عادة
ما يأتي الليل في الشتاء مبكراً ، ويخيم الهدوء سريعاً على تلك الشوارع الحُبلى
بالزخم والزحام ...
أنتهى من عمله في المحل الذي يعمل فيه بائعاً طوال اليوم ، أنه يوم شبيه بباقي الأيام السابقة لم يكن حتى يتسائل بينه وبين نفسه بمسميات تلك الأيام وربما الساعات والدقائق التي يعيشها ...
أذنه ضعيفة السمع تساعده دائما على الهروب من الضوضاء وثرثرة الركاب في الترام أو الاوتوبيس ، يفصل تلك السماعة الصناعية عندما يخرج من المحل ويعيد تشغيلها عندما يرى أخيه الصغير ....
أنتهى من عمله في المحل الذي يعمل فيه بائعاً طوال اليوم ، أنه يوم شبيه بباقي الأيام السابقة لم يكن حتى يتسائل بينه وبين نفسه بمسميات تلك الأيام وربما الساعات والدقائق التي يعيشها ...
أذنه ضعيفة السمع تساعده دائما على الهروب من الضوضاء وثرثرة الركاب في الترام أو الاوتوبيس ، يفصل تلك السماعة الصناعية عندما يخرج من المحل ويعيد تشغيلها عندما يرى أخيه الصغير ....
يخطو
مسرعاً بين المارة ، يخترق الميدان الذي يطل عليه المحل الذي يعمل فيه ، تنعكس في
عينيه تلك الأضواء المبهرة للفتارين وواجهات المحلات المتلألأة ، وحيداً في هذا
الزخم ككلب خرج تائهاً من جحره فأصبح غريباً منبوذاً وسط الزحام ، يسارع للأزقة
والشوارع الضيقة كي ينعم بالطمأنينة والأمان الذي ينشده ....
قد
تأخر على أخيه الصغير الذي يتركه عند حبيبته التي تقرب لأمه قرابة عائلية بعيدة
وتعتني بهذا الصغير الذي يعاني ضعفاً عقلياً وخللاً في النطق يجعله كملاك صغير
منزهاً نقياً كماء المطر خالياً من الشوائب الأنسانية الكريهة ....
وجده
يجلس على عتبة الدار يتابع الصبية وهم يلعبون الكرة ، أعاد تشغيل سماعة الأذن
عندما أقترب منه ، فجرى عليه الصغير قافزاً بين ذراعيه مختبئاً في حضنه ، يحكي له
بكلماته المتقطعة البطيئة ماحدث بينه وبين الصبية والفتاة الصغيرة التي تلعب معه
....
قادمة
من أخر الممر الذي ينتهى عند عتبة الدار ، يتبدد الضوء الخافت في الممر كلما
أقتربت فظهرت ملامحها أخيراً عندما وصلت أليه ، لم تنظر أليه كانت تنظر للصبية
الذي يلعبون الكرة ، حافية القدمين تضع قدم فوق الأخرى ....
ناظراً اليها منتظراً أن تتكلم ... تحدثت وهي تنظر بعيداً تدلك قدميها الحافيتين ببعضهما : اعذرني لا نستطيع أن نعتني بأخيك الصغير بسبب ظروف خارجة عن أرادتنا وخطبتي ستكون يوم الخميس القادم على أبن عمي ....
ناظراً اليها منتظراً أن تتكلم ... تحدثت وهي تنظر بعيداً تدلك قدميها الحافيتين ببعضهما : اعذرني لا نستطيع أن نعتني بأخيك الصغير بسبب ظروف خارجة عن أرادتنا وخطبتي ستكون يوم الخميس القادم على أبن عمي ....
وضع
أصبعه خلف أذنه وأغلق السماعة التي تصله بالعالم ككل ، ظل ناظراً ألي شفتيها
مبتسماً ...
كان الصغير مشدوهاً الى بائع غزل البنات الذي أتى بزمارته حاملاً أكياس غزل البنات الملونة ، ظل يصرخ لأخيه ويشد ذراعيه كي يشتري له غزل البنات ....
ألتفت الى أخيه الصغير وترك نفسه اليه حتى سحبه الصغير الى بائع غزل البنات ، ظل ناظراً اليها وهي واقفة على عتبة الدار تدلك قدميها الباردتين ببعضهما ....
أشترى لأخيه غزل البنات ممسكاً بيده الصغيرة عائداً الى الميدان حتى يستقلا الترام ، كان اخيه الصغير يحب الترام بنافذته الكبيرة الواسعة واهتزازه الدائم وانعكاس ضوئه المبهر في عينيه ، يجلس على رجليه ناظراً الى العالم عبر نافذته الكبيرة ....
وصلا الى بيتهما في سطح العمارة العملاقة التي تطل على المدينة ، تلك الغرفة الصغيرة في هذا السطوح المتسع ، يجلسان سوياً ويطلان على العالم ، يظل الصغير يغني أغانيه المتهدجة الصافية ينظر الى أضواء لوحات الأعلانات الكبيرة المبهرة التي تضيء وتخفت ، النوافذ المضيئة الصغيرة كحشرات الغابات التي تلمع ليلاً فتصبح كمصابيح صغيرة في الظلام ، أضواء السيارات على الكباري المتقاطعة لا تتوقف ابدا في تلك المدينة المزدحمة دائماً ....
يجلس محتضناً أخيه الصغير الذي غلبه النعاس ...
كان الصغير مشدوهاً الى بائع غزل البنات الذي أتى بزمارته حاملاً أكياس غزل البنات الملونة ، ظل يصرخ لأخيه ويشد ذراعيه كي يشتري له غزل البنات ....
ألتفت الى أخيه الصغير وترك نفسه اليه حتى سحبه الصغير الى بائع غزل البنات ، ظل ناظراً اليها وهي واقفة على عتبة الدار تدلك قدميها الباردتين ببعضهما ....
أشترى لأخيه غزل البنات ممسكاً بيده الصغيرة عائداً الى الميدان حتى يستقلا الترام ، كان اخيه الصغير يحب الترام بنافذته الكبيرة الواسعة واهتزازه الدائم وانعكاس ضوئه المبهر في عينيه ، يجلس على رجليه ناظراً الى العالم عبر نافذته الكبيرة ....
وصلا الى بيتهما في سطح العمارة العملاقة التي تطل على المدينة ، تلك الغرفة الصغيرة في هذا السطوح المتسع ، يجلسان سوياً ويطلان على العالم ، يظل الصغير يغني أغانيه المتهدجة الصافية ينظر الى أضواء لوحات الأعلانات الكبيرة المبهرة التي تضيء وتخفت ، النوافذ المضيئة الصغيرة كحشرات الغابات التي تلمع ليلاً فتصبح كمصابيح صغيرة في الظلام ، أضواء السيارات على الكباري المتقاطعة لا تتوقف ابدا في تلك المدينة المزدحمة دائماً ....
يجلس محتضناً أخيه الصغير الذي غلبه النعاس ...
يُبعث في قلبه كل ليلة ذلك الألم الذي يقتله في
زخم اليوم وزحامه ,,,,,
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق