الجو بارد هذا الصباح والأمطار تهطل في الخارج ، قطرات المطر تصتدم بزجاج الشباك المجاور له ، يجلس على مكتبه وسط أكوام من الملفات وأمامه جهاز كمبيوتر قديم لا يعمل ، أحتل سطحه وجنباته التراب الأسود ،،،
كوب الشاي مازال ممتلىء للنصف لم يستطع أن يكمله ، أحس بعدم الرغبة فيه ،،،،
واقدام الموظفين وحركتهم في الرواق الخارجي يتردد صداه في جنبات عقله ، بالتالي هو الصداع اليومي ،،،،
تلك الحياة التي قبلها على مضض رغبة منه فيها لكنه دائماً مايحس انه مازال ينتظر تصريح الاقامة في هذا الوجود ،،،
أيقبل هذا العالم بصخبه وهدوئه ، كراهيته وحبه ، شره وخيره ، أم يذهب بعيداً في داخل أعماقه ينتظر عالمه الأخر الذي يصنعه هو ،،،،،
يمكث امام مكتبه ويستمع الى الموسيقي ، يكتفى بالأنتظار في مكانه ، بل يبقي وحيداً صامتاً ، منتظراً أن يأتي اليه عالمه ، يرفع النقاب عن وجه هذا العالم ويبدأ معه حياة أخرى من جديد ،،،،
يرى أن الكتابه هي في حد ذاتها صلاة ،،،
يضع أوراقه وقلمه الرصاص في حقيبته الصغيرة وخرج في المساء كالمعتاد ، كانت السابعة مسائاً والجو بارد جدا هذا المساء، يوماً شتوياً شديد البروده ،،،،
المقهى الذي يرتاده ليس بعيداً عن بيته ، لكنه يحب ان يتمشى في شوارع مدينته الكبيره في مثل هذا الوقت من المساء ، فيأخذ اكثر من طريق حتى يصل الى مقهاه الخاص ،،،،
ينظر لتلك الوجوه التى اثر فيها هواء الشتاء البارد والانفاس التي يخرج منها البخار ، فأصبحت الضحكات مستعصية عليها والابتسامه تكون بالكاد ،،،،
الخطوات مسرعة والايدي تبحث عن الدفء في جيوب المعاطف ، لا يدري لماذا هو فقط من يبطء في السير ، ويقف أمام الفاترينات والمحلات ينظر للأضواء الكثيرة كأنه يبحث عن المفقود دائماً وسط اضواء الفاترينات والسيارات حتى اشارات المرور ،،،،،
غريب في مدينته التي لم يعرف سواها ولم يخرج منها يوماً ، والغريب دائم البحث عن شيء مفقود داخل تلك العيون الكثيرة ، والغريب دائم الخوف من نفس تلك العيون ،،،،،
هاهو المقهى بضوئه الخافت وشكله الايطالي المميز ، ذهب الى طاولته التي اعتاد الجلوس عليها بجانب الشباك المطل على الشارع ،،،،،
خلع معطفه واخرج أوراقه وقلمه الرصاص وقبل ان يبدأ الكتابه طلب قهوته ،،،،
الورقه مازالت بيضاء لم يخط فيها جمله او حرف منذ يومين ، لماذا يستعصى عليه قلمه ، اكثر مايحزنه ان تهرب منه أفكاره وتتناثر في جنبات عقله الشارد فيعجز كثيراً أن يلملمها ،،،،، بدأ الكتابه ، وظل حائراً في العنوان ، لا يهم العنوان الان ، سيختار العنوان بعد حين ،،،
لا لا ليكن العنوان هو المدينه ورسائل المائة عام ،،،،
أنها مدينته الصاخبه وحكايتها التي لا تنتهى خلف ابواب بيوتها القديمه ، الخير والشر ، الحب والكره ، السعادة والتعاسه ،،،،
والظلم والعدل ،،،،،
الفتاة التي تعرف عليها في هذا المقهى الأيطالي ، في أحد أيام الربيع وجدها تجلس بالقرب منه تشرب قهوتها ، وهو يكتب كالمعتاد وعندما لفتت انتابه توقف عن الكتابه ، ظل يراقبها وهى تمسك فنجانها بكلتا يديها ، جمالها ليس بالمبهر ولكن يوجد سحر خاص في عينيها لم يدرك سره الا متاخراً جداً ،،،،
تعرف عليها بشكل لم يجعله متطفلاً ، وانجذبت اليه سريعاً ، واشتعلت سريعاً تلك العلاقة التي ادرك بعد حين انها حباً ،،،،
كانا كثيراً ما يتمشيان سوياً في وسط المدينه وزحامها ، يرتادا المكتبات ، يجلسا أمام النهر وقت الغروب ، تشاركه كتاباته ، يتشاجرا لأسباب كثيرة ، ويسترضيها اخيراً في كل مرة ،،،،
كان يحبها ولا يدري ان كان سيتزوجها أم سيهرب بعزلته بعيدا عنها ، وجد هذا الشيء المجهول الذي ظل يبحث عنه كثيراً ، انها تلك العينين ،،،،،،
لم يكن يعلم انه سيفقدها سريعاً سواء بارادته او رغماً عنه ، لو كان يعلم مانظر لعينيها منذ باديء الأمر ،،،،
لم يذهب الى المقهى وظلت تنتظره كثيراً ، قوتان متوازيتان تجتذبانه ، رغبة جامحه وحباً قويا للألتحام بها ، وخوف وبعد عنها لعالمه الخاص ،،،،
ربما كانت حلم او طيف ظل يراوده في يقظته وفي منامه حتى صدقه ،،،،،
ربما غدرت به او ربما هاجرت بعيداً أو ربما قد رفضها هو حباً في عزلته التي لا تنتهي ، يعيش متناقضات قلبه وعقله ، رغبته الجامحه في الحب والمرأة وخوفه من أن تسلبه هذه المرأة عالمه الخاص ، هل سيظل بلا حب لا زوجه بلا سلف ،،،،،
قال لها وهي ترتمي بشعرها الأسود فوق صدره تختلط أنفاسه الوهنة مع أنفاسها المتسارعه : انا لا احبك انتي فقط ، لكني أحب ماهو اكثر من ذلك ، انها الحياة التي تتحقق من خلال التحامي بك ،،،
ينظر الى تلك العيون والوجوه وهو يتمشى في مدينته ، وهو يقف أمام الفاترينات ، وقطرات المطر تخترق جسده ، حتى بين ارفف الكتب في المكتبه ، قد يجدها يوماً في المقهى الذي تقابلا فيه سوياً ،،،،،
اشتد البرد هذا المساء ، ونظر من خلف الزجاج فوجد قطرات بسيطه من المطر ،،،
، انتهى من قهوته ولم ينتهى من رسائل المائة عام ، لملم أوراقه ولبس معطفه وترك الحساب وخرج ليتمشى عائداً الى بيته وعالمه الخاص ,,,,,,
كوب الشاي مازال ممتلىء للنصف لم يستطع أن يكمله ، أحس بعدم الرغبة فيه ،،،،
واقدام الموظفين وحركتهم في الرواق الخارجي يتردد صداه في جنبات عقله ، بالتالي هو الصداع اليومي ،،،،
تلك الحياة التي قبلها على مضض رغبة منه فيها لكنه دائماً مايحس انه مازال ينتظر تصريح الاقامة في هذا الوجود ،،،
أيقبل هذا العالم بصخبه وهدوئه ، كراهيته وحبه ، شره وخيره ، أم يذهب بعيداً في داخل أعماقه ينتظر عالمه الأخر الذي يصنعه هو ،،،،،
يمكث امام مكتبه ويستمع الى الموسيقي ، يكتفى بالأنتظار في مكانه ، بل يبقي وحيداً صامتاً ، منتظراً أن يأتي اليه عالمه ، يرفع النقاب عن وجه هذا العالم ويبدأ معه حياة أخرى من جديد ،،،،
يرى أن الكتابه هي في حد ذاتها صلاة ،،،
يضع أوراقه وقلمه الرصاص في حقيبته الصغيرة وخرج في المساء كالمعتاد ، كانت السابعة مسائاً والجو بارد جدا هذا المساء، يوماً شتوياً شديد البروده ،،،،
المقهى الذي يرتاده ليس بعيداً عن بيته ، لكنه يحب ان يتمشى في شوارع مدينته الكبيره في مثل هذا الوقت من المساء ، فيأخذ اكثر من طريق حتى يصل الى مقهاه الخاص ،،،،
ينظر لتلك الوجوه التى اثر فيها هواء الشتاء البارد والانفاس التي يخرج منها البخار ، فأصبحت الضحكات مستعصية عليها والابتسامه تكون بالكاد ،،،،
الخطوات مسرعة والايدي تبحث عن الدفء في جيوب المعاطف ، لا يدري لماذا هو فقط من يبطء في السير ، ويقف أمام الفاترينات والمحلات ينظر للأضواء الكثيرة كأنه يبحث عن المفقود دائماً وسط اضواء الفاترينات والسيارات حتى اشارات المرور ،،،،،
غريب في مدينته التي لم يعرف سواها ولم يخرج منها يوماً ، والغريب دائم البحث عن شيء مفقود داخل تلك العيون الكثيرة ، والغريب دائم الخوف من نفس تلك العيون ،،،،،
هاهو المقهى بضوئه الخافت وشكله الايطالي المميز ، ذهب الى طاولته التي اعتاد الجلوس عليها بجانب الشباك المطل على الشارع ،،،،،
خلع معطفه واخرج أوراقه وقلمه الرصاص وقبل ان يبدأ الكتابه طلب قهوته ،،،،
الورقه مازالت بيضاء لم يخط فيها جمله او حرف منذ يومين ، لماذا يستعصى عليه قلمه ، اكثر مايحزنه ان تهرب منه أفكاره وتتناثر في جنبات عقله الشارد فيعجز كثيراً أن يلملمها ،،،،، بدأ الكتابه ، وظل حائراً في العنوان ، لا يهم العنوان الان ، سيختار العنوان بعد حين ،،،
لا لا ليكن العنوان هو المدينه ورسائل المائة عام ،،،،
أنها مدينته الصاخبه وحكايتها التي لا تنتهى خلف ابواب بيوتها القديمه ، الخير والشر ، الحب والكره ، السعادة والتعاسه ،،،،
والظلم والعدل ،،،،،
الفتاة التي تعرف عليها في هذا المقهى الأيطالي ، في أحد أيام الربيع وجدها تجلس بالقرب منه تشرب قهوتها ، وهو يكتب كالمعتاد وعندما لفتت انتابه توقف عن الكتابه ، ظل يراقبها وهى تمسك فنجانها بكلتا يديها ، جمالها ليس بالمبهر ولكن يوجد سحر خاص في عينيها لم يدرك سره الا متاخراً جداً ،،،،
تعرف عليها بشكل لم يجعله متطفلاً ، وانجذبت اليه سريعاً ، واشتعلت سريعاً تلك العلاقة التي ادرك بعد حين انها حباً ،،،،
كانا كثيراً ما يتمشيان سوياً في وسط المدينه وزحامها ، يرتادا المكتبات ، يجلسا أمام النهر وقت الغروب ، تشاركه كتاباته ، يتشاجرا لأسباب كثيرة ، ويسترضيها اخيراً في كل مرة ،،،،
كان يحبها ولا يدري ان كان سيتزوجها أم سيهرب بعزلته بعيدا عنها ، وجد هذا الشيء المجهول الذي ظل يبحث عنه كثيراً ، انها تلك العينين ،،،،،،
لم يكن يعلم انه سيفقدها سريعاً سواء بارادته او رغماً عنه ، لو كان يعلم مانظر لعينيها منذ باديء الأمر ،،،،
لم يذهب الى المقهى وظلت تنتظره كثيراً ، قوتان متوازيتان تجتذبانه ، رغبة جامحه وحباً قويا للألتحام بها ، وخوف وبعد عنها لعالمه الخاص ،،،،
ربما كانت حلم او طيف ظل يراوده في يقظته وفي منامه حتى صدقه ،،،،،
ربما غدرت به او ربما هاجرت بعيداً أو ربما قد رفضها هو حباً في عزلته التي لا تنتهي ، يعيش متناقضات قلبه وعقله ، رغبته الجامحه في الحب والمرأة وخوفه من أن تسلبه هذه المرأة عالمه الخاص ، هل سيظل بلا حب لا زوجه بلا سلف ،،،،،
قال لها وهي ترتمي بشعرها الأسود فوق صدره تختلط أنفاسه الوهنة مع أنفاسها المتسارعه : انا لا احبك انتي فقط ، لكني أحب ماهو اكثر من ذلك ، انها الحياة التي تتحقق من خلال التحامي بك ،،،
ينظر الى تلك العيون والوجوه وهو يتمشى في مدينته ، وهو يقف أمام الفاترينات ، وقطرات المطر تخترق جسده ، حتى بين ارفف الكتب في المكتبه ، قد يجدها يوماً في المقهى الذي تقابلا فيه سوياً ،،،،،
اشتد البرد هذا المساء ، ونظر من خلف الزجاج فوجد قطرات بسيطه من المطر ،،،
، انتهى من قهوته ولم ينتهى من رسائل المائة عام ، لملم أوراقه ولبس معطفه وترك الحساب وخرج ليتمشى عائداً الى بيته وعالمه الخاص ,,,,,,
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللوحة لسلفادور دالي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق