انطلق صوت الجرس يدوي في المكان معلناً لها بداية ذلك اليوم الجديد ،،
لقد فقدت في هذا المكان كل احساسها بالزمن او لم تكن تعير الوقت والزمن أي اهتمام ، فهو عديم الاهمية بعد ان وجدت نفسها في تلك الحفرة الغريبه ،،
لا تدري كيف وصلتلها ولا تدري كيف وصل زوجها الى هذا القفص العجيب ،،،
المكان عبارة عن صحراء متسعه لا تسمع فيها سوى صوت الريح ولا ترى غير حركة الشمس وهي تجري لمستقر لها من الصباح الى الظهيرة الى الغروب ثم الى الليل ،،،
على مقربه من الحفرة توجد شجرة جدباء بها بعض الوريقات التى لم تتساقط بعد مع بداية هذا الصباح ،،،
تلك الشجرة تفصل بينها وبين القفص الخشبي الذى يرقد فيه زوجها ،،،
هي في الخامسه والخمسين من عمرها وزوجها اكبر منها بعشر سنوات ،،،
زوجها يجلس يقرأ ذلك الكتاب الذي لم يفارقه ابداً وبجواره بعض الاوراق ، يكتب فيها للحظات ثم يتركها ويمسك كتابه مرة اخرى ....
أما حفرتها الضيقه فلا يوجد معها سوى تلك الحقيبه النسائية الفاخره التى تحتوي على بعض الاشياء من ادوات تجميل والبوم صور صغير وفرشاة شعر ،،،،
بداية الصباح ،،،
استيقظت في حفرتها مع صوت الجرس وشروق الشمس ، الذي اعلن بداية الصباح ،،،
كانت الحفرة تغطيها لخصرها وهي ممسكه بحقيبتها لا تتركها من يديها ،
نظرت لزوجها المحبوس في قفصه ، وابتسمت والقت عليه تحية الصباح ،،،
رد عليها باقتضاب وأخذ يتحرك في قفصه ذهاباً وأياباً كأنه يبحث عن شيء فقده ،،،
اخرجت فرشاة الشعر واخذت تساوي شعرها وتمشطه بأصابعها في حركه ضعيفه فكانت تحس بقبضة المكان لكنها كانت سعيدة ،،،
قالت له : اه ياحبيبي لقد تذكرت للتو عندما كنا سوياً على الشاطيء في بداية زواجنا السعيد كنت وسيماً ولا تزال لكن كنت مفعما اكثر بالحيويه ولا تكف عن الحديث والثرثرة معي ، اتتذكر اول مرة ذهبنا معاً للمصيف واشتريت لي القطة لي لي ،،
كنت في غاية السعادة واحببتها حباً شديداً واشتريت لها في التو السلسة الفضية المحفور عليها اسمها اول حرف من اسمها ،،،
تغيرت ملامح وجهها ببعض الحزن وقالت : ليتني لم اتذكرها لاني ايضاً تذكرت موتها بعد اربع اعوام في الشتاء ، يومها ياحبيبي قلت انك ستشتري قطة بدل منها ولكني رفضت حتى لا اتعلق بها ايضا واحزن لفراقها ،،،
كان الزوج يستمع لها وهو يتحرك وينظر لها ويبتسم ولم يقل سوى : نعم نعم ،،،
في تلك اللحظة سقطت ورقة شجر اخرى من الشجرة الجدباء بسبب هبوب ريح خفيفه ،،،،
الظهيرة ،،،
تطايرت ورقة اخرى من الشجرة وهي تنظر اليها وتبعد بنظرها مع ابتعاد الورقة رويدا رويدا مع الريح واختفائها في ذلك الأفق البعيد ،،،
احست بقشعريرة تسري في جسدها فأمسكت بحقيبتها واحتضنتها جيدا في صدرها فلم تستطع ، فقد وصلت رمال الحفرة الى صدرها ،،،،،
كانت الشمس قد بدأت تتعامد فوق رأسيهما ،،،
كان زوجها يجلس يدون بعض الاشياء المجهوله في اوراقه ،،،
وبدأت هي حديثها التافه دائما والمفعم ببعض الأمور الجاده احياناً ،،،،
كانت هي عاجزة عن الحركه وتستعيض عن ذلك بالثرثرة ، وكان زوجها عاجزاً عن الكلام ويستعيض عن ذلك بالحركة الدائمه ،،،،
قالت : لا أعلم متى الخلاص ، احياناً اتمناه سريعاً كي ارتاح من ذلك العجز الا متناهي ، كأني منذ بداية التكوين والخلق ونحن كذلك وان ما احس به من ذكريات وحياة بعيدة ماهي الا اضغاث احلام ، لكن حتى ذكرياتي هذه تجعلني سعيدة وتجعلني ارفض ذلك الخلاص ، ربما اكون عاجزه لكنني اتذكر مايسعدني ، وعندما اتذكر احزاني اتمنى ذلك الخلاص،،،
ارجوك ياحبيبي تذكر معي حياتنا السعيدة ، حاول ان تتكلم وتذكرني بما يعجز عنه عقلى من الوصول اليه من ذكريات ،،،،
أحاول ان لا اتذكر موت ابننا الوحيد وكيف مات شاباً فأرى تلك الشجرة تنتحب معي في ذكرياتي ، وتلك الحفرة تحاوطني بكلتا ذراعيها ،،،،
ينظر اليها الزوج في حزن ويومأ فقط برأسه حزيناً ،،،،
الشفق والغروب ،،،
السماء بدأت شفقها الأحمر الدامي كأنها نتاج معركه أبديه بين النور والظلام ينتصر الليل احياناً وينتصر الصباح أحياناً اخرى ،،،،
وصلت الرمال مع هبوب الريح الشديده الى ذروتها ،،،
كانت هي تغوص في الحفرة الى عنقها وحقيبتها الفاخره ملقاه بجوارها ،،،،
لم يتبقى في الشجرة الجدباء سوى ورقة واحده تقاوم وحيدة تلك الرياح التي لا تهدأ ،،،،
كان الزوج يقف على باب قفصه هادئاً صامتاً ،،،،،
وهي لم يظهر منها سوى عنقها وشعرها وتشع من شفتيها تلك الابتسامه ،،،،
قالت : اتدري احساس الطفل الوليد وهو يبكي خارجاً من رحم امه ، تُري لماذا يبكي ؟؟ ، ربما يبكي لانه احس بمفارقة امه ،،،
انا ياحبيبي الان عندي احساس بأنني اعود الى رحم امي بل ورحم تلك الحياة،،
رغم ان الحفرة قد انتصرت علي لكني سعيدة لان معي تلك الذكريات السعيدة التي عشتهامعك ،،،،
نظرت لحقيبتها الملقاه امام عينيها بالقرب منها وابتسمت ،،،
والزوج يجلس مبتسماً ممسكاً بسياج قفصه لا يحرك ساكناً منتظراً حريته للخروج ،،،،
بدأ الصمت يحل بالمكان الا من صوت الريح ،،،
ضعفت مقاومة الورقة الاخيرة في الشجرة الجدباء واستسلمت فتطايرت بعيداً في أتجاه الغروب ،،،،
انه الظلام ينتظر حتى وصول الصباح مع مركبة الشمس الذهبية ,,,,,
لقد فقدت في هذا المكان كل احساسها بالزمن او لم تكن تعير الوقت والزمن أي اهتمام ، فهو عديم الاهمية بعد ان وجدت نفسها في تلك الحفرة الغريبه ،،
لا تدري كيف وصلتلها ولا تدري كيف وصل زوجها الى هذا القفص العجيب ،،،
المكان عبارة عن صحراء متسعه لا تسمع فيها سوى صوت الريح ولا ترى غير حركة الشمس وهي تجري لمستقر لها من الصباح الى الظهيرة الى الغروب ثم الى الليل ،،،
على مقربه من الحفرة توجد شجرة جدباء بها بعض الوريقات التى لم تتساقط بعد مع بداية هذا الصباح ،،،
تلك الشجرة تفصل بينها وبين القفص الخشبي الذى يرقد فيه زوجها ،،،
هي في الخامسه والخمسين من عمرها وزوجها اكبر منها بعشر سنوات ،،،
زوجها يجلس يقرأ ذلك الكتاب الذي لم يفارقه ابداً وبجواره بعض الاوراق ، يكتب فيها للحظات ثم يتركها ويمسك كتابه مرة اخرى ....
أما حفرتها الضيقه فلا يوجد معها سوى تلك الحقيبه النسائية الفاخره التى تحتوي على بعض الاشياء من ادوات تجميل والبوم صور صغير وفرشاة شعر ،،،،
بداية الصباح ،،،
استيقظت في حفرتها مع صوت الجرس وشروق الشمس ، الذي اعلن بداية الصباح ،،،
كانت الحفرة تغطيها لخصرها وهي ممسكه بحقيبتها لا تتركها من يديها ،
نظرت لزوجها المحبوس في قفصه ، وابتسمت والقت عليه تحية الصباح ،،،
رد عليها باقتضاب وأخذ يتحرك في قفصه ذهاباً وأياباً كأنه يبحث عن شيء فقده ،،،
اخرجت فرشاة الشعر واخذت تساوي شعرها وتمشطه بأصابعها في حركه ضعيفه فكانت تحس بقبضة المكان لكنها كانت سعيدة ،،،
قالت له : اه ياحبيبي لقد تذكرت للتو عندما كنا سوياً على الشاطيء في بداية زواجنا السعيد كنت وسيماً ولا تزال لكن كنت مفعما اكثر بالحيويه ولا تكف عن الحديث والثرثرة معي ، اتتذكر اول مرة ذهبنا معاً للمصيف واشتريت لي القطة لي لي ،،
كنت في غاية السعادة واحببتها حباً شديداً واشتريت لها في التو السلسة الفضية المحفور عليها اسمها اول حرف من اسمها ،،،
تغيرت ملامح وجهها ببعض الحزن وقالت : ليتني لم اتذكرها لاني ايضاً تذكرت موتها بعد اربع اعوام في الشتاء ، يومها ياحبيبي قلت انك ستشتري قطة بدل منها ولكني رفضت حتى لا اتعلق بها ايضا واحزن لفراقها ،،،
كان الزوج يستمع لها وهو يتحرك وينظر لها ويبتسم ولم يقل سوى : نعم نعم ،،،
في تلك اللحظة سقطت ورقة شجر اخرى من الشجرة الجدباء بسبب هبوب ريح خفيفه ،،،،
الظهيرة ،،،
تطايرت ورقة اخرى من الشجرة وهي تنظر اليها وتبعد بنظرها مع ابتعاد الورقة رويدا رويدا مع الريح واختفائها في ذلك الأفق البعيد ،،،
احست بقشعريرة تسري في جسدها فأمسكت بحقيبتها واحتضنتها جيدا في صدرها فلم تستطع ، فقد وصلت رمال الحفرة الى صدرها ،،،،،
كانت الشمس قد بدأت تتعامد فوق رأسيهما ،،،
كان زوجها يجلس يدون بعض الاشياء المجهوله في اوراقه ،،،
وبدأت هي حديثها التافه دائما والمفعم ببعض الأمور الجاده احياناً ،،،،
كانت هي عاجزة عن الحركه وتستعيض عن ذلك بالثرثرة ، وكان زوجها عاجزاً عن الكلام ويستعيض عن ذلك بالحركة الدائمه ،،،،
قالت : لا أعلم متى الخلاص ، احياناً اتمناه سريعاً كي ارتاح من ذلك العجز الا متناهي ، كأني منذ بداية التكوين والخلق ونحن كذلك وان ما احس به من ذكريات وحياة بعيدة ماهي الا اضغاث احلام ، لكن حتى ذكرياتي هذه تجعلني سعيدة وتجعلني ارفض ذلك الخلاص ، ربما اكون عاجزه لكنني اتذكر مايسعدني ، وعندما اتذكر احزاني اتمنى ذلك الخلاص،،،
ارجوك ياحبيبي تذكر معي حياتنا السعيدة ، حاول ان تتكلم وتذكرني بما يعجز عنه عقلى من الوصول اليه من ذكريات ،،،،
أحاول ان لا اتذكر موت ابننا الوحيد وكيف مات شاباً فأرى تلك الشجرة تنتحب معي في ذكرياتي ، وتلك الحفرة تحاوطني بكلتا ذراعيها ،،،،
ينظر اليها الزوج في حزن ويومأ فقط برأسه حزيناً ،،،،
الشفق والغروب ،،،
السماء بدأت شفقها الأحمر الدامي كأنها نتاج معركه أبديه بين النور والظلام ينتصر الليل احياناً وينتصر الصباح أحياناً اخرى ،،،،
وصلت الرمال مع هبوب الريح الشديده الى ذروتها ،،،
كانت هي تغوص في الحفرة الى عنقها وحقيبتها الفاخره ملقاه بجوارها ،،،،
لم يتبقى في الشجرة الجدباء سوى ورقة واحده تقاوم وحيدة تلك الرياح التي لا تهدأ ،،،،
كان الزوج يقف على باب قفصه هادئاً صامتاً ،،،،،
وهي لم يظهر منها سوى عنقها وشعرها وتشع من شفتيها تلك الابتسامه ،،،،
قالت : اتدري احساس الطفل الوليد وهو يبكي خارجاً من رحم امه ، تُري لماذا يبكي ؟؟ ، ربما يبكي لانه احس بمفارقة امه ،،،
انا ياحبيبي الان عندي احساس بأنني اعود الى رحم امي بل ورحم تلك الحياة،،
رغم ان الحفرة قد انتصرت علي لكني سعيدة لان معي تلك الذكريات السعيدة التي عشتهامعك ،،،،
نظرت لحقيبتها الملقاه امام عينيها بالقرب منها وابتسمت ،،،
والزوج يجلس مبتسماً ممسكاً بسياج قفصه لا يحرك ساكناً منتظراً حريته للخروج ،،،،
بدأ الصمت يحل بالمكان الا من صوت الريح ،،،
ضعفت مقاومة الورقة الاخيرة في الشجرة الجدباء واستسلمت فتطايرت بعيداً في أتجاه الغروب ،،،،
انه الظلام ينتظر حتى وصول الصباح مع مركبة الشمس الذهبية ,,,,,
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللوحة لسلفادور دالي
هناك 6 تعليقات:
القصة رائعة..لكننى للمرة الأولى عاجزة عن التعليق ربما لتشابه حالتى وبطلة قصتك ...!
وعلى ما يبدوا ان حال الزوج هو الآخر حال الأغلبية من الازواج حاليا..لا يحركون ساكنا فى انتظار الحرية .....! ...
على كل الاحوال تمنياتى بالتوفيق .
كل سنة وحضرتك طيبه مع انها متاخره
الف شكر على تعليقك
القصه بتعبر عن حال الكثير ممن يحسون بالعزله بين شركاء الحياة ولكل ينتظر خلاصه ويعاني عجزه الخاص
الشجرة الجدباء هي العمر واوراقها هي الايام والسنين
شكرا ليكي وتمنياتي بالتوفيق لحضرتك دائما
أنا فاهمة تقصد ايه بالشجرة مش بقولك فيه تشابه بين حالى وحالها حاليا .........
لكن ما ينفعش الكل ينتظر خلاصه ...الخلاص مش منحة .." عندما نؤمن اننا نستطيع ..فإننا بالفعل نستطيع ...!!!!!!!
هو مش فكرة انتظار للخلاص لكن هو حال للانسان عموماً
لكل انسان عجزه الخاص والحدود ال بيتحرك فيها ولكل انسان دائرته الخاص التي قد تتسع وقد تضيق على حسب ظروفه او قدراته
عندك حق لكل انسان دائرته الخاصة تضيق او تتسع على حسب ظروفه وقدراته لكن عارف ...
اكتشفت انه الانسان مهما كان مدرك لظروفه وقدراته ..فهو ابدا لن يدرك مداها ..الا بأزمة حقيقية او ظرف صعب والمفاجأة انه ممكن يكتشف نفسه من جديد ..ويفاجأ داخله بطاقة جبارة تتحمل جبال ..لم يكن يتخيل ان يمر عليه بعض منها حتى ...
لان كل انسان له نقطة قوة قد تُثتثار بأي شكل من اشكال الازمات وهي من تحرك داخله قدراته ، أما يستغلها وأما لا
زي طاقة مواجهة الألم وتحمل الهموم ،،،،
المهم كيفية الخروج من شرنقة عزلته ودائرته وتمزيقها حتى يكون انسان جديد ...
إرسال تعليق