عادت اليوم من عند الطبيب مجهدة ، كانت جلسة العلاج الكيميائي صعبة وثقيلة للغاية ، لم تعد تطيق تلك الجلسات اللعينة ، تظل بعدها نائمة اكثر من عشر ساعات من قوة العلاج ،،،،
جلست على مكتبها وأمامها شرائط وعلب الأدوية المختلفه ، نظرت لها والى انواعها العديدة ، كانت تلك الألوان تزغلل عينيها وتصيبها بالدوار ، الوحدة والألم تتخايل أمام عينيها ، تنظر الى الورقة المثبتة على دفتر المواعيد ومدون عليها مواعيد الأدوية ، بدأت تبكي ثم دفعت بيدها كل الأدوية والأوراق من على المكتب واندفعت في البكاء ،،،،،،
اكتشفت اصابتها بالسرطان منذ ستة أشهر ، لم تكن تتوقع أن يهاجمها بدون سابق انذار وهي ماذهبت للطبيب الا كي تشتكي من الام بسيطة في ظهرها ، صغيرة في السن لم تتجاوز الأربعين من عمرها ، لكنها في الستة اشهر الأخيرة أحست أنها في خريف حياتها ،،،،،
جميلة ، وجهها اقرب منه للبراءة والطفولة منه الى الشباب ، شعرها الأسود الطويل بدأ في الضعف والسقوط ، فاستعاضت عنه بالشعر المستعار الذي لم تكون لتهتم به وتغطيه بالحجاب ،،،،
لها أخ وحيد يعيش في بلد أخرى ، وهي تعيش في بيت أبيها وامها بعد أن رحلا عن الحياة ،،،،
هذا الصيف قرر أخوها ان يكون بجوارها ، ومعه أبنه وبنته ،،،،
الأبن هو الأكبر لا يتعدى الخامسة عشرة عاماً واخته تصغره بثلاث سنوات ، لا يعرفون عمتهم كثيراً ، رأها فقط في المناسبات لكنهما سمعا عنها كثيراً من أبيهما ،،،،،
وصل الأخ وولديه ، وكانت في انتظارهم وأعدت لهم البيت وغرف نومهم ، وجهزت لهم الغداء ،،،،
ظلا الولد والبنت مكسوفان من عمتهما ، لما يعتادا عليها ، والعمه احبتهم منذ أن رأتهم ، كانا جميلين الملامح وحسنا الخُلق ، رغم شقاوتهم وضحكهم الدائم ،،،
أخبرتهم عن غرفة نومهما ، وابتسمت وقالت : هذا بيت جدتكما وعمتكما فأفعلا فيه ما شئتما ،،،،،
الأخ والأخت ظلا يتحدثان سوياً قبل النوم عن عمتهما وهل ستعيش أم لا ، هل ستنجو من العملية الجراحية الخطيرة التي ستجريها ، قالت الفتاة : انها طيبة ورقيقه ليتنا عرفناها من زمان ، لكن أبي لا يأتي بنا كثيرا الى هنا ، أود لأن يمد الله في عمرها حتى نصبح أصدقاء ،،،،،
توطدت أواصر الصداقة بين العمة واولاد اخيها ، الفتى يذهب معها الى الطبيب والى جلسات العلاج الكيميائي ، والفتاة كثيراً ماتظل تحكي لها عن مدرستها واصدقائها واحلامها وامنياتها ، وعمتها تعلمها فنون المطبخ والطعام ،،،
جلست الفتاة في غرفة عمتها تنتظرها ، كانت عمتها تستحم وتركت شعرها المستعار في غرفتها ، وجدته الفتاة على السرير فمسكته وظلت تمشطه حتى جعلته أجمل من شكله الحالي ،،،
دخلت عمتها عليها فوجدتها تمسك بالشعر المستعار ، فانحرجت منها ودمعت عيناها ، كان شعرها الطبيعي قد سقط الا من بعض خصلات وشعريات قليلة ، نظرت الى الفتاة وقالت : اعذريني ياحبيبتي كنت لا اود ان تريني هكذا ، لحظة وسأغطى شعري ....
جريت عليها الفتاة وقالت : لا ياعمتي تعالي لكي ترى كيف صففت الباروكه لكي قولي لي ما رأيك ، هي أجلسي أمام المراة حتى اظبطها لكِ ،،،،
لم ترد عليها عمتها لكنها تركت نفسها للفتاة تفعل بها ماشائت ،،،،
جلست أمام المرأة والفتاة خلفها تُكمل تصفيف الباروكه ، وتضعها على رأس عمتها وتظبطها ، بعدها نظرت عمتها الى شعرها فوجدته شديد الجمال ، فأبتسمت وعيناها أغرورقت بالدموع ،،،
ثم أخذتها الفتاة من رقبتها وظهرها في حضنها وقالت لها : أنتي شديدة الجمال ياعمتي ،،،،،
تجلس هي واولاد أخوها يلعبون ويشاهدون التلفاز ، وكان ميعاد الدواء ، طلبت من الفتى انه يحضره لها ، وجائت تتناوله ثم رن جرس الهاتف ، فذهبت كي ترد عليه ، فاذا بالطبيب يخبرها عن ميعاد العملية بعد أسبوع وطلب منها تعهد مكتوب منها بالموافقه لان العملية غير مضمونة ، فأبتسمت ووافقت ، ثم سقط منها الدواء على الأرض ، جريا عليها الفتى والفتاة ، فاحتضنتهما وقالت : لقد حددوا ميعاد العملية الجراحية بعد أسبوع ،،،،،
قبل دخولها المستشفي بيوم ,,,,,
لم يبدو عليها الخوف والفزع ، لقد تركت نفسها للقدر يفعل بها مايشاء ، فهي متقبلاه مهما يكن سواء نجحت الجراحة أم لا ، بدا عليها فقط القلق وقليل من التوتر ، لكنها اصرت ان تكون دائمة الأبتسام في وجه الفتى والفتاة ،،،،
طلبا منها الفتى والفتاة ان تخرج معهم هذا اليوم الى البحر ، كان الجو جميلاً والبحر هادئاً ، فقالا لها : أرجوكي ياعمتي نذهب الى البحر قبل ان نذهب غدا الى المستشفي ، الشاطيء رائع هذا اليوم والبحر هاديء ، لنذهب ياعمتي قبل الغروب ودخول الليل ،،،،،،
البحر امواجه هادئه تداعب الرمال بحنو ورقة ، والشمس خفت حرارتها وبدأ الشفق القرمزي ينسج خيوطه ببطيء حولها ،،،
كانوا يتمشون على الرمال ، نسمات البحر تتسلل الى حجابها الحريري الذي يغطي شعرها ، تضع الفتى والفتاة اسفل ذراعيها ،،،،،
فجاة سحبها الفتى والفتاة الى الموج ،،،،
ظلا يرشان عليها الماء ويضحكون معها ،،،،
تلعب معهم وتجري وترشهما بالماء ،،،،
تلمع في عينيها قطرات الماء الذي يتخلله شعاع الشمس ،،،،
تمسك بأيدي الفتى والفتاة وتدور بهما اسفل شمس المغيب ، والموج يأتي ويذهب مداً وجزراً خلف اقدامهم ،،،،،
جلست على مكتبها وأمامها شرائط وعلب الأدوية المختلفه ، نظرت لها والى انواعها العديدة ، كانت تلك الألوان تزغلل عينيها وتصيبها بالدوار ، الوحدة والألم تتخايل أمام عينيها ، تنظر الى الورقة المثبتة على دفتر المواعيد ومدون عليها مواعيد الأدوية ، بدأت تبكي ثم دفعت بيدها كل الأدوية والأوراق من على المكتب واندفعت في البكاء ،،،،،،
اكتشفت اصابتها بالسرطان منذ ستة أشهر ، لم تكن تتوقع أن يهاجمها بدون سابق انذار وهي ماذهبت للطبيب الا كي تشتكي من الام بسيطة في ظهرها ، صغيرة في السن لم تتجاوز الأربعين من عمرها ، لكنها في الستة اشهر الأخيرة أحست أنها في خريف حياتها ،،،،،
جميلة ، وجهها اقرب منه للبراءة والطفولة منه الى الشباب ، شعرها الأسود الطويل بدأ في الضعف والسقوط ، فاستعاضت عنه بالشعر المستعار الذي لم تكون لتهتم به وتغطيه بالحجاب ،،،،
لها أخ وحيد يعيش في بلد أخرى ، وهي تعيش في بيت أبيها وامها بعد أن رحلا عن الحياة ،،،،
هذا الصيف قرر أخوها ان يكون بجوارها ، ومعه أبنه وبنته ،،،،
الأبن هو الأكبر لا يتعدى الخامسة عشرة عاماً واخته تصغره بثلاث سنوات ، لا يعرفون عمتهم كثيراً ، رأها فقط في المناسبات لكنهما سمعا عنها كثيراً من أبيهما ،،،،،
وصل الأخ وولديه ، وكانت في انتظارهم وأعدت لهم البيت وغرف نومهم ، وجهزت لهم الغداء ،،،،
ظلا الولد والبنت مكسوفان من عمتهما ، لما يعتادا عليها ، والعمه احبتهم منذ أن رأتهم ، كانا جميلين الملامح وحسنا الخُلق ، رغم شقاوتهم وضحكهم الدائم ،،،
أخبرتهم عن غرفة نومهما ، وابتسمت وقالت : هذا بيت جدتكما وعمتكما فأفعلا فيه ما شئتما ،،،،،
الأخ والأخت ظلا يتحدثان سوياً قبل النوم عن عمتهما وهل ستعيش أم لا ، هل ستنجو من العملية الجراحية الخطيرة التي ستجريها ، قالت الفتاة : انها طيبة ورقيقه ليتنا عرفناها من زمان ، لكن أبي لا يأتي بنا كثيرا الى هنا ، أود لأن يمد الله في عمرها حتى نصبح أصدقاء ،،،،،
توطدت أواصر الصداقة بين العمة واولاد اخيها ، الفتى يذهب معها الى الطبيب والى جلسات العلاج الكيميائي ، والفتاة كثيراً ماتظل تحكي لها عن مدرستها واصدقائها واحلامها وامنياتها ، وعمتها تعلمها فنون المطبخ والطعام ،،،
جلست الفتاة في غرفة عمتها تنتظرها ، كانت عمتها تستحم وتركت شعرها المستعار في غرفتها ، وجدته الفتاة على السرير فمسكته وظلت تمشطه حتى جعلته أجمل من شكله الحالي ،،،
دخلت عمتها عليها فوجدتها تمسك بالشعر المستعار ، فانحرجت منها ودمعت عيناها ، كان شعرها الطبيعي قد سقط الا من بعض خصلات وشعريات قليلة ، نظرت الى الفتاة وقالت : اعذريني ياحبيبتي كنت لا اود ان تريني هكذا ، لحظة وسأغطى شعري ....
جريت عليها الفتاة وقالت : لا ياعمتي تعالي لكي ترى كيف صففت الباروكه لكي قولي لي ما رأيك ، هي أجلسي أمام المراة حتى اظبطها لكِ ،،،،
لم ترد عليها عمتها لكنها تركت نفسها للفتاة تفعل بها ماشائت ،،،،
جلست أمام المرأة والفتاة خلفها تُكمل تصفيف الباروكه ، وتضعها على رأس عمتها وتظبطها ، بعدها نظرت عمتها الى شعرها فوجدته شديد الجمال ، فأبتسمت وعيناها أغرورقت بالدموع ،،،
ثم أخذتها الفتاة من رقبتها وظهرها في حضنها وقالت لها : أنتي شديدة الجمال ياعمتي ،،،،،
تجلس هي واولاد أخوها يلعبون ويشاهدون التلفاز ، وكان ميعاد الدواء ، طلبت من الفتى انه يحضره لها ، وجائت تتناوله ثم رن جرس الهاتف ، فذهبت كي ترد عليه ، فاذا بالطبيب يخبرها عن ميعاد العملية بعد أسبوع وطلب منها تعهد مكتوب منها بالموافقه لان العملية غير مضمونة ، فأبتسمت ووافقت ، ثم سقط منها الدواء على الأرض ، جريا عليها الفتى والفتاة ، فاحتضنتهما وقالت : لقد حددوا ميعاد العملية الجراحية بعد أسبوع ،،،،،
قبل دخولها المستشفي بيوم ,,,,,
لم يبدو عليها الخوف والفزع ، لقد تركت نفسها للقدر يفعل بها مايشاء ، فهي متقبلاه مهما يكن سواء نجحت الجراحة أم لا ، بدا عليها فقط القلق وقليل من التوتر ، لكنها اصرت ان تكون دائمة الأبتسام في وجه الفتى والفتاة ،،،،
طلبا منها الفتى والفتاة ان تخرج معهم هذا اليوم الى البحر ، كان الجو جميلاً والبحر هادئاً ، فقالا لها : أرجوكي ياعمتي نذهب الى البحر قبل ان نذهب غدا الى المستشفي ، الشاطيء رائع هذا اليوم والبحر هاديء ، لنذهب ياعمتي قبل الغروب ودخول الليل ،،،،،،
البحر امواجه هادئه تداعب الرمال بحنو ورقة ، والشمس خفت حرارتها وبدأ الشفق القرمزي ينسج خيوطه ببطيء حولها ،،،
كانوا يتمشون على الرمال ، نسمات البحر تتسلل الى حجابها الحريري الذي يغطي شعرها ، تضع الفتى والفتاة اسفل ذراعيها ،،،،،
فجاة سحبها الفتى والفتاة الى الموج ،،،،
ظلا يرشان عليها الماء ويضحكون معها ،،،،
تلعب معهم وتجري وترشهما بالماء ،،،،
تلمع في عينيها قطرات الماء الذي يتخلله شعاع الشمس ،،،،
تمسك بأيدي الفتى والفتاة وتدور بهما اسفل شمس المغيب ، والموج يأتي ويذهب مداً وجزراً خلف اقدامهم ،،،،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق