الأربعاء، 28 أبريل 2010

العمل الأخير

كانت قد ذاعت شهرته كثيرا في الازهر والحسين وخان الخليلي والغورية بأنه افضل فنان في شغل الارابيسك ، فقد تربى وترعرع في كنف افضل اسطى في هذا المجال وتعلم الحرفه علي اصولها فكان يطلق عليه افضل يد امسكت الخشب بجميع انواعه وتطويعه في يديه بعد وفاة مُعلمه ......
كانت تخرج من ورشته افضل التحف الفنية في الفن الاسلامي الكراسي والشبابيك ومنابر المساجد واعمال خشب الاسقف والمحلات التجارية ذات الذوق الرفيع ,,,
يجلس في ورشته الخاصه في الغورية  فكانت هي صومعة تعبده في محراب عمله فيمسك الازميل الصغير والشاكوش كأنها انامل موتزارت تعزف اجمل الالحان .....
كان هاديء الطبع ودوداً جدا مع جيرانه من اصحاب المحلات والورش المحيطه حتي في تعامله مع صبيانه كان هادئا يثور ويتعصب فقط عندما يكرر الصبي في ورشته خطأ قد نبههُ من قبل أن لا يكرره .
يبدأ يومه في الصباح الباكر يذهب الي ورشته ملقياً تحية الصباح علي جيرانه من اصحاب المحلات والورش كان هو من اوائل من يفتحون دكاكينهم  يكون صبي القهوة في اول الشارع الضيق الصغير قد قام برش الماء فتكون الارض مازالت رطبه ونديه وتبدأ ابواب الورش والمحلات في فتح أبوابها بالتدريج
ورويداً تخرج  سينفونيات الدق علي النحاس والخشب وصوت المناشير الكهربائية ممزوجة بصوت راديو قادم من بعيد يذيع اخبار الصباح او اغاني لوردة ونجاة وعبد المطلب
هذا صبي القهوة يمر مخترقاً صفوف المارة في الشارع الضيق صائحاً باعلي صوته طريق وسع طريق للجاي 
ومع اشتداد حرارة الشمس يتنقل بائع العرق سوس بين المحلات  مجلجلاً بصوت صاجاته النحاسية
ينطلق فجأة قاطعاً كل الاصوات ومحلقاً في السموات السبع صوت اذان الظهر  قادماً من الالف مأذنه الشامخة الشاهدة علي القاهرة الفاطميه قادمه من الازهر والحسين والسلطان الغوري والسلطان حسن وابن طولون وسبيل محمد علي,,,,,,,,
يُغلق ورشته مؤقتاً ويأخذ صبيانه ويذهب الي المسجد كي يؤدي صلاة الظهر .
بعد العصر يذهب الي البيت في وقت القيلوله ويترك صبيانه في ورشته ويأتي مرة اخرى بعد المغرب يكون الليل قد اسدل ستاره علي الشارع ونسمات خفيفه تنعش المكان بعد قيظ وحرارة النهار ,,,,,
مازال شاباً في منتصف العمر تجاوز الاربعين بقليل ولم يصبه الهِرم بعد لكنه منذ فترة قد أصابه ماهو اصعب من الهِرم !!
من فرط ثقته في نفسه وثناء الناس عليه  ورواج اعماله دون عن باقي ابناء مهنته فقد أصابه الغرور .....
يجلس بين اصدقائه في القهوة مفاخراً بذاته وانه لا توجد اي تحفه توازي جمالاً وروعه من تحفه التي تخرج من ورشته ومن تحت يديه  ....
رغم ذلك لم يتكبر في التعامل مع جيرانه لكنه أصابه جنون الغرور بأعماله وعدم اقتناعه بأعمال غيره حتي لو كانت في نظر الاخرين من متخصصين مهنته افضل من عمله !!
بدأ يظهر أفق اسطى اخر في مهنته ويذيع صيته  بسبب جمال اعماله في الارابيسك والخشب وكل شغله يدوياً بدون تدخل اي الات اخرى او مخارط ...
جن جنونه وأصابه السخط مهدداً ان لا يستطيع احد ان يسقطه من علي عرش مهنته وفنه ,,,
جلس علي القهوة بين اصدقائه وزملائه فقالوا له أسمعت ان فلان أُختير المنبر الذي صنعه كأفضل عمل فني علي الخشب من قبل وزارة الثقافة ؟؟
فعلق مستهزئاً انه شغل داخل فيه الكمبيوتر ومغشوش لكن هناك فرق بين اليدوي الأصيل والمغشوش انه بالونة صنعتموه أنتم .....
وأعلن وأقسم بانه سيصنع ماهو افضل منه بكثير وسوف تكون تحفة فنية ليس لها مثيل ولا نظير في جميع ورش الغورية وخان الخليلي !!
قام بنقل عدته وأخشابه الي مخزنه اسفل بيته وقرر بأنه لن يُطلع أحد علي تحفته حتي ينتهي منها
وأهمل ورشته وزبائنه واعتكف في ورشته الجديده في المخزن للخروج بعمله علي اجمل صورة ومنظر
كلما مر أمام ورشته بين جيرانه من الحرفيين ويسألوه عن العمل الذي وعدهم به يرد ضاحكاً سترون شيء لم يأتي احدٌ به في الغورية او خان الخليلي .....
تمر الشهور بل اكثر من عام ولم يظهر هذا العمل للملأ بعد والناس منتظره شيء خيالي سيبهر عقولهم ويسلب لُبهم ,,,,,
الي ان جاء يوم رأوه قادماً بسيارة نقل عليها شيء مغطى بقماش مخفياً ملامحها ودعى صبيانه بانزاله من السيارة بحرص وحذر وادخاله الي الورشه والناس متجمعون يهمسون مع بعضهم عن العمل المنتظر
وقف ينادي الناس اصحاب الورش والمحلات واصدقائه من ابناء مهنته معلناً انه انتهى اخيراً من العمل الفني المنتظر الذي وعدهم به واقفاً خارج المحل والورشه مغلقاً الباب ....
وفجأة قام برفع الباب والناس في شوق ولهفة ؟؟؟
واذا به منبر عادي جدا به بعض الزخارف الجميله لكنه أقل بكثير من تحف فنية رائعه قام هو بصنعها
ظل ناظراً الي الناس منتظر تعليقهم بالاعجاب المنقطع النظير وكلمات الثناء والمديح ...
لكن كان التعليق أما ضحكات او تعبيرات بالشفقة او كلمات تعبر انه صنع من قبل الاجمل والاروع
فشاط غضبه وظل يهذي ويصيح بصوت عالٍ وقام بطردهم جميعاً واغلق باب ورشته عليه وظل وحيداً !!
ممسكاً معولاً من حديد وظل يهدم ويكسر تحفته الذي ظل عليها عاكفاً لايام وشهور
وهكذا وصل الي اللاشيء من فرط استغراقه وبحثه عن الكمال .....

___________________

تعقيب

فكرة الوصول الي العدم من شدة البحث عن الجمال الكامل مستوحاه من رواية التحفه المجهولة لبلزاك

الاثنين، 26 أبريل 2010

عاد بعد مائة عام

عاد اليوم لا يدري من أي مكان قد عاد ربما عائداً من عزلته في حياة اخري أو عائداً من موته قد تكون غيبوبه امتدت لعشر سنوات او عشرين او خمسين او مائة عام لكنه عاد ,,,,,
ولا يدري الي اين عاد......
ربما ارضه وبيته وملعب طفولته وموطن ذكرياته لكنه لا يعلم له ذكريات ,,,,
فقد ذاكرته وسقطت منه هويته ولا يعلم له اسماً !!
أين البشر لا يوجد احداً يسأله فقد حل الفراغ والسكون .....
ماوجد أمامه سوى بيتاً فارغاً حوله حديقة او قد كانت حديقة بها شجرتان جردوان امتد خريفهما طويلاً ينتظران ربيعاً لا يعود .....
اسفل واحدة منهما مصطبه اتخذها العنكبوت مملكة نشر عليها خيوط سيطرته
والشجرة الاخري تحتها ارجوحه بث فيها الصدأ سمه فأصبحت عاجزة عن الحركة .....
نظر الي البيت من الخارج فوجده محتفظا بجزء من كبريائه امام غوائل الزمن لكنه لن يصمد طويلاً ربما كان يصدر انيناً طويلاً من رياح الايام الطويلة ولا احد يسمعه ولا من مجيب سوى صدى هذا الانين ,,,,,
مد يده الي الباب الكبير مرحباً به تراباً مختلطاً بخيوط عنكبوت متناثرة في زواياه مجرد ماوضع يده انفتح الباب بسهولة كأنه ينتظر زائراً منذ سنين ولم يمل الأنتظار !!
دخل البيت فوجد الظلام معمراً وحفيف الرياح مرحباً لكنه وجد علي يساره منضدة صغيرة عليها شمعة بجوارها علبة كبريت كأن اخر زائر قد تركها مرشدا لزائراً اخر ...
أشعل الشمعة فبثت في البيت بصيصاً من الضوء وبقعة واسعة منه لا بأس بها كلما انتقل بحذر في المكان انتقلت معه مخلفة ورائه ظلاماً من جديد ....
يوجه الشمعة يميناً يجد صالوناً مغطى بقماش قد كان في الماضي ابيض لكن حوله التراب الي اللون البني الداكن مع بقايا خيوط عنكبوت متقطعه ....
يوجه الشمعه يساراً يجد منضدة للطعام مستديرة حولها ست كراسي شوه ثلاثه منها وكُسرت
بجوار المنضدة باب للبلكونه احكمت خيوط العنكبوت اغلاقه ...
وجه الشمعة للامام فوجد طرقة طويله نصفها مظلم لا يصل اليها ضوء الشمعه ، مشى اليها بحذر كلما تقدم اضائت الشمعه جزء منها حتي اظهرت علي اليمين باب وجده مفتوحاً كان هذا هو الحمام ...
مشي قليلاً فنظر الي اليمين فوجد باباً اخر مفتوحاً لغرفة اخري لكنها فارغه تماما
تقدم في الطرقه فوجد في نهايتها باباً ثالثاً لكنه مغلقاً !!
وقف أمامه ممسكاً بالشمعه فوجد المفتاح في الباب ففتحه اصدر الباب صوت حشرجة قوية ,,,,
بدأت دقات قلبه تتسارع لا يدري لماذا ؟
تنفس بعمق وتقدم داخل الغرفة فوجد بعض الاساس مركوناً علي يمينه وفي مقابله مباشرة وجد مكتبه محتفظه بكتبها ، قرب الشمعة من الكتب فلم يستطيع يميز ملامحها من التراب فمسح بيده التراب هذه مجموعة كتب في الادب العربي القديم واخري في الادب الغربي ومجموعة اخري في الاقتصاد والسياسه واخري في الفنون وتاريخها
في اليسار مجموعة كتب في التاريخ الاسلامي والفرعوني وبجوارها كتب في الفلسفة وعلم النفس
لم تهدأ بعد دقات قلبه فقد بدأت تعود ذاكرته من بعيد لكن ليس بشكل كامل في الماضي البعيد لا يدري كم من السنين بالظبط كانت هذه كتبه .....
بجوار المكتبه وجد مكتباً صغيراً عليه جهاز راديو سكنه التراب والنمل الابيض كان هذا جهازه ,,,
وضع الشمعة علي المكتب وجلس علي الكرسي ونظر علي أدراج المكتب فوجدها مغلقه لكن بدون مفاتيح ماعدا درج واحد به مفتاح ففتحه وسحب الدرج بصعوبه فوجد فيه مجموعة من الصور وميدالية واوراق صفراء ...
مد يده مخترقاً خيوط العنكبوت مخرجاً الصور والاوراق والميدالية
نظر اولاً الي الميدالية فوجدها علي هيئة تفاحه قلبها مفقود !!
مسك الصور واخذ يقلبها كانت الصورة الاولي له وهو طفل بين ابوه وامه نظر اليها وتذكرهما وتذكر من احبهمها واحباه بصدق من كانا له حصناً وسنداً من غدر الايام ,,,,
الصورة التاليه وهو فتي مازال صغيراً بين اولاد وبنات في بيت ريفي نظر اليها وقال هذا ملعب طفولتي الجميل وهؤلاء رفقاء الطفولة واحلي سنين العمر
الصورة الاخري كان قد كبر جالساً بجوار امه محاوطها بذراعيه نظر اليها انها الصديقة والحبيبة
صورة اخري لفتاة جميله شعرها اسود كاليل اختفي بدره جاعلاً من وجهها هذا البدر عيون صافية ونظرة طفولية بريئة نظر لها .. انها من كانت في يوماً حبيبة لكنها انسحبت متخليه عنه الي اين لم ترد عليه ذاكرته وتعطي له جواباً
صور اخري لشخصيات لا يعرفها او لم يريد ان يعرفها فرفضت ذاكرته ان تقبلهم !!
وضع الصور في مكانها وبجوارها الميدالية واغلق درج المكتب ...
أمسك الشمعة وخرج من الغرفة واغلقها ثانيةً وخرج من البيت ووقف وخلفه الباب في الخارج
ناظراً للفراغ وللعالم
لا يعلم من أين عاد ولا أين سيذهب ؟؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللوحة لفان جوخ

السبت، 24 أبريل 2010

غزل البنات

بعد ان انتهي من اعداد العشاء لاخيه وقام بترتيب غرفته لكي ينام وتأكد من انه غسل اسنانه قام بالاتصال بحبيبته كي يطمأن عليها ,,,,,,
كان هو واخوه كل ماتبقي لبعضهما من الدنيا فهما يتيمان فقدا الاب والام منذ اعوام قليلة وتركا لهما هذا البيت وبعض الاموال في البنك كي تكون لهما حصن ودرع من غوائل الحياة ,,,,,
كان قد تجاوز الرابعه والعشرين من عمره منذ بضع شهور ويعمل في الصباح بأحد المستشفيات الحكومية وفي المساء في احد الصيدليات القريبة من البيت ,,,,,
أما اخوه  ققد اقترب عمره من الخامسة عشر عاماً لكن نموه العقلي قد توقف عند الاربعة اعوام فقط ،،،،،،
وبذلك تكون زادت عليه اعباء الحياة والمسؤلية ورغم ذلك فهو يعتبره كل حياته ويحبه حباً شديداً فكان يقوم علي رعايته بشكل كامل ، يأكله بنفسه ويقوم علي استحمامه ، يتركه في اوقات عمله عند حبيبته وجارته في البيت المقابل ،،،
كان الفتي شقياً ومرحاً ، وسيم الشكل ، يألفه كل من يراه ، عنده قط صغير لا يفارقه ابدا قد اهداه اياه اخوه في عيد ميلاده منذ عامين ,,,,,,,,,
اكثر ماكان يحبه ويجذب اهتمامه بائع غزل البنات بالزماره ذات الصوت العالي والعصا المتدلي منها اكياس غزل البنات الملونه ، فكلما مر البائع تحت البيت يخرج الي الشباك ويظل ينادي عليه ويصيح ويحاول ان يقلده ومرات كثيرة ينزل الي الشارع كي يركض خلف دراجة البائع ،،،،

ربما سر حبه  لها  هو الزمارة والالوان الجميله لغزل البنات !!!!!
يجد متعته ويبقي دائما هادئاً مع جارته وحبيبة اخيه ، فكانت تعطف عليه وتحبه وتقرأ له القصص المصورة وتعلمه بعض الكلمات وتصحح له بعض الحروف التي يخطيء فيها ، الا ان ابوها كان دائما ماينهره بشده ويقسو عليه ، فكان الفتى يخاف منه ويختبيء عندما يراه ، لكن كانت تأتي الفتاه وتأخذه الي غرفتها وتتركه يلعب في هدوء من قِطه الصغير .......
مرات كثيرة تاخذه معها عندما تخرج لتشتري بعض مستلزمات البيت فيخرج معها ويظل يسألها عن السيارات ، وكثيراً يجري منها كي يجري خلف السيارات ، لكن ماكان يلفت نظره دائماً اطفال يلعبون في حديقة خلف احد الاسوار ، فترك يدها ذات مرة وذهب الي السور الحديدي وظل ينظر الي الاطفال وهو يضحك معهم وينادي عليهم ،،،،

كانت هذه احدى دور الايتام القريبة من البيت ، تقف بجواره الفتاه ويقول لها بكلمات متقطعه وحروف غير منتظمه اريد ان ادخل والعب معهم !!!!
في يوم ذهب مع اخيه الي الصيدلية التي يعمل بها كان يريد اخوه ان ينهي بعض العمل ويعود الي البيت فقرر ان يأخذه معه ، وبينما هو كان مشغولا عنه وجده قد ذهب الي احد الاركان الزجاجيه الجذابه التي عليها العلب الخاصه بالبان الاطفال وقام بالتسلق عليها حتي وقعت كلها وسببت خراب كبير ، لم يتمالك اخوه نفسه من الغضبه فقام بضربه بشدة حتي احمر وجه الفتي الابيض الرقيق واختنق البكاء داخله وحاول أن يمنع ضربات اخيه علي وجه بيديه ، وبعدها ركض بسرعه واختفي ,,,,,
جلس الاخ الاكبر مندهشاً من نفسه كيف يقوم بهذا وكيف يجروء ؟؟؟
اخوه وكل ماله من الحياة وصديقه الوحيد  !!!
عندما استعاد توازنه قام سريعا وظل يجري وينادي عليه لكن الفتي قد اختفي .....
لم يدري ماذا يفعل قرر ان يذهب الي بيت جارته فوجده هناك نائماً عند حبيبته .....
عندما رأه  ظل يبكي  وقال لها لقد ارتكبت جريمه عندما ضربته !!

جاء اليوم عيد ميلاده ، ذهب الاخ الاكبر واشتري الملابس الجديدة وتورته كبيرة وعلب جاتوه كثيرة وبالونات لا حصر لها !!!
كانت حبيبته قد اخبرته انه يعشق كثيرا دار الايتام القريبة من البيت ويحب الاطفال الموجودين بها ، فقررا ان يحتفلا بعيد ميلاده بين الاطفال فذهبا واتفقا مع المسؤلين ان يسمحوا لهما بذلك ووافقوا ،،،،
ارتدي ملابسه الجديدة واخذه اخوه وحبيبته الي دار الايتام ، وعندما وصل اليها كاد ان يجن ، اخيرا اخترق وتجاوز هذا السور واصبح بين الاطفال الذين دائما اشتاق ان يكون معهم ,,,,,
كانوا قد اعدوا كل شيء حتي الهدايا ، في حديقة الدار بين الاشجار والعشب الاخضر والشمس ساطعه وكان يوم بارد ورياح هادئه وجميله ظل يلعب مع الاطفال وكلُ يأتي اليه بالهدية الخاصه ،،،،
حبيبة اخيه اهدته بيانو ،،،،
واخوه اهداه جهاز بلاي ستيشن ،،،،،
كل طفل امسك بالونه في يديه وجاء موعد اطفاء الشموع ورددوا جميعا اغنية عيد الميلاد ،،،،
ومع اطفاء الشمع ، سمع صوت زمارة بائع غزل البنات فترك التورته والجميع وجري علي السور ينظر من خلفه الي غزل البنات بألوانه الجميله ،،،،
انفلتت البالونه من يديه فحلقت بعيدا ماره من فوق سور الحديقة  ،،،،
جري خلفه جميع الاطفال وتركوا بالوناتهم تنفلت منهم و تحلق في السماء مكتازة سور الحديقة محلقه بألوانها وانعكاس اشعة الشمس عليها ، فوق أكياس غزل البنات،،،،

الخميس، 22 أبريل 2010

الشباك المقفول

يوماً شتوياً جميلاً الشمس ساطعة تبعث علي الدفء مع نسمة باردة في الظل  ، كان هذا احساسي اول ماخرجت من البيت ,,,,,
اخذت طريقي المعتاد للعمل كانت مواعيد العمل دائما بالنسبة لي تكون متاخرة فأفضل في الايام ذات الصباح المُشرق ان اذهب الي العمال ماشياً ,,,,
أمر اولا علي كشك الجرائد ثم أخذ طريقي كان دائماً مايلفت نظري هذا الشباك المفتوح دائماً في الايام المشمسه والصيفيه كان في الدور الارضي من العمارات التي ليس بها محلات فكان الشباك مطلاً دائما علي الشارع ويظهر ما داخل الغرفة ,,,,
مسند او اثنين يظهر منهما جزء بسيط ملاصق للشباك ونجفة قديمه بعض الشيء معلقة في السقف وصورة في برواز انيق لكنه قديم لرجل بجوارها برواز اخر فيه اية الكرسي .....
ومرات كثيرة اري سيدة المنزل العجوز  تجلس علي الكنبة التي اسفل الشباك مباشرة  ,,,,
وجهها يدل علي تقدم السن لكن بدون مظاهر الشيخوخه البارزة فلايستطيع احد ان يعطي لها عمر محدد فهي دائما متبسمة وعليها علامات الرضا والبشاشه ، مرة اراها ممسكة بصنية بها ارز وتقوم بتنقيته او اراها تشرب الشاي او اراها هي بنفسها في الشارع ممسكة بشنطة كبيرة خاصه بالخضروات وما الي ذلك من الاحتياجات المنزليه  نشيطة في مشيتها ومنتصبة ،،،،،،
عندما مررت من تحت شباكها فوجدتها تناديني فاندهشت وذهبت اليها علي الفور فقالت لي في خجل شديد : لو سمحت يابني هتعبك معايا تجيبلي خمسة ارغفة عيش من الفرن ال جنبنا من امبارح تعبانه والواد بتاع الفرن ال بيجيبلي العيش بقاله تلات ايام ماظهرش معلش انت زي ابني برضو وانا اسفه
أحسست بالخجل من كلامها وطريقة طلبها المهذبة فقلت لها : لا ياحجه انتي زي امي وانا تحت امرك حالا هجيبلك العيش ......
ذهبت لشراء ماطلبته مني وعدت اليها فقلت لها : ده العيش يا حجه مش عايزه مني حاجه تانيه ؟؟
فقالت : ربنا يباركلك ويخليك ويكرمك دايما بالخير بس لو كنت معتبرني زي والدتك تعالي شرفني اتفضل وانا هفتحلك الباب ......
فتلعثمت وقلت لها : لا لا شكراً انا لازم امشي دلوقتي عشان ماتاخرش علي شغلي !!
فأصرت علي طلبها وقالت : ماتتعبش قلبي معاك اومال تعالي وانا مش هأخرك ,,,,
دخلت من باب العمارة صاعداً درجات السلم القليلة فوجدتها قد فتحت الباب  وطلبت مني ان ادخل ,,,
البيت اساسه بسيط جهاز تلفزيون صغير وصالون من النوع الاسيوطي وثلاجه قديمه ذات الباب الواحد ودولاب فضيات صغير وفي اخر الصالة الشباك المفتوح الذي يطل علي الشارع وواضح ان الشقة صغيرة بها غرفتين فقط.
طلبت مني الجلوس وذهبت الي المطبخ وعادت بطبق ارز بلبن علي صينية صغيرة وقدمته لي وقالت لا تكسفني هذا اقل شيء ممكن اقدمه لك لانك شاب ابن حلال ....
سألتني انا من أي بيت واسم والدي ووالدتي ففجأتني انها تعرف امي وقلت لها ان خالتي تسكن بالقرب من هنا فقالت انها تعرفها ايضاً
سألتها : انتي عندك اولاد يا حجه ؟
فأبتسمت وقالت : انا والمرحوم جوزي ربنا مارزقناش بالاولاد لكن ولاد الجيران كلهم انا ال مربياهم ومجوزاهم
وذهبت ربما الي غرفة النوم وجائت ببعض الصور وامسكت اول صورة ربما لزوجها وقالت : هذا المرحوم جوزي ومات من عشر سنين الله يرحمه
 وصورة اخري ابيض واسود بها سيدة واطفال وقالت : دي اختي واولادها هما دول كل عيلتي ....
وسكتت برهة واستكملت حديثها : احنا من السويس وهاجرنا للقاهرة بعد الحرب في سبعه وستين  جوزي كان شغال في مصلحة بريد السويس واتنقل هنا للقاهرة بعد التهجير أما اختي فنزلت هي وجوزها علي الاسكندرية لان جوزها كان له قرايب هناك دلوقتي عيالها كبروا وهي ماتت من خمس سنين وعيالها كل فين وفين لما يفتكروني ويسألوا عليا 
قلت لها : احنا اولادك يا حجه ولو احتاجتي اي حاجه انا تحت امرك
فقالت وهي تلملم الصور وتضعهم في المظروف الخاص بهم : ربنا يعلم انا اعتبرتك زي ابني ....
قمت لكي أنصرف حتي ألحق ميعاد عملي وقلت لها : اعذريني مضطر امشي عشان شغلي وكل يوم ان شاء الله امر عليكي اشوفك لو عايزة حاجه
فقامت بثقل متكأه علي الكرسي وقالت : في رعاية الله وربنا يباركلك بس ابقي اسأل عليا
ذهبت وانا في غاية السعادة لاني اكتسبت صديقة ودودة وجميلة الطبع تعطي فأل حسن مع بداية كل يوم جديد ,,,
اعتدت يومياً ان امر بجانب نافذتها المفتوحه وأراها وألقي عليها السلام واحياناً اشتري لها بعض طلباتها ...
في ذلك اليوم خرجت مبكراً عن ميعادي لكي اجلس معها قليلاً قبل ميعاد الشغل ومررت بجانب نافذتها فوجدته مغلق فدخلت الي العمارة وطرقت الباب فوجدت عليه قفل فاندهشت وقلقت لعلها تكون سافرت لزيارة اهلها !!
فطرقت علي باب جيرانها ففتحت لي سيدة فسألتها عن جارتها فقالت لي في اسف وحزن لقد ماتت بالأمس وجاء اولاد اختها واغلقوا الشقة واخذوها الي السويس كي يدفنوها في مقابر اسرتها
فقلت لها شكرا وانصرفت ...
خرجت ونظرت الي النافذه المغلقه وقلت ليتني لم أمر من هذا الطريق

الثلاثاء، 20 أبريل 2010

حديث الصباح

بعد ان فرغ لتوه من صلاة الفجر أخذ يجهز ادوات ومستلزمات الصيد تلك العادة اليوميه التي اعتاد عليها منذ عشر سنوات ,,,,,,
وضع السنارة جانباً وهي من الطراز الحديث  وقام بترتيب ادواته في شنطته علبه معدنية للسنار الصغير وعلبه اخري للغاطس المعدني وبكرة خيط وزجاجه مياه وشنطه اخري من القماش يضع فيها السمك ، واهم شيء في صحبته هذه الراديو الترانزستور .
قد بدأت تظهر عليه اثار السنين فقد تجاوز السبعين عاما  لكنه مازال محتفظ بجزء من الشباب وعدم الاستسلام للوحده ,,,,,
مسك سنارته وشنطته وخرج ، قد بدأت الدنيا تُبدل ثوبها من الفجر الي الصباح والنور قد بدأ ينثر عطره علي الدنيا ,,,,,,

يخرج من الشارع الصغير الذي يقطن فيه الي الشارع الرئيسي في امبابه ، وقد بدأ الموظفون يخرجون لأعمالهم وبدأت وسائل المواصلات دورتها وطلبة المدارس الي مدارسهم ....
يمر علي عربة الفول التي اعتاد الفطار عليها يومياً يطلب من عم سيد طلبه المعتاد صحن فول بالزبده والبصل وقرصين من الطعمية ، ينادي علي حماده صبي القهوة المجاورة ليأتي اليه الشاي بالنعناع ، ولا يمر الفطور الا ببعض المناقشات مع صاحب العربة او بعض الزبائن عن مباريات كرة القدم او ارتفاع الاسعار او اي شيء قد حدث البارحه ,,,,,
ينتهي من فطوره ويأخذ طريقه المعتاد مخترقا العالم والدنيا ،،،،

قد اعتاد الوجوه والشوارع والمحلات حتي السيارات لكنه لا يمل ابداً منهم ويظل مبتسماً طوال طريقه كأنه يخرج لهذه النزهة لأول مرة .
وصل الي الكورنيش اخيرا في نهاية رحلته ، تتعالي اصوات اجهزة الكاسيت في المراكب الراسية الخاصه بالتنزه واصوات الراديو منطلقه باخبار الصباح تشير الي السابعه في اذاعة الشرق الاوسط او الشباب والرياضه ,,,
يظل ماشياً بمحازاة الكورنيش الي ان يصل الي نهاية رحلته اسفل كوبري ابو العلا ،،،

دائماً مايصل في نفس الميعاد مع مرور القطار المتجه الي الصعيد ......
يُخرج عدته وادواته ويجهز السنارة ويُشغل الراديو  ويظبطه ، ويستنشق هواء النيل الصباحي الذي مازال علي هيئته نظيفا لم يتلوث بعد ويمسك بالسنارة وبقوة يحدف الخيط الي النيل قائلاً بسم الله ......
يضع السنارة بجانبه ويظل متأملاً حاله مسترجعاً ذكرياته ناظراً الي الجهة المقابله من النيل او الي القطار المار فوقه ، تلفت في شنطة عدته باحثاً عن علبة السجائر فلم يجدها ربما نساها اليوم ، فنظر خلفه فوجد فتى صغيرا واقفاً ينظر اليه فنادي عليه وقال : أستطيع ان اطلب منك خدمه ؟؟
فنزل اليه الفتى وقال : أطلب يا  عماه  ...
قال العجوز : هتعبك تجيبلي علبة سجائر من الكشك القريب واشتري لنفسك بسكويت او اي شيء تحبه ......
ذهب الفتى مسرعاً واشتري له السجائر واشتري هو لنفسه زجاجة مياه غازيه
قال الفتي : ينفع اقعد جنبك اتفرج عليك وانت بتصتاد  ؟
رد عليه : اقعد براحتك واهو نسلي بعض ....
قال الفتي : انا بعدي من هنا كل يوم وابص عليك انت بتيجي تصتاد هنا من زمان ؟
يقوم بأشعال السيجار ويرد عليه : انا يومياً هنا من عشر سنين قولي هو انت ماروحتش مدرستك ليه ؟
يخجل الفتى وينظر الي الارض ويقول : انا مابروحش المدرسة امي طلعتني منها !!
ممسكاً السنارة ومعدلاً من وضعها ساحباً الخيط قليلاً : ليه كده وامك تطلعك من المدرسة ليه ؟
يرد عليه الفتي : عشان اساعدها في مصاريف اخواتي الصغيرين احنا ولدين وتلات بنات وانا الكبير امي بتخدم في البيوت وابويا مانعرفش طريقه ، كل الفاكره عنه انه كان بيدخل البيت علينا سكران وبيتطوح وامي تتخانق معاه وفي ليلة استنيناه مارجعش ، وتاني يوم  خرجت امي تدور عليه في الاقسام والمستشفيات وماعرفتش حاجه عنه تدلنا عليه ، عدى تلات سنين وماظهرش فراحت امي خارجه تدور علي شغل وخرجتني انا من المدرسه عشان اشتغل واساعدها في المصاريف .
نظر الرجل الي النيل وصمت قليلاً ثم قال للفتي : لا حول ولا قوة الا بالله .. وعلي كده انت بتشتغل ايه ؟
بعد ان شرب القليل من زجاجة المياه الغازية قال له : شوية ابيع فل ومناديل في الاشارة وفي الصيف اشوي درة علي الكورنيش او ابيع ترمس وحاليأ بشتغل الم الاجرة في  ميكروباص بتاع واحد جارنا ,,,,
صمت الفتي قليلاً وبعد ذلك قال : انت عندك اولاد ؟
تنهد الرجل ومسك السنارة وقام بترك بعض الخيط مع تيار النيل وقال : عندي ولد وبنت ، الواد هاجر كندا من قبل وفاة المرحومه امه من اكتر من عشر سنين والبنت مع جوزها في الخليج من خمس سنين ....
بعد ان فرغ الفتي من زجاجة المياه الغازية ووضعها جانباً قال له : طيب ليه ماتجوزتش بدل قعدتك لوحدك ؟
ضحك الرجل وقال : لا انا كده كويس مش حمل مسؤلية زوجه كفايه علي حياتي كده وعندي اختي بسأل عليها ، كل يوم اخر النهار اعدي عليها ،  برضو وحدانية هي وجوزها بعد ماعيالها اتجوزوا ,,,,
بدأت السنارة تتحرك قليلاً والخيط في شد وجذب وهو ناظراً اليها بتركيز ، امسكها في هدوء وبعدها قام بشدها بقوة وسرعه ، ثم اخذ يسحب بكرة الخيط سريعاً واحس بمقاومة كبيرة من الخيط ، لكنه ظل يسحب الخيط بقوة الي ان ظهرت سمكة كبيرة تقاوم بشدة علي سطح الماء وتخبط بذيلها بعنف ....
ووقف الفتى فرحاً بالمشهد متحيراً يريد ان يساعد العجوز  ,,,
واخيراً خرجت السمكه الي الحياة الارضية تقاوم بكل قوتها للعودة الي حياتها المائية لكنها اكلت الطُعم لاخره وعلقت بالسنار ......
اخرج الرجل قطعة القماش وأمسكها بقوة محرراً السنار من خياشيمها وحلقها وهي مازالت تتلوي وتتقلب ، ثم وضعها في الشنطه القماش المخصصه لها ,,,
فرح الفتي بانتصار صديقه العجوز علي السمكه الكبيرة وقال له : شكلها يفرح وهي خارجه من المايه ،،،،،،
فرد عليه الرجل مبتسماً : اليصبر بينول !!!
اخذ الرجل يلملم عدته وشنطته واخرج شنطة السمكة الكبيرة ،،،،،

كان القطار يمر حينها فوقه ونظر للفتي وقال له : رزق انهارده من نصيبك حلال عليك ياعم ...
مازال القطار يمر  علي الكوبري فوقهما ،،،،،
فرح الفتي اشد الفرح بالسمكه وقال له : هعدي عليك بكرة ان شاء الله ،،،،
ومع انتهاء القطار من المرور علي الكوبري ابتسم الرجل ونظر للفتي وقال : لو لينا عمر ان شاء الله هتلاقيني ،،،،
واخذ عدته وانصرف متخذاً طريق عودته من جديد ,,,,,,,,

الأحد، 18 أبريل 2010

الهائمون

قُل لي من هم الهائمون ؟؟
يزولون اسرع مما نتخيل
من اجل من ؟ وفي حب من ؟
لكنهم يزولون ولا احد يتذكرهم !!
تتعقبهم وتعتصرهم ظلمات هذا العالم ,,,,
فيسقطون  فتتلقفهم الجوارح كي تكمل علي ماتبقي منهم ،،،،،
ويزولون ولا احد يتذكرهم !!
سقطات لا نهائية كسقطات المسيح السبع ولا وجود لمجدلية كي تخفف من الالام ،،،،
تائهون في الكون كأرض تيه امتدت  لمئات الاعوام وليس اربعين عاماً
يزولون ولا احد يتذكرهم !!
انهكهم السير واهلكتهم الرمضاء فيسقطون ويتابعون
في بلاد شوه الظلم والغدر  وجهها
وحاوطها الضباب فأصبح العمى في القلوب التي في الصدور
ولكنهم يزولون ولا احد يتذكرهم !!

كالطيف يترك بقايا ضوء فيخفت تدريجيا الي ان ينزوي فيصبح مجرد زكري يلتهمها النسيان 
او نسمة باردة في ليلة حارة تمر سريعا وتصبح اثر ينتهي بعد حين 
وعندما تسقط قصاصات الورق الصغيرة والشرائط الملونه التي يلهون بها في الحفلات 
وتمرغت في التراب وخبت اضواء المسرح ونزل ستار العمر عندها
يزولون ولا احد يتذكرهم !!
لو كان للانسان خيار الانسحاب من العالم لكانوا اول المنسحبين 
الي جنه لا يزولون فيها ولا يخفتون  ...........
قُل لي من هم الهائمون ؟؟
أنحن الهائمون !!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللوحة لبيكاسو

السبت، 17 أبريل 2010

الحقيقة الكروية

كان يوم 16 ابريل موعداً جديداً للقائات القمة المصرية بين الأهلي والزمالك فكانت القمة رقم 105 بين فريقين العاصمة ، كانت المؤشرات قبل هذة المبارة تؤدي الي انها سوف تكون مبارة قوية لاختلاف الاهداف لكل فريق وكم الشحن الاعلامي الغير مسبوق والاحداث التي سبقتها في المباريات السابقة ، فالكل توقعها قمة كروية ساخنه ودسمة وقد كان .....
فكل فريق له اهدافه الخاصه  الاهلي يسعي دائما ليثبت تفوقه الدائم والمعتاد علي غريمه ولا سيما في السنوات الست الماضية التي لم يستطع فيها الزمالك الفوز علي الاهلي الا مبارتين وكان الاهلي فيهما بالصف الثاني من اللاعبين بعد اراحة الكبار وحسم  بطولة الدوري مبكرا
والهدف الثاني هو التتويج ببطولة الدوري في هذه المبارة الجماهيريه سيكون له مذاق خاص
والهدف الثالث هو اثبات ان الاهلي دائما نادياً كبيرا اكبر من اي مهاترات وعويل لمن يريدون ان يتربصوا به فيكون اذن الرد دائما في الملعب وبالبطولات لا غير
أما الزمالك الذي عاد به المدير الفني حسام حسن من بعيد وبعد ان كان مهددا بالهبوط  في الدور الاول وليس المجال هنا للحديث كيف عاد الزمالك عن طريق ارهاب الحكام والمنافسين واهداء التحكيم له بضع النقاط زورا وبهتاناً فكانت اهداف الزمالك  تتلخص في الاتي :
الفوز ببطولة معنوية خاصه في مبارة الدربي اوهم الاعلام الجماهير البيضاء ان بعد ضياع حلم المنافسه المنتهية في الاصل منذ زمن في مبارة حرس الحدود الذي اطلق رصاصة الرحمة علي هذة المنافسه ان الفوز علي الاهلي هو بطولة حسام حسن الذي يسعي اليها فتم شحن الجماهير البيضاء من قبل الميديا الاعلامية البيضاء ومن الاخوين حسن بأنهما عادا علي فرس ابيض لينتشلا القلعه البيضاء من الغرق  وطوق النجاة المعنوي هو الفوز علي الاهلي لكن هيهات !!
نأتي لاهداف الزمالك الخاصه من القمة وتتلخص كلها في اهداف شخصيات موتورة وكارهة للنادي الاهلي كُل شخص لأسبابه الخاصه,,,,,,,

 اولأ التوأم المنبوذ  والمطرود من القلعه الحمراء منذ اكثر من عشر سنين واثبات انهما اكبر من النادي الاهلي بجماهيره وبرموزه بعد ان تطاولا عليه اكثر من مرة والغريب ان الاهلي هو من صنع نجوميتهم والاغرب انهما ياما نالا السباب والقذف من هذه الجماهير التي  حسام ساجدا علي فانلتهم البيضاء  لكن لكُل مصلحته واهدافه كما ذكرنا ,,,,,
ثانيا اشباه لاعبين فشلوا داخل القلعه الحمراء فلاذوا بالفرار الي الزمالك وجماهيره املاً منهم في رد الاعتبار والانتقام  لكن هيهات !!
بالأضافه الي بعض الاعلامين والصحفين الذين دائما ماتمنوا منذ سنوات التشفي والشماته في جماهير الاهلي ومنظموته الرياضه لكن هيهات !!
نأتي الي المبارة :
فقد اعطت هذة المبارة عدة معطيات هامة منها وأهمها الحقيقه التاريخية التي تثبت نفسها مجدداً وهي روح الفانلة الحمراء التي لا تعرف اليأس حتي في اصعب الظروف فقد عاد الاهلي في هذة المبارة ثلاث مرات اخرها كان اشبه بالحلم بعد ان ظن الجميع ان الفارس الاحمر قد سقط واحتفل الشامتون حول فرسه الوحيد الخالي فجاء بركات وامتطي الفرس الاحمر وسرق الفرحه من اعناق الشامتين والحاقدين
اثبتت هذة المبارة ان رغم الظروف التي يعانيها الاهلي منذ بداية الموسم من وجود ثغرات فنية  عديدة سواء في اللاعبين او بعض المراكز او حتي الجهاز الفني الذي اخطأ كثيرا في التعامل مع المشكلات الفنية التي واجهها الفريق منذ بداية الموسم الا ان روح الفانلة الحمراء رفضت الانصياع لكل هذة العثرات والمشكلات وأبت ان تنحني لمدرب موتور وجماهير منتظرة السقوط
رغم ان التعادل لا يرضي الاهلي وجماهيره التي لا ترضي عن الفوز بديلاً لكن عندما يأتي من بعيد وفي ظل هذه الظروف وعدم الاعتراف باليأس يعتبر في حد ذاته درسا قاسيا للخصوم
اثبتت هذة المبارة كمثلها من المباريات الكثيرة ان الجماهير الحمراء هي الدافع المعنوي والسر الخاص وراء روح الفانله الحمراء فرغم تقدم الزمالك اكثر من مرة لكنها لم تيأس في لاعبيها ولم تتوانى عن دعمهم حتي الدقيقه الثانية من الوقت بدل الضائع
رغم الثغرات العديدة التي ظهرت في بعض مراكز الاهلي خصوصا في حراسة المرمي والجبهة اليمني ووسط الملعب وبُعد احمد حسن وتريكه عن مستواهم واصابة سيد معوض الا ان زمالك حسام حسن لم يستطع النيل من الاهلي وجماهيره فكان المثل القائل اجري يا زمالك جري الوحوش غير التعادل ماتحلموش !!

وظل العبء المعنوي علي الزمالك وجماهيره منذ ست سنوات انهم مهما تقدموا علي الاهلي فأنه ينتفض ويأتي من بعيد فهذا الجيل من اللاعبين وهذا الجيل من الجماهير البيضاء ستظل دائما فاقدة الثقه في تحقيق أي مكسب علي الاهلي في ظروفه الطبيعية
كل هذة المعطيات أدت ومازالت تؤدي دائما الي حقيقة واحده
الاهلي هو الحقيقة الكروية الوحيدة في مصر

الأربعاء، 14 أبريل 2010

حديث المساء

خرج في الصباح الباكر كالمعتاد كي يرعي بهائم اخوته ومعه الحمار الذي كان يملكه اخيه الاكبر ,,,,
يذهب الي الحقل ويجلس تحت شجرة الكافور الكبيرة بجوار ( طرومبة ) الماء ممسكا بالناي  عازفا بعض الحانه المعتاده وكانت هذه متعته الوحيدة ،،،،،،
كان متوسط السن  قد تعدى الاربعين عاما بقليل ، نحيف الجسم اسمر البشرة مُصاب بالعرج في قدمه اليمني وبطيء بعض الشيء في الكلام ,,,,,,,
يمر عليه في الصباح ابن اخيه الكبير وصديقه ، يلقي عليه السلام ويقول له ألا تريد شيئا يا عماه سأقابلك بعد العصر بالمشيئه عندما اعود من المدينه ،،،،،،
يظل جالسا في الحقل يرعي البهائم ويحش البرسيم ، يمر عليه هذا وذاك أما مسلما عليه وأما اخر مستهزئا به فيرد التحيه علي من القي عليه السلام وغير مبالي بعبارات السخرية والاستهزاء ,,,,,
يعود بعد العصر بالبهائم ماراً علي بائع الفاكهة يقول له : بكم رطل العنب الاحمر ورطل العنب الاخضر؟
يرد عليه البائع : رطل العنب الاحمر يا شيخ سعد بثلاثة قروش والعنب الاخضر بقرشين ونص .......
فينظر له في اطمئنان ويبتسم ويقول : اعطني رطل من هذا ورطل من هذا لكن ليس معي نقود !!!
فيرد عليه البائع : حسناً يا شيخ سعد ساخذ ثمنهم من مصطفي ابن اخيك ....
كان دائما يُطلق لقب الشيخ أما علي الرجل الكبير المتفقه والعالم بالدين ، او علي امثال شيخ سعد .....
يصل الي البيت الكبير بعد العصر ، فيجد البيت يعج بالاولاد والبنات ويكون اخواه قد وصلا البيت ،،،،،،
فيضع البهائم في الزريبة والحمار في مكانها ، ويذهب علي  دكته  الخاصه ليستريح ،،،،
كان البيت مكون من ساحة كبيرة ، جزء خارجي مخصص للضيوف ( مندرة ) وجزء داخلي للمعيشه خاص بأهل الدار، ودور علوي لغرف النوم ، منقسم لنصفين يفصل بينهما السلم ، جزء للاخ الاكبر والجزء الثاني لأخيه الاصغر ، كل جزء بغرف النوم الخاصه به ،،،،،،
أما الشيخ سعد فليس له الا دكه ينام عليها صيفا وشتائاً ، ويأكل عليها غدائه وعشائه !!
يأتي موعد الغداء فتأتي اليه ابنة الاخ وكانت تكرهه اشد الكراهية ودائما ماتسخر منه وهو ايضا لا يحبها فتقول له في حنق وغضب: اطفح هذا طعامك ...
فيرد عليها في هدوء : طفحوكي السم بدري ان شاء الله ،،،،،،
يبدأ المساء يلقي بظلاله علي الدار وتخف فيه الحركه تدريجيا يذهب الأخوان سيدا الدار الي  المندرة  للجلوس والتسامر فيها ، او مقابله بعض الضيوف من اهل البلدة بعد صلاة العشاء ، ويظل هو في مكانه جالسا وحيداً ، الي ان يأتي مصطفي ابن اخيه فيقول له : لماذا جالساً لوحدك يا عماه ؟؟
فيقول له : منتظرك يابن اخي ..... 
فيرد عليه ابن الأخ  : اليوم موعد استحمامك  فتعالي كي احميك واعطيك المفاجأة التي احضرتها اليك !!
فيتهلل وجه العم ويقول له : احقاً توجد مفاجأة طيب هيا بنا ,,,,,,
يأخذه مصطفي الي الحمام الصغير اسفل السلم ويضع  لمبة  الجاز بجواره ويجهز له الملابس النظيفة  ويأتي معه بـ الصابون والليفه  ويبدأ في دعكه وتنظيفه ويتبادلا سويا احاديث المساء ,,,,,
يقول له : قُل لي يا عماه ماسبب عرج قدمك اليمني ؟
فيرد عليه وهو يدعك عينيه بسبب الصابون : قالوا لي انني عندما كنت صغيراً ابن ثلاث سنوات اخذني خالي الصغير ووضعني في صومعة الغلال واخذ يدحرجها علي الجسر كي يلاعبني ، وانا كنت بداخلها اصرخ من الألم لان قدمي قد كُسرت وهو لا يسمعني وبعد ان اخرجوني من الصومعه ظللت اتلوى من الوجع وهم لا يعلمون ماذا حل بي ، فذهبوا بي علي عم زخاري حلاق الصحة فقام بربط رجلي بأهمال ومن يومها وانا بعرجتي هذه !!
رد عليه ابن اخيه وهو يبتسم له ويصب الماء عليه : ولا يهمك يا عماه انت زي الفل ،   بس عايزين نزوجك قريبا .....
فيضحك العم ويرد عليه : البنت سكينه تغيظيني وتقول لي  كان وده ياكل خرفان وكان وده ينام عرقان لاني لم اتزوج بعد وانا ارد عليها المكلومه ،  يسدوا بيت ابوكي بطين يا بعيده ، لكن  اخاف لتذهب وتقول لأبيها !!
فيضحك ابن الاخ ويقول :  لا تخاف سأكسرلك رقبتها .........
وبعد ان انتهى من الاستحمام وتنشف ، قال له ابن الأخ :  هي ألبس وتعالي كي اعطيك هديتك .....
يلبس ملابسه البسيطه وهي عبارة عن جلباب من القماش العادي كانت دائما تخيطه له زوجة اخيه التي كانت دائماً تعطف عليه ,,,,
يأتيه ابن أخيه  بالهدية الموعوده وهي عبارة عن حذاء جديد ، فيفرح فرحاً شديداً ويقول له هذا لي انا ؟  من زمان وقد أتعب قدمي مركوب الجمال  هذا ، فقد كان خشناً علي رجلي وكثيراً ماسبب لي الألم ، ربنا يبارك فيك يا ابن اخويا ، لكني سأخبيه حتي لا يراه اخويا الشيخ ابراهيم فيأخذه مني !!
فيرد عليه ابن اخيه في استنكار  : لا تخاف يا عماه انا سوف احدثه واقول له اني اشتريته لك بدل المركوب البالي الذي كنت تلبسه ....
كان قد جاء موسم الفيضان وكانت مياه النيل  تُغرق اغلب مناطق القرية وكان منسوب المياه يصل لمستوى مرتفع في الحقول ، ويزداد رشح الجدران في البيوت من المياه فيؤدي ذلك الي خروج العقارب دائما من جحورها وشقوقها ،،،،،
فكان الدار كل حين تظهر فيه العقارب خاصة في الظلام  ،،،،،،
رأت ابنة اخيه العقرب يدخل الي الغرفه التي يجلس فيها فنادت ابنة عمها الكبري  سكينه وقالت لها : اسرعي وقولي لأمي ان العقرب دخل عند عمي سعد ؟؟
فردت عليها في حده : اتركيه لعله يقرصه ونستريح !!
فسمعها العم وقال لها : ان شاء الله تأكُلك انتي وتخلصنا من وشك الفقر ......
عادة كان يحب قبل ان يخرج في الصباح ان يجلس عند الفرن بجوار سماح ابنة اخيه التي تعطف عليه  كانت تصنع الخبز صباحا بعد الفجر مباشرة وكان يحب ان يحكي  معها ويتسامرا سوياً  وتعطيه الخبز والجبن ويفطر بجوارها فيأتي اخيها مصطفي ويجلس بجوارهما قبل ان يذهب لعمله في المدينه ، وقبل ان ينصرف يسأله لو كان يريد شيئا ،،،،،،
فقال له العم في استحياء  : نفسي في  الكازوزة  لكن بشرط ان تأتيني بها خُفية !!
فتبسم الشاب وقال  : غالي والطلب رخيص ياعماه ,,,,,,
هذا اليوم قد عاد مبكراً من الحقل علي غير المعتاد وكان يتصبب عرقاً فدخل سريعاً الي الحمام  يصب الماء فوق رأسه ، وظل يرتعش ودخل أرتمي علي دكته واضعاً بجواره حذائه الجديد والناي وبعض ملابسه ،،،،
ظل هكذا لنهاية اليوم نائماً ، وحرارة جسمه تشتد عليه ، تأتي اليه زوجة اخيه او سماح بالطعام فيأكل القليل ويرجع الي نومه مع بعض الهذيان ,,,,
ذهبوا الي اخيه الشيخ ابراهيم واخبروه بمرضه فقال لهم في عدم اهتمام ولا مبالاه  : انه مثل الجن لعله أُصيب بضربة شمس ، غداً سيصبح معافى لا داعي للقلق !!
استيقظ من نومه يتأوه  مرتعشاً ، فوجد ابنة اخيه الصغري فقال لها أُريد بعض الماء ...
فاتت له بكوب الماء فصرخت فيها سكينه وقالت : لعله مُصاب بمرض معدٍ ، اعطيني الكوب واذهبي انتي ،  فصبت الماء في الطبق الذي يأكل منه وقالت بنبرة الأمر: اشرب !!
فنظر لها في وهن وضعف ولم يتكلم  واخذ يشرب من الطبق كأنه كلب لاهث في حرارة الرمضاء ...
جاء الفجر وهو مازال نائماً لا يحرك ساكناً فأقتربت منه ابنة أخيه فحركته فوجدته قد ودع دنياه مع اذان الفجر ، فنادت علي عمها وذهبت اليه تبكي فرفع الغطاء عنه وقال : ان لله وانا اليه راجعون ،،،،
جاء ابن أخيه مصطفي فوقف أمامه باكياً وقال : وداعاً يا صديقي سألقاك اجلاً أو عاجلاً لنستكمل احاديث المساء ،،،،،،
واخذ الحذاء الجديد والناي وملابسه ليحتفظ بإرث صديقه البسيط ,,,,,,,,,  

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللوحة لبيكاسو

الاثنين، 12 أبريل 2010

يوم حار جدا

انطلق القطار تاركا خلفه المحطة القديمة علي الجانب الايمن بعض البيوت المتهالكه التي بدأت تختفي رويدا وحل مكانها حقول القمح وعلي الجانب الايسر الترعه بجوارها الطريق السريع ,,,,,,
اختار الجد الكهل احد المقاعد في وسط العربة المتهالكة وأجلس بجانبه حفيده صاحب الست سنوات طلب الفتى من جده ان يجلس بجوار الشباك ،،،،،،
كان الجد قد قارب علي الخامسه والسبعين ونيف لكنه محتفظ ببعض قوته الا ان نظره قد ضعف بعض الشيء يلبس الجلباب ويمسك في يده عكاز قديم يعتز به اشد الاعتزاز ، ملامح وجهه تدل علي الصرامه والهدوء في نفس الوقت  ,,,,
جلس منتصبا ساندا بكلتا يديه علي العكاز ناظرا للشباك متأملا في الطريق ,,,,
كانت الساعه قد تعدت التاسعه صباحا وبدأت الشمس تلتف تدريجيا لتطل بحرارتها الي داخل عربة القطار  فطلب من الحفيد ان يغلق الشباك فلم يستطع الفتي ان يحرك الشباك للاسفل فقد تراكمت عليه الصدأ والتراب فتيبس في مكانه ,,,,
مر القطار بقرية يزداد فيها افران حرق الطين لصناعة الطوب الاحمر فبدأ الدخان الخانق ينتشر في العربية مما زاد من حرارة الجو فأخرج الرجل منديلا كبيرا ووضعه علي رقبته حتي لا يصل العرق الي الجلباب ,,,,
بدأ الفتي يشعر بعض الشيء بالجوع فطلب من جده ان يعطيه قطعة فطير من الشنطة الصغيرة التي كانت بحوذته ، كان يضع فيها الاوراق المهمه التي من اجلها هو ذاهب الي المدينة ونظارته القديمه وزجاجه مياه وقطعتين او ثلاث قطع فطير ,,,,,
اعطي الفتي قطعة الفطير فأكلها الفتي وهو مستمتعا بالنظر من الشباك غير مبالي بحرارة الشمس والروائح المنبعثة من الطريق والقطار ,,,,
بدأ بالتدريج تظهر ملامح الحضارة علي الطريق من الناحية التي بها الطريق سيارات الاجرة الخاصه بالمدينة بعض المباني العاليه وعلي الناحية الاخري بدات تظهر البيوت وتختفي الحقول والبيوت الريفيه الصغيرة
قال الجد للفتي استعد لقد دخلنا المدينه وطلب منه ان يمسح يديه من بقايا الاكل ,,,,,
اخذ القطار يهدء من سرعته وازدادت حركة الناس داخل القطار رغم عددهم القليل كلُ يستعد ومتجه الي اخر العربه باتجاه الباب ,,,
قام الفتي كي يفعل مثل مايفعلون فأمسك الجد يده وقال له انتظر حتي يتوقف القطار !!
دخل القطار الي محطة المدينة وازداد الضجيج وحركة الناس هذا قطار قادم من الشمال وهذا اخر يقف لتغير الماء وباعة الجرائد والشحاذين وبعض عساكر الجيش ,,,,,
كانت الساعه قد وصلت للحاديه عشرة ظهرا وبدأت الشمس تتوسط السماء وترتفع حرارة الجو ، امسك الجد بيد الفتي وقال له لا تترك يدي ابدا ، خرجا من النفق الي باب المحطه الرئيسي لا يزال الفتي مندهشا من الزحام سائقين سيارة الاجرة يهتفون ويحاولون حمل الامتعه عن المسافرين وسيارة للشرطة منتشرة في الميدان وهذا كوبري اول مرة يراه ,,,,,
تحرك الجد بحذر ممسكا بيد حفيده كي يمروا الي الجانب الاخر من الميدان  ناظرا يمينا ويسارا خوفا من حالة الفوضى والتلاحم من البشر والسيارات,,,,
كان الجد قد جاء الي المدينه لكي ينهي بعض الاجرائات القانونية الخاصه بمعاش ابنه الذي توفى مؤخرا اثر حادث اليم وقع له وقد ترك هذا الابن زوجه وطفل هو حفيده ولا يوجد غيره من يقوم بهذه الاجرائات اللعينه فقرر ان يقوم بها بنفسه حتي يحفظ حق الارملة والطفل ,,,,
كانت الشركة في شارع قريب من ميدان المحطه فقرر ان يذهب اليها ماشيا علي قدميه موفرا اجرة السيارة ولعله لو انتهي مبكرا يشتري بعض الحاجيات لحفيده وزوجة ابنه ,,,,
وصلا الي الشركة فوجدها كثيرة الغرف والمكاتب واناس يروحون واخرين يأتون لا يدري اين يذهب !!
فأخرج الورق من شنطته الصغيرة وذهب الي اول مكتب يراه ,,,
كانت سيده متوسطة العمر امامها جهاز كمبيوتر فبادرها قائلا : ارجو ان تساعديني فلي ابن ......
فنظرت له وقالت ماذا تريد اذهب للاستاذ فلان انا غير مختصه بهذه الاشياء
فقال لها واين اجده بارك الله فيكي
فقالت المكتب التالي علي اليمين ,,,,
ذهب الي المكتب فوجده مليء بالموظفين وسأل علي ذلك الرجل الذي اعطته السيدة اسمه فقال له اول موظف انه في مكتب المدير وقادم حالا انتظره قليلا !!
وقف منتظرا وقد تعدت الساعه الثانية عشرة ب خمسة عشر دقيقه
قال له الفتي اريد ان اذهب الي الحمام ....
فقال له ألا تستطيع ان تصبر قليلا يا ولدي حتي ننتهي 
فعبس وجه الفتي وقال له لا استطبع
فسأل علي مكان الحمام وذهب به وعندما انتهي الفتى من قضاء حاجته  عاد مجددا الي نفس الغرفة ,,,
سأل مرة اخري عن الموظف فقالوا له لقد جاء من لحظات لكنه قد يكون ذهب للاستعداد لقضاء صلاة الضهر !!
نظر الي الساعه فوجدها مازالت الثانية عشرة واربعون دقيقه ومازال علي اذان الضهر عشر دقايق اخري ؟
قال : بارك الله فيك يا ولدي نحن من بلد بعيده ألا يوجد احد اخر يقضي لي حاجتي ويحل لي مشكلتي
فنظر اليه الموظف مندهشا وقال : الصبر يا والدي الصبر !!
تلفت حوله باحثا عن كرسيا يجلس عليه فوجد واحدا في اخر الغرفة فذهب وجلس عليه وظل منتظرا  متكئأ علي عكازه في هدوء وصبر ,,,
بدأت حرارة المكان ترتفع بشكل ملحوظ والمراوح لا تأتي الا بهواء ساخن فأخرج المنديل ثانية واخذ يجفف عرقه
الساعه تعدت الواحده وربع ولم يأتي الموظف
ظل هادئا  وقد بدأ المكتب تخف فيه حركة الموظفين تدريجيا اخرج نظارته الطبيه العتيقه وقام بتنظيفها ولبسها وظل ينظر للساعه قد وصلت للواحده والنصف ,,,,
اخيرا جاء الموظف رجل بدين يتصبب عرقا وجه ممتلئا بالشحوم له شارب دقيق مرتديا ذلك النوع من البدل الصيفيه ذات النصف كُم مشمرا بنطاله لابسا ( شبشباَُ) ممسكا في يده كوب شاي وسندوتش و  كلما يمشي خطوة يظل يمازح هذا ويعاكس تلك
قال له الرجل ممسكا بالورق الخاص به : يا ولدي انا لدي مشكله لقد توفي ابني منذ شهرين وفي التأمنيات قالوا لي لابد ان انهي بعض الاوراق هنا وانا قادم من بلد بعيده !!
نظر له الموظف عابسا قائلا : عذرا يا والدي لماذا جئت متأخرا لقد انتهت مواعيد العمل الرسمية أرجو ان تأتي مبكرا ولا تتأخر ثانية !!
احس الرجل بالحسرة ولكنه لم يرد غير بحسبي الله ونعم الوكبل
أمسك الفتي من يده وقال له هي بنا يا بني ....
خرج من البناية فوجد الشمس قد وصلت كبد السماء وازداد لهيبها علي روؤس العباد فوضع منديله علي رقبته وقال انه يوم حار جداا هي بنا ,,,,,,,,

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللوحة لبيكاسو

السبت، 10 أبريل 2010

المنديل

جلست مع نفسها في غرفتها واخذت تفتش في صندوق ذكرياتها بعض الصور القديمه والخطابات واجزاء من صحف مر عليها اكثر من ثلاثين عاما تحول لونها للاصفر وبين هذه الذكريات وجدت ذلك المنديل ,,,,,
اصبح لونه اقرب الي الاصفر الباهت وعليه بقع من الدماء تجمدت وتحول لونها للبني ....
مسكت المنديل وقربته من انفها لتشم فيه رائحة السنين وتسترجع ذكريات مضت عليها اكثر من اربعين عاما ،،،،،
كانت تسكن هي وزوجها وطفلتها الرضيعه  في احد المراكز القريبه من المدينة التي تبعد عنها بعض الاميال والمركز ليس بالقرية ولا بالمدينه او اشبه بالمدينه الصغيرة وكان المنزل صغيرا في بيتا مشتركا مع بعض الجيران الطيبين ,,,,,
كان الزوج يعمل في المدينه  وكانت هي تقيم في المنزل لوحدها مع طفلتها ودائما لا يخلو عليها البيت من بنات الجيران الصغيرات الاتي يحببن جداا ان يلعبن مع الطفلة الجميله ،،،،،،
كان يوما شتويا شديد البروده فرغ الزوج من غدائه وجاء موعد عمله الذي سوف يتاخر فيه لليوم التالي
قبل طفلته وحملها قليلا لكي يداعبها وودع زوجته وانصرف ,,,,,,,
ذهبت هي  لتنظيف البيت  وتركت الطفله الجميله نائمه كالملاك الصغير كانت دائما تشبهها بالممثلات الفرنسيات لانها كانت ذات عينين زرقاوين شديدتا الجمال وشعر اصفر مسترسل علي وجهها الابيض وعلي عينيها رغم صغر سنها  كانت عندما تبكي يشتد احمرار وجهها وتلمع عينيها  مما يفزع الام ويجعلها تخاف عليها,,,,,
انشغلت عنها وتركتها نائمه في سبات عميق وبعد فترة من الوقت جائتها احدي بنات الجيران كانت معتادة دائما ان تأتي اليها ليلا كي تؤنس  الام في وحدتها وتلعب مع الطفله الجميله ،،،،،
دخلت الفتاه عليها وسألتها اين الطفله أمازالت نائمه اود ان العب معها !!
قالت لها انها نائمه منذ فترة طويله ولم اسمع لها صوت تعالي نذهب لنوقظها ......
دخلت علي طفلتها ذات التسعة اشهر  فوجدتها في حالة غريبه الدموع تمليء عينها وتنتفض بشدة  ولا تكاد تقوى علي البكاء ,,,
فزعت اشد الفزع علي طفلتها وهي وحيدة غير قادرة علي التصرف حملتها في حضنها وذهبت الي جيرانها كي يذهب احد يحضر الزوج من عمله ,,,,,
حضر الاب  واخذ زوجته وطفلته الي اقرب طبيب والطفله تذوي وتضعف ويزداد حالها سوءا ...
نظر الطبيب الي الطفله وفحصها وقال لا استطيع ان اميز مابها انها حاله غريبه !!
بكت عليها واحتضنتها بشده وبدأت الطفله تنزف دما من انفها وهي ترى طفلتها الجميله ترحل في هدوء رويدا رويدا بعيدا عنها ,,,,
مسكت منديلها الممزوج بدموعها ومسحت به هذه الدماء الملائكيه
وماهي الا لحظات  ورحل الملاك الصغير مودعه هذه الدنيا بخيرها وشرها بأفراحهها واحزانها كي تنعم في حياة اخري ليس بها مكان للحزن والشقاء والشر ,,,,
اخذها الاب ومعهما طفلتهما وذهبا الي قريتهم الصغيرة كان الوقت ليلا وقد بدأت السماء تنزل غيثها القليل من المطر ابتهاجا بالطفله  وعزائا للام واستبشارا ,,,,,
دخلوا عليها واخذوا الطفله بعيدا عنها بعد ان ودعتها كي يبعدوها عنها ويخففوا من حزنها ،،،،
فتمسكت بمنديلها الذي كان في حضن الطفله ولم تتركه لهم ،،،،،

فما تبقي منها سوي صورة جميله وهذا المنديل
حملوا المصابيح الليليه،،،،

ازداد غيث السماء رويدا ، واودعوها الي جوار من سبقوها في القبر  ,,,,,,,,,
امسكت المنديل وتنهدت قليلا وارجعته الي صندوق الذكريات ،  واغلقته ووضعته في مكانه مرة اخري ,,,,,,,

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللوحة لريمبرانت

الخميس، 8 أبريل 2010

سعاد ماسي ( قيثارة الصحراء )




اول مرة سمعت هذا الصوت الجميل كان من اربع سنوات علي ما اعتقد ، كانت رائعتها مسك الليل وادهشني ذلك الصوت الرائع الجميل 
انها سعاد ماسي قيثارة الصحراء  ,,,,,,
صوت رائع اول ماتسمعه لاول وهله تحس انك تسمع  مزيج من صوت الفنانه فيروز في قوة صوتها الجبلي والاداء الخيالي  ورقة وعذوبة صوت الفنانه ورده الجزائرية  
سعاد ماسي من مواليد الجزائر وكان لها نشاط سياسي مما عرضها لاكثر من مرة للتهديد بالقتل وانتقلت الي فرنسا ولها حفلات عدة هناك وجمهور كبير من المعجبين  لكن شعبيتها في الوطن العربي محدوده الا في الجزائر ومصر ,,,,,
تقوم بنفسها بتلحين اغانيها وبارعة في العزف علي الجيتار  من اشهر اغانيها مسك الليل والراوي وخلوني وياقلبي وراني رايحه وبعض الاغاني باللغه الفرنسية تميزت بالمزج بين الموسيقي الشرقيه والغربية  ,,,,,,
كان لها حفله في مصر منذ فترة في حديقة الازهر وأول حفالاتها في مصر علي ما اعتقد في  الاسكندريه منذ عامين.



غير انت واحلي الذكريات  ،،،،،،،،

الثلاثاء، 6 أبريل 2010

خريف فرعون

عندما قرأت رائعة الكاتب جابريل جارسيا ماركيز خريف البطريرك تخيلت انه جائه هاتف من المستقبل يصف له حال اثنين وعشرين بطريركا  يحكمون اوطانا  من المحيط الاطلسي الي الخليج العربي ، تمنيت لو انه قام بتغير اسمها الي خريف فرعون  وليس خريف البطريرك فقد مس داخلي اوتارا حركت تفكيري تجاه هذا الفرعون الذي يحكم لاجيال واجيال ولا يموت يهرم في العمر وينقلب شابا مرة اخري ، تحاك حوله المكائد والأنقلابات وينتصر اخيرا علي اعدائه وينتصر دائما علي شعبه سواء شعبه جعله الهاٌ او بغضه قابضا علي صولجان الملك لا يكاد ينفك عنه كأنه سوف يبعث عليه ملتصقا بكرسي عرشه ,,,,,,,,
ليس له عصر بل هو ممتد في كل العصور نتاج واقعي ومنطقي للجهل والفقر والقمع الذي تعودت عليه الشعوب المحرومة دائما من ابسط حقوقها قد يكون هو ضحية نفسه لكنه هو نتيجه منطقية في حد ذاته
يستمد قوته من الخارج لانه يحقق مصالحهم في الداخل كان البطريرك هكذا يحميه اصدقائه الشمالين في امريكا لانه يسهل لهم الاستثمار في وطنه علي حساب شعبه
كان البطريرك ايضا ويالا الصدفه كان قد تولي بعد انتحار سلفه هو وعائلته خوفا من انقلاب نفذه الانجليز وقاموا بتعينه ومساندته وهو الشخصيه الدمويه الطاغيه الجاهله في نفس الوقت ,,,,,
كان بعد كل انقلاب او محاولة اغتيال فاشله يخرج للناس محاولا خداعهم بالبيانات والخطب الرنانه الطويله تكون هذه الخطب ايذانا ببدء حملة اعتقالات دمويه واسعه  !!!
كان عاشقا للاستفتائات ونتائجها علي شكل اوراق اليناصيب تسحب علي توليه القياده لفترة اخري لكنه كان يعتقل طفل او اثنين من كل بيت يقوم بسحب اليناصيب حتي يتم كتابه نعم للبطريرك حتي اكتشف ان السجون مملوئة بألاف الاطفال فيثور الناس علي اختفاء اطفالهم فيأمر بتجميع الاطفال وحشرهم في مركب ضخم وتفجيره في عرض البحر حتي يمسح اي اثر لهم وكان هذا بايعاز من احد الجنرالات المساعدين له ....
فيكتشف ان هذا الرجل قام بكل هذا حتي يعلم الناس بما فعل قائدهم ويثورون ضده فيأمر بشوي مساعده وتقديمه كوجبة عشاء ضخمه ودمويه لحاشيته من الجنرالات حتي يكون لهم عبرة ,,,
أما اسرة  البطريرك فتتمثل في امه الذي اعطاها لقب الام المقدسه للوطن ويجعل منها الواصيه بتوزيع الهبات ويذهب اليها كالمخبول شاكيا لها لماذا هو ليس محبوبا !
 وبعد مرور مائة عام من السلب والنهب  والقهر والتعفن الاقتصادي  تنفد كل ثروات هذا الوطن  ولم يبقي الا البحر  !!!!
ورغم ذلك يقوم باعطأء كل السواحل للامريكان خوفا من تهديدهم بانزال المارينز علي حدوده واسقاطه عن عرشه
ويبقي وحيدا هرما في احدى الجزر في البحر ويظل الخوف محاطا بالناس من عودته شابا مرة اخرى  وقائدا
منتظرين دائما ان يتم الاعلان ان زمن الابدية قد بلغ نهايته لكي يتفجر الفرح في الشوارع  .......
انها مراة للواقع السلطوي والقمعي والجهل في ازمنه واماكن متغيره فلا فرق بين البطريرك او الفرعون .

الاثنين، 5 أبريل 2010

الطيف

مايقتله من ألم وجروح في صخب وضحكات وهمية مع اصدقائه يبعثه هدوء عزلته مع نفسه مرة اخري ,,,,,,,
يظل ضاحكا مستبشرا في وجوه من حوله رغم مايحمله من ألم داخله وان لم يكن ألمه وحده فهو يحمل الكثير من ألام الاخرين من المقربين اليه لكنه لا يجد من يحمل عنه اليسير  ....
قد يكون خطأه او خطأ الاخرين ,,,,,
تارة يوزع للاصدقاء النصائح وتارة يوزع عليهم مواساته ومعزيا اياهم عن هموم الحياة وكبدها لكنه ابعد مايكون عن مواساة نفسه ,,,,,
يصبح كالطفل العابث والضاحك دائما بين يدي من أحبها وتمني ان يظل باقي عمره معها رغم يقينه ان ماهي الا لحظات وسيصبح عابر سبيل ... يظل معلقا بها  لا يبالي بمرور الزمن من حوله حتي لا يترك نفسه فريسه للوحده والعزله تنهش ماتبقي من عمره ,,,,,
يمشي في طريقه موزعا ابتساماته  في هدوء ناظرا للدنيا باستهزاء ما انتي الا متاع الغرور وما انا الا زائرا ادخل من باب ومودعا من الاخر ,,,,,,,,
فقد اليقين  بكل الحقائق بالحب والامل والغد  والاصدقاء .....
وازداد يقينا بالرضا والقدر والموت  وقبلهم بالخالق الوهاب  ,,,,,,,,,
يتحمل طعنات الحياة في صمت تاركه اثارها الغائرة بدون ان تجد الكراهية سبيل الي المطعون ...
وينظر لنفسه مندهشا لما كل هذا ألم يكتفوا بعد ماهو الا قليل وينفض الصراع يرونه بعيدا ونراه قريبا !!!!
يضحك مرة اخري مع اصدقائه يحاول ان يبعث السعادة كالجوكر  في ملهى الدنيا الكبير   يخرج مافي جعبته من افانين وسحر ليجد حلولا لالغاز الحياة قد ينجح وقد يفشل لكن دائما يوحي لمن حوله انه النجاح حتي لا يعرف الحزن طريقا الي القلوب ,,,,
لكنه فشل في ايجاد حلولا لالغاز قلبه !!!!
فجاة يخفت الضوء  ويمر سريعا كالشهاب في السماء يتلاشى ويختفي ويموت تاركا بقايا ضوء وزكريات
ماهو الا طيف ؟؟؟

الجمعة، 2 أبريل 2010

الراوي



في نفس هذا الوقت من العام وفي نفس المكان يأتي الراوي الي قريتنا ليلتف حوله اهل القرية رجال وشباب واطفال ممسكا بالربابه  مركزا بصره في الجمع الذي التف حوله تارة ينظر لهذا وتارة ينظر لذاك جلست بعيدا استمع اليه لعله يأتي بجديد هذا العام لكنه لم يفعل كما كنت متوقعا
اخذا يشدوا وينغم في حكايات عنترة بن شداد وعبله وابو زيد الهلالي والزناتي خليفه وعلي الزئبق  والناس حوله في اشد الاعجاب كأنهم يسمعون هذه الحكايات لأول مرة يتمايلون ويتمتمون  خلفه ,,,,,,,
ومر الوقت سريعا لكنه لم يكمل الحكايات واعدا الجمهور باستكمالها في اليوم التالي طالبا منهم ان لا يتخلف احد !!!!
انتظرت حتي انفض الجمع والجمهور وذهبت اليه ....
اعتدل في جلسته ونظر الي كأنه يريد ان يقول ماذا تريد لقد انتهيت اليوم وتعالي غدا في الموعد !
قلت له : الم تمل بعد
ابتسم كالذي يريد ان يسألني وما شأنك انت !!
قلت له : سأقول انا لك روايات اكثر بهجه  قد تعجبك وترويها للناس من حولك ,,,,,
أروي لهم : عن ارض يفسد فيها وتسفك فيها الدماء يوميا
عن عصر يبعث فيه يوميا مائة قابيل لكي يقتل او يجرح اخ له
عن عصر انتشر فيه زوجات نوح ولوط
عن عصر اصبح فيه يهوذا الخائن لصديقه ببضع دراهم مثل يحتذى به
عن عصر يصلب فيه المسيح الاف المرات ولا احد يبالي به
عن عصر انتشر في كل وطن من اوطاننا فرعون وهامان وقارون من جديد
عن عصر  اصبحت فيه الشعوب في اوطاننا اكثر استخفافا من شعوب فرعون والعالم القديم
اروي لهم عن :
عن عصر تبكي فيه الكعبه دما علي استارها تنعي حال المسلمين والاقصي يصرخ ويتألم الاسر المهين
عن عصر يقتل فيه الاطفال كل يوم ما لذنب الا بسبب لون بشرتهم او ديانتهم او جنسياتهم
عن عصر تغتال فيه احلام فتاه مأوده ولا احد يسألها حتي بأي ذنب قتلت
عن عصر تبكي فيه الام ابنها الغارق في عبارة موت او زوجا محروقا في قطار تعيس
عن عصر يذهب فيه الشباب لرحلات ذهاب بلا اياب في رحلة موت والحاكم ينزع عنهم لقب شهيد
اروي لهم عن :
عن شاب قتلت احلامه علي صخور اليأس والعزله  ,,,,,,,,,
نظر الراوي وابتسم ألي وقال : يافتي الناس لا يستمعون ولا ينصتون الا الي ابو زيد الهلالي وعنتر وعبله وعلي الزئبق ،،،،،،،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللوحة لفان جوخ