وقعت احداث هذه القصة المؤثرة والمأساويه في ستينيات القرن الماضي ، المكان عبارة عن دكان في وسط الشارع عليه يافطه مكتوب عليها صالون المقص الذهبي لصاحبه شفيق السيسي وولده السيسي ومرسوم بجوار الاسم مقص اصفر وتحته س ت اختصارا للسجل التجاري ....
الدكان متوسط الاتساع مليء بالمرايات في كل جانب يتوسطه علي الحائط برواز خشبي به سورة الفلق وتحته برواز اخر مكتوب فيه الشكك ممنوع والزعل مرفوع ، يوجد كرسي حلاقة مجهز من النوع الهندي الفاخر امام الكرسي حوض وبه حنفيه وبجوار الحوض رف وضع عليه المقصات وبعض العطور وصابون الشبه ، خلف الكرسي الرئيسي بعض الكراسي الصغيرة للزبائن وبعض المجلات والجرائد ملقاه علي طاوله صغيرة ....
عم شفيق او الاسطى شفيق المزين يعتبر نفسه ملك الحلاقة والزينه في الحي والاحياء المجاورة بل دائما يحكي بفخر ان صيته منتشر من حي الظاهر للسكاكيني لباب الشعرية وصولا للعتبه وانه كان في شبابه يزين البشوات والبهوات ويجهزهم لليالي عرسهم ....
اسطي شفيق تجاوز الستين عاماً ذو شكل بيضاوى اصلع الرأس الا من بعض شعريات يهذبهم ويلمعهم بالفازلين المخصوص وعنده شارب صغير كل حين يقف امام المراه في الدكان يصففه بعنايه .....
عندما لا يوجد زبون او رأس في يد الاسطى شفيق يجلس بالكرسي خارج الدكان يتناقش مع اصحاب الدكاكين في امور الحياة او يتشاجر احياناً تارة مع عم خليل الشلقامي البقال او يتناقش في امور السياسة مع حسن افندي الموظف السابق في وزارة المعارف أما متعته فهي البصبصه من خلف الجورنال للبنت فتحية ابنة سيد الطويل صاحب دكان الكشري فهي تقف في فترة النهار تساعد أبيها والبنت شابه وحلوه وعليها قوام يدوخ الباشا كما كان يقول الاسطي شفيق ......
أما ما يعاني منه شفيق في حياته فهي مشكلتين لا حل لهما زوجته السيدة نفيسة نوفل ابو الروس وابنه السيسي ( نوفل ) وقصة مابين القوسين سنأتي لها لاحقاً
كانت السيدة نفيسة ابو الروس صعبة المراس قوية الشكيمه امرأة حديديه مفتريه لا يقف في وجهها زوج او أبن او جاره ، فستات الحي لا يجرئن علي معارضتها او مشاكستها خوفاً من لسانها وبطشها ، والباعه واصحاب الدكاكين لا احد فيهم يفكر حتي ان يعارضها في سعر او يحاول ان يغشها حتي لا يصيبهم ما أصاب بائع البطيخ عندما ابتاع لها بطيخه قارعه فضربته بالقبقاب وأكلته البطيخه كلها امام الناس ......
اما نوفل او السيسي فهو شاب كبير الجسم ضعيف الفطنه والذكاء يشبه امه في الشكل فقط لذلك يكرهه أبوه ودائما مايقول له : غور وانت شبه امك ...
عندما وُلد اصر والده ان يسميه علي اسم والده الاسطي السيسي مورث كار الحلاقه لولده شفيق ، واصرت الأم السيدة نفيسه ان تسميه علي اسم ابوها المعلم نوفل الجزار المشهور في المدبح وهنا حدث الصدام وتدخل الاقارب والحكماء لحل هذه المشكله المستعصيه فتم الأجماع علي ان يُكتب الطفل في شهادة الميلاد بأسم نوفل السيسي كأسم مركب ويتم مناداته في البيت بأسم نوفل ولما يكبر يناديه الأب في الدكان بأسم السيسي ، وهكذا شب الطفل مقسم نفسيا مابين نوفل وسيسي ......
حاول الاسطي شفيق ان يستدرج الابن في كنفه ويعلمه صنعة ابيه واجداده ويعلمه اصول الكار والمهنه كي يرث الدكان ويظل اسم السيسي متواجداً لا ينقرض ، لكن محاولاته بائت بالفشل فنوفل لا يكره في حياته قد المقصات ودكان أبيه فكان يخاف من المقص خوفاً فظيعاً فكان يرى كوابيس عديده ان مقص كبير يطارده ويجري خلفه بطرفيه ويقفز عليه كي يقص رقبته او قدميه ....
وعندما غصب عليه الأب وحاول ان يعلمه كاد ان يتسبب في كوارث عديده ، تارة يقص اذن ذبون او يحدث جرح عميق في الرأس وقرر ابوه ان يعاقبه بالحلاقة الزيرو بالموسى لمدة ستة اشهر ، فكان في المدرسة الأعداديه يعايرونه ويغنون له : يامطره رخي رخي علي قرعة نوفل ابن اختي !!
فتسبب هذا في اذي نفسي للفتى فازداد كرهه لمهنة ابيه ....
فأصبح يذهب فقط للدكان يقوم بأعمال النضافة ونشر البشاكير في الشمس خارج الدكان والأهم ان يبصبص ويعاكس فتحية الطويل ......
كان الأسطي شفيق يحلق لحسن افندي شعر وذقن ومعروف عن الاسطي شفيق انه ثرثار ورغاي ويعرف اسرار كل بيت في الحي من رغيه مع الزبائن ، فكان حسن افندي يحدثه عن مشكلة الواد ابراهيم ابن علي صاحب القهوة وغضب زوجته عند اهلها فقال : والله يا اسطي شفيق حال يحزن البت مصره علي الطلاق من ساعة ماظبطته في البيت مع البت زكيه بياعة الفجل اللهم استر علي وليانا ، والواد حالف بالطلاق مايروح يرجعها لانها ضربته بالشبشب قدام الجيران ، وحياة والدك يا شفيق الكلام ده اسرار ناس ماتطلعش لحد انا بقولك بس لانك راجل حبيبي لان المعلم علي محلفني ماقول لحد
يمسك الاسطى شفيق فرشاة الحلاقة ويقول له : عيب يا حسن افندي ده كلام ماتقولش كده يا راجل المعلم علي حبيبي ومستحيل اطلع اسراره بره ، بس قولي ياتري مرات ابراهيم ليها مؤخر صداق قد ايه ؟ تلاقي الواد ابراهيم مش عايز يطلقها عشان كده مانا عارفه واد نتن واقرع ونزهي ....
يدير حسن افندي خده الايسر للاسطى شفيق ويرد عليه : علمي علمك يا شفيق بس تفسيرك جائز يكون صحيح لان كلام المعلم علي كان بيلمح لكده وخصوصا ان الواد ابراهيم فلاتي ومضيع فلوس ابوه علي المسخرة
يشطف الاسطى شفيق ذقن حسن افندي ويرطبها بصابون الشبه ويقول له : نعيماً يا حسن افندي
يقوم حسن افندي وينفض الشعر من ملابسه ويترك المحل سريعاً بدون ان يدفع اجرة الحلاقة !!
فيقول الاسطى شفيق : الاجرة ياحسن افندي رايح فين
فيرد حسن افندي في عدم اهتمام : يا راجل عيب عليك دي حلاقه تاخد عليها اجره صلي علي ال يشفع فيك ....
فيشتاط غضب الاسطى شفيق : يارب توب علينا من دي زباين
يدخل زبون اخر هو الحج محمود العطار ويطلب ان يساوى الشنب ، فيقول الاسطى شفيق : ياه دنيا عيشنا وشفنا العيال تجيب لاهلها الكفيه وقلة القيمه ...
يرد عليه الحج محمود : خير يا شفيق ؟
فيحكي له قصة ابراهيم ابن علي صاحب القهوة كما حكاها له حسن افندي !!!!!
يذهب نوفل الي دكان الطويل كالمعتاد كي يأكل الكشري وهو غرضه البصبصه ومعاكسة البنت فتحية فيقف أمامها مذهولا مشدوهاً من جمالها وقوامها فكانت تلبس الفستان الضيق القصير ذو الفتحة الكبيرة عند الصدر وهي تقوم بتقليب الارز وبعدها تقليب العدس وتغني اغنيتها المفضله : ماشي ورايا ولا همه وفات عشاني بنات عمه ..حالف عليا احب امه .. والسكر غلي وانا احايله بأيه ...
ونوفل يقف امامها يستمع لرنين صوتها الجميل ويتمني لو كان هو الارز الذي تقلبه او الكبشه الكبيرة التي تمسكها ...
فنظرت له نظرة لعوب وقالت : يوه يا واد نوفل بتبحلقلي ليه خد طبقك وهوينا ..
يفيق نوفل من غيبوبته ويقول : ااااااااه اديني كمان طبق لابويا وحطي الكماله
تضحك بصوت عالي وتقول له : ماتخفشي ابوك هيرجعك بالطبق وهيجي يأكل هنا
يذهب نوفل بالطبق لأبيه فيمسك الطبق ويقول له : ياد انت هتفضل بهيم طول عمرك جايبلي الكشري بارد هات الطبق هروح انا بنفسي اجيبه ...
تعلق الأب وابنه بفتحيه والفتاه سرقت لبهما فكل واحد فيهما يفكر فيها ولا ينزل بصره من عليها ، فكل واحد اتخذ قراراً سرياً داخله وهو ان يذهب للفتاه ويطلبها للزواج رغم ان هذا القرار قد يودي بحياة الاسطى شفيق علي يد زوجته لكنه استسلم لازمة منتصف عمره وقرر التمرد علي حياة الذل والخنوع ..
أما نوفل فكان يعلم حب ابيه للفتاه فقرر ان يذهب اليها وحيداً لانه لو فاتح أباه سوف يرفض فيذهب اليها ويعرض الأمر وبعد ذلك يخبر امه ويهدد اباه انه لو رفض سوف يخبر أمه بحبه لفتحيه فتطين عيشته ....
ذهب كل واحد منها الي فتحيه بمفرده يعرض عليها الأمر ويستشف رأيها ، فحددت لهما الميعاد في بيت أبيها وأنها موافقه ....
فذهب الاسطى شفيق في الميعاد في ابهى ملابسه يحمل معه دستة الجاتوه وصينية البقلاوة والبسبوسه وطلب مقابلة المعلم سيد الطويل ....
وجاء الدور علي نوفل فلبس البدله الحمراء الجديده تحتها القميص الاصفر والحذاء الازرق اللميع واخذ في يده نفس ما اخذ اباه ....
واصتدما ببعضهما عند المعلم الطويل لكن الاسطى قرر ان يكظم غيظه حتي لا تبوظ الليله وقال له في سره : وحياة امك مانا عاتقك انهارده !!
أما الزائر الثالث لبيت المعلم الطويل فكانت السيدة نفيسة ابو الروس فدخلت وجدت زوجها وأبنها فزمجرت وخرج الشرار من عينيها وقالت : جاي تتجوز عليا يا شفيق ؟
اول ما رأها وسمع صوتها قال شفيق لأبنه : يا منجي من المهالك يارب ، امك جات ياله بينا ....
وعندما ارادت الفتك به قفز الاسطى شفيق من الشباك المطل على الشارع واختفى ولا احد يعلم مصيره
أما نوفل فنظر لفتحيه فضحكت وقالت : انا يا خويا مخطوبه لفتحي العجلاتي وبحبه مش هاجي ابص ليك ولأبوك
فأخذ نوفل صنيتين البسبوسه والبقلاوة وذهب ليأكلهم علي القهوة
وقالت السيدة نفيسة لفتحية : متشكرين يا فتحية اردهالك في الافراح يابنتي
فتضحك فتحية وتقول : انتي تؤمري يا خالتي ....
لا احد يعلم أين اختفي الاسطى شفيق السيسي رغم ان السيدة نفيسه قررت الصفح عنه ,,,,,,,,
الدكان متوسط الاتساع مليء بالمرايات في كل جانب يتوسطه علي الحائط برواز خشبي به سورة الفلق وتحته برواز اخر مكتوب فيه الشكك ممنوع والزعل مرفوع ، يوجد كرسي حلاقة مجهز من النوع الهندي الفاخر امام الكرسي حوض وبه حنفيه وبجوار الحوض رف وضع عليه المقصات وبعض العطور وصابون الشبه ، خلف الكرسي الرئيسي بعض الكراسي الصغيرة للزبائن وبعض المجلات والجرائد ملقاه علي طاوله صغيرة ....
عم شفيق او الاسطى شفيق المزين يعتبر نفسه ملك الحلاقة والزينه في الحي والاحياء المجاورة بل دائما يحكي بفخر ان صيته منتشر من حي الظاهر للسكاكيني لباب الشعرية وصولا للعتبه وانه كان في شبابه يزين البشوات والبهوات ويجهزهم لليالي عرسهم ....
اسطي شفيق تجاوز الستين عاماً ذو شكل بيضاوى اصلع الرأس الا من بعض شعريات يهذبهم ويلمعهم بالفازلين المخصوص وعنده شارب صغير كل حين يقف امام المراه في الدكان يصففه بعنايه .....
عندما لا يوجد زبون او رأس في يد الاسطى شفيق يجلس بالكرسي خارج الدكان يتناقش مع اصحاب الدكاكين في امور الحياة او يتشاجر احياناً تارة مع عم خليل الشلقامي البقال او يتناقش في امور السياسة مع حسن افندي الموظف السابق في وزارة المعارف أما متعته فهي البصبصه من خلف الجورنال للبنت فتحية ابنة سيد الطويل صاحب دكان الكشري فهي تقف في فترة النهار تساعد أبيها والبنت شابه وحلوه وعليها قوام يدوخ الباشا كما كان يقول الاسطي شفيق ......
أما ما يعاني منه شفيق في حياته فهي مشكلتين لا حل لهما زوجته السيدة نفيسة نوفل ابو الروس وابنه السيسي ( نوفل ) وقصة مابين القوسين سنأتي لها لاحقاً
كانت السيدة نفيسة ابو الروس صعبة المراس قوية الشكيمه امرأة حديديه مفتريه لا يقف في وجهها زوج او أبن او جاره ، فستات الحي لا يجرئن علي معارضتها او مشاكستها خوفاً من لسانها وبطشها ، والباعه واصحاب الدكاكين لا احد فيهم يفكر حتي ان يعارضها في سعر او يحاول ان يغشها حتي لا يصيبهم ما أصاب بائع البطيخ عندما ابتاع لها بطيخه قارعه فضربته بالقبقاب وأكلته البطيخه كلها امام الناس ......
اما نوفل او السيسي فهو شاب كبير الجسم ضعيف الفطنه والذكاء يشبه امه في الشكل فقط لذلك يكرهه أبوه ودائما مايقول له : غور وانت شبه امك ...
عندما وُلد اصر والده ان يسميه علي اسم والده الاسطي السيسي مورث كار الحلاقه لولده شفيق ، واصرت الأم السيدة نفيسه ان تسميه علي اسم ابوها المعلم نوفل الجزار المشهور في المدبح وهنا حدث الصدام وتدخل الاقارب والحكماء لحل هذه المشكله المستعصيه فتم الأجماع علي ان يُكتب الطفل في شهادة الميلاد بأسم نوفل السيسي كأسم مركب ويتم مناداته في البيت بأسم نوفل ولما يكبر يناديه الأب في الدكان بأسم السيسي ، وهكذا شب الطفل مقسم نفسيا مابين نوفل وسيسي ......
حاول الاسطي شفيق ان يستدرج الابن في كنفه ويعلمه صنعة ابيه واجداده ويعلمه اصول الكار والمهنه كي يرث الدكان ويظل اسم السيسي متواجداً لا ينقرض ، لكن محاولاته بائت بالفشل فنوفل لا يكره في حياته قد المقصات ودكان أبيه فكان يخاف من المقص خوفاً فظيعاً فكان يرى كوابيس عديده ان مقص كبير يطارده ويجري خلفه بطرفيه ويقفز عليه كي يقص رقبته او قدميه ....
وعندما غصب عليه الأب وحاول ان يعلمه كاد ان يتسبب في كوارث عديده ، تارة يقص اذن ذبون او يحدث جرح عميق في الرأس وقرر ابوه ان يعاقبه بالحلاقة الزيرو بالموسى لمدة ستة اشهر ، فكان في المدرسة الأعداديه يعايرونه ويغنون له : يامطره رخي رخي علي قرعة نوفل ابن اختي !!
فتسبب هذا في اذي نفسي للفتى فازداد كرهه لمهنة ابيه ....
فأصبح يذهب فقط للدكان يقوم بأعمال النضافة ونشر البشاكير في الشمس خارج الدكان والأهم ان يبصبص ويعاكس فتحية الطويل ......
كان الأسطي شفيق يحلق لحسن افندي شعر وذقن ومعروف عن الاسطي شفيق انه ثرثار ورغاي ويعرف اسرار كل بيت في الحي من رغيه مع الزبائن ، فكان حسن افندي يحدثه عن مشكلة الواد ابراهيم ابن علي صاحب القهوة وغضب زوجته عند اهلها فقال : والله يا اسطي شفيق حال يحزن البت مصره علي الطلاق من ساعة ماظبطته في البيت مع البت زكيه بياعة الفجل اللهم استر علي وليانا ، والواد حالف بالطلاق مايروح يرجعها لانها ضربته بالشبشب قدام الجيران ، وحياة والدك يا شفيق الكلام ده اسرار ناس ماتطلعش لحد انا بقولك بس لانك راجل حبيبي لان المعلم علي محلفني ماقول لحد
يمسك الاسطى شفيق فرشاة الحلاقة ويقول له : عيب يا حسن افندي ده كلام ماتقولش كده يا راجل المعلم علي حبيبي ومستحيل اطلع اسراره بره ، بس قولي ياتري مرات ابراهيم ليها مؤخر صداق قد ايه ؟ تلاقي الواد ابراهيم مش عايز يطلقها عشان كده مانا عارفه واد نتن واقرع ونزهي ....
يدير حسن افندي خده الايسر للاسطى شفيق ويرد عليه : علمي علمك يا شفيق بس تفسيرك جائز يكون صحيح لان كلام المعلم علي كان بيلمح لكده وخصوصا ان الواد ابراهيم فلاتي ومضيع فلوس ابوه علي المسخرة
يشطف الاسطى شفيق ذقن حسن افندي ويرطبها بصابون الشبه ويقول له : نعيماً يا حسن افندي
يقوم حسن افندي وينفض الشعر من ملابسه ويترك المحل سريعاً بدون ان يدفع اجرة الحلاقة !!
فيقول الاسطى شفيق : الاجرة ياحسن افندي رايح فين
فيرد حسن افندي في عدم اهتمام : يا راجل عيب عليك دي حلاقه تاخد عليها اجره صلي علي ال يشفع فيك ....
فيشتاط غضب الاسطى شفيق : يارب توب علينا من دي زباين
يدخل زبون اخر هو الحج محمود العطار ويطلب ان يساوى الشنب ، فيقول الاسطى شفيق : ياه دنيا عيشنا وشفنا العيال تجيب لاهلها الكفيه وقلة القيمه ...
يرد عليه الحج محمود : خير يا شفيق ؟
فيحكي له قصة ابراهيم ابن علي صاحب القهوة كما حكاها له حسن افندي !!!!!
يذهب نوفل الي دكان الطويل كالمعتاد كي يأكل الكشري وهو غرضه البصبصه ومعاكسة البنت فتحية فيقف أمامها مذهولا مشدوهاً من جمالها وقوامها فكانت تلبس الفستان الضيق القصير ذو الفتحة الكبيرة عند الصدر وهي تقوم بتقليب الارز وبعدها تقليب العدس وتغني اغنيتها المفضله : ماشي ورايا ولا همه وفات عشاني بنات عمه ..حالف عليا احب امه .. والسكر غلي وانا احايله بأيه ...
ونوفل يقف امامها يستمع لرنين صوتها الجميل ويتمني لو كان هو الارز الذي تقلبه او الكبشه الكبيرة التي تمسكها ...
فنظرت له نظرة لعوب وقالت : يوه يا واد نوفل بتبحلقلي ليه خد طبقك وهوينا ..
يفيق نوفل من غيبوبته ويقول : ااااااااه اديني كمان طبق لابويا وحطي الكماله
تضحك بصوت عالي وتقول له : ماتخفشي ابوك هيرجعك بالطبق وهيجي يأكل هنا
يذهب نوفل بالطبق لأبيه فيمسك الطبق ويقول له : ياد انت هتفضل بهيم طول عمرك جايبلي الكشري بارد هات الطبق هروح انا بنفسي اجيبه ...
تعلق الأب وابنه بفتحيه والفتاه سرقت لبهما فكل واحد فيهما يفكر فيها ولا ينزل بصره من عليها ، فكل واحد اتخذ قراراً سرياً داخله وهو ان يذهب للفتاه ويطلبها للزواج رغم ان هذا القرار قد يودي بحياة الاسطى شفيق علي يد زوجته لكنه استسلم لازمة منتصف عمره وقرر التمرد علي حياة الذل والخنوع ..
أما نوفل فكان يعلم حب ابيه للفتاه فقرر ان يذهب اليها وحيداً لانه لو فاتح أباه سوف يرفض فيذهب اليها ويعرض الأمر وبعد ذلك يخبر امه ويهدد اباه انه لو رفض سوف يخبر أمه بحبه لفتحيه فتطين عيشته ....
ذهب كل واحد منها الي فتحيه بمفرده يعرض عليها الأمر ويستشف رأيها ، فحددت لهما الميعاد في بيت أبيها وأنها موافقه ....
فذهب الاسطى شفيق في الميعاد في ابهى ملابسه يحمل معه دستة الجاتوه وصينية البقلاوة والبسبوسه وطلب مقابلة المعلم سيد الطويل ....
وجاء الدور علي نوفل فلبس البدله الحمراء الجديده تحتها القميص الاصفر والحذاء الازرق اللميع واخذ في يده نفس ما اخذ اباه ....
واصتدما ببعضهما عند المعلم الطويل لكن الاسطى قرر ان يكظم غيظه حتي لا تبوظ الليله وقال له في سره : وحياة امك مانا عاتقك انهارده !!
أما الزائر الثالث لبيت المعلم الطويل فكانت السيدة نفيسة ابو الروس فدخلت وجدت زوجها وأبنها فزمجرت وخرج الشرار من عينيها وقالت : جاي تتجوز عليا يا شفيق ؟
اول ما رأها وسمع صوتها قال شفيق لأبنه : يا منجي من المهالك يارب ، امك جات ياله بينا ....
وعندما ارادت الفتك به قفز الاسطى شفيق من الشباك المطل على الشارع واختفى ولا احد يعلم مصيره
أما نوفل فنظر لفتحيه فضحكت وقالت : انا يا خويا مخطوبه لفتحي العجلاتي وبحبه مش هاجي ابص ليك ولأبوك
فأخذ نوفل صنيتين البسبوسه والبقلاوة وذهب ليأكلهم علي القهوة
وقالت السيدة نفيسة لفتحية : متشكرين يا فتحية اردهالك في الافراح يابنتي
فتضحك فتحية وتقول : انتي تؤمري يا خالتي ....
لا احد يعلم أين اختفي الاسطى شفيق السيسي رغم ان السيدة نفيسه قررت الصفح عنه ,,,,,,,,
هناك تعليقان (2):
بساطة وعفوية فى الكتابة ..من عناصر جذب القارئ ...........
مع تمنياتى بالتوفيق
إرسال تعليق