الرسالة الأولى ........
صديقتي العزيزة ( .......)
اشتقت اليكِ كثيراً ، واشتقت الى ثرثرتك معي على المقهى وأمام البحر أيام الشتاء والخريف ،،،،،
حتى الصداقة دائما مايتصدى لها ذلك العالم بأحداثه وأقداره كي يدهسها او يجعلها في طي النسيان ،،،،
حقاً فوجئت ودُهشت من أسألتك لي في الرسالة الأخيرة لم أكن لأرد عليها ، لأنك تعلمين دائما مايدور في عقلي من أفكار ، انتي صفحة الماء التي تنعكس عليها تلك الافكار حين انظر الى عينيكي ،،،،
تسأليني عن المدينة .....
مدينتي هي من تقبع خلفى حين أجلس أمام البحر ، بأحزانها وأفراحها ، ضحكات الاطفال ، همسات المحبين ،،،
لا أدري أهي مدينتي أم انا اصبحت غريباً فيها ، أو ربما فقدت في غفلة ذكريات الأيام والسنين ،،،،
احياناً تأسرني رائحتها بشوارعها وبيوتها العتيقه واشجار الثرو والنخيل ، الاصدقاء والذكريات ، وأحيانا أتمنى قارباً يبحر بي بعيداً خلف تلك الشواطيء البعيده وأولد من جديد ،،،،،لا أدري أهي مدينتي أم انا اصبحت غريباً فيها ، أو ربما فقدت في غفلة ذكريات الأيام والسنين ،،،،
أنظر أليها ،،،،أتلك مدينتي أم لا ؟
أهلها مازالوا اهلي أم لا ؟
كل شيء اصبح غريباً النظرات والطرقات والبيوت !!
لم أعد أطيق الزحام واضواء السيارات حتى اضواء عواميد الأنارة في ضباب ليالي الشتاء ،،،،
أنظر أليها ،،،
الأضواء الخافته خلف النوافذ ، ورائحة القهوة والشاي التي تفوح من البيوت ،،
كم لو أتمنى ان أصفح عنها او تغفر هي لي ما أرتكبته من أثام ،،،
تسأليني عن الحب .....
لقد فقدت الأيمان بالحب عندما فقدت الحب نفسه ، وسئمت البحث عن طريق ذلك الأيمان ،،،
أنا أصبحت مثل الفنار القديم ، يدور شعاعه في ظلمات البحر ليرشد السفن الضاله الى شاطيء المدينة وهو مازال يبحث بهذا الشعاع والنور عن سفينته التي تبحر به بعيدا وبعيدا ،،،،،
لقد أخذت من المسيح ألامه فقط ، ولا توجد مجدلية أخرى في هذا الزمن كي تمسح بخصلات شعرها الحريري تلك الألام ،،،،
لقد طوي ذلك الحب مع طي صفحات الأنبياء والمعجزات واساطير المأسي الأغريقيه ،،،،،
تسأليني عن الألم ....
الألم قدر والشفاء منه هبة ،،،،
نقتله دائماً مع صخب وزحام النهار وضحكات الاصدقاء ، ويبعثه هدوء ووحدة الليل حياً مرة أخرى فيعود من جديد اقوى ،،،،،
أنا وأنتي ،،،،
الحب فقدت الأيمان به ، لكني لم افقد الأيمان بكِ ،،،،
لقد خشيت أن احبكِ ، فتكونين انتي والسراب سواء ،،،،،
العنوان
خلف الشواطيء البعيدة ,,,,,,,,,,,,
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللوحة لمونيه
هناك تعليق واحد:
كل يبكى على ليلاه
إرسال تعليق