الربيع كان هادئاً هذا العام على غير المعتاد ، لقد تأخرت رياح الخماسين بعد ان كانت بتبكر في ميعادها علي مدار الست سنوات السابقة ،،،
الكل يستعدون لموسم حصاد القمح المتوقع ان يكون ناجح هذا العام بعد أن حفظها الله من لفحات الفحم الفطري والعنكبوت الاحمر ،،،
السنابل عبرت من مرحلتها الخضراء الى نضجها الاصفر فأستوت علي سوقها فكل صاحب حقل يتباهى الأن بسنابله المتزينه كالعروس في ليلة زفافها تنتظر المنجل في اشتياق ،،،
بدأت رياح غربية هذا اليوم مثقله بغبار احمر غليظ وجو مُثقل يبعث على الخوف والقلق ،،
خرج سعيد في الصباح بعد أن وضع الربيع الاخضر للحيوانات في الزريبه وأطمأن عليها ،،
كان قلقاً على القمح وأحس انه تأخر في الحصاد ، وانزعج داخله عندما افترض عدم امكانه من استئجار مكنة الحصاد في الميعاد ،،
سمع صوت خشن يتكسر تحت قدميه فنظر له فوجده جراده متوسطة الحجم ، فأحس بانقباض في صدره مرة اخرى ،،
كان الغبار الأحمر قد بدأ يلقى بسطوته الان والرياح الغربية بدأت تنشط بقوة ،،
في غرفة الفرن تجلس سماح اخت سعيد تعجن بعض الخبز وتضع صينية البطاطس في الفرن ، بدأت تسمع صوت ارتطام في الشباك كأن احدهم يلقيها بالحصى من الخارج ، فتحت الشباك فوجدت الجراد قد بدأ الغزو بدون انذار ،،،،
احجام كبيرة لم تُشاهد منذ زمن بعيد ، منذ اخر هجوم في العام الذي مات فيه ابو سعيد من عشر سنوات تقريباً ،
فزعت سماح وهرعت تبحث عن سعيد فوجدته يقف مع بعض رجال القرية والجراد يتساقط فوق الرؤس ،،
لم يبدأ الهجوم بعد انها فقط كتيبة للاستطلاع كان هذا ماقاله سعيد لرجال القرية المتجمعين بجوار مسجد القرية ،،
كان محمد ابو حسين صاحب المكنه قد بدأ علي الفور في حصاد القمح في حقله عندما تاكد من هجوم الجراد ، ولم يعد هناك سبيل الان لاستئجار المكنه منه الا بعد انتهائه من حقله ، وتم الاتفاق ان الكل يبدأ الان في الحصاد رغم الغبار والرياح الغربيه الشديده ، لكنها محاوله لانقاذ القمح من الجيوش الغازيه ،،
الكل بدأ في اخراج حيواناته وبدئوا في تجهيز مناجلهم ،،
وقف مصطفي العم الأكبر ، ونظر لسماح وسعيد قلقاً ، ومسك جراده كبيرة عالقه على شاله وقسمها بأظفره وازال رأسها وقال : يجب ان ترحل سريعاً ولا تحط هنا ، انظري انها مليئه بالبيض ولو رقضت هنا قبل غروب الشمس ستقضي علي كل شيء وستحتل الفطاطات الخارجه من البيض القرية وستأكل الاخضر واليابس ، يجب ان ترحل بعيداً ولندعوا الله ان يبعث المطر ليساعدنا ويمنعها من الاستقرار في البلده ،،،
صاح العم مصطفي في الجميع وقال : اجمعوا كل القش والجريد واحرقوه بالبنزين حول الحقول حتى ينتشر الدخان ويخيفها ، والأطفال يقرعوا العلب الصفيح بقوة لطردها واملئوا الحقول بخيال المأته ، بسرعه قبل ان ينتهى كل شيء ،،،،،
سمع الرجال والاطفال كلام العم مصطفى وانتشروا في البيوت يجمعون العلب الصفيح واتجهوا للحقول ، والبعض الاخر بدأ في نشر القش والجريد حول الحقول واخذوا في اشعال النيران فيها ، فأنطلق الدخان الى عنان السماء ،،،
أحمرت السماء بفعل الدخان الكثيف والرياح الغربيه الحبلى بالغبار الاحمر الغليظ ،،
بدأت الجيوش الغازيه ترسل تعزيزات اكثر واكثر واصبح الان الصراع علي اشده ، فهى مثقله ببيضها الأن ويجب ان تحط وتستقر كي تضع بيضها في امان ،،
والاطفال يقرعون العلب الصفيح بشدة فكانت كطبول الحرب الضروس ، وخيال المأته انتشر في الحقول يشاهد ويدون مايحدث في سعادة ،،
اخذت سماح تضع المياه البارده في الاواني النحاسيه يساعدها بعض من نساء القرية ، كان الجو يساعد علي العطش الشديد بعد ان ارتفعت الحرارة بفعل الدخان والنيران ، فأخذن يوزعن المياه بين الحقول ، ونسوة اخرين يجمعن الشاي والطعام للرجال والاطفال ، الكل الان في مواجهة مصيريه مع الجيوش الغازيه من الغرب ،،،،
بدأ السواد يملأ السماء بفعل الاسراب الجديد والازيز انتشر في المكان ، فكانت تضرب بأجنحتها بقوة وغضب تضرب بشدة اسطح البيوت والشبابيك ، وبعض النسوة يلقين عليها الماء المغلى ،،
توسطت الشمس كبد السماء ، وازداد ثقل الجو بالغبار الاحمر وتجمعت سحب سوداء سابحه من الشرق والشمال ،،
نظر العم مصطفى الي السحب وقال لسماح ابنة اخيه : ندعوا الله ان تكون سحب ممطرة ،،
بدأ الرجال في جمع سنابل القمح المحصوده ووضعها في اكوام وتغطيتها بالقماش السميك ، لكن مازال هناك الكثير لم يتم حصاده ، انتهت المكنه من الحصاد في حقل محمد ابو حسين وانتقلت للحقل المجاور وباقي الرجال يحصدون بمناجلهم في الحقول الاخرى ،،
بدأ غيث المطر يتساقط رويداً رويداً ، كانت قطرات قليلة طينيه محمله بالغبار والدخان ، فأخذ رجال القرية يهللون وازداد الاطفال في قرعهم لعلب الصفيح ،،
المطر يزداد في ثقله وشدته فبدأت تخمد النيران حول الحقول ، وانزعجت الجيوش الغازيه فبدأت تتساقط مقدمتها جراده تلو الاخرى ، كلما ازداد المطر يتجه سرب للعوده الى الغرب للصحراء الاتيه منها ،،
كانت الشمس قد بدأت تسقط في مغيبها ، والرجال يحصدون السنابل في كل الحقول وصوت مكنة الحصاد لا ينقطع ،،،
ومع دخول الغروب كان السرب الاكبر للجراد قد ابتعد وغاب في الافق البعيد مع مغيب الشمس ، فكان تساقطه مصاحباً لسقوطها ،،،
ازدادت السماء صفائاً وامتلىء الجو بعبق المطر مع نسمات باردة غير محمله بالغبار والدخان ،،،
بدأ النسوة والاطفال يأتون بالمصابيح من البيوت لانارة الحقول ومساعدة الرجال بعد ان بدأ يرخى الليل سدوله ،،
وجلس العم مصطفى بجوار سماح عند كومه من اكوام القمح المحصود وقال : انظري لقد ابتعدت واختفت ، لو كانت باتت ليلتها في البلدة لكانت قضت علي المحاصيل ،،،
امسك جراده من على الارض كانت تمشي مترنحه ومثقله وقال : كنا نأكله في الجيش ، فضحك ثم رماها وقتلها دهساً برجله ،،،
فضحكت سماح وامسكت المصباح وذهبت لتساعد أخيها ،،،،،،،،
الكل يستعدون لموسم حصاد القمح المتوقع ان يكون ناجح هذا العام بعد أن حفظها الله من لفحات الفحم الفطري والعنكبوت الاحمر ،،،
السنابل عبرت من مرحلتها الخضراء الى نضجها الاصفر فأستوت علي سوقها فكل صاحب حقل يتباهى الأن بسنابله المتزينه كالعروس في ليلة زفافها تنتظر المنجل في اشتياق ،،،
بدأت رياح غربية هذا اليوم مثقله بغبار احمر غليظ وجو مُثقل يبعث على الخوف والقلق ،،
خرج سعيد في الصباح بعد أن وضع الربيع الاخضر للحيوانات في الزريبه وأطمأن عليها ،،
كان قلقاً على القمح وأحس انه تأخر في الحصاد ، وانزعج داخله عندما افترض عدم امكانه من استئجار مكنة الحصاد في الميعاد ،،
سمع صوت خشن يتكسر تحت قدميه فنظر له فوجده جراده متوسطة الحجم ، فأحس بانقباض في صدره مرة اخرى ،،
كان الغبار الأحمر قد بدأ يلقى بسطوته الان والرياح الغربية بدأت تنشط بقوة ،،
في غرفة الفرن تجلس سماح اخت سعيد تعجن بعض الخبز وتضع صينية البطاطس في الفرن ، بدأت تسمع صوت ارتطام في الشباك كأن احدهم يلقيها بالحصى من الخارج ، فتحت الشباك فوجدت الجراد قد بدأ الغزو بدون انذار ،،،،
احجام كبيرة لم تُشاهد منذ زمن بعيد ، منذ اخر هجوم في العام الذي مات فيه ابو سعيد من عشر سنوات تقريباً ،
فزعت سماح وهرعت تبحث عن سعيد فوجدته يقف مع بعض رجال القرية والجراد يتساقط فوق الرؤس ،،
لم يبدأ الهجوم بعد انها فقط كتيبة للاستطلاع كان هذا ماقاله سعيد لرجال القرية المتجمعين بجوار مسجد القرية ،،
كان محمد ابو حسين صاحب المكنه قد بدأ علي الفور في حصاد القمح في حقله عندما تاكد من هجوم الجراد ، ولم يعد هناك سبيل الان لاستئجار المكنه منه الا بعد انتهائه من حقله ، وتم الاتفاق ان الكل يبدأ الان في الحصاد رغم الغبار والرياح الغربيه الشديده ، لكنها محاوله لانقاذ القمح من الجيوش الغازيه ،،
الكل بدأ في اخراج حيواناته وبدئوا في تجهيز مناجلهم ،،
وقف مصطفي العم الأكبر ، ونظر لسماح وسعيد قلقاً ، ومسك جراده كبيرة عالقه على شاله وقسمها بأظفره وازال رأسها وقال : يجب ان ترحل سريعاً ولا تحط هنا ، انظري انها مليئه بالبيض ولو رقضت هنا قبل غروب الشمس ستقضي علي كل شيء وستحتل الفطاطات الخارجه من البيض القرية وستأكل الاخضر واليابس ، يجب ان ترحل بعيداً ولندعوا الله ان يبعث المطر ليساعدنا ويمنعها من الاستقرار في البلده ،،،
صاح العم مصطفي في الجميع وقال : اجمعوا كل القش والجريد واحرقوه بالبنزين حول الحقول حتى ينتشر الدخان ويخيفها ، والأطفال يقرعوا العلب الصفيح بقوة لطردها واملئوا الحقول بخيال المأته ، بسرعه قبل ان ينتهى كل شيء ،،،،،
سمع الرجال والاطفال كلام العم مصطفى وانتشروا في البيوت يجمعون العلب الصفيح واتجهوا للحقول ، والبعض الاخر بدأ في نشر القش والجريد حول الحقول واخذوا في اشعال النيران فيها ، فأنطلق الدخان الى عنان السماء ،،،
أحمرت السماء بفعل الدخان الكثيف والرياح الغربيه الحبلى بالغبار الاحمر الغليظ ،،
بدأت الجيوش الغازيه ترسل تعزيزات اكثر واكثر واصبح الان الصراع علي اشده ، فهى مثقله ببيضها الأن ويجب ان تحط وتستقر كي تضع بيضها في امان ،،
والاطفال يقرعون العلب الصفيح بشدة فكانت كطبول الحرب الضروس ، وخيال المأته انتشر في الحقول يشاهد ويدون مايحدث في سعادة ،،
اخذت سماح تضع المياه البارده في الاواني النحاسيه يساعدها بعض من نساء القرية ، كان الجو يساعد علي العطش الشديد بعد ان ارتفعت الحرارة بفعل الدخان والنيران ، فأخذن يوزعن المياه بين الحقول ، ونسوة اخرين يجمعن الشاي والطعام للرجال والاطفال ، الكل الان في مواجهة مصيريه مع الجيوش الغازيه من الغرب ،،،،
بدأ السواد يملأ السماء بفعل الاسراب الجديد والازيز انتشر في المكان ، فكانت تضرب بأجنحتها بقوة وغضب تضرب بشدة اسطح البيوت والشبابيك ، وبعض النسوة يلقين عليها الماء المغلى ،،
توسطت الشمس كبد السماء ، وازداد ثقل الجو بالغبار الاحمر وتجمعت سحب سوداء سابحه من الشرق والشمال ،،
نظر العم مصطفى الي السحب وقال لسماح ابنة اخيه : ندعوا الله ان تكون سحب ممطرة ،،
بدأ الرجال في جمع سنابل القمح المحصوده ووضعها في اكوام وتغطيتها بالقماش السميك ، لكن مازال هناك الكثير لم يتم حصاده ، انتهت المكنه من الحصاد في حقل محمد ابو حسين وانتقلت للحقل المجاور وباقي الرجال يحصدون بمناجلهم في الحقول الاخرى ،،
بدأ غيث المطر يتساقط رويداً رويداً ، كانت قطرات قليلة طينيه محمله بالغبار والدخان ، فأخذ رجال القرية يهللون وازداد الاطفال في قرعهم لعلب الصفيح ،،
المطر يزداد في ثقله وشدته فبدأت تخمد النيران حول الحقول ، وانزعجت الجيوش الغازيه فبدأت تتساقط مقدمتها جراده تلو الاخرى ، كلما ازداد المطر يتجه سرب للعوده الى الغرب للصحراء الاتيه منها ،،
كانت الشمس قد بدأت تسقط في مغيبها ، والرجال يحصدون السنابل في كل الحقول وصوت مكنة الحصاد لا ينقطع ،،،
ومع دخول الغروب كان السرب الاكبر للجراد قد ابتعد وغاب في الافق البعيد مع مغيب الشمس ، فكان تساقطه مصاحباً لسقوطها ،،،
ازدادت السماء صفائاً وامتلىء الجو بعبق المطر مع نسمات باردة غير محمله بالغبار والدخان ،،،
بدأ النسوة والاطفال يأتون بالمصابيح من البيوت لانارة الحقول ومساعدة الرجال بعد ان بدأ يرخى الليل سدوله ،،
وجلس العم مصطفى بجوار سماح عند كومه من اكوام القمح المحصود وقال : انظري لقد ابتعدت واختفت ، لو كانت باتت ليلتها في البلدة لكانت قضت علي المحاصيل ،،،
امسك جراده من على الارض كانت تمشي مترنحه ومثقله وقال : كنا نأكله في الجيش ، فضحك ثم رماها وقتلها دهساً برجله ،،،
فضحكت سماح وامسكت المصباح وذهبت لتساعد أخيها ،،،،،،،،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللوحة لفان جوخ
هناك تعليقان (2):
على فكرة انت بتكتب واقعى حلو جدا ..فيه نسبة تركيز عالية فى الاحداث والحوار ومتابعة مستمرة لها وفى عملية التنقل فى الزمن فى سلاسة فى الانتقال مش بحس بأى قطع للاحداث خالص ...وكمان بتوصف اى مكان او بيئة الاحداث عامة بتركيز وبدون جهد ..ما شاء الله ..!
مع تحياتى و بالتوفيق
ان شاء الله
اتفق مع زهرة فى الرأى لانك جعلتنا نتعايش مع الموقف كاننا فى قلب الحدث
إرسال تعليق