تقف في الشباك المطل على الحارة الضيقة ، فتطل منه على
ذلك العالم ، فيدور أمامها بأصواته واحداثه ومشاكله ، سيدة عجوز تبيع الطماطم
والخيار ، وسيدة تقوم بتنقية الأرز وتتحدث مع جارتها الجالسة أمام عتبة دارها ،،،،
طفل يعاند الريح حتى يجعل طائرته الورقية تحلق عالياً في
السماء ، فيطاردها في الحارة الضيقة فتسقط طائرته وهو يسقط معها ثم ينهض ويسقط من
جديد ، حتى تسبح الطائرة الورقية على صفحة الريح فتعلو وتعلو في السماء ،،،،،
يمر أمامها ذلك الشاب الجامعي الوسيم بحقيبته التي
يحملها في كتفه ، كم تمنت لو يلتفت اليها ويحس بها ، يوميا في نفس الميعاد تقف
تنتظره ، ربما في هذا اليوم قد ينظر اليها ، يبتسم لها ، يحس ما بداخلها ، هو
فقط من يستطيع ان يقطع شرنقتها ويخرجها منها فتصبح كائن اخر ، فراشة جديدة
ملونة الاجنحة ترفرف في عالم مختلف ،،،،،
لم ينظر اليها مثل كل يوم فتتبعته بعينيها حتى غاص في
اعماق الحارة الضيقه ،،،،
لم يوقظها من تأملاتها وأحلامها سوى صوت أمها الحاد وهي
تنادي عليها بأن تأتي لمساعدتها ،،،،،
بجوار
الراديو الموضوع فوق رف خشبي متهالك يجلس ينازع هجمات النٌعاس التي تأخذه بعيداً
عن عالم وحدته اللامتناهي ، احلام لا يدرك كنهها لا يتذكرها عندما يعود لمحيطه
المتسع والفارغ ، يُنصت السمع لقران السهرة في الاذاعة منتظراً نشرة الأخبار ثم
المسلسل ،،،
كوب
الشاي أصبح بارداً وهو لا يبالي ، كم من اكواب الشاي صنعهها ولم يحتسيها او
أحتساها رغم تحذيرات الطبيب بعدم شُرب الشاي ،،،،
لا يقيه من برد الشتاء أغلاق النوافذ او ترك موقد الكيروسين مشتعل ربما يبعث له بالدفء بجانب الذكريات البعيدة التي تزوره كأطياف متتالية فالشتاء دائماً بارد على من لا يملك ذكريات دافئة ,,,,,,
لا يقيه من برد الشتاء أغلاق النوافذ او ترك موقد الكيروسين مشتعل ربما يبعث له بالدفء بجانب الذكريات البعيدة التي تزوره كأطياف متتالية فالشتاء دائماً بارد على من لا يملك ذكريات دافئة ,,,,,,
يأتي المساء فتزداد برودة المكان وربما يسقط المطر هذا
اليوم ، هدأت الحارة قليلاً من الماره لكن يأتي صوت فرح من مكانٍ ما قريب ، صوت
الاغاني الشعبية الصاخبة ،المعازيم يصفقون سكارى ويرقصون ،،،
كل واحدة من اختيها اغلقت عليها غرفتها ، وهي وقفت وحيدة
في الشباك يأتيها ضوء الفرح قادماً من بعيد ، وضوء اخر منبعث من الكورنيش ،،،،
ممسكاً طائرته الورقية يداعبها كحبيبة اختلى بها في ليلة شتاء يستمد منها الدفء بعد حرمان ليالٍ طوال ، يحرك ذيلها ، يرقعها بالقماش حتى لا تسقط منه ، يوصل ويشد الخيوط المقطوعة ،،،،،
لا يستطيع النوم خوفاً من الكوابيس التي تطارده في الليل يظل يبكي لا يدري أيذهب الى أين ، يظل جالساً على حافة الشباك مختبئاً في سترته الصوف كقط صغير يتابع حركة الحارة الهادئة ، يراقب ضوء الفرح القادم من بعيد والضوء الأخر المنبعث من الكورنيش ,,,,,
ممسكاً طائرته الورقية يداعبها كحبيبة اختلى بها في ليلة شتاء يستمد منها الدفء بعد حرمان ليالٍ طوال ، يحرك ذيلها ، يرقعها بالقماش حتى لا تسقط منه ، يوصل ويشد الخيوط المقطوعة ،،،،،
لا يستطيع النوم خوفاً من الكوابيس التي تطارده في الليل يظل يبكي لا يدري أيذهب الى أين ، يظل جالساً على حافة الشباك مختبئاً في سترته الصوف كقط صغير يتابع حركة الحارة الهادئة ، يراقب ضوء الفرح القادم من بعيد والضوء الأخر المنبعث من الكورنيش ,,,,,
لفت الشال حول صدرها وربطت شعرها الطويل ، نزلت الى عتبة
دارها ووقفت حافية القدمين ،أحست بالبرودة تتسلل من قدميها الى باقي جسمها ، فكانت
تدفىء كل قدم بالأخرى ، ناظرة بتأمل الى افق بعيد مضيء ،،،
أقترب
الفجر ، صدى الأذان المنطلق من المأذن القريبة والبعيدة ممزوج بنباح كلب مُسبحاً
مُبتهلاً ، ودعاء كروان متلهف يمر سريعاً ويختفي ,,,,
أستفاق من نعاسه الذي هاجمه ولم يفق منه الا بعد ساعات ، جالساً بجوار الراديو مع تلك الكوب الزجاجية الوحيدة ،،،،
توضاً مردداً سنن الوضوء بصوتِ عال ، ثم أرتدى البالطو الصوف متلفحاً بذلك الشال الذي لم يغيره منذ سنين ،،،،
تدور أصابعه المرتعشة الضعيفة مع سبحته القديمة ، متمشياً مخترقاً قطرات المطر الهادئة وضباب فجر الشتاء يحاوطه ، فيجعل صدره مبتهجاً كأنه يخترق الجنان ,،،،
أستفاق من نعاسه الذي هاجمه ولم يفق منه الا بعد ساعات ، جالساً بجوار الراديو مع تلك الكوب الزجاجية الوحيدة ،،،،
توضاً مردداً سنن الوضوء بصوتِ عال ، ثم أرتدى البالطو الصوف متلفحاً بذلك الشال الذي لم يغيره منذ سنين ،،،،
تدور أصابعه المرتعشة الضعيفة مع سبحته القديمة ، متمشياً مخترقاً قطرات المطر الهادئة وضباب فجر الشتاء يحاوطه ، فيجعل صدره مبتهجاً كأنه يخترق الجنان ,،،،
تمشت في الحارة الضيقة حافية ، أبتعدت عن اتجاه الفرح
الصاخب الذي هدأ قليلاً مع علو تكبيرات الفجر الى السماء ، اتجهت الى الضوء المنبعث من الكورنيش ، وكلما اقتربت
من البحر استنشقت رائحته وهوائه المالح ،،،،
المطر يزداد وقدميها تبللت وشعرها ازداد لمعانا وبريقاً
مع قطرات المطر التي تتساقط بحنو ،،،
ارتدى ملابس المدرسة ووضع طائرته في حقيبته وقفز من الشباك القريب من
الحارة ، وانطلق بدراجته الى البحر كما اعتاد ، كالريح مخترقاً بدراجته قطرات
المطر والضباب ....
خرج من المسجد القريب من الكورنيش يردد ورد مابعد صلاة الفجر واتخذ مكانه اليومي على الأريكة الخشبية المطلة على البحر ،ثم بدأ يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ،،،،
خرج من المسجد القريب من الكورنيش يردد ورد مابعد صلاة الفجر واتخذ مكانه اليومي على الأريكة الخشبية المطلة على البحر ،ثم بدأ يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ،،،،
كانت السيارة تسير مسرعة في شارع الكورنيش اضواء كشافتها
ينعكس في عينيها ، فوقفت تنتظر حتى تمر الى الجانب الأخر وتقف أمام البحر ،،،
عبرت الشارع وهي حافية ووقفت أمام البحر تستقبل هوائه في
صدرها ، وخلفها بعض الصبية الذين انتهوا من الفرح يطلقون الصواريخ المضيئة في السماء
،،،،
واضعاً
يده في جيوب البالطو الصوف بعد أن تجمدت أنامله الضعيفه على حبات مسبحته ،،،
أخرج طائرته الصغيرة وفطيرة بالسكر والعسل اشتراها منذ المساء ، ظل يأكلها ممزوجة بقطرات المطر .....
ظلت تتمشي بجوار البحر تنظر الى امواجه الصاخبه الممزوجة بقطرات المطر ، حافية القدمين تتسلل من خلالها البرودة الى بقية جسمها لكنها لا تبالي ،،،،،
أخرج طائرته الصغيرة وفطيرة بالسكر والعسل اشتراها منذ المساء ، ظل يأكلها ممزوجة بقطرات المطر .....
ظلت تتمشي بجوار البحر تنظر الى امواجه الصاخبه الممزوجة بقطرات المطر ، حافية القدمين تتسلل من خلالها البرودة الى بقية جسمها لكنها لا تبالي ،،،،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق