الجمعة، 2 أبريل 2010

الراوي



في نفس هذا الوقت من العام وفي نفس المكان يأتي الراوي الي قريتنا ليلتف حوله اهل القرية رجال وشباب واطفال ممسكا بالربابه  مركزا بصره في الجمع الذي التف حوله تارة ينظر لهذا وتارة ينظر لذاك جلست بعيدا استمع اليه لعله يأتي بجديد هذا العام لكنه لم يفعل كما كنت متوقعا
اخذا يشدوا وينغم في حكايات عنترة بن شداد وعبله وابو زيد الهلالي والزناتي خليفه وعلي الزئبق  والناس حوله في اشد الاعجاب كأنهم يسمعون هذه الحكايات لأول مرة يتمايلون ويتمتمون  خلفه ,,,,,,,
ومر الوقت سريعا لكنه لم يكمل الحكايات واعدا الجمهور باستكمالها في اليوم التالي طالبا منهم ان لا يتخلف احد !!!!
انتظرت حتي انفض الجمع والجمهور وذهبت اليه ....
اعتدل في جلسته ونظر الي كأنه يريد ان يقول ماذا تريد لقد انتهيت اليوم وتعالي غدا في الموعد !
قلت له : الم تمل بعد
ابتسم كالذي يريد ان يسألني وما شأنك انت !!
قلت له : سأقول انا لك روايات اكثر بهجه  قد تعجبك وترويها للناس من حولك ,,,,,
أروي لهم : عن ارض يفسد فيها وتسفك فيها الدماء يوميا
عن عصر يبعث فيه يوميا مائة قابيل لكي يقتل او يجرح اخ له
عن عصر انتشر فيه زوجات نوح ولوط
عن عصر اصبح فيه يهوذا الخائن لصديقه ببضع دراهم مثل يحتذى به
عن عصر يصلب فيه المسيح الاف المرات ولا احد يبالي به
عن عصر انتشر في كل وطن من اوطاننا فرعون وهامان وقارون من جديد
عن عصر  اصبحت فيه الشعوب في اوطاننا اكثر استخفافا من شعوب فرعون والعالم القديم
اروي لهم عن :
عن عصر تبكي فيه الكعبه دما علي استارها تنعي حال المسلمين والاقصي يصرخ ويتألم الاسر المهين
عن عصر يقتل فيه الاطفال كل يوم ما لذنب الا بسبب لون بشرتهم او ديانتهم او جنسياتهم
عن عصر تغتال فيه احلام فتاه مأوده ولا احد يسألها حتي بأي ذنب قتلت
عن عصر تبكي فيه الام ابنها الغارق في عبارة موت او زوجا محروقا في قطار تعيس
عن عصر يذهب فيه الشباب لرحلات ذهاب بلا اياب في رحلة موت والحاكم ينزع عنهم لقب شهيد
اروي لهم عن :
عن شاب قتلت احلامه علي صخور اليأس والعزله  ,,,,,,,,,
نظر الراوي وابتسم ألي وقال : يافتي الناس لا يستمعون ولا ينصتون الا الي ابو زيد الهلالي وعنتر وعبله وعلي الزئبق ،،،،،،،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللوحة لفان جوخ

ليست هناك تعليقات: