أنطلق بدراجته يجوب شوارع الحي والأحياء المجاورة فرحاً بأنتصار الأهلي ، يحمل علماً احمر كبيراً يرفرف بحرية فوق الدراجة ، فهو أهلاوي مُتعصب منذ نعومة أظفاره ، تعلم تشجيع الأهلي من أبيه وأخوته ، فأصبح يسرى في عروقه سريان الدم ،،،
جلس على الرصيف سانداً بظهره على سور المدرسة الثانوية التجارية التي يدرس بها عامه الأخير ، كان ينتظرها ان تنتهى من يومها الدراسي كي يتمشيان سوياً ويقوم بتوصليها الى بيتها ،،،
أصغر منه بعام ، لها ثلاثة أخوة أكبر منها كانوا يعارضون كثيرا تعليمها ، لكنها أصرت أن تستكمل تعليمها وتأمل أن تدخل كلية التجارة ،،،
خرجت من بوابة المدرسة بملابسها المدرسية ذات اللون الكٌحلي ، والحجاب الأبيض ، وحقيبتها الصغيرة تُثقل كتفها الرقيق ، تضحك مع زميلاتها ،،،،
يجلس ينتظرها ، ثم أخرج من حقيبته اسبراي الألوان ثم رسم على الجدران " أعظم نادي في الكون " ونسراً يرفرف بجناحيه ،،،،
فأنتظرته حتى أنتهى ثم ضحكت وقالت : لن تُشفى أبدا من هذا الجنون ،،،،،
أخذ منها حقيبتها ووضعها على الدراجة وتمشيا سوياً حتى الحي الذي يسكنان فيه ،،،،،
وجدت أمها تستقبلها بوجه بشوش وفِرح وأمسكتها من يديها وأخذتها على غرفة نومها ، وقالت لها وهي تضحك : مبروك ، تقدم اليكِ عريس ، وأباكِ وافق عليه ، أنه الشيخ ابو العزم ، صديق أبوكِ ،،،،
أندهشت الفتاه ، توقفت عن الكلام للحظات ثم قاطعت أمها وقالت : انه أكبر مني بثلاثون عاماً ومتزوج وله أولاد وبنات أكبر مني ،،،،،
نظرت لها الأم بأستخفاف وريبه وقالت : وما العيب في ذلك الشرع يحلل له اربع ، وابوكِ واخوتك وافقوا ولن يستطيعوا رد كلمة الشيخ ،،،،
بكت الفتاة وقالت : لماذا ، أريد أن استكمل تعليمي ومجموعي يؤهلني في سنوات دراستي أن التحق بكلية التجارة ،،،
يدخل الأخ الاكبر بعد أن سمع حديث أخته مع أمه ونظر بأستهزاء لأخته وقال : هذة الأمور لا يتناقش فيها النساء ، لقد وافقنا وحددنا ميعاد عُرسك ، الرجل يريدك كما أنتي ، وأياك أن اسمعك تتناقشين في هذا الأمر ،،،،،،
مازال الفتى ينقش على الجدران حبه للأهلي ، الحرية للألتراس ، هفضل وراه ،،،،
في الميدان كانت التظاهرة قد وصلت وعدد غفير من الشباب والفتيات يحملون لافتات ، لم يكن ليهتم بها ، هتافات مدوية تحاكي تلك التي يهتف بها في الأستاد ،،،،
وقف من بعيد ينظر ويراقب ،،،،،
لافته كبيرة مكتوب عليها " لا للمحاكمات العسكري " واخرى تحملها فتاة " يسقط قانون الطواريء " ولافتات اخرى مكتوب عليها الحرية لأشخاص لا يعرفهم ،،،،،
انطلق بدراجته خلف التظاهرة ، واقترب منها ،،،،
شاب يعطيه ورقه بها الكثير من الكلام فنظر الى الشاب وقال ما معناه ،،،،،
فأبتسم الشاب وظل يتكلم معه ويشرح له عما تحتويه تلك الورقة ،،،،
نظر الفتى الى الشاب والتظاهرة الكبيرة وقال : لقد فهمت الأن ،،،
وضع دراجته فسقطت على الرصيف وجلس بجوارها أسفل سور المدرسة ينتظر صديقته ، ظل ينتظر ، حتى خرج زميلاتها ، فتقدم وسأل احدهن عن صديقته فأخبرته أنها لم تأتي الى المدرسة منذ يومين ،،،،
لم يراها منذ أسبوع ، كل يوم يذهب الى المدرسة وينتظرها ،،،
خرج بعد الفجر وظل يجوب كل مدارس الحي وجدران العمارات ، يٌخرج الأسبراي الملون والورنيش ،،،،
جعل من الجدران تغريدة يتردد صداها ، يسمعها ويراها الجميع " لا لمحاكمة المدنين عسكرياً " على جدار المصلحة الحكومية رسم باللون الأحمر وجه شاب ممن راهم على اللافتات وكتب أسفلها " الحرية لأصحاب الرأي " على سور المدارس صرخ " لا لقانون الطواريء " وأمام احدى مراكز الشرطه كتب على الرصيف بخط عملاق " نعم للدولة المدنية وتسقط الدولة العسكرية " ،،،،،،
الفتاة تقف في وجه أبيها وتقول له : أريد أن استكمل تعليمي ، حرام تزوجني لرجل يكبرني بثلاثون عاماً ،،،
يشتاط الأب غضباً ، فيضربها ضرباً مبرحاً فتسيل الدماء من جبتها وتسقط على الأرض ،،،
وفي الشارع تصرخ أم الفتى !!
لقد اُلقى القبض عليه من قبل الشرطة العسكرية ،،،،
الفتى يبتسم للشرطي ويُخرج له علم الأهلي من الدراجة ، فألقاه الشرطي في وجهه وأقتاده الى سيارة الشرطة ,,,,,,,
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا لمحاكمة المدنين عسكرياً
لا لقانون الطواريء
لا للدولة العسكرية
هناك تعليق واحد:
وانا معاك
إرسال تعليق