أحدى الفتيات وهو ينزف دماً ، قطرات دمه تختلط مع دماء العديد من الشباب والشهداء التي روت ارض ذلك الميدان الفسيح ،،،
أصبح الفتى في حضن عائلة تتجاوز الألاف ،،،،
استيقظ من غيبوبته فوجد له أمهات كُثر وأباء واخوة،،،،
لم يعد يبيت لياليه وحيداً في جنبات الميدان وينزوي في احد أركانه ،،
الميدان لم يعد حتى يستوعب عائلات اخرى تريد أن تسكن ذلك البيت الكبير المسمى بميدان التحرير ،،،
الفتى وقف يدافع مع اهله عن البيت ضد البلطجية ،،،،
الفتى يغني ويرقص ويرسم مع أخوته الجدد ،،،
الفتى يصلي ويبسط يديه مع الاف المصلين ،،،
الفتى يرنم مع اخوته المسيحين ترانيم الحرية والسلام ،،،
الفتى الأسمر النحيل يرفع علم مصر عاليا فوق احدى دبابات الجيش ،،،
الان يحتفل بغيث امطار الحرية مع سقوط النظام الذي ساهم في أن يصبح يتيما ووحيداً في مصر الكبيرة عليه ،،،،
الان اصبح له الحق يحلم بغداً افضل لا تُهدر فيه كرامته وانسانيته ،،،
الميدان يحتضنه ويزداد حنانا عليه ، وهو ينعم الان بين عائلته الكبيرة ,,,,,
أحساس بالوحده في هذا الميدان الفسيح وكلما نظر حوله الى الوجوه الجامده البارده يحس اكثر بالتضائل والوحده ،،،
أنه طفل مصري صغير ، اسمر الوجه ونحيف ، نشأ وحيداً لا يدري اين ابوه واين أمه ، هل له أخوه وعائلة أم لا ،،،
انفاق محطات المترو وجدران الأكشاك والمتاجر هي بيته ، ميدان التحرير الفسيح هو مدينته الواسعه الذي مازال يتسع عليه وهو يتضائل داخله ،،،
اشكال وانواع من البشر ، الغني والفقير ، الشاب والفتاه ، الكهل والطفل ، كلهم يمرون عليه ويدورون حوله ولا يبالون به ،،،
الشتاء قارسٌ عليه هذا العام ، يبحث في عيون الجميع عن الدفء والأمان والأحساس بالغد البعيد ،،،
مازال الميدان الفسيح يزداد اتساعاً ، وهو يتضائل ويتضائل داخله ،،،،
في ذلك اليوم أستيقظ في الصباح ، لم يكن مثل أي صباح أطلت عليه شمسه من قبل ،،،
أحس بشمس حنونه تداعب وجنتيه تتسلل اليه من خلف أحد القضبان المحيطه بمدخل من مداخل محطات المترو ،،،
هواء ورياح ناعمه ، تلامس بشرته السمراء فكانت برداً وسلاماً ،،،
ما أعجب هذا اليوم ، لماذا تحنو عليه الطبيعه بهذا السخاء ،،،
خرج الى ساحة الميدان ، وجوه الاخرين متبدله الى حد ما ، خاليه من القسوة والجمود ،،،
أنه صباح يوم الخامس والعشرون من يناير !!
بدأ الميدان يعج بأناس لطفاء يبتسمون أليه ويشترون منه عبوات المناديل بكثرة حتى نفدت منه فأشتري غيرها من تاجر الجمله حتي يبيع ويكسب ،،،
الميدان يزداد ازدحاماً ، كأنهم يهبطون من السماء ومن كل النواحي ،،،
تُري من يكون هؤلاء القوم ولماذا يزدادون ويلتفون حوله ،،،
اخذ يقفز بينهم بخفة ويبيع اليهم عبوات المناديل والحلوى ، والجميع يشترون منه ،،،
الميدان يزداد ضيقاً عليه ، والطفل الصغير يزداد أحساسه بالأمان ،،،،
بدأ الجميع يهتفون هتافات الحرية ومحاكمة الفساد واسقاط النظام ،،،
لم ينتبه لمعاني تلك الهتافات أنه لم يعتاد عليها من الأصل ، لكنها هتافات مجلجله اهتز لها قلبه ، فأخذ يهتف بينهم ،،،
في المقابل بدأت تظهر وجوه غليظه وشرسه ، أنه يعرفها جيداً ، منهم ذلك الشرطي الذي دائما يعتدي عليه بالضرب وكثيراً ما يأخذ منه نقوده ، وتارة يهدده بالحبس والاعتقال ،،،
دقات قلبه تزداد تسارعا خوفاً ، اقتربت منهم تلك السيارات المصفحه المرعبه ، عليها أشخاص يخفون وجوههم تحت دروع معدنيه ثقيلة وقاسية ،،،
أشخاص يلبسون السواد ، صيحاتهم كأنها طبول الحرب ،،،
يقف بين جبهتين ، أين يذهب ، يختبيء ، أم يحتمي بين الأناس اللطفاء الذين ابتسموا في وجه أبتسامه لم يشهدها من قبل ،،،
تحرك خوفاً من تلك المصفحات القاسية من أن تدهس جسمه النحيل ووقف بجوار عائلته الجديده ،،،،
هتافات الحرية ترتفع الى عنان السماء وتتردد في جنبات الميدان من المجمع الى المتحف ومن الجامعة الأمريكيه الى ناصية طلعت حرب وعبد المنعم رياض ،،،
هتافات الحرية في مواجهة قنابل الدخان والرصاص المطاطي والرصاص الحي ،،،،
يهتز قلب الفتى النحيل ويبكي خوفاً ،،،
سيارات مصفحة عمياء تدهس الناس ، لا تفرق بين طفل وكبير ،،
رصاصات تأتي من كل مكان تصيب في طريقها كل شيء ،،،
أُصيب الطفل الصغير في رأسه وفقد وعيه وغمضت عيناه ،،،،
حملته أحدى الفتيات وهو ينزف دماً ، قطرات دمه تختلط مع دماء العديد من الشباب والشهداء التي روت ارض ذلك الميدان الفسيح ،،،
أصبح الفتى في حضن عائلة تتجاوز الألاف ،،،،
استيقظ من غيبوبته فوجد له أمهات كُثر وأباء واخوة،،،،
لم يعد يبيت لياليه وحيداً في جنبات الميدان وينزوي في احد أركانه ،،
الميدان لم يعد حتى يستوعب عائلات اخرى تريد أن تسكن ذلك البيت الكبير المسمى بميدان التحرير ،،،
الفتى وقف يدافع مع اهله عن البيت ضد البلطجية ،،،،
الفتى يغني ويرقص ويرسم مع أخوته الجدد ،،،
الفتى يصلي ويبسط يديه مع الاف المصلين ،،،
الفتى يرنم مع اخوته المسيحين ترانيم الحرية والسلام ،،،
الفتى الأسمر النحيل يرفع علم مصر عاليا فوق احدى دبابات الجيش ،،،
الان يحتفل بغيث امطار الحرية مع سقوط النظام الذي ساهم في أن يصبح يتيما ووحيداً في مصر الكبيرة عليه ،،،،
الان اصبح له الحق يحلم بغداً افضل لا تُهدر فيه كرامته وانسانيته ،،،
الميدان يحتضنه ويزداد حنانا عليه ، وهو ينعم الان بين عائلته الكبيرة ,,,,,
هناك 7 تعليقات:
اتفق معك فى بعض ماكتبت واختلف معك فى البعض الاخر ولعلك بعد قراءة هذاالخبر تعرف وجه الاتفاق والاختلاف
http://almorakeb.com/sys.asp?browser=view_article&ID=2196&sms_ss=facebook&at_xt=4d565c9914f02f71%2C0
تعليق : اعجب من النفاق والرياء الذى انتشر ونراه فى وسائل الاعلام المختلفة فى هذه الايام واعجب لكل من اراد تصفية حساباته واعجب من كل من تكلم باسم الشعب وهو فى الاساس لا يهتم بحال الشعب بل يبكى على حاله ويسعى وراء مصلحة شخصية ولكن اعود واقول لا عجب فنحن فى زمن العجائب
احترامى لك ولقلمك حتى لو اختلفت الاراء
رامى ..اولا لا عيب بالقصة ..سوى بعض المباشرة فى الحديث او السرد ..
ثانياً دعنى اسر باذنك صديقى ..لا تلتفت لاى من الاحاديث العقيمة والجدال
الذى لا جدوى منه .......فالحقيقة فرضت وجودها ..كم هى ساطعة شمس الحرية ..من يريد رؤية وهجها ..لن يبزل الكثير من المجهود سوى أن يفتح عينيه ..ومن لم يستطيع ذلك فلا يحمل وزره لغيره ...لا تلتفت لاحاديث المجهول ولا الاسماء المستعارة ..خاصةاذا كانت حجر عثرة على الطريق ......
رامى ..اولا لا عيب بالقصة ..سوى بعض المباشرة فى الحديث او السرد ..
ثانياً دعنى اسر باذنك صديقى ..لا تلتفت لاى من الاحاديث العقيمة والجدال
الذى لا جدوى منه .......فالحقيقة فرضت وجودها ..كم هى ساطعة شمس الحرية ..من يريد رؤية وهجها ..لن يبزل الكثير من المجهود سوى أن يفتح عينيه ..ومن لم يستطيع ذلك فلا يحمل وزره لغيره ...لا تلتفت لاحاديث المجهول ولا الاسماء المستعارة ..خاصةاذا كانت حجر عثرة على الطريق ......
استاذة ايمان رجاء ان تنتبهى الى ما تقولين لا تلتفت لاحاديث المجهول ولا الاسماء المستعارة ..خاصةاذا كانت حجر عثرة على الطريق
والاختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية ولا تكونى من اصحاب شعار ان لم تكن معى فأنت ضدى فكما لكِ حرية التعبير والرأى لغيرك نفس الحق فلا احد مجبر على الدخول لهذه المدونة او اضافة تعليق سواء باسم مستعار او باسمه
أستاذ غير معرف :
لا انكر على احد حقه فى ابداء رايه والتعبير بصراحة عن ما يجول فى خاطره واؤمن كثيرا أن رايى خطا يحتمل الصواب وراى غيرى ..صواب يحتمل الخطا ....وفى النهاية هى مجرد آراء ..وهناك واقع فعلى يفرض وجوده ..ولكن ما اردت الاشارة اليه هو عدم وصف اراء الآخرين باى القاب ..ومحاولة استيعاب رايه وفهمه جيدا ..مع الاعتراف انه فى النهاية الهدف الاكبر هو المصلحة العامة .ومع احترامى لاسبابك اعتقد اننا صرنا بمرحلة لابد لنا فيها من معرفة من نتعامل ...." طبيعة مرحلة يعنى "
صديقي الغير معرف :
اي ثورة في التاريخ وفي أي بلد في العالم لازم تشهد مرحلة انتقاليه وانتقائيه في نفس الوقت
تشهد المنافقون والمدلسون والمتسلقون
نفس ماحدث وقت انتقال مصر من الملكية للجمهورية العسكرية
نفس السياسين والفنانين والادباء بتدحرج ارائهم مابين العصرين لكن مع الوقت بتهدأ الامور والشعب ليس بالغبي فهو قادر على فهم المنافق من غير المنافق والصادق من الكاذب والمناضل من اجل فكرة والمتسلق على الفكرة
اشكر حضرتك على التعليق واثراء المدونه برأيك ال بحترمه وبقدره
علفكرة يا ايمان السرد المباشر مش عارف هو صح ولا غلط الحقيقه لاني لما كتب التدوينه كنت قاصد الاتنين
الطفل الوحيد ممكن يكون انا وممكن تكون الحرية نفسه ال فقدت لفترة ليست بقصيرة في الوطن ده
:::::::::::::::::::
كلنا او جزء منا لسه بيتحسس خطاه بعد الثورة فيه شمس جديد ده اكيد وبنشوفها كلنا
وفيه ال مننا ال لسه بينتقل من مرحلة الظلمه لمرحلة النور لكن مع الوقت الكل هيحدد هو مقتنع بأيه وعايز أيه
وان المقتنع بيه ده هيطلع صح او خطأ
احنا لسه بنتحسس خطانا
ويظل هدفنا كلنا هو مصلحة وحب هذا الوطن
إرسال تعليق