اتكأ على عكازه ونظر من شباك المندرة وامعن تركيزه وسرح في أحفاده من أبنته الكبرى ، ولدين وبنت ،،،
كانوا يلعبون الكرة خارج الدار وصوت ضحكاتهم وصراخهم يمليء الدنيا ،،،
والجد العجوز شارد الذهن ، لقد اتكأ عليه الزمن بسنونه واحداثه وذكرياته فأنحنى للزمن ، بينما عكازه قائماً لم ينحني بعد ،،،،
اندفعت الكرة الى حِجرهُ ، فنادته الطفلة الصغيرة : الكرة ياجدو !!
فرماها اليهم العجوز بوهن دون ان يتكلم ,,,,
في البيت الواسع كانت تعد الأم الغذاء تساعدها أبنتها والخادمه ،،،
وبينما الأبنه تضع صينية الدجاج على السفرة ذات الثمانية كراسي والخادمه تحمل فوق رأسها صينية الرقاق وتنحني لتضعها بجوار صينية الدجاج يدخل الأبن الاكبر وزوجته ،،،،
فيتهلل وجه العجوز لمجيء أبنه البكر ، فيقول وهو يضع العكاز جانباً : مش عوايدك ياحسن تتأخر ، العصر على ادان يابني وانت على الضحى بتكون هنا ....
قبّل حسن يد أبيه العجوز وقال : الطريق ياحج زحمه وكان فيه حادثه على اول البلد ،،،
فزعت الأم وهي تمسح يدها بجلبابها وحسن يقبّلها على رأسها فقالت : الشر بره وبعيد ربنا يسّلم طريقكم ياحبيبي ويحفظكم ،،،،،
نادي حسن أخته وكانت تتحدث الى زوجة اخيها ، سألها عن زوجها فأنتبهت وقالت : عنده شغل في الأسكندرية ماقدرش يجي انهارده ....
نظر الأب الى أبنته وأمسك عكازه وقال لها : نادي لعيالك من بره عشان الأكل ،،،،
صاحب دخول الاولاد الى المنزل جلبة وضحكات وسارعوا الثلاثة الى حجز كراسيهم على السفرة ،،،
فنظر لهم العجوز ثم نظر الى ابنهِ البكر ثم نظر مرة اخرى الى احفاده من أبنته وقال في حده : مش عايزين خوَته على الأكل اومال ,,,,
فقالت ابنته لأولادها وهي توزع لهم الطعام : تاكلوا منغير نَفس .....
بعد الأنتهاء من الطعام ، سارعت الخادمه والأبنه وزوجة الأبن بنقل الأطباق والصواني الى المطبخ ، ثم زعق العجوز وقال : هاتولنا الشاي في المندرة ،،،،
جلس على الكنبه ثم رفع رجله اليمنى ووضعها تحت فخذهِ الأيسر ، ثم نظر الى ابنه وقال : وبعدهالك يا حسن تلات سنين متجوز اهو وداخل على الرابعه ومراتك ماحبلتش ، عايز اشوف عيل من صلبي قبل ماموت ، يا ولدي ليه مش عايز تروح لحكيم ، نجوّزك ومراتك فوق راسنا نشيلها في عينينا ،،،،
كانت زوجة الأبن تحمل صينية الشاي يصلها صوت العجوز فسقطت دموعها ،،،
تنهد الأبن وهرب بعينيه حتى لا تلتقي بعينا أبيه وقال : ياحج كله قسمة ونصيب ده بتاع ربنا انا لا فيا حاجه ولا مراتي بس ادي الله وادي حكمته !!!
جففت زوجة الأبن دموعها وأبتسمت وادخلت صينية الشاي على العجوز وزوجها ، وقالت : يجعله عمران دايما بحسك ياعمي ويخليك لينا ومايحرمناش منك ....
فرد عليها بأمتعاض : عمران بيكم وبعيالكم يابنتي ،،،،،،
,,,,,,,,,,,,,
وضعت العطر حول شعرها المنسدل حتى خصرها وفكّت رباط القميص الحرير ، فأنعكس الضوء الخافت على شعرها ونهديها ،،،،
ثم وضعت ظهرها على الوسادة الناعمه وانتظرته يخرج من الحمام ،،،،
ينظر الى نفسه في مراة الحمام ، يتردد صدى صوت أبيه في جنبات عقله ،،،
مازالت تتملكه تلك الرهبة منذ ثلاث سنوات وأكثر ، كم لو تمنى أن ينتهى كل هذا ،،،،
ينظر الى وجهه في المراه ، وجه يحجبه البخار الساخن مع انكسار لقطرات الماء على جنبات وجههُ المنعكس من المراه ، مسح بيده المراه فكانت الصورة أكثر انكساراً ،،،،،،
دخل الى غرفة النوم ، انفاسه تتباطيء في وهن ، مسح وجهه بالمنشفة ،،،
أبتسمت وفكت رباط قميصها الحريري أكثر وأكثر ،،،
جلس على الشاطيء الأخر من السرير ، معطياً ظهره لها ،،،،
ثم أستلقى نائماً كطفل مُتَعب عائداً لتوه من لعبه ،،،،
سقطت دموعها ساخنه على الوسادة الناعمه ثم احتضنته كأمٍ رؤوم يظللهما ذلك الضوء الخافت ,,,,,,,,,,
هناك تعليقان (2):
رأيت المشهد الواقعى المنسدل بلا شذوذ او افتعال ..أصبحت طتاباتك أكثر واقعية ..ارق امنياتى بالتوفيق
ربنا يكرمك يا ايمان ,,,
تمنياتي دوما ليكي بالتوفيق والسعادة ،،،،،
إرسال تعليق