بدأ الصوت يرتفع مرة اخرى والصرخات تتعالى في البيت الصغير ، انه يضربها بقوة اكثر من المعتاد ، قد تكون اهانته بشدة هذة المرة ،،،،
جلس عاقداً يديه حول ركبتيه على حافة الشباك المطل على الحارة الضيقه ،،،،
تداخل اصوات النسوة في الحارة وحديثهم المعتاد واصوات الصبية يلعبون الكرة الشراب ، وصوت شجار اخر بين أم وبنتها وصرخات الفتاة بسبب ضرب الام ،،،،
كان مايزال ابن الرابعة عشرة ، وترتيبه الثاني بعد اخوته ، أخوه الأكبر اكتفي بالدبلوم ويعمل طيلة النهار في ورشة الخراطه ، ويتبقى ثلاثة بنات اصغر منه ،،،،
أما الفتى فهو مايزال في المرحلة الأعداديه ،،،،
هدأ الشجار قليلاً بين أمه وأبيه ، ذهبت الأم للمطبخ الصغير تستكمل بكائها مع نفسها ، المطبخ مكدس بالكراكيب والسقف تتساقط منه قطرات المياة بسبب الرشح وضعف الجدران ، ووابور جاز صغير على منضده متهالكه ، جلست الأم بجوار الحوض المتهالك تبكي ، واضعه خدها على يديها ،،،،،،
الأب وجد الفتاتين الصغيرتين تبكيان بصوت عالى فسبهما ، وخرج وجلس على سلم البيت القديم يدخن السجائر ،،،،،،
لم يستكمل صنع طائرته الورقيه ، فأخرج الخوص الخشبي والخيط والنايلون وجلس في ساحة الصالون الصغيرة وبدأ في تركيبها ،،،،
ربط عيدان الخوص الصغير في بعضهم البعض على شكل دائرة خماسيه ،،،
ووضع القماش الخفيف في الوسط ، وقص شرائط النايلون على شكل اجنحة وذيل ،،،،،
وربط فيها بكرة الخيط جيداً ، اصر ان تكون اطول بكرة خيط لأي طائرة ورقيه في الحارة ،،،،،،،،
كان دائما مايخرج وحيداً من الحارة بعد ان يلعب مع باقي الصبيه ، يذهب الى الشارع الرئيسي بعد أن يتخطى الكثير من الأزقة الضيقه ،،،،
قبل ان يصل للشارع الرئيسي ، توجد تلك الأبراج الشاهقة التي تحجب خلفها تلك البيوت الصغيرة والشقوق المتداخله في بعضها ، يرى دائما للوهله باحتها الخلفية التي تنبعث منها رائحتها الكريهة ومخلفات المطاعم والمحلات ،،،،
يستدير لواجهة العمارات والأبراج ويرى الشارع الرئيسي بأضوائه البراقه ، والسيارات الفارهه التي تقف على جانبي الشارع ، مطاعم الوجبات السريعة ذات الواجهات الزجاجية ، والمقاهي التى تخرج منها الموسيقي الصاخبه ، والفتيات الجميلات التي يخرجن من السيارات المكشوفه واحدهن تجر كلب ابيض صغير بسلسلة ،،،،،
يظل يتمشى وحيداً ، ثم يعود من حيث أتى ،،،،
يعود الأب مخدراً في أواخر الليل ، وتسأله الأم عن سر تأخره والنقود فيسبها ويصفعها ويبدئان الشجار من جديد ، وتعاود الفتاتان الصغيرتان صراخهما مرة أخرى ، وهو جالس نفس جلسته فوق حافة الشباك ، ينعكس عليه ضوء القمر ، مع اضواء باهته ضعيفه تخرج من خلف الشبابيك الصغيرة ،،،،
ينظر للمقهى الحقير الذي لا يوجد فيه سوى شابان يلعبان الورق ، ورجال شرطه ومخبرين يجرون ثلاث شبان ويضربوهم ضرباً مبرحاً ،،،،،
الطائرة الورقية جاهزة الأن ، واليوم هو يوم اجازته ،،،،
كان يوم جمعه من ايام نوفمبر ، الريح هادئه والشمس ساطعه مع بعض السحب القليلة ،،،،
أخذ طائرته ووقف على أول الحارة يحركها رويداً وببطء ، تسقط منه ،،،،
يشدها مرة اخرى ، ثم تسقط من جديد ،،،،
يترك لها الخيط ويجري قليلا عكس اتجاه الريح ، ثم تسقط من جديد ،،،،
تزداد الرياح قليلاً ، فتبدأ في الأرتفاع تدريجياً ،،،،
ترتفع وتعلو مع الريح وهو يترك لها الخيط ببطء ،،،،
بدأت تتخطى البيوت الصغيرة في الحارة وتتجه شمالاً بأتجاه الشارع الرئيسي ،،،،،
ظل يترك لها الخيط ، ويتحرك مع طائرته في أتجاه الريح ،،،،
ثم أطلق لها العنان ، وترك الخيط من يده ،،،،
ظلت ترتفع فوق البيوت ، وفوق الأبراج المطله على الشارع الرئيسي ، تعانق الشمس والسحاب ، وهو ينظر لها ويبتسم ،،،،
تستمتع بحريتها مع الريح والحمام يتمايل حولها يذهب ويعود ،،،،،
ظل يمشي ورائها لا يريد ان تختفي عنه ، لا يدري اين ستذهب ، لكنه ادرك فقط انها لن تعود الى حارته ابدا ،،،،
ايذهب معها ، أم يتركها مع أحلامه ،،،،
مع مغيب الشمس بدأت تختفي طائرته الورقية وسط زحام الأبراج الشاهقه والبيوت الممتدة على الأفق البعيد ،،،،،،
جلس عاقداً يديه حول ركبتيه على حافة الشباك المطل على الحارة الضيقه ،،،،
تداخل اصوات النسوة في الحارة وحديثهم المعتاد واصوات الصبية يلعبون الكرة الشراب ، وصوت شجار اخر بين أم وبنتها وصرخات الفتاة بسبب ضرب الام ،،،،
كان مايزال ابن الرابعة عشرة ، وترتيبه الثاني بعد اخوته ، أخوه الأكبر اكتفي بالدبلوم ويعمل طيلة النهار في ورشة الخراطه ، ويتبقى ثلاثة بنات اصغر منه ،،،،
أما الفتى فهو مايزال في المرحلة الأعداديه ،،،،
هدأ الشجار قليلاً بين أمه وأبيه ، ذهبت الأم للمطبخ الصغير تستكمل بكائها مع نفسها ، المطبخ مكدس بالكراكيب والسقف تتساقط منه قطرات المياة بسبب الرشح وضعف الجدران ، ووابور جاز صغير على منضده متهالكه ، جلست الأم بجوار الحوض المتهالك تبكي ، واضعه خدها على يديها ،،،،،،
الأب وجد الفتاتين الصغيرتين تبكيان بصوت عالى فسبهما ، وخرج وجلس على سلم البيت القديم يدخن السجائر ،،،،،،
لم يستكمل صنع طائرته الورقيه ، فأخرج الخوص الخشبي والخيط والنايلون وجلس في ساحة الصالون الصغيرة وبدأ في تركيبها ،،،،
ربط عيدان الخوص الصغير في بعضهم البعض على شكل دائرة خماسيه ،،،
ووضع القماش الخفيف في الوسط ، وقص شرائط النايلون على شكل اجنحة وذيل ،،،،،
وربط فيها بكرة الخيط جيداً ، اصر ان تكون اطول بكرة خيط لأي طائرة ورقيه في الحارة ،،،،،،،،
كان دائما مايخرج وحيداً من الحارة بعد ان يلعب مع باقي الصبيه ، يذهب الى الشارع الرئيسي بعد أن يتخطى الكثير من الأزقة الضيقه ،،،،
قبل ان يصل للشارع الرئيسي ، توجد تلك الأبراج الشاهقة التي تحجب خلفها تلك البيوت الصغيرة والشقوق المتداخله في بعضها ، يرى دائما للوهله باحتها الخلفية التي تنبعث منها رائحتها الكريهة ومخلفات المطاعم والمحلات ،،،،
يستدير لواجهة العمارات والأبراج ويرى الشارع الرئيسي بأضوائه البراقه ، والسيارات الفارهه التي تقف على جانبي الشارع ، مطاعم الوجبات السريعة ذات الواجهات الزجاجية ، والمقاهي التى تخرج منها الموسيقي الصاخبه ، والفتيات الجميلات التي يخرجن من السيارات المكشوفه واحدهن تجر كلب ابيض صغير بسلسلة ،،،،،
يظل يتمشى وحيداً ، ثم يعود من حيث أتى ،،،،
يعود الأب مخدراً في أواخر الليل ، وتسأله الأم عن سر تأخره والنقود فيسبها ويصفعها ويبدئان الشجار من جديد ، وتعاود الفتاتان الصغيرتان صراخهما مرة أخرى ، وهو جالس نفس جلسته فوق حافة الشباك ، ينعكس عليه ضوء القمر ، مع اضواء باهته ضعيفه تخرج من خلف الشبابيك الصغيرة ،،،،
ينظر للمقهى الحقير الذي لا يوجد فيه سوى شابان يلعبان الورق ، ورجال شرطه ومخبرين يجرون ثلاث شبان ويضربوهم ضرباً مبرحاً ،،،،،
الطائرة الورقية جاهزة الأن ، واليوم هو يوم اجازته ،،،،
كان يوم جمعه من ايام نوفمبر ، الريح هادئه والشمس ساطعه مع بعض السحب القليلة ،،،،
أخذ طائرته ووقف على أول الحارة يحركها رويداً وببطء ، تسقط منه ،،،،
يشدها مرة اخرى ، ثم تسقط من جديد ،،،،
يترك لها الخيط ويجري قليلا عكس اتجاه الريح ، ثم تسقط من جديد ،،،،
تزداد الرياح قليلاً ، فتبدأ في الأرتفاع تدريجياً ،،،،
ترتفع وتعلو مع الريح وهو يترك لها الخيط ببطء ،،،،
بدأت تتخطى البيوت الصغيرة في الحارة وتتجه شمالاً بأتجاه الشارع الرئيسي ،،،،،
ظل يترك لها الخيط ، ويتحرك مع طائرته في أتجاه الريح ،،،،
ثم أطلق لها العنان ، وترك الخيط من يده ،،،،
ظلت ترتفع فوق البيوت ، وفوق الأبراج المطله على الشارع الرئيسي ، تعانق الشمس والسحاب ، وهو ينظر لها ويبتسم ،،،،
تستمتع بحريتها مع الريح والحمام يتمايل حولها يذهب ويعود ،،،،،
ظل يمشي ورائها لا يريد ان تختفي عنه ، لا يدري اين ستذهب ، لكنه ادرك فقط انها لن تعود الى حارته ابدا ،،،،
ايذهب معها ، أم يتركها مع أحلامه ،،،،
مع مغيب الشمس بدأت تختفي طائرته الورقية وسط زحام الأبراج الشاهقه والبيوت الممتدة على الأفق البعيد ،،،،،،
هناك 3 تعليقات:
منذ وقت ليس بالقصير لم أعلق على اى من قصصك ولا غيرها لظروف خاصة ..
ولكنى عندما تابعت مرة اخرى لا حظت ملاحظة قد تكون ليست بمحلها وقد تكون العكس ..سأصيغها على هيئة سؤال ..ومن حقك رفض الرد أو الاعتراض بعتبار انها ليست بمحلها ..وقد يكون سؤال شخصى ..
قبل طرح السؤال أؤكد على اسلوبك فى الصياغة رائع وراقى ..
السؤال ..
ليه دايما بتشوف الدنيا من الشباك ...؟..ليه بتبص بحذر وريبة على الدنيا من طاقة صغيرة ...؟
أخرج للدنيا والحياة بنظرتك ال مش هينة ابدا ..هتلاقى كتير جدا
.......مع تحياتى وتمنياتى بالتوفيق
حمد لله على السلامه ويارب يكون غيابك خير
اولا احب اقول لحضرتك اني افتقدت تعليقاتك ولاحظت غيابك حتى عن مدونتك
وسعدت جدا بتعليقك بعد غياب
ردي على سؤالك ، ان الدنيا بالنسبالي واسعه مش بشوفها من منظور ضيق ، لكن دنيتي انا هي ال قد تكون ضيقة او قاتمه للاسف
حمد لله على سلامتك وربنا يوفقك دايما
عجبا على هذا النوع من الأباء ومن يدرى لعل هذا الفتى يحظى بنفس فرصة الطائرة الورقية ليحلق بعيدا نحو غد افضل
إرسال تعليق