لم تكن الشمس قد وصلت للشفق بعد ، مازالت تتابع سيرها
الخجل الحثيث في السماء نحو شفقها الأرجواني ، تُلقي على الكون وشاحها الأحمر
الدامي فتجعله كالعذراء التي تستحي من نظرات المعجبين ،،،
يتسلل ضوء الشمس الخجل من مشربية القصر العتيق فيصنع خيالاً يكّحل تلك العيون الزرقاء الصغيرة فتنسدل عليها خصلة شعرها كستار أسود حريرياً يحميها فترفعه برقة ثم تتأمل أبيها الجالس واضعاً يديه على ركبتيه المثنيتين يتأمل اولئك المنشدين داخل الصحن الدائري للقصر العتيق ،،،،،
يتسلل ضوء الشمس الخجل من مشربية القصر العتيق فيصنع خيالاً يكّحل تلك العيون الزرقاء الصغيرة فتنسدل عليها خصلة شعرها كستار أسود حريرياً يحميها فترفعه برقة ثم تتأمل أبيها الجالس واضعاً يديه على ركبتيه المثنيتين يتأمل اولئك المنشدين داخل الصحن الدائري للقصر العتيق ،،،،،
يذكرون الله ثم تتصاعد دقات الدفوف كأنها تسبح مع أمواجٍ
هادئة تأتي من خلف البحور البعيدة ، بل من خلف تلك الأفاق الكونية اللاحدود لها
....
تتمشى في صحن القصر العتيق بالقرب من أولئك المنشدين
تصور بكاميراتها جوانب وزخارف القصر ، تلك الخُشيشة المملوكية ، عواميد الرخام ،
العرائس التي تُزين تلك العواميد ، والزجاج الملون الذي يظلله الضوء فيصنع أطياف
من الألوان السبعة ،،،
كلما تحركت ينساب من ضفيرة شعرها ذلك المنديل الأخضر
الطويل يجعلها كفرس يستريح على شواطيء الأندلس ......
يتابعها بنظريه بينما تتسلل روحه الهائمة عبر أذنيه ،
يتوسط الصحن الدائري ذلك الرجل ذو القبعة الحمراء الطويلة يدور ويدور كروح تسبح في
ذلك الملكوت الفسيح ،،،،
تتهادي دقات الدفوف وينشد أخر ، تنظر الفتاه الصغيرة الي
أبيها بعد أن لمعت عيناها الزرقاوين كسماء صيفيه تحنوا على ذلك البحر الهاديء
أمواجه ، فيرفع رأسه من على المشربية فيبتسم لها ثم يترجم كلمات الرجل الهائم
لأبنته الصماء زرقاء العينين ....
ما أسعد ذلك القلب الذي يسكنه العشق ،، فيلهيه
عن أمور دُنياه ...
ويتوهج فيه برقٌ مُضيء ،، يحرق متاع العقل والصبر ،، لا تبقى به أحزان ويصبح جبل الشقاء كقطرات المياه ،، تتعود تلك الروح على العشق ،، فيزداد ذلك القلب شوقا الى رؤياه ...
ويتوهج فيه برقٌ مُضيء ،، يحرق متاع العقل والصبر ،، لا تبقى به أحزان ويصبح جبل الشقاء كقطرات المياه ،، تتعود تلك الروح على العشق ،، فيزداد ذلك القلب شوقا الى رؤياه ...
تسير أشعة الشمس فترتفع قليلاً فيمتزج ضوئها مع ألوان
الطيف المتسلسلة من الزجاج الملون فيزداد وجه الفتاة الصغيرة توهجاً ولمعاناً
.....
تمشيت قليلاً بجوار الراقص الذي يدور ويدور بتنورته فكأنها أصيبت بشيء من تلك الروح السابحة فتطاير المنديل الأخضر الطويل المربوط في ضفيرة شعرها ، فجلست ساندة ظهرها الى العمود المرمر واضعة كاميرتها بجوارها .....
تتهادى دقات الدفوف وبدأ الأنشاد يصّعد للسماء ، فهبطت دمعة رقيقه على وجنتيه قد تذكر زوجته الراحلة ثم حرك شفتيه ويديه وانامله لينشد لفتاته الصغيرة الصماء زرقاء العيون :
تمشيت قليلاً بجوار الراقص الذي يدور ويدور بتنورته فكأنها أصيبت بشيء من تلك الروح السابحة فتطاير المنديل الأخضر الطويل المربوط في ضفيرة شعرها ، فجلست ساندة ظهرها الى العمود المرمر واضعة كاميرتها بجوارها .....
تتهادى دقات الدفوف وبدأ الأنشاد يصّعد للسماء ، فهبطت دمعة رقيقه على وجنتيه قد تذكر زوجته الراحلة ثم حرك شفتيه ويديه وانامله لينشد لفتاته الصغيرة الصماء زرقاء العيون :
إن القلب الخالي من العشق ماهو بقلب ،، والجسد الذي لا
يؤرقه القلب ماهو الا جماد ... فأنظر بقلبك من شرفتك الى مواجيد العشق ،، فلا خلا
من احزان العشق قلب أنسان .... قد تتسابق الشمس القمر والقمر الشمس الا عشقاً ،،
وبه تتهادى الأمواج الى شواطيء الأمان ....
سقطت الشمس في وشاح شفقها الأحمر الخجل وذهبت بعيداً
بأشعتها خلف مسقط الغروب ، فأصبحت المشربية تنعم بحريتها من تلك الأشعة التي تتسلل
عبرها ، فأقتربت الفتاة الصماء فأمسكت بأصابعها الرقيقة المشربية ولم تنظر لأبيها
، كانت تتابع بعينيها الزرقاوين ذلك الرجل الذي يدور ويدور أمامها كطيارة ورقية
تأخذها دومات الريح الى السماء العالية ...
اجعل من نفسك أسيراً للعشق تصبح حراً ،، واملأ قلبك به فلا تكن مهموماً .. فجمال لله يتجلى في كل شيء جميلاً خلقه ،، فأعشق الله فيه وفي مخلوقاته .......
اجعل من نفسك أسيراً للعشق تصبح حراً ،، واملأ قلبك به فلا تكن مهموماً .. فجمال لله يتجلى في كل شيء جميلاً خلقه ،، فأعشق الله فيه وفي مخلوقاته .......
ظل يتلفت بنظريه عنها فلم يجدها ، كان منديلها الأخضر
الطويل يتطاير بهدوء الى أن سكن وأرتاح أسفل المشربية ، شم عطره وظل يتمشى خلف
العطر فلم يجدها ....
بينما تقف الفتاة الصغيرة زرقاء العينين متشبثة بأناملها الصغيرة بالمشربية ,,,,,,
بينما تقف الفتاة الصغيرة زرقاء العينين متشبثة بأناملها الصغيرة بالمشربية ,,,,,,