يوماً شتوياً جميلاً الشمس ساطعة تبعث علي الدفء مع نسمة باردة في الظل ، كان هذا احساسي اول ماخرجت من البيت ,,,,,
اخذت طريقي المعتاد للعمل كانت مواعيد العمل دائما بالنسبة لي تكون متاخرة فأفضل في الايام ذات الصباح المُشرق ان اذهب الي العمال ماشياً ,,,,
أمر اولا علي كشك الجرائد ثم أخذ طريقي كان دائماً مايلفت نظري هذا الشباك المفتوح دائماً في الايام المشمسه والصيفيه كان في الدور الارضي من العمارات التي ليس بها محلات فكان الشباك مطلاً دائما علي الشارع ويظهر ما داخل الغرفة ,,,,
مسند او اثنين يظهر منهما جزء بسيط ملاصق للشباك ونجفة قديمه بعض الشيء معلقة في السقف وصورة في برواز انيق لكنه قديم لرجل بجوارها برواز اخر فيه اية الكرسي .....
ومرات كثيرة اري سيدة المنزل العجوز تجلس علي الكنبة التي اسفل الشباك مباشرة ,,,,
وجهها يدل علي تقدم السن لكن بدون مظاهر الشيخوخه البارزة فلايستطيع احد ان يعطي لها عمر محدد فهي دائما متبسمة وعليها علامات الرضا والبشاشه ، مرة اراها ممسكة بصنية بها ارز وتقوم بتنقيته او اراها تشرب الشاي او اراها هي بنفسها في الشارع ممسكة بشنطة كبيرة خاصه بالخضروات وما الي ذلك من الاحتياجات المنزليه نشيطة في مشيتها ومنتصبة ،،،،،،
عندما مررت من تحت شباكها فوجدتها تناديني فاندهشت وذهبت اليها علي الفور فقالت لي في خجل شديد : لو سمحت يابني هتعبك معايا تجيبلي خمسة ارغفة عيش من الفرن ال جنبنا من امبارح تعبانه والواد بتاع الفرن ال بيجيبلي العيش بقاله تلات ايام ماظهرش معلش انت زي ابني برضو وانا اسفه
أحسست بالخجل من كلامها وطريقة طلبها المهذبة فقلت لها : لا ياحجه انتي زي امي وانا تحت امرك حالا هجيبلك العيش ......
ذهبت لشراء ماطلبته مني وعدت اليها فقلت لها : ده العيش يا حجه مش عايزه مني حاجه تانيه ؟؟
فقالت : ربنا يباركلك ويخليك ويكرمك دايما بالخير بس لو كنت معتبرني زي والدتك تعالي شرفني اتفضل وانا هفتحلك الباب ......
فتلعثمت وقلت لها : لا لا شكراً انا لازم امشي دلوقتي عشان ماتاخرش علي شغلي !!
فأصرت علي طلبها وقالت : ماتتعبش قلبي معاك اومال تعالي وانا مش هأخرك ,,,,
دخلت من باب العمارة صاعداً درجات السلم القليلة فوجدتها قد فتحت الباب وطلبت مني ان ادخل ,,,
البيت اساسه بسيط جهاز تلفزيون صغير وصالون من النوع الاسيوطي وثلاجه قديمه ذات الباب الواحد ودولاب فضيات صغير وفي اخر الصالة الشباك المفتوح الذي يطل علي الشارع وواضح ان الشقة صغيرة بها غرفتين فقط.
طلبت مني الجلوس وذهبت الي المطبخ وعادت بطبق ارز بلبن علي صينية صغيرة وقدمته لي وقالت لا تكسفني هذا اقل شيء ممكن اقدمه لك لانك شاب ابن حلال ....
سألتني انا من أي بيت واسم والدي ووالدتي ففجأتني انها تعرف امي وقلت لها ان خالتي تسكن بالقرب من هنا فقالت انها تعرفها ايضاً
سألتها : انتي عندك اولاد يا حجه ؟
فأبتسمت وقالت : انا والمرحوم جوزي ربنا مارزقناش بالاولاد لكن ولاد الجيران كلهم انا ال مربياهم ومجوزاهم
وذهبت ربما الي غرفة النوم وجائت ببعض الصور وامسكت اول صورة ربما لزوجها وقالت : هذا المرحوم جوزي ومات من عشر سنين الله يرحمه
وصورة اخري ابيض واسود بها سيدة واطفال وقالت : دي اختي واولادها هما دول كل عيلتي ....
وسكتت برهة واستكملت حديثها : احنا من السويس وهاجرنا للقاهرة بعد الحرب في سبعه وستين جوزي كان شغال في مصلحة بريد السويس واتنقل هنا للقاهرة بعد التهجير أما اختي فنزلت هي وجوزها علي الاسكندرية لان جوزها كان له قرايب هناك دلوقتي عيالها كبروا وهي ماتت من خمس سنين وعيالها كل فين وفين لما يفتكروني ويسألوا عليا
قلت لها : احنا اولادك يا حجه ولو احتاجتي اي حاجه انا تحت امرك
فقالت وهي تلملم الصور وتضعهم في المظروف الخاص بهم : ربنا يعلم انا اعتبرتك زي ابني ....
قمت لكي أنصرف حتي ألحق ميعاد عملي وقلت لها : اعذريني مضطر امشي عشان شغلي وكل يوم ان شاء الله امر عليكي اشوفك لو عايزة حاجه
فقامت بثقل متكأه علي الكرسي وقالت : في رعاية الله وربنا يباركلك بس ابقي اسأل عليا
ذهبت وانا في غاية السعادة لاني اكتسبت صديقة ودودة وجميلة الطبع تعطي فأل حسن مع بداية كل يوم جديد ,,,
اعتدت يومياً ان امر بجانب نافذتها المفتوحه وأراها وألقي عليها السلام واحياناً اشتري لها بعض طلباتها ...
في ذلك اليوم خرجت مبكراً عن ميعادي لكي اجلس معها قليلاً قبل ميعاد الشغل ومررت بجانب نافذتها فوجدته مغلق فدخلت الي العمارة وطرقت الباب فوجدت عليه قفل فاندهشت وقلقت لعلها تكون سافرت لزيارة اهلها !!
فطرقت علي باب جيرانها ففتحت لي سيدة فسألتها عن جارتها فقالت لي في اسف وحزن لقد ماتت بالأمس وجاء اولاد اختها واغلقوا الشقة واخذوها الي السويس كي يدفنوها في مقابر اسرتها
فقلت لها شكرا وانصرفت ...
اخذت طريقي المعتاد للعمل كانت مواعيد العمل دائما بالنسبة لي تكون متاخرة فأفضل في الايام ذات الصباح المُشرق ان اذهب الي العمال ماشياً ,,,,
أمر اولا علي كشك الجرائد ثم أخذ طريقي كان دائماً مايلفت نظري هذا الشباك المفتوح دائماً في الايام المشمسه والصيفيه كان في الدور الارضي من العمارات التي ليس بها محلات فكان الشباك مطلاً دائما علي الشارع ويظهر ما داخل الغرفة ,,,,
مسند او اثنين يظهر منهما جزء بسيط ملاصق للشباك ونجفة قديمه بعض الشيء معلقة في السقف وصورة في برواز انيق لكنه قديم لرجل بجوارها برواز اخر فيه اية الكرسي .....
ومرات كثيرة اري سيدة المنزل العجوز تجلس علي الكنبة التي اسفل الشباك مباشرة ,,,,
وجهها يدل علي تقدم السن لكن بدون مظاهر الشيخوخه البارزة فلايستطيع احد ان يعطي لها عمر محدد فهي دائما متبسمة وعليها علامات الرضا والبشاشه ، مرة اراها ممسكة بصنية بها ارز وتقوم بتنقيته او اراها تشرب الشاي او اراها هي بنفسها في الشارع ممسكة بشنطة كبيرة خاصه بالخضروات وما الي ذلك من الاحتياجات المنزليه نشيطة في مشيتها ومنتصبة ،،،،،،
عندما مررت من تحت شباكها فوجدتها تناديني فاندهشت وذهبت اليها علي الفور فقالت لي في خجل شديد : لو سمحت يابني هتعبك معايا تجيبلي خمسة ارغفة عيش من الفرن ال جنبنا من امبارح تعبانه والواد بتاع الفرن ال بيجيبلي العيش بقاله تلات ايام ماظهرش معلش انت زي ابني برضو وانا اسفه
أحسست بالخجل من كلامها وطريقة طلبها المهذبة فقلت لها : لا ياحجه انتي زي امي وانا تحت امرك حالا هجيبلك العيش ......
ذهبت لشراء ماطلبته مني وعدت اليها فقلت لها : ده العيش يا حجه مش عايزه مني حاجه تانيه ؟؟
فقالت : ربنا يباركلك ويخليك ويكرمك دايما بالخير بس لو كنت معتبرني زي والدتك تعالي شرفني اتفضل وانا هفتحلك الباب ......
فتلعثمت وقلت لها : لا لا شكراً انا لازم امشي دلوقتي عشان ماتاخرش علي شغلي !!
فأصرت علي طلبها وقالت : ماتتعبش قلبي معاك اومال تعالي وانا مش هأخرك ,,,,
دخلت من باب العمارة صاعداً درجات السلم القليلة فوجدتها قد فتحت الباب وطلبت مني ان ادخل ,,,
البيت اساسه بسيط جهاز تلفزيون صغير وصالون من النوع الاسيوطي وثلاجه قديمه ذات الباب الواحد ودولاب فضيات صغير وفي اخر الصالة الشباك المفتوح الذي يطل علي الشارع وواضح ان الشقة صغيرة بها غرفتين فقط.
طلبت مني الجلوس وذهبت الي المطبخ وعادت بطبق ارز بلبن علي صينية صغيرة وقدمته لي وقالت لا تكسفني هذا اقل شيء ممكن اقدمه لك لانك شاب ابن حلال ....
سألتني انا من أي بيت واسم والدي ووالدتي ففجأتني انها تعرف امي وقلت لها ان خالتي تسكن بالقرب من هنا فقالت انها تعرفها ايضاً
سألتها : انتي عندك اولاد يا حجه ؟
فأبتسمت وقالت : انا والمرحوم جوزي ربنا مارزقناش بالاولاد لكن ولاد الجيران كلهم انا ال مربياهم ومجوزاهم
وذهبت ربما الي غرفة النوم وجائت ببعض الصور وامسكت اول صورة ربما لزوجها وقالت : هذا المرحوم جوزي ومات من عشر سنين الله يرحمه
وصورة اخري ابيض واسود بها سيدة واطفال وقالت : دي اختي واولادها هما دول كل عيلتي ....
وسكتت برهة واستكملت حديثها : احنا من السويس وهاجرنا للقاهرة بعد الحرب في سبعه وستين جوزي كان شغال في مصلحة بريد السويس واتنقل هنا للقاهرة بعد التهجير أما اختي فنزلت هي وجوزها علي الاسكندرية لان جوزها كان له قرايب هناك دلوقتي عيالها كبروا وهي ماتت من خمس سنين وعيالها كل فين وفين لما يفتكروني ويسألوا عليا
قلت لها : احنا اولادك يا حجه ولو احتاجتي اي حاجه انا تحت امرك
فقالت وهي تلملم الصور وتضعهم في المظروف الخاص بهم : ربنا يعلم انا اعتبرتك زي ابني ....
قمت لكي أنصرف حتي ألحق ميعاد عملي وقلت لها : اعذريني مضطر امشي عشان شغلي وكل يوم ان شاء الله امر عليكي اشوفك لو عايزة حاجه
فقامت بثقل متكأه علي الكرسي وقالت : في رعاية الله وربنا يباركلك بس ابقي اسأل عليا
ذهبت وانا في غاية السعادة لاني اكتسبت صديقة ودودة وجميلة الطبع تعطي فأل حسن مع بداية كل يوم جديد ,,,
اعتدت يومياً ان امر بجانب نافذتها المفتوحه وأراها وألقي عليها السلام واحياناً اشتري لها بعض طلباتها ...
في ذلك اليوم خرجت مبكراً عن ميعادي لكي اجلس معها قليلاً قبل ميعاد الشغل ومررت بجانب نافذتها فوجدته مغلق فدخلت الي العمارة وطرقت الباب فوجدت عليه قفل فاندهشت وقلقت لعلها تكون سافرت لزيارة اهلها !!
فطرقت علي باب جيرانها ففتحت لي سيدة فسألتها عن جارتها فقالت لي في اسف وحزن لقد ماتت بالأمس وجاء اولاد اختها واغلقوا الشقة واخذوها الي السويس كي يدفنوها في مقابر اسرتها
فقلت لها شكرا وانصرفت ...
خرجت ونظرت الي النافذه المغلقه وقلت ليتني لم أمر من هذا الطريق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق