الجمعة، 6 أغسطس 2010

الجانب الأخر من البحر

خرج اليوم من مدرسته كي يتمشى وحيداً ، كان دائما يستمتع بالمشي علي البحر في نهار الشتاء خاصة عندما تكون الشمس ساطعه والمطر متوقف ،،
كان والده من الصعيد وامه من بحري ، هاجر والده الى الاسكندرية منذ عشرين عاماً وتزوج من أمه ، فكان الفتى مزيجاً من لون النيل القادم من اقاصي الصعيد لكي يصب في البحر ، فاختلط النيل بالبحر فأصبح هو ، السُمرة البسيطه والعيون السوداء والجبهة العريضه وقوة البحر ،،،
يظل متمشياً بجوار ترام الشاطبي في شارع بورسعيد المطل علي مدرسة سان مارك الفرنسية ، محاذياً سور المدرسة حتى يصل الى البحر ،،،
سمع صوت ضحكاتها وكلماتها بالفرنسية المطعمة في بعض الاحيان بالعربية ،،
العيون الزرقاء والشعر القصير الذى تغار منه اشعة الشمس الذهبية  ،،
منطلقه بين صديقاتها ، ضحكاتها وجمالها اخذاه الى شواطيء بعيده لا يدرى منتهاها ،،،
كان اسمها اودري واكبر منه بسنتين ، من الجاليه الفرنسيه التي سكنت الاسكندرية منذ عشرين عاماً ،،،
والدها من مارسيليا وأمها كذلك لكنهم في الاسكندريه منذ زمن حيث يعمل الأب في القنصلية الفرنسية ،،
ظل ناظراً اليها يتتبعها بعينيه  يتحسس ضحكاتها بأذنه ، مقترباً منها وهي تنتظر سيارة المدرسة ،،،
وصلت السيارة فركبت ، وهو في حيرة من امره ، لم يكن معه سوى اجرة التاكسي ولو ذهب ورائها اينما ذهبت فلم يجد اجرة الترام كي يعود ، لكنه قرر ان يتتبعها حتى يعرف بيتها ،،،
لم يكن بيتها بعيداً ، توقفت السيارة وخرجت مودعة صديقاتها ، كان بيتها في شارع رشدي ، فيلا صغيرة من دورين يحاوطها حديقة متوسطه ،،
اقترب منها ،،
فنظرت خلفها وهي ضاحكه وقالت له : اعرف انك تتبعني منذ خروجي من المدرسه ،،،
الخجل سيطر عليه وتسارعت أنفاسه لكنها كانت اللحظه السحرية التي انطلقا فيها سوياً الى عالمهما الخاص ،،،،
كان يأتيها كل يوم احد في الصباح ، وكانت هي تدعي انها مع صديقاتها ،،
تأتيه بالشيكولاته الفرنسية والباتيه وهو يعزمها علي الفول والفلافل ويجلسان سوياً أمام البحر ،،،
صباحاً صيفياً جميلاً بعد انتهاء العام الدراسي ، ذهبا الى البحر سوياً وجلسا علي الرمال التي لم تكن استمدت بعد حرارتها من الشمس ،،،
لكن الفتاة استمدت تلك الحرارة من عيونه السوداء الممزوجه بمياه النيل القادمه من الجنوب وملوحة البحر في الشمال ،،
ظلت تنظر لعينيه وبعد ذلك امسكته من يديه وقالت : هي نسبح سوياً ،،
نزعت ملابسها وملابسه وهو لا يدري ماذا يفعل ، احس انه مسلوب الارادة امام ذلك السحر الازرق القادم من الجانب الاخر من ذلك البحر ،،،
بدأ الموج يغمرهما ، وهما يسبحان ،،،،
كانت كعروس بحر  وهو كوبيسدون اله البحر عند الاغريق ، يحتويها ويروضها بين
 أمواج ذلك الحوض الكبير ،،،
كانت اول قبله في حياته ، احس فيها انه انتقل من خلال تلك الشفاه الى عالم سحري لم يكن يدركه او سيدركه ابداً ولا يستطيع ان يعود من جديد من حيث أتى، فقد احكمت اغلاق بوابات تلك الشفاه فلا يستطيع المقاومه والعوده  ،،،،
ذهب اليها في صباح يوم الاحد التالي فوجد الفيلا مغلقه تاركه له ذلك الجواب :
لقد سافرنا الى مارسيليا وكان مستحيلاً علي ان اتحمل وداعك وكان سفري غصب عني ، سأترك لك عنواني حتى تكتب لي ، ربما تتخطى ذلك البحر ونتقابل مرة اخرى
حبيبتك اودري ،،،،،
ظل محموماً لمدة اسبوع لا ينام ،،،،،،
لقد عادت الى الجانب الاخر من البحر ،،،،

 

هناك تعليقان (2):

eman said يقول...

اولا :
ممكن تاخد بالك من موضوع الاخطاء الاملائية ...كفاية ...وعيب حد ممكن يبقى أديب او قاص مشهور وعنده خطأ لغوى مش املائى..( كلام فى سرك ..انا ممكن يكون عندى أخطاء كتييييييير )
(:
ثانيا :
جميل الربط بين ملامح البشر والبيئة المحيطة بهم ..وعلى فكرة الميثولوجيا اليونانية والرومانية ..مجال واسع وشيق جدا والاساطير فيها ممكن تكون تيمة غنية جدا ..تنسج منها أفكار لقصص كتير ..

ربنا معاك وبالتوفيق دائما .

Unknown يقول...

انا عارف اني بعاني من مشكلة الاخطاء الاملائيه ودي سببها عدم تركيز اثناء الكتابة مش اكتر وبحاول اصححها لما اقرأ القصة تاني رغم اني مش بحب اقرأ حاجه كتبتها مرة تانيه بس بحاول عشان الاخطاء الاملائية ...

انا فعلا حاولت الربط بين الملامح والبيئة بس قصدت اكتر العلاقه بين ثقافات البحر المتوسط والعلاقة بين فتاة فرنسية وفتى نصفه اسكندراني ونصفه من الصعيد الجواني
مجرد علاقه عابرة لم تنتهي وهل سيستطيع العبور للجانب الاخر من البحر او هي من تعود اليه
ربنا يخليكي وشكرا جدا علي توجيهك دائما وتعليقاتك