نفس نفق السكك الحديديه القديم والمهجور ،،
لم يتغير ،حتى عبق الاحجار القديمه كما هو يملىء المكان ،،
مازالت شجرة التوت قائمة بجوار النفق تقاوم الزمن ورياح الخريف والشتاء ،،
كان اليوم خريفياً ، الشمس ساطعه لكن تعاكسها بعض السحب الخريفيه فتسطع تارة وتغيب تارة اخرى ،،
أوراق الشجر تتطاير علي جانبي الطريق وثمار التوت لم تجف بعد منتظرة ان تموت في الشتاء وتحيا من جديد في الربيع ،،
وقف ينظر من بعيد ، قد مر وقت طويل على اخر مرة جاء فيها الى ملعبه القديم ،،
تقدم به العمر ، أحس انه شاخ مبكراً رغم انه مازال في عقده الرابع ، لكن يوجد في الحياة ماهو اقوى من عوامل الزمن التي تجعل الشيخوخه تقترب قبل الاوان ،،،
حتى أخر لحظة ،،،
أتفقا أن يظلا ملتصقان حتى أخر لحظة من العمر ،، أنه العهد كتباه بدمهما الطاهر البريء وهما يلعبان في نفس هذا المكان ،،
حتى أخر لحظة ،،
سأظل أحبك ،، لا أنساك ،، لن يمتلك قلبي سواك ،، لن انظر ولن استمد النور سوى من عيناك ،،،
همسات وتنهدات وضحكات تحت المطر ،، بين الطيور المهاجرة على رمال الشاطيء في نهاية الخريف ، حيث يبقى البحر بحدوده اللانهائية ملكاً لهما ،،،
حتى أخر لحظة سأظل احبك ،،،،
نظر للصبي والفتاة وهم يتمشيان على شريط السكك الحديديه ويمسكان ايديهما ،،
احس انه يسمع همساتهم قبل ضحكاتهم العاليه ،،
يلعبان ويركضان علي الجسر القديم ،
يجلسان سوياً علي الحجر العتيق بجوار النفق ، يخرجان اقلامهم الملونه ويرسمان ويشخبطان علي صفحات حياتهما البيضاء ،،
يتركها ويتسلق شجرة التوت وهى تقف اسفلها تستحلفه ان لا يسقط ،،
يُلقي اليها بالتوت القرمزي الجميل وهي تضحك ولا يسمع اسرارهما سوى الطيور ،،
يحفران سوياً علي الحجر العتيق احلامهما ،،،
حتى اخر لحظة ،، والتوقيع اول حروف اسمهما ،،
لا يديران بالاً للزمن ولا للغدر الأيام متطمئنان فقط انهما يملكان تلك اللحظه ولا يشاركهما فيها أنسان ،،
لكن لا يعلمان ماهو قادم في المستقبل والأيام ،،
أقترب وكلما أقترب يختفيان رويداً رويداً ، وتبعد اصوات الضحكات وحتى الطيور ،،
وصل الي الحجر العتيق ولم يجد شيئاً ، سوى نقوش من الأحلام ،،،
حتى أخر لحظة ،،،
وتوقيع قديم بدأ يبهت بفعل الزمن والأيام ,,,,,
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق