لوحة اولى
تتصبب عرقاً ، أنفاسها تتسارع ، تبدأ في البكاء ، ثم تنهض فزعة من نومها ،،،،
فراش بسيط تنام عليه في الخيمة التي أقيمت بجوار البيت المهدّم بسبب القصف ،،،،
نفس الحلم المزعج الذي يعايشها منذ عدة أشهر ، من شتاء 2008 ،،،
أزيز الطائرات يقترب من بيتها في خان يونس ، اخواتها وأمها يتحركون بجنون ويحملون أختها الرضيعة التي تصرخ لا تدري بما يدور حولها في هذا العالم ،،،
أنفجار قريب وسقوط الصاروخ بجوار منزلها ،،،،
جهاد تبحث عن قطتها السيامي لا تريدها أن تبقى وحيدة في المنزل ،،،،
أبوها ينهرها بشدة ويطالبها بالهرب والخروج من المنزل ،،،،
يسقط الصاروخ على البيت ويصبح انقاضاً يخرج منه الغبار والدخان،،،،
تبحث عن أخيها وأبيها ، لقد سقطوا شهداء ،،،،
أين القطة ؟؟
تبكي وتصرخ مع أمها واختها الرضيعة ،،،
تنهض فزعة وتجد نفسها على ذلك الفراش البسيط داخل خيمة بجوار بيتها المهدم ،،،
مازال الحلم يطاردها كل ليلة ،،،
غزة تنزف ,,,,,,
لوحة ثانية
على الشاطيء وعلى قطعة حديد صدئه كانت جزئاً من مركب أبيه يجلس نصر ، ينظر الى البحر وما خلفه على الشواطيء الأخرى ، أطفال يلعبون ويسافرون ، شواطيء تعج بالفتيات الجميلات والطائرات الورقية ،،،
مازال صوت أبيه وجده وابناء أعمامه يرن في أذنيه وهم يغنون على مركب الصيد ،،،
يرمون الشِباك ويجمعون أسماك السردين والبوري ،،،
بعد الحرب والحصار أصبح الصيد ممنوعاً ،،،،
خرج أبوه وأعمامه للصيد ليلاً فوجدوا المركب محطماً ، قد يكون أصابه صاروخ ،،،
والده يبكي ويداري وجهه بيده حتى لا يراه نصر ،،،
لا يدري لماذا مركب أبيه محطم ،،،
لماذا لا يلعب ويسافر مثلهم لماذا هو بالذات يُحرم من هذا ؟؟
يعلم من أبيه ومن المدرسة أن من فعل هذا به وبأهله هم اليهود ،،،
الان يتسائل وماذا فعلت أنا لليهود لكي يفعلوا بي كل هذا ....
لا يبالي بتلك الاسألة والأجوبة ، لكنه مازال ينتظر الغناء مع أبيه وأبناء أعمامه على مركب الصيد وهم يرمون الشباك وينتظرون أسماك البوري والسردين ،،،،
غزة تتألم ,,,,,,,,
لوحة ثالثة
الألم يزداد عليها ولا تتحمله ، تحتضنها أمها لعل هذا الحضن يخفف من الام فجر ،،،
متفوقة في دراستها وتحب اللغة الانجليزيه معلمتها قالت لها العام الماضي ستصبحين طبيبة ، لها ضفيرتين طويلتين وعينان سوداوان ، تكتب القصص الصغيرة التي تستوحيها من خيالها البريء ، قصص الحيوانات والطيور وقصص عن أمها وعن أبيها المعتقل منذ اربع سنوات ،،،
الألم يزداد عليها ولا تتحمله ،،،،
بدأ المرض يهاجم فجر منذ اربعة اشهر بعد الحرب بشهرين ، طافت بها أمها على الأطباء فقالوا لها لقد أصيبت بالسرطان ،،،،
لم يعد هناك ضفيرتين طويلتين لفجر ،،،
تنام على حجر أمها في صالة الأنتظار في معبر رفح ، بقيت لمدة ثلاثة أيام تنتظر فتح المعبر ،،،
فجر تُخرج كراستها وتبدأ في الرسم وكتابة قصة صغيرة ،،،،
حمامة تحلق بحرية فوق الأشجار تحت أشعة الشمس الساطعة ، تعبر كل الحواجز ولا يصل اليها أنسان وعلى الأرض عسكر يهود مدججين بالأسلحة يحاصرون كل البيوت ،،،
مازالت فجر وأمها ينتظران فتح المعبر ،،،،
غزة تزداد عزله ,,,,,,
لوحة رابعة
يمسك بندقيته ويجري على اصدقائه ويهاجمهم ويصرخ فيهم ، وهم يتساقطون على الأرض واحدا تلو الأخر ،،،،
عمر يلعب دور المجاهد واصدقائه يمثلون دور اليهود ،،،
يهاجمهم بشراسه ثم أمسك حجراً وقذف به احد اصدقائه فأصابه ،،،
أصدقائه يهجمون عليه ويحاصرونه ويقولون له سلم نفسك ، وهو يصوب عليهم بندقيته فيتساقطون مرة أخرى ،،،
لا يريد أن يذهب الى مدرسته ، لا يحب كتبه وأقلامه ،،،،
ينام ويحتضن بندقيته ويظل يستمع لحكايات أبوه احد أفراد المقاومة وهو يجلس مع اصدقائه ،،،
يجلس مع جدته العجوز ويحكي لها عن قتله لليهود وتفجيره للدبابات وسيشتري قنابل كثيرة حتى يلقيها على طائرات اليهود ،،،
الجدة تطلب منه مذاكرة الدروس ، يتململ منها ويذهب ليراقب أبيه ،،،،،
غزة تختنق ,,,,,
لم تجد جهاد قطتها ، تبكي كثيراً في وحدتها في الخيمة الصغيرة ، تتذكر غرفتها وبيتها ولعبها ، تقول لأمها أتمنى لو أموت ,,,
نصر يذهب الى مدرسته ويذاكر دروسه ولم يجد أجوبه على أسألته بعد ، لماذا حطموا مركب أبي ، لماذا لا ألعب وأسافر مثلهم ، لماذا لا أغني مع أبي وجدي ونصتاد السمك ،،
مازال يجلس على شاطيء غزة ينظر الى الشواطيء البعيدة ،،،
ماتت فجر في المستشفي بعد أن ظلت منتظرة كثيراً عند المعبر ، الحمامة كانت لوحتها الأخيرة ،،
قال أحد الأطباء لأمها أن اليورانيوم المخصب هو سبب السرطان الذي أصاب فجر ,,,,
عمر لم يعد يذهب للمدرسة ولا يذاكر دروسه ، أصبح عنيفاً حتى مع أخوته ,,,,,
صيف 2009
تتصبب عرقاً ، أنفاسها تتسارع ، تبدأ في البكاء ، ثم تنهض فزعة من نومها ،،،،
فراش بسيط تنام عليه في الخيمة التي أقيمت بجوار البيت المهدّم بسبب القصف ،،،،
نفس الحلم المزعج الذي يعايشها منذ عدة أشهر ، من شتاء 2008 ،،،
أزيز الطائرات يقترب من بيتها في خان يونس ، اخواتها وأمها يتحركون بجنون ويحملون أختها الرضيعة التي تصرخ لا تدري بما يدور حولها في هذا العالم ،،،
أنفجار قريب وسقوط الصاروخ بجوار منزلها ،،،،
جهاد تبحث عن قطتها السيامي لا تريدها أن تبقى وحيدة في المنزل ،،،،
أبوها ينهرها بشدة ويطالبها بالهرب والخروج من المنزل ،،،،
يسقط الصاروخ على البيت ويصبح انقاضاً يخرج منه الغبار والدخان،،،،
تبحث عن أخيها وأبيها ، لقد سقطوا شهداء ،،،،
أين القطة ؟؟
تبكي وتصرخ مع أمها واختها الرضيعة ،،،
تنهض فزعة وتجد نفسها على ذلك الفراش البسيط داخل خيمة بجوار بيتها المهدم ،،،
مازال الحلم يطاردها كل ليلة ،،،
غزة تنزف ,,,,,,
لوحة ثانية
على الشاطيء وعلى قطعة حديد صدئه كانت جزئاً من مركب أبيه يجلس نصر ، ينظر الى البحر وما خلفه على الشواطيء الأخرى ، أطفال يلعبون ويسافرون ، شواطيء تعج بالفتيات الجميلات والطائرات الورقية ،،،
مازال صوت أبيه وجده وابناء أعمامه يرن في أذنيه وهم يغنون على مركب الصيد ،،،
يرمون الشِباك ويجمعون أسماك السردين والبوري ،،،
بعد الحرب والحصار أصبح الصيد ممنوعاً ،،،،
خرج أبوه وأعمامه للصيد ليلاً فوجدوا المركب محطماً ، قد يكون أصابه صاروخ ،،،
والده يبكي ويداري وجهه بيده حتى لا يراه نصر ،،،
لا يدري لماذا مركب أبيه محطم ،،،
لماذا لا يلعب ويسافر مثلهم لماذا هو بالذات يُحرم من هذا ؟؟
يعلم من أبيه ومن المدرسة أن من فعل هذا به وبأهله هم اليهود ،،،
الان يتسائل وماذا فعلت أنا لليهود لكي يفعلوا بي كل هذا ....
لا يبالي بتلك الاسألة والأجوبة ، لكنه مازال ينتظر الغناء مع أبيه وأبناء أعمامه على مركب الصيد وهم يرمون الشباك وينتظرون أسماك البوري والسردين ،،،،
غزة تتألم ,,,,,,,,
لوحة ثالثة
الألم يزداد عليها ولا تتحمله ، تحتضنها أمها لعل هذا الحضن يخفف من الام فجر ،،،
متفوقة في دراستها وتحب اللغة الانجليزيه معلمتها قالت لها العام الماضي ستصبحين طبيبة ، لها ضفيرتين طويلتين وعينان سوداوان ، تكتب القصص الصغيرة التي تستوحيها من خيالها البريء ، قصص الحيوانات والطيور وقصص عن أمها وعن أبيها المعتقل منذ اربع سنوات ،،،
الألم يزداد عليها ولا تتحمله ،،،،
بدأ المرض يهاجم فجر منذ اربعة اشهر بعد الحرب بشهرين ، طافت بها أمها على الأطباء فقالوا لها لقد أصيبت بالسرطان ،،،،
لم يعد هناك ضفيرتين طويلتين لفجر ،،،
تنام على حجر أمها في صالة الأنتظار في معبر رفح ، بقيت لمدة ثلاثة أيام تنتظر فتح المعبر ،،،
فجر تُخرج كراستها وتبدأ في الرسم وكتابة قصة صغيرة ،،،،
حمامة تحلق بحرية فوق الأشجار تحت أشعة الشمس الساطعة ، تعبر كل الحواجز ولا يصل اليها أنسان وعلى الأرض عسكر يهود مدججين بالأسلحة يحاصرون كل البيوت ،،،
مازالت فجر وأمها ينتظران فتح المعبر ،،،،
غزة تزداد عزله ,,,,,,
لوحة رابعة
يمسك بندقيته ويجري على اصدقائه ويهاجمهم ويصرخ فيهم ، وهم يتساقطون على الأرض واحدا تلو الأخر ،،،،
عمر يلعب دور المجاهد واصدقائه يمثلون دور اليهود ،،،
يهاجمهم بشراسه ثم أمسك حجراً وقذف به احد اصدقائه فأصابه ،،،
أصدقائه يهجمون عليه ويحاصرونه ويقولون له سلم نفسك ، وهو يصوب عليهم بندقيته فيتساقطون مرة أخرى ،،،
لا يريد أن يذهب الى مدرسته ، لا يحب كتبه وأقلامه ،،،،
ينام ويحتضن بندقيته ويظل يستمع لحكايات أبوه احد أفراد المقاومة وهو يجلس مع اصدقائه ،،،
يجلس مع جدته العجوز ويحكي لها عن قتله لليهود وتفجيره للدبابات وسيشتري قنابل كثيرة حتى يلقيها على طائرات اليهود ،،،
الجدة تطلب منه مذاكرة الدروس ، يتململ منها ويذهب ليراقب أبيه ،،،،،
غزة تختنق ,,,,,
لم تجد جهاد قطتها ، تبكي كثيراً في وحدتها في الخيمة الصغيرة ، تتذكر غرفتها وبيتها ولعبها ، تقول لأمها أتمنى لو أموت ,,,
نصر يذهب الى مدرسته ويذاكر دروسه ولم يجد أجوبه على أسألته بعد ، لماذا حطموا مركب أبي ، لماذا لا ألعب وأسافر مثلهم ، لماذا لا أغني مع أبي وجدي ونصتاد السمك ،،
مازال يجلس على شاطيء غزة ينظر الى الشواطيء البعيدة ،،،
ماتت فجر في المستشفي بعد أن ظلت منتظرة كثيراً عند المعبر ، الحمامة كانت لوحتها الأخيرة ،،
قال أحد الأطباء لأمها أن اليورانيوم المخصب هو سبب السرطان الذي أصاب فجر ,,,,
عمر لم يعد يذهب للمدرسة ولا يذاكر دروسه ، أصبح عنيفاً حتى مع أخوته ,,,,,
صيف 2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق