عن قصة واقعية جرت احداثها في اواخر الثمانينات من القرن الماضي ،،
أول أيام عيد الفطر المبارك ، تكبيرات العيد تملىء الدنيا الى عنان السماء ، الشوارع مزدحمه بالأطفال الفرحين بالعيد وتطاير البالونات بنسمات صباح اول ايام الفطر المبارك ...
لم يكن فرحاً هذا اليوم مثل باقي الناس لكنه حاول ان يخفى حزنه أمام ابنته الوحيده واشترى لها الملابس الجديدة وطلب منها ان تقضى أول ايام العيد في بيت جدتها بين أبناء أعمامها وعماتها ...
خرج بعد صلاة العيد مباشرة متخذاً سيارته واتجه الي مقابر القاهرة بجوار الأمام الشافعي ، اشترى الزهور وفتح البوابة وما أن فتحها حتى اتجه الأطفال نحوه ، فقام بتوزيع النقود الجديدة عليهم ، وجاء شيخ كبير في السن يتسم وجهه بالطيبه والهدوء وجلس بجوار البوابة يقرأ القرأن الكريم ...
وضع الزهور بجوار شاهد القبر ، فهبت عليه نسمات صباحيه جميله محمله بذكريات بعيده فبدأ في بكاء طويل ...
ختم الشيخ الطيب قراءة القرأن واقترب منه ، وطلب منه الصبر والأيمان وقال له : هون عليك يا ولدي انه يوم عيد وهذا يحزن الأحباء في سُباتهم ..
لم يلتفت اليه لكنه نظر الى شاهد القبر وقال : كان المفترض ان يكون اول عيد تقضيه معنا منذ زمن بعيد ..
ربت الشيخ علي كتفه وقال : انها فعلا معكم وربما هي تقضى عيدها مع هم افضل منا في جنة لا تجوع فيها ولا تظمأ ولا تعرى ...
بدأ يهدأ قليلاً ثم قال : لقد تزوجت من أمها منذ سبعة عشر عاماً في ايطاليا ، كانت فتاة ايطاليه جميله جداً واحبتني حباً شديداً ، وبعد عام رزقنا الله بتوأم ، بنتين في جمال الملائكة ..
جمالهما مزيج من خفة الدم المصرية وجمال البحر المتوسط والعيون الزرقاء ، عندما بلغا ابنتاي السنتان من عمرهما طلبت من زوجتي ان نعود الى مصر كي أربي بناتي تربية شرقية بين أهلي ..
فوافقت سريعاً لحبها لي ، وعدنا الى مصر وكانت حياتي هادئه جميله واهلى رحبوا بزوجتي ترحاب كبير وأحبوها كثيراً ...
مر سنتين منذ عودتنا لمصر ، وفي يوم عدت من عملي فلم اجد زوجتي في البيت ، فدخلت الى غرفة البنات فوجدت واحدة منهما تلهو وسط لعبها لوحدها ولم أجد الأخرى ..
ووجدت علي سرير اختها جواب من زوجتي مكتوب فيه : أنا اسفه لم احتمل الحياة هنا فأخذت احدى البنتين كي تعيش معي للأبد وتركت الاخرى كي تربيها التربية الشرقية التي تريدها ،،،،
أحسست اني احلم فلم اصدق ماتقول ، أيمكن لأم ان تفعل هذا وتحرم نفسها من ابنتها وتحرم ابنتها منها ومن اختها ، وهل الأطفال تركه يمكن تقسيمها ...
لقد بحثت عنها في كل مكان لكي أخذ ابنتي وأحاول ان اقنعها لكنى لم ألحقها لأنها قد سافرت فعلاً ...
احتضنت طفلتي التي حرمتها أمها من حنان الأم ومن توءمها وهما لا تنفصلان عن بعضهما ابدا..
سافرت لايطاليا كي استعيد زوجتي وابنتي ، فذهبت الى اهلها فوجدتهم لا يعرفون شيئاً عنها ولا فكروا حتى يساعدونني في البحث عنها ، ففشلت اخيراً في ايجادها وعدت الى مصر حزيناً يائساً ...
اهلى عرضوا عليا ان اتزوج كي اربى ابنتي فقررت ان لا اتزوج واتفرغ انا لتربية أبنتي فكنت لها الأب والأم وكلما رأيت وجهها تذكرت اختها وتعود احزاني من جديد ...
ومرت السنين وانا انتظر حتى جواب من زوجتي او اتصال ، حتى كي تطمأن علي ابنتها لكن لم يحدث هذا ..
وكلما كبرت ابنتي تذكرت أختها واقول ربما الأن هي في المرحلة النهائية من الابتدائيه او الأعداديه حتى وصلت للثانوي ..
في بداية شهر رمضان رن أخيراً التليفون فكانت زوجتي فقالت لي بصوت مخنوق : اذا كنت تريد ابنتك فأني ارسلتها اليك اذهب اليها في المطار وارفع لافته عليها اسمك وانتظرها ...
ثم انقطع الأتصال بعد ان اعطتني رقم الرحلة والميعاد ، لم اصدق نفسي من الفرح وأخبرت ابنتي وكنت سأخذها معى للمطار لكني فضلت في اللحظه الأخيرة ان تظل في البيت ...
ذهب الى المطار ورفعت اللافته عليها اسمى بالأيطالية والعربية وانا انظر بين وجوه العائدين في الرحلة أترقب اللحظة التي تسألني فتاة شقراء جميله في تردد وخجل عن اسمى و ترتمي في حضني بعد خمسة عشر عاماً ....
اقترب مني شخص ملامحه شرقية وسألني بلهجة عربية مكسرة هل انت فلان فأجبته بنعم ، فطلب منى الذهاب معه للدائرة الجمركيه لانهاء بعض الأجرائات ، فدخلت معه وطلب منى استلام صندوق داخله ابنتي ...
التي انتظرتها خمسة عشرة عاماً ....
مسح الرجل دموعه والتفت لينظر حوله عن الشيخ الطيب الذي كان يقراء القرأن فلم يجده ،،،
لكنه وجد علي الدكه التي بجوار البوابه مصحف صغير فأمسكه بيده واخذه معه وانصرف ،،،،،،
أول أيام عيد الفطر المبارك ، تكبيرات العيد تملىء الدنيا الى عنان السماء ، الشوارع مزدحمه بالأطفال الفرحين بالعيد وتطاير البالونات بنسمات صباح اول ايام الفطر المبارك ...
لم يكن فرحاً هذا اليوم مثل باقي الناس لكنه حاول ان يخفى حزنه أمام ابنته الوحيده واشترى لها الملابس الجديدة وطلب منها ان تقضى أول ايام العيد في بيت جدتها بين أبناء أعمامها وعماتها ...
خرج بعد صلاة العيد مباشرة متخذاً سيارته واتجه الي مقابر القاهرة بجوار الأمام الشافعي ، اشترى الزهور وفتح البوابة وما أن فتحها حتى اتجه الأطفال نحوه ، فقام بتوزيع النقود الجديدة عليهم ، وجاء شيخ كبير في السن يتسم وجهه بالطيبه والهدوء وجلس بجوار البوابة يقرأ القرأن الكريم ...
وضع الزهور بجوار شاهد القبر ، فهبت عليه نسمات صباحيه جميله محمله بذكريات بعيده فبدأ في بكاء طويل ...
ختم الشيخ الطيب قراءة القرأن واقترب منه ، وطلب منه الصبر والأيمان وقال له : هون عليك يا ولدي انه يوم عيد وهذا يحزن الأحباء في سُباتهم ..
لم يلتفت اليه لكنه نظر الى شاهد القبر وقال : كان المفترض ان يكون اول عيد تقضيه معنا منذ زمن بعيد ..
ربت الشيخ علي كتفه وقال : انها فعلا معكم وربما هي تقضى عيدها مع هم افضل منا في جنة لا تجوع فيها ولا تظمأ ولا تعرى ...
بدأ يهدأ قليلاً ثم قال : لقد تزوجت من أمها منذ سبعة عشر عاماً في ايطاليا ، كانت فتاة ايطاليه جميله جداً واحبتني حباً شديداً ، وبعد عام رزقنا الله بتوأم ، بنتين في جمال الملائكة ..
جمالهما مزيج من خفة الدم المصرية وجمال البحر المتوسط والعيون الزرقاء ، عندما بلغا ابنتاي السنتان من عمرهما طلبت من زوجتي ان نعود الى مصر كي أربي بناتي تربية شرقية بين أهلي ..
فوافقت سريعاً لحبها لي ، وعدنا الى مصر وكانت حياتي هادئه جميله واهلى رحبوا بزوجتي ترحاب كبير وأحبوها كثيراً ...
مر سنتين منذ عودتنا لمصر ، وفي يوم عدت من عملي فلم اجد زوجتي في البيت ، فدخلت الى غرفة البنات فوجدت واحدة منهما تلهو وسط لعبها لوحدها ولم أجد الأخرى ..
ووجدت علي سرير اختها جواب من زوجتي مكتوب فيه : أنا اسفه لم احتمل الحياة هنا فأخذت احدى البنتين كي تعيش معي للأبد وتركت الاخرى كي تربيها التربية الشرقية التي تريدها ،،،،
أحسست اني احلم فلم اصدق ماتقول ، أيمكن لأم ان تفعل هذا وتحرم نفسها من ابنتها وتحرم ابنتها منها ومن اختها ، وهل الأطفال تركه يمكن تقسيمها ...
لقد بحثت عنها في كل مكان لكي أخذ ابنتي وأحاول ان اقنعها لكنى لم ألحقها لأنها قد سافرت فعلاً ...
احتضنت طفلتي التي حرمتها أمها من حنان الأم ومن توءمها وهما لا تنفصلان عن بعضهما ابدا..
سافرت لايطاليا كي استعيد زوجتي وابنتي ، فذهبت الى اهلها فوجدتهم لا يعرفون شيئاً عنها ولا فكروا حتى يساعدونني في البحث عنها ، ففشلت اخيراً في ايجادها وعدت الى مصر حزيناً يائساً ...
اهلى عرضوا عليا ان اتزوج كي اربى ابنتي فقررت ان لا اتزوج واتفرغ انا لتربية أبنتي فكنت لها الأب والأم وكلما رأيت وجهها تذكرت اختها وتعود احزاني من جديد ...
ومرت السنين وانا انتظر حتى جواب من زوجتي او اتصال ، حتى كي تطمأن علي ابنتها لكن لم يحدث هذا ..
وكلما كبرت ابنتي تذكرت أختها واقول ربما الأن هي في المرحلة النهائية من الابتدائيه او الأعداديه حتى وصلت للثانوي ..
في بداية شهر رمضان رن أخيراً التليفون فكانت زوجتي فقالت لي بصوت مخنوق : اذا كنت تريد ابنتك فأني ارسلتها اليك اذهب اليها في المطار وارفع لافته عليها اسمك وانتظرها ...
ثم انقطع الأتصال بعد ان اعطتني رقم الرحلة والميعاد ، لم اصدق نفسي من الفرح وأخبرت ابنتي وكنت سأخذها معى للمطار لكني فضلت في اللحظه الأخيرة ان تظل في البيت ...
ذهب الى المطار ورفعت اللافته عليها اسمى بالأيطالية والعربية وانا انظر بين وجوه العائدين في الرحلة أترقب اللحظة التي تسألني فتاة شقراء جميله في تردد وخجل عن اسمى و ترتمي في حضني بعد خمسة عشر عاماً ....
اقترب مني شخص ملامحه شرقية وسألني بلهجة عربية مكسرة هل انت فلان فأجبته بنعم ، فطلب منى الذهاب معه للدائرة الجمركيه لانهاء بعض الأجرائات ، فدخلت معه وطلب منى استلام صندوق داخله ابنتي ...
التي انتظرتها خمسة عشرة عاماً ....
مسح الرجل دموعه والتفت لينظر حوله عن الشيخ الطيب الذي كان يقراء القرأن فلم يجده ،،،
لكنه وجد علي الدكه التي بجوار البوابه مصحف صغير فأمسكه بيده واخذه معه وانصرف ،،،،،،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللوحة لرينوار
هناك 4 تعليقات:
الفكرةحلوة واقعية وأطراف القصة محبوكة والاهم الجمل مختصرة فى تلك القصة ..مع تمنياتى بالتوفيق ..
انا كنت اقصد الاختصار لتوصيل الفكرة مباشرة
اشكرك جدا علي كلامك وعلي نصحك
دايما
وده كويس جدا من اهم عناصر نجاح القصة القصيرة حتى من اسمها الجمل القصيرة التلغرافية زى ما بنسميها فى اقل عددمن الكلمات الجملة تكتمل والمعنى يوصل يعنى اقصد انك حققت هذا فى هذه القصة بعكس كتاباتك الاولى .
وعلى فكرة انا براجعها كلها وممكن اكتب فيها بعض الملاحظات بشكل عام قريبا ان شاء الله .
وعلى فكرة مبدئيا مش مختلفين فى ان افكارك متنوعة وغير متوقعةفيه لبس حصل فى تعليق سابق ..هوضحه ان شاء .
وعلى فكرة كمان كل كلامى مناقشات عادية اتمنى انها تفيدك يعنى انا مش متخصصة فى النقد اوى لكنى متذوقة ممكن تقول جيدة لمختلف الفنون والكتابات الادبية .
مع تمنياتى بالتوفيقودام المتابعة .
لا بالعكس انا بفرح لما بتوضحيلي وبتنصحيني وبحاول اصحح من اخطائي
هي القصص انواع منها القصيرة القريبه من الشعر في قصر الجمل نفسها وبتوصل نفس الفكرة ال انا عايزها وفيه قصص طويله نسبيا وبيكون فيها الحوار طويل لكن برضو ماتوصلش للرواية او القصة الطويلة ممكن نعتبرها قصة متوسطة ، فيه امثله كتير لاعمال الفرنسي لوكليزو او حتى ماركيز ويوسف السباعي والكتابات الساخره ليوسف عوف
انا الحقيقه كان نفسي فعلا تشوفي الاعمال الاولى الخاصه بالشهور الفاتت واتمنى اعرف رأيك فيها ان شاء الله
إرسال تعليق