جلست الأم على ماكينة الخياطة ، وكل خمس دقائق تنادي للفتاتين لكي تظبط الفساتين عليهما ،،،،
لانهما توأم فكان هذا يسهل للأم حياكة الملابس والفساتين لهما ،،،
يشبهان بعضهما في كل شيء ، العيون الخضراء والشعر الذهبي الطويل المنسدل حتى خصريهما ، والمنسدل ايضاً على عيناهما ، لكن لاحداهما شامة صغيرة تحت الأنف ، وعن طريقها يتم التفرقة بينهما ،،،
لهما غرفة متوسطه بها سريران ، ودولاب منقسم لنصفين لكل بنت جزء ، ومعلق على الحائط في كل اركان الغرفة صور لفراشات وجنيات صغيرة مجنحة بأجنحه رقيقه ، اللوحات والصور من رسم الفتاتين ،،،،
كان محظور عليهما دخول الغرفة الاخرى !!
منذ وفاة الاخ الاكبر لهما في العام الماضي بداء الحمى الشوكية ، حرمت الأم دخول الغرفة وعدم العبث بها ، كل اسبوع تقوم الأم بتنظيفها ووضع الملابس النظيفه للفتى في مكانها ، وتقوم بترتيب لعبهُ وكتبه ،،،،
كان أكبر من الفتاتين بعامين فقط ، كان يحبهم حباً شديداً ، ويعلمهما كل شيء ،،،
الرسم وبناء البيوت من الكرتون والمكعبات ويقرأ لهما القصص المصورة ،،،،
كانت الفتاتان تختلسان الفرصة لدخول غرفة اخيهما الراحل ، يضيئان نور الغرفة ،،،
ويجلسان بجانب مكتبه ، يستكملان بناء البيت الذى بدأئه قبل أن يموت ،،،
يأتيان بالكرتون ويصنعا منه الغرف والكراسي والشرفات ، وبجانهما القط الصغير الذي كان يملكه انذاك ،،،،
تقول احداهما للاخرى : هل سيعود مرة اخرى ، انا ادرك انه مات وقالوا لنا في المدرسة ان من يموت لا يعود ، وسألت امي عن ذلك بكت ونهرتني وقالت لي لا تتكلمي في هذا الموضوع ......
ترد عليها اختها وهي ترفع شعرها المنسدل على عينيها : سأقول لكِ سراً ، بالأمس شاهدته وهو جالس على مكتبه يرسم ، كان الوقت ليلاً والكل نائمون ، ذهبت كي أشرب ، فوجدت باب الغرفة مفتوحاً ، قد نسيته أمي بعد أن نظفتها ، رأيته من ظهره وهو جالس يرسم والقط كان جالس فوق المكتب ، دخلت عليه وانا خائفه ، وبعدها نظر لي وابتسم ووجدت الهواء يحرك الستائر ثم اختفى عندما اقتربت منه ،،،،،
قالت اختها وهي منزعجه : انتي كاذبه انكِ فقط كنتِ تحلمين ، لا احد يرى الموتى ابداً .....
ردت عليها وقالت في صوتٌ خافت : صدقيني لقد رأيته ، حتى أخذت الورقة التي كان يرسم فيها ولم يستكملها ، انظري أنها صورة لنا نحن الثلاثة هاهو وانا وانتي لكن لم يستكمل الاشجار والنهر ،،،
نظرت لها بأندهاش وقالت : ربما تكون ورقة قديمه ، لا تخيفيني اكثر من خوفي هذا ،،،،،
وهما يستكملان بناء البيت ، تحركت الستائر في الغرفة وبدأت تتطاير صفحات الكتب الصغيرة ، وفجأة انطلق القط الصغير وجاء الى الغرفة ،،،،
الفتاتان بدا عليهما الخوف ومسكا ببعضهما ، فجأة حلق فوقهما الجنيات الطائرات ، مثلها تماما كالتي رسمها الاخ الاكبر وتعلما رسمها منه ومعلقه على الحائط ،،،
جنيات ملونه ، احمر واصفر واخضر ، مجنحه بأجنحه بيضاء لامعه يشع منها ضوء صغير كالفراشات الليلة التي تسكن الحدائق والغابات ،،،
كان الأخ يجلس بين الجنيات على الكرسي بجوارهما ، وابتسم وظل يرسم ،،،
وكلما رسم لوحة قامت الجنيات الصغيرات برفعها والقائها عليهما ، ظلا الفتاتان يضحكان ويلعبان مع الجنيات ، والاخ مازال يبتسم ، والقط يطارد احدى الجنيات وهي تطير حوله وتنثر عليه بعض التبر الذهبي ،،،
وفجأة تحركت الستائر وانصرف الأخ من الغرفة ، وبدأت الجنيات الصغيرات في المغادرة ، لقد استيقظت الأم ، خافا التوأم وجريا اسفل السرير واختبئا ،،،،
كل فتاة كانت معها لوحتها التي رسمها لها اخوها ،،،،
ذهبتا الى الأم باللوحات المرسوم عليها الجنيات واخوهما وصور لهما ،،
قالتا للأم : لقد رأينا اخونا اكثر من مرة وكان يلعب معنا ومعه جنيات جميلات وصغيرات ، واهدانا تلك اللوحات ، اتسمحين لنا ان نجلس في غرفته كل يوم لبضع الوقت ؟؟؟
اخذت الأم اللوحات ونظرت لهما وبدأت الدموع تنزل من عينيها وقالت : اتعرفان أن الكذب حرام ويُدخل صاحبه النار ؟؟ ، لماذا لا تقولان انكما انتما من رسما تلك اللوحات ، اخيكما بين يدى الله والموتى لا يراهم أحد ، لا أريد أن اسمع منكما هذا الكلام مرة أخرى وهيا اذهبا لغرفتكما الان ....
قالت ذات الشامة السوداء : أسمعتي !! ، لن يصدقنا أحد ، ولهذا لن نقول لأحد ابداً ،،،،،
استمرت لقائات الفتاتان مع اخوهما ومع الجنيات الصغيرات ، وظلا يحتفظان بهذا السر ، خوفاً من عقاب أمهما لهما ،،،
جاء الشتاء وبدأت صحة الأم تدهور ، كانت مُصابه بمرض في صدرها يتأثر بالبرد وتزداد حالتها سوءاً مع الشتاء ،،،
كانت نائمة على سريرها بجانبها كومدينو صغير عليه ادوية كثيرة ، تسعل بشدة ، كانت تذبل ووجها يزداد شحوباً،،،
نادت على الفتاتان وطلبتا منهما ان يساعدها على النهوض والذهاب الى غرفة الاخ الاكبر ،،،
قالت احداهما : لابد أن نطلب الطبيب يا أمي ، سأذهب الى جارتنا وأطلب منها تستدعى الطبيب الان ،،،
قالت الأخت الأخرى : اسمعى كلام أمي ، ندخلها اولاً غرفة اخونا ، ثم سأذهب أنا لجارتنا ونطلب الطبيب ،،،
اتكأت الأم على الفتاتان وذهبا الى غرفة الأخ الراحل ،،،
نامت الأم على السرير ، ونظرتا الفتاتان الى بعضهما ، وهمست احداهما للاخرى وقالت : تعالى ندعوا الله أن يرسل اخونا والجنيات كي يساعدوا أمنا على الشفاء ،،،،
وقفتا الفتاتان بجوار الشرفة وظلتا تبتهلان الى الله وهما مغمضتا العينين ،،،
بدأت تتحرك الستائر بشدة ، دخل الأخ وأبتسما لأختيه ، ثم وقف أمام أمه وظل ينظر اليها ،،،
خلفه الجنيات الصغيرات بأجنحتهم المشعه والمضيئة يرفرون ، وبدئوا يحلقون حول الأم ،،،
ضحكت الفتاتان وذهبتا بجوار أمهما ، التي بدأت تستيقظ وتفتح عيناها ،،،
عندما فتحت عيناها وجدت أبنها يبتسم لها وحوله الجنيات ،،،
أبتسم اليها ،،،،
ثم اقتربت الجنيات أكثر من الأم ، من وجهها وصدرها ،،،
بدأ وجه الأم يستعيد أحمراره ولونه الوردي ، وبدأت تستنشق الهواء بحرية ويسر ،،،،
والفتاتان مازلتا تضحكان بمرح وسعادة وتحتضنان أمهما ، والأبن يبتسم ، والجنيات تحلق فوقهم جميعاً ،،،
الستائر بدأت تتطاير وتتحرك والجنيات المضيئة أخذت في الانصراف ، وبدئوا في الصعود الى السماء ، كلما صعدوا تتضائل أشكال البيوت والانوار الصغيرة خلف النوافذ والشرفات ،،،
شرفة واحدة مفتوحة ، يظهر منها الأم وهي تبتسم وبناتها في حضنها ،،
والجنيات والفتى الصغير يقتربون اكثر واكثر من النجوم المتلألأه في السماء ،،،،
لانهما توأم فكان هذا يسهل للأم حياكة الملابس والفساتين لهما ،،،
يشبهان بعضهما في كل شيء ، العيون الخضراء والشعر الذهبي الطويل المنسدل حتى خصريهما ، والمنسدل ايضاً على عيناهما ، لكن لاحداهما شامة صغيرة تحت الأنف ، وعن طريقها يتم التفرقة بينهما ،،،
لهما غرفة متوسطه بها سريران ، ودولاب منقسم لنصفين لكل بنت جزء ، ومعلق على الحائط في كل اركان الغرفة صور لفراشات وجنيات صغيرة مجنحة بأجنحه رقيقه ، اللوحات والصور من رسم الفتاتين ،،،،
كان محظور عليهما دخول الغرفة الاخرى !!
منذ وفاة الاخ الاكبر لهما في العام الماضي بداء الحمى الشوكية ، حرمت الأم دخول الغرفة وعدم العبث بها ، كل اسبوع تقوم الأم بتنظيفها ووضع الملابس النظيفه للفتى في مكانها ، وتقوم بترتيب لعبهُ وكتبه ،،،،
كان أكبر من الفتاتين بعامين فقط ، كان يحبهم حباً شديداً ، ويعلمهما كل شيء ،،،
الرسم وبناء البيوت من الكرتون والمكعبات ويقرأ لهما القصص المصورة ،،،،
كانت الفتاتان تختلسان الفرصة لدخول غرفة اخيهما الراحل ، يضيئان نور الغرفة ،،،
ويجلسان بجانب مكتبه ، يستكملان بناء البيت الذى بدأئه قبل أن يموت ،،،
يأتيان بالكرتون ويصنعا منه الغرف والكراسي والشرفات ، وبجانهما القط الصغير الذي كان يملكه انذاك ،،،،
تقول احداهما للاخرى : هل سيعود مرة اخرى ، انا ادرك انه مات وقالوا لنا في المدرسة ان من يموت لا يعود ، وسألت امي عن ذلك بكت ونهرتني وقالت لي لا تتكلمي في هذا الموضوع ......
ترد عليها اختها وهي ترفع شعرها المنسدل على عينيها : سأقول لكِ سراً ، بالأمس شاهدته وهو جالس على مكتبه يرسم ، كان الوقت ليلاً والكل نائمون ، ذهبت كي أشرب ، فوجدت باب الغرفة مفتوحاً ، قد نسيته أمي بعد أن نظفتها ، رأيته من ظهره وهو جالس يرسم والقط كان جالس فوق المكتب ، دخلت عليه وانا خائفه ، وبعدها نظر لي وابتسم ووجدت الهواء يحرك الستائر ثم اختفى عندما اقتربت منه ،،،،،
قالت اختها وهي منزعجه : انتي كاذبه انكِ فقط كنتِ تحلمين ، لا احد يرى الموتى ابداً .....
ردت عليها وقالت في صوتٌ خافت : صدقيني لقد رأيته ، حتى أخذت الورقة التي كان يرسم فيها ولم يستكملها ، انظري أنها صورة لنا نحن الثلاثة هاهو وانا وانتي لكن لم يستكمل الاشجار والنهر ،،،
نظرت لها بأندهاش وقالت : ربما تكون ورقة قديمه ، لا تخيفيني اكثر من خوفي هذا ،،،،،
وهما يستكملان بناء البيت ، تحركت الستائر في الغرفة وبدأت تتطاير صفحات الكتب الصغيرة ، وفجأة انطلق القط الصغير وجاء الى الغرفة ،،،،
الفتاتان بدا عليهما الخوف ومسكا ببعضهما ، فجأة حلق فوقهما الجنيات الطائرات ، مثلها تماما كالتي رسمها الاخ الاكبر وتعلما رسمها منه ومعلقه على الحائط ،،،
جنيات ملونه ، احمر واصفر واخضر ، مجنحه بأجنحه بيضاء لامعه يشع منها ضوء صغير كالفراشات الليلة التي تسكن الحدائق والغابات ،،،
كان الأخ يجلس بين الجنيات على الكرسي بجوارهما ، وابتسم وظل يرسم ،،،
وكلما رسم لوحة قامت الجنيات الصغيرات برفعها والقائها عليهما ، ظلا الفتاتان يضحكان ويلعبان مع الجنيات ، والاخ مازال يبتسم ، والقط يطارد احدى الجنيات وهي تطير حوله وتنثر عليه بعض التبر الذهبي ،،،
وفجأة تحركت الستائر وانصرف الأخ من الغرفة ، وبدأت الجنيات الصغيرات في المغادرة ، لقد استيقظت الأم ، خافا التوأم وجريا اسفل السرير واختبئا ،،،،
كل فتاة كانت معها لوحتها التي رسمها لها اخوها ،،،،
ذهبتا الى الأم باللوحات المرسوم عليها الجنيات واخوهما وصور لهما ،،
قالتا للأم : لقد رأينا اخونا اكثر من مرة وكان يلعب معنا ومعه جنيات جميلات وصغيرات ، واهدانا تلك اللوحات ، اتسمحين لنا ان نجلس في غرفته كل يوم لبضع الوقت ؟؟؟
اخذت الأم اللوحات ونظرت لهما وبدأت الدموع تنزل من عينيها وقالت : اتعرفان أن الكذب حرام ويُدخل صاحبه النار ؟؟ ، لماذا لا تقولان انكما انتما من رسما تلك اللوحات ، اخيكما بين يدى الله والموتى لا يراهم أحد ، لا أريد أن اسمع منكما هذا الكلام مرة أخرى وهيا اذهبا لغرفتكما الان ....
قالت ذات الشامة السوداء : أسمعتي !! ، لن يصدقنا أحد ، ولهذا لن نقول لأحد ابداً ،،،،،
استمرت لقائات الفتاتان مع اخوهما ومع الجنيات الصغيرات ، وظلا يحتفظان بهذا السر ، خوفاً من عقاب أمهما لهما ،،،
جاء الشتاء وبدأت صحة الأم تدهور ، كانت مُصابه بمرض في صدرها يتأثر بالبرد وتزداد حالتها سوءاً مع الشتاء ،،،
كانت نائمة على سريرها بجانبها كومدينو صغير عليه ادوية كثيرة ، تسعل بشدة ، كانت تذبل ووجها يزداد شحوباً،،،
نادت على الفتاتان وطلبتا منهما ان يساعدها على النهوض والذهاب الى غرفة الاخ الاكبر ،،،
قالت احداهما : لابد أن نطلب الطبيب يا أمي ، سأذهب الى جارتنا وأطلب منها تستدعى الطبيب الان ،،،
قالت الأخت الأخرى : اسمعى كلام أمي ، ندخلها اولاً غرفة اخونا ، ثم سأذهب أنا لجارتنا ونطلب الطبيب ،،،
اتكأت الأم على الفتاتان وذهبا الى غرفة الأخ الراحل ،،،
نامت الأم على السرير ، ونظرتا الفتاتان الى بعضهما ، وهمست احداهما للاخرى وقالت : تعالى ندعوا الله أن يرسل اخونا والجنيات كي يساعدوا أمنا على الشفاء ،،،،
وقفتا الفتاتان بجوار الشرفة وظلتا تبتهلان الى الله وهما مغمضتا العينين ،،،
بدأت تتحرك الستائر بشدة ، دخل الأخ وأبتسما لأختيه ، ثم وقف أمام أمه وظل ينظر اليها ،،،
خلفه الجنيات الصغيرات بأجنحتهم المشعه والمضيئة يرفرون ، وبدئوا يحلقون حول الأم ،،،
ضحكت الفتاتان وذهبتا بجوار أمهما ، التي بدأت تستيقظ وتفتح عيناها ،،،
عندما فتحت عيناها وجدت أبنها يبتسم لها وحوله الجنيات ،،،
أبتسم اليها ،،،،
ثم اقتربت الجنيات أكثر من الأم ، من وجهها وصدرها ،،،
بدأ وجه الأم يستعيد أحمراره ولونه الوردي ، وبدأت تستنشق الهواء بحرية ويسر ،،،،
والفتاتان مازلتا تضحكان بمرح وسعادة وتحتضنان أمهما ، والأبن يبتسم ، والجنيات تحلق فوقهم جميعاً ،،،
الستائر بدأت تتطاير وتتحرك والجنيات المضيئة أخذت في الانصراف ، وبدئوا في الصعود الى السماء ، كلما صعدوا تتضائل أشكال البيوت والانوار الصغيرة خلف النوافذ والشرفات ،،،
شرفة واحدة مفتوحة ، يظهر منها الأم وهي تبتسم وبناتها في حضنها ،،
والجنيات والفتى الصغير يقتربون اكثر واكثر من النجوم المتلألأه في السماء ،،،،
هناك 3 تعليقات:
خيالية بسيطة
هذه القصة مختلفة عما كتبت مسبقا من قصص انها أقرب الى أدب الطفل ..انها رائعة حين نصنفها كقصة للأطفال .مع تمنياتى بالتوفيق صديقى .
eman said,
اهلا وسهلا بحضرتك افتقدتك تعليقاتك الفترة الفاتت اتمني انك تكوني بخير دائماً .....
فعلا انا كنت اكتبها كأدب للطفل ، فرغم ميلي دائما للدراما الا اني احب جدا ادب الاطفال ،،،،
إرسال تعليق