الجزء الثاني من عاد بعد مائة عام
وضع الصور في مكانها وبجوارها الميدالية واغلق درج المكتب ...
أمسك الشمعة وخرج من الغرفة واغلقها ثانيةً وخرج من البيت ووقف وخلفه الباب في الخارج
ناظراً للفراغ وللعالم
لا يعلم من أين عاد ولا أين سيذهب ؟؟
جلس اسفل شجرة الثرو القديمة بجوار الارجوحة التي انتشر عليها الصدأ ...
هبت رياح غربية ثقيلة حركة الارجوحة فاحدثت انيناً حزيناً يخرج منها كأنها تبكي ذكريات السنين وتشكو وحدتها للفراغ المحيط ...
تساقط بجواره بعض اوراق الثرو الصفراء المنتشرة حوله في كل مكان ، نظر للطريق الطويل الذي امامه مباشرة وظل يتذكر ربما اكون قد اتيت من هذا الطريق ربما يكون هو طريق الخروج الذي لا يعلم زمنه بعد ولا الي اين خرج ....
في الازمان القديمه خرج موسي عليه السلام بقومه من مصر هرباً من بطش فرعون وحاشيته فأنجاه الله واغرق فرعون ، ودخل موسي بقومه الي سيناء فكان في العهد القديم سِفر الخروج من مصر
واذنب قومه وعصوا الله ورفضوا دخول الباب سجداً فلعنهم الله بالتيه اربعين عاماً في سيناء ...
فهل يكون هو قد اذنب ايضا وحُكم عليه بالتيه
تيه القلب والمستقبل والأمال
لا يتذكر لماذا حُكم عليه ولا يتذكر لما حُكم عليه بسِفر عودته الأن ....
نظر للأرجوحه الباكيه وتذكر بصور مشوشه في عقله وماضيه عن ملعب صباه
عن اطفال كان يجري معهم ، اولاد وبنات أصوات ضحكات متقطعه ، بالونات تطير في الهواء ، فتاه تلهوا بدراجه ، نساء يعددن الطعام ورجال يتسامرون ويضحكون لم يميزهم بعد !!
عجوز طيبه جالسه تمسك سكيناً وتقشر البرتقال الشتوي وبجوارها طفل ينتظر ثمرته بعد انتهائها ...
فتح عينيه بعد وابل الذكريات المشوشه التي اجتاح عقله فلم يجد غير الريح وتطاير اوراق الثرو وانين الارجوحه مازال شاكياً ....
اتجه الي الطريق الطويل ونظر الي الافق البعيد محاولاً ادراك نهايته لكن لم تظهر له نهاية بعد !!
كان الطريق ينتشر علي جانبيه اجمات متكاثفه من الشجيرات المتشابكه والطريق ترابياً ليس عليه اثار بعد ماعدا اثار قدميه هو نفسه عندما عاد عليه ....
وقف برهة ينظر الي بيته القديم وتردد داخله أيترك ذكرياته ويبحث عن طريق جديد
أم يظل مكانه مؤتنساً بهذا الماضي المشوش ؟
لم يختار بعد لكنه مشي قليلاً في الطريق ينظر تارة امامه وتارة اخري خلفه فيبتعد البيت تدريجيا بشجرتي الثرو والارجوحه ، وأمامه لم يظهر غير الافق الا متناهي ....
استكمل سيره عاقداً العزم علي الاستمرار ، مازالت الغابات الجانبيه تشاركه المسير ولم تنتهي
يسمع اصوات علي الجانبين فلم يبالي !!
كانت الشمس ساطعه في كبد السماء تحتجب مع مزاحمة السُحب لها وتطل مرة اخري ، فكان الجو خريفيا لطيفاً ....
اغمض عينيه مرة اخرى فرأى طفل يلعب بين اخوته وينظر اليهم وهما يستدعون للذهاب الي مدراسهم ، وأم تتحرك بنشاط لتجهيز مستلزماتهم وأب يفرغ من صلاته ويخرج قبل ابنائه
وأخ اكبر يقبل الطفل ويتركه ويذهب الي مدرسته ، وجلس مع امه وحيداً يراقبها وهي تكتب في بعض الاوراق وهو يراقبها ويلهو بألعابه البسيطه ....
فتح عينيه واستكمل سِفر عودته ماشياً في طريقه ،،،،،،
بدأت تخف اجمات الشجيرات المتشابكه علي جانبي الطريق ويظهر بدل منها بعض اشجار النخيل،،،،،،
نظر الي الأفق البعيد كانت الشمس تاخذ منحنى للغرب يحاوطها بعض الشفق ،،،،
وجد بعضاً من الطيور تحلق بعيداً فنظر اليها ربما اقترب من النهر ،،،،،
لا يدري الي اين سينتهي طريقه ،،،،،،،،،،،،،،
لكنه مازال ماشياً ،،،،،،
مستكملاً سِفر العوده ،،،،،،
وضع الصور في مكانها وبجوارها الميدالية واغلق درج المكتب ...
أمسك الشمعة وخرج من الغرفة واغلقها ثانيةً وخرج من البيت ووقف وخلفه الباب في الخارج
ناظراً للفراغ وللعالم
لا يعلم من أين عاد ولا أين سيذهب ؟؟
جلس اسفل شجرة الثرو القديمة بجوار الارجوحة التي انتشر عليها الصدأ ...
هبت رياح غربية ثقيلة حركة الارجوحة فاحدثت انيناً حزيناً يخرج منها كأنها تبكي ذكريات السنين وتشكو وحدتها للفراغ المحيط ...
تساقط بجواره بعض اوراق الثرو الصفراء المنتشرة حوله في كل مكان ، نظر للطريق الطويل الذي امامه مباشرة وظل يتذكر ربما اكون قد اتيت من هذا الطريق ربما يكون هو طريق الخروج الذي لا يعلم زمنه بعد ولا الي اين خرج ....
في الازمان القديمه خرج موسي عليه السلام بقومه من مصر هرباً من بطش فرعون وحاشيته فأنجاه الله واغرق فرعون ، ودخل موسي بقومه الي سيناء فكان في العهد القديم سِفر الخروج من مصر
واذنب قومه وعصوا الله ورفضوا دخول الباب سجداً فلعنهم الله بالتيه اربعين عاماً في سيناء ...
فهل يكون هو قد اذنب ايضا وحُكم عليه بالتيه
تيه القلب والمستقبل والأمال
لا يتذكر لماذا حُكم عليه ولا يتذكر لما حُكم عليه بسِفر عودته الأن ....
نظر للأرجوحه الباكيه وتذكر بصور مشوشه في عقله وماضيه عن ملعب صباه
عن اطفال كان يجري معهم ، اولاد وبنات أصوات ضحكات متقطعه ، بالونات تطير في الهواء ، فتاه تلهوا بدراجه ، نساء يعددن الطعام ورجال يتسامرون ويضحكون لم يميزهم بعد !!
عجوز طيبه جالسه تمسك سكيناً وتقشر البرتقال الشتوي وبجوارها طفل ينتظر ثمرته بعد انتهائها ...
فتح عينيه بعد وابل الذكريات المشوشه التي اجتاح عقله فلم يجد غير الريح وتطاير اوراق الثرو وانين الارجوحه مازال شاكياً ....
اتجه الي الطريق الطويل ونظر الي الافق البعيد محاولاً ادراك نهايته لكن لم تظهر له نهاية بعد !!
كان الطريق ينتشر علي جانبيه اجمات متكاثفه من الشجيرات المتشابكه والطريق ترابياً ليس عليه اثار بعد ماعدا اثار قدميه هو نفسه عندما عاد عليه ....
وقف برهة ينظر الي بيته القديم وتردد داخله أيترك ذكرياته ويبحث عن طريق جديد
أم يظل مكانه مؤتنساً بهذا الماضي المشوش ؟
لم يختار بعد لكنه مشي قليلاً في الطريق ينظر تارة امامه وتارة اخري خلفه فيبتعد البيت تدريجيا بشجرتي الثرو والارجوحه ، وأمامه لم يظهر غير الافق الا متناهي ....
استكمل سيره عاقداً العزم علي الاستمرار ، مازالت الغابات الجانبيه تشاركه المسير ولم تنتهي
يسمع اصوات علي الجانبين فلم يبالي !!
كانت الشمس ساطعه في كبد السماء تحتجب مع مزاحمة السُحب لها وتطل مرة اخري ، فكان الجو خريفيا لطيفاً ....
اغمض عينيه مرة اخرى فرأى طفل يلعب بين اخوته وينظر اليهم وهما يستدعون للذهاب الي مدراسهم ، وأم تتحرك بنشاط لتجهيز مستلزماتهم وأب يفرغ من صلاته ويخرج قبل ابنائه
وأخ اكبر يقبل الطفل ويتركه ويذهب الي مدرسته ، وجلس مع امه وحيداً يراقبها وهي تكتب في بعض الاوراق وهو يراقبها ويلهو بألعابه البسيطه ....
فتح عينيه واستكمل سِفر عودته ماشياً في طريقه ،،،،،،
بدأت تخف اجمات الشجيرات المتشابكه علي جانبي الطريق ويظهر بدل منها بعض اشجار النخيل،،،،،،
نظر الي الأفق البعيد كانت الشمس تاخذ منحنى للغرب يحاوطها بعض الشفق ،،،،
وجد بعضاً من الطيور تحلق بعيداً فنظر اليها ربما اقترب من النهر ،،،،،
لا يدري الي اين سينتهي طريقه ،،،،،،،،،،،،،،
لكنه مازال ماشياً ،،،،،،
مستكملاً سِفر العوده ،،،،،،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللوحة لفان جوخ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق