الأحد، 24 أبريل 2011

حتى أخر لحظة



نفس نفق السكك الحديديه القديم والمهجور ،،
لم يتغير  ،حتى عبق الاحجار القديمه كما هو يملىء المكان ،،
مازالت شجرة التوت قائمة بجوار النفق تقاوم الزمن ورياح الخريف والشتاء ،،
كان اليوم خريفياً ، الشمس ساطعه لكن تعاكسها بعض السحب  الخريفيه فتسطع تارة وتغيب تارة اخرى ،،
أوراق الشجر تتطاير علي جانبي الطريق وثمار التوت لم تجف بعد منتظرة ان تموت في الشتاء وتحيا من جديد في الربيع  ،،
وقف ينظر من بعيد ، قد مر وقت طويل على اخر مرة جاء فيها الى ملعبه القديم ،،
تقدم به العمر ، أحس انه شاخ مبكراً رغم انه مازال في عقده الرابع ، لكن يوجد في الحياة ماهو اقوى من عوامل الزمن التي تجعل الشيخوخه تقترب قبل الاوان ،،،

حتى أخر لحظة ،،،
أتفقا أن يظلا ملتصقان حتى أخر لحظة من العمر ،، أنه العهد كتباه بدمهما الطاهر البريء وهما يلعبان في نفس هذا المكان ،،
حتى أخر لحظة ،،
سأظل أحبك ،، لا أنساك ،، لن يمتلك قلبي سواك ،، لن انظر ولن استمد النور سوى من عيناك ،،،
همسات وتنهدات وضحكات تحت المطر ،، بين الطيور المهاجرة على رمال الشاطيء في نهاية الخريف ، حيث يبقى البحر بحدوده اللانهائية ملكاً لهما ،،،
حتى أخر لحظة سأظل احبك ،،،،
نظر للصبي والفتاة وهم يتمشيان على شريط السكك الحديديه ويمسكان ايديهما ،،
احس انه يسمع همساتهم قبل ضحكاتهم العاليه ،،
يلعبان ويركضان علي الجسر القديم ،
يجلسان سوياً علي الحجر العتيق بجوار النفق ، يخرجان اقلامهم الملونه ويرسمان ويشخبطان علي صفحات حياتهما البيضاء ،،
يتركها ويتسلق شجرة التوت وهى تقف اسفلها تستحلفه ان لا يسقط ،،
يُلقي اليها بالتوت القرمزي الجميل وهي تضحك ولا يسمع اسرارهما سوى الطيور  ،،
يحفران سوياً علي الحجر العتيق احلامهما ،،،

حتى اخر لحظة ،، والتوقيع اول حروف اسمهما ،،
لا يديران بالاً للزمن ولا للغدر الأيام متطمئنان فقط انهما يملكان تلك اللحظه ولا يشاركهما فيها أنسان ،،
لكن لا يعلمان ماهو قادم في المستقبل والأيام ،،
أقترب وكلما أقترب يختفيان رويداً رويداً ، وتبعد اصوات الضحكات وحتى الطيور ،،
وصل الي الحجر العتيق ولم يجد شيئاً ، سوى نقوش من الأحلام ،،،

حتى أخر لحظة ،،، 
وتوقيع قديم بدأ يبهت بفعل الزمن والأيام ,,,,,

الخميس، 21 أبريل 2011

بائعة الفل

الشمس تتوسط كبد السماء ، وترسل قيظها الحارق فوق الروؤس ،،،
مازالت تجوب الميدان ذهاباً واياباً وتقفز بخفة الفراشات بين السيارات في أشارات المرور المتعددة كي تبيع أكبر قدر من أعقاد الفل والمناديل الورقية وتعود الى أمها واخواتها بربح بسيط ،،،
العرق ينساب من جبينها الرقيق كقطرات ندى تزين وريقات الورود والازهار ، رغم الحرارة الشديدة فدائماً تشعر بالهدوء ، يرتسم على وجهها أبتسامة دائمة لا تفارقها ،،،
ورقة جديدة فئة المائة جنيه مطبقة تتطاير مع غبار السيارات تلمع أحياناً تحت أشعة الشمس ،،،
تلتقطها عينا الفتاة الرقيقة بائعة الفل ، وظلت تتبعها وهي تسعى للوصول اليها قبل أن يصل اليها احدٌ غيرها ، تعبر من سيارة الى سيارة اخرى وهي ممسكة بأعقاد الفل ،،،
أقتربت منها وتنفست الصعداء وانحنيت كي تلقطتها وانحنيت معها ضفيرتها السوداء الطويلة ، وامسكتها بيديها ، لأول مرة تشعر بملمس تلك الورقة رفيعة المقام ذات الملمس الناعم حادة الاطراف ،،،
أطبقت عليها بكفها الرقيق ، تحلم بأن تأخذ الورقه لأمها واخوتها كي تفرحهم وتأمل أن تعطيها أمها جزء منها قد يكون ثلاثون جنيهاً او حتى عشرون جنيهاً ، تشتري به حذاء صغير رخيص او تخرج مع صديقتها وياكلن في احد المطاعم ،،،،
أحست بيد قاسية تقبض على ذراعها النحيف الرقيق ، اليد ساخنه كحرارة الشمس ،،،
تسارعت أنفاسها ثم توقفت عندما رأتها ، فتاة قوية خشنة الملامح ينطلق من عينها الشرر ،،،
نظرت لها بائعة الفل بعينان أغرورقت فيهما الدموع وقالت : أنها لي سوف أعود بها الى أمي ، أنني وصلت اليها قبلك ، يدي تؤلمني أرجوكي اتركيني ....
أحكمت الفتاة القوية قبضتها على يدها ، وبدأ الفل يتساقط وينفرط من أعقاده ،،،
قد تضربها او تشدها من شعرها وتسقطها في وسط الطريق ، يا الهى انها شرسة وشديدة القبح ....
الشمس تزداد توهجاً وقيظاً ، وبائعة الفل تتصبب عرقاً ، والفتاة الشرسة تكاد تنقض على ورقة المائة جنيه ....
فجاة تفك الفتاة القبيحة قيود بائعة الفل الصغيرة ، أنه ذلك الرجل صاحب كشك الحلوى والسجائر ،،،
ينهر الفتاة الشرسة ويطردها ، فتخاف الفتاة وتقبض على شفتيها في غيظ وتتمتم بألفاظ غير مفهومة وتنصرف ،،،
تشعر بائعة الفل الصغيرة بحريتها ويهدأ قلبها ، وشكرت الرجل صاحب الكشك وهمت بالأنصراف ،،،،
يداً أشد غلظة وقسوة تقبض مرة أخرى على الذراع الصغير النحيف ، يداً اكثر خشونة تعتصرها وتكاد تجرح الفتاة الصغيرة ،،،
أنه الصوت الذي أخاف الفتاة القبيحة يقول : الى أين يا سارقة لقد سقطت تلك الورقة من أحد زبائني ....
قالت بعد أن انتكست : انها لي صدقني لقد وجدتها أنا وسوف أعطيها لأمي ، كيف سقطت من احد زبائنك ودكانك بعيد عن هنا !!
يضحك وتظهر تلك الأسنان الصفراء القبيحة يتوسطها سنه فضية تزين ذلك القبو المظلم ويقول : قلت لكِ أنها لي ، أتذهبي أم أنادي أمين الشرطة أنه صديقي ، سياخذكِ تحري ويمنعك من بيع الفل والمناديل هنا ، هي أذهبي قبل أن ينفد صبري ....
تشعر بائعة الفل الصغيرة بالعجز لن تسطيع مجابهة ذلك الرجل ،،،،
سالت دموعها ، لم تستطيع أن تمسحهم ، دموع ساخنه أكثر سخونة مش اشعة وقيظ الشمس ،،،
لملمت أعقاد الفل التي سقطت منها ،،،
جلست في وسط الميدان تحت الشجرة الصغيرة ، والسيارات والجميع يدورون حوالها ويزداد الصخب ، والشمس تستأنف رحلتها للغروب ,,,,,, 


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللوحة لبيكاسو

الأحد، 17 أبريل 2011

أحضان الظلام

غرفة مظلمة ، بها شباك صغير يدخل منه ضوء القمر ، يتقطع كل حين بسبب سحابة ليلية ،،،،
يقطع صوت السكون في الغرفة أصوات غريبة لاخرون يسكنون غرف مظلمة أخرى مجاورة ، صرخات وضحكات ، وهمهمات ، وحراس يتبادلون الحكايات  ،،،،
رائحة الرطوبة تنبعث من جنبات الغرفة ورائحة بشرية لأناس كثر قد عاشوا ذلك الظلام ،،،،
في الجانب الأيمن من الغرفة سرير وفي المقابل شيء رث مفروش على الأرض ،،،،،
أنفتح باب الغرفة ، احدث صوتاً ثقيلا كحشرجة القطار الذي يهم بالأنطلاق لكنه لا يستطيع ،،،
يدخل ساكن الغرفة ثم ينتظر قليلاً ،،،
تظهر يدٌ غليظة تفك أولاً القيود عن يد ساكن الغرفة ثم يغلق الباب ،،،
نفس صوت الحشرجه الثقيلة واحتكاك الأقفال ببعضها ،،،،
دقات قلبه بطيئه ، حاول أن يتنفس بيسر لكنه أحس أن الظلام يطبق بيده على صدره يحرمه من ذلك الهواء الضئيل ،،،
أشيب الشعر تظهر تجاعيد الزمن على وجهه وذقنه الغير حليقة ،،،
نظر الى نفسه من خلال ضوء القمر المتسلسل عبر الكوة الصغيرة ، فوجد ان بنطاله قصير بعض الشيء فظهرت أقدامه نحيلة واصابع قدميه مدببة ، لم يريد أن يجلس على السرير ، لكنه ذهب الى المفرش الرث وجلس في مقابل ضوء القمر ، فأنعكس ظله الى جواره فأصبحا كأنهما سجينان ،،،،،

الظل الأول

بدلة عسكرية زرقاء ملطخة بالدماء ، وجهٌ يعلوه في جبهته رصاصة مازالت الدماء ساخنه تسيل من مكان تلك الرصاصة ،،،
صرخات وأناس يستيغثون وسيارات أسعاف ، واشلاء لجثث القتلى ،،،
نظر الى السجين وقال : ماذا فعلت ؟؟ أترى كيف تكون النهاية دائماً !!
لقد بدأت من حيث انتهيت أنا ويالها من نهاية ، كنت محظوظاً ان ترى في نهايتي عبرة لكي تتقيها ، لكنك أبيت ....
لم يحمني أحد من تلك النهاية لكنها من الأمكان أن كانت تحميك أنت ، العدل والتواضع والرحمة ، لكنك أبيت ....
لو عدلت لأمنت الان ،،،،،
لم ينطق السجين لكن اشاح بوجهه حزينا باتجاه ضوء القمر ، لكن جائت سحابة ليلية فحجبته عنه ،،،،

الظل الثاني

تنتحي السحابه الليلية جانباً فيشع القمر ضوئه ، فيتسلل الى الغرفة المظلمة ، فينظر الى اليمين فيجد ...
شاب أسمر نحيل ملامح وجهه مزيج من ماء النيل وطين تلك التربة السمراء الخصبة ،،،
بدلة عسكرية لجندي بسيط ، مازال ممسكاً بسلاحه الميري لا يفرط فيه ،،،
هتافات تأتي من بعيد تصاحب ذلك الشاب النحيل : سليمان خاطر مات مقتول ،، مات علشان ماقدرش يخون ،، الخانك أنتي يامصر ،، هيشنق نفسه في يوم النصر ،،،،
نظر الشاب الي السجين وهو ممسكاً سلاحه وقال : أين هم الان الذين قتلتني من أجلهم ؟؟
لم ينفعوك بشيء ، تخلوا عنك ،،،،
جزائي أن أحمي بلدي أن تقتلني !!
أنظر لنفسك الان أين انت ، وأين انا ؟
سنرى سوياً ماذا سيقول التاريخ عني وماذا سيقول عنك ....
لم ينطق السجين لكن اشاح بوجهه حزينا باتجاه ضوء القمر ، لكن جائت سحابة ليلية فحجبته عنه ،،،،

الظل الثالث

صوت بكاء طفل رضيع ، وهمهمة أم رؤوم تهدهد بكلمات رقيقة كي تهدىء من روع الطفل ،،،
التفت السجين الى الأم وطفلها ،،،
ملابس مبلله ، يسيل ماء البحر المالح من شعر السيدة الشابه الجميله ، فيسيل الكحل من عيناها السوداوان ، تحتضن طفلها حتى تحميه من الماء ،،،
صوت أمواج البحر العالية ، وصرخات استغاثه الى قبطان السفينة الهارب ،،،
سفينة تتكسر وتختفي رويداً رويداً في ظلمات البحر اللجي ، ومعها شباب ونساء واطفال يختفون واحداً تلو الأخر ، والأم تحتضن طفلها تأبي أن تغرق الا وهو في حضنها ،،،
أين حقي وحق زوجي وطفلي ؟؟
هكذا بادرت الأم بالسؤال ....
ذهبنا الى بلادً بعيدة كي نسعى خلف الرزق الذي ضن في وطننا ، وذقنا مرارة الغربة وهواننا على أصحاب تلك الأرض البعيدة ، وجئنا مشتاقين لوطننا كي نستريح بعض الوقت ، اذا بالفساد يغرقنا جميعاً ....
أين كنت وماذا فعلت ؟
لم تفعل شيء .... لا لا لقد ساعدت في هروب من تسبب في موتي انا ومئات المصرين ،،،،
أنظر لنفسك أين انت ،،
وأين سنكون نحن ,,,,,
تعود الأم لهدهدة طفلها وتقبله وتشيح بوجهها بعيداً عن السجين كي ترضع طفلها من صدرها ،،،،
لم ينطق السجين لكن اشاح بوجهه حزينا باتجاه ضوء القمر ، لكن جائت سحابة ليلية فحجبته عنه ،،،،

الظل الرابع

مبتسم دائماً ، لا يعلم أحدٌ الى الان من هو وما سر ابتسامته ،،،،
أصوات الشعب يتردد صداع في جميع جنبات الوطن ، الشعب يريد أسقاط النظام ،،،
الناس في الشوارع ،، الشباب يتساقطون شهداء ،،،،
لا أحد يعلم من هو ، سقط مبتسماً وظل مبتسماً الى الان ،،،
شهيد مجهول مثل شهداء كثيرين ،،،،
ينظر الى السجين بتلك الابتسامة الرقيقة المستبشرة ، لم يتكلم ولن يتكلم الان ، قد يتكلم في وقت لاحق ، لكنه ظل على أبتسامته ، قد تكون تلك الأبتسامة تقول لذلك السجين الكثير والكثير ،،،
قد تكون سخرية وتسائل ، هل انت المسؤل عن قتلي ها ؟؟
هل تعلم بمقتلي ها ؟؟
لا ينتظر رداً من السجين ، ويظل هو على ابتسامته ,,,,,,
لم ينطق السجين لكن اشاح بوجهه حزينا باتجاه ضوء القمر ، لكن جائت سحابة ليلية فحجبته عنه ،،،،

الظل الأخير

فتى وسيم لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره ، نفس الدماء التي تسرى في الفتى هي نفس دماء السجين ،،
يتحرك ضوء القمر فيصبح الفتى حقيقة ويصبح السجين ظلاً !!
يبكي السجين ويتسائل الفتى مثلما تسائل الاخرون ، نفس الأسالة ؟؟
يقوم الفتى من مكانه ويمد يده للسجين القابع في أحضان الظلام ،،،،،
فيومأ السجين برأسه موافقاً ،،،،

صوت خطوات ثقيله في الرواق خارج الغرفة المظلمة ، تقترت الخطوات ،،،
يفتح الحارس أقفال الباب ونفس صوت الحشرجة الثقيلة كأنه قطار يهم بالأنطلاق لكنه لا يستطيع ،،،
يدخل الحارس فيجد السجين ركناً مظلماً متكئاً على الجدار ،،،
يقترب منه فيجده مائلاً بوجه الى البقعة التي يسقط عليها ضوء القمر ،،،
لا يحرك ساكناً ,,,,,,,,,,

الأربعاء، 13 أبريل 2011

متاهة سرمدية

رجل قد بلاه الزمن ،، أنه أنسان قد غدا فريسة لصدفات الأيام الهزيلة ،،،
الحب والصدق والكذب والوفاء والخيانه والقتل ،،،
نظم الكلمات العبثية ،،،
يعلم ان الحاضر ماهو الا الأمس والغد معاً وهما جميعاً للنسيان ،،،
مأله أما الجحيم أو النعيم ،،،
أُديب هائماً في غابات كولونا الوحشية ،،،
يستمد بصيرته من ظلام عينيه فلا يوجد للنور سبيلاً ،،،
لا أمل في الفرح اذا تجاوز الأنسان حده المألوف ،،،
وانما الدواء الذي أعد لنا جميعا هو الموت ،،،
خير الحظوظ  أن لا يولد الأنسان ،،،
أن قوة الارض تستنفذ وتذهب ،، وقوة الجسد تفنى وتبلى ،، والوفاء يزول ،،، 
زيوس وبوسيدون لا يستطيعون ان يفكوا شبكات التعاسة التي تحاوط أُديب ،،،
،،،،،
طريق كريه بأرصفه كئيبه واضواء رمادية خافته ،،،
تغيب العقل عن من صحبتهم طوال الطريق ،،،
أنما الطُرق أقدار ، ممرات مستقيمه او منحنيه ماكره ،،، تصنع متاهات سرمدية ،،،
تنتهي فقط بنهاية السنين ،،،
في المساء يجلب أحياناً تحت الاضواء الرمادية ، رائحة الغبار وأصوات من الماضي ،،،
ذكرى امرأة تخلت عن العهد والوفاء ،،، صور مخفية في الظلال تعود مع الوحدة دائماً ،،،
نفتش في ظل كل هذا عن بعضنا ،،،
ليتها لحظة واحدة لنتعانق خلف نافذة يبللها مطر ماقبل الربيع ,,,,,
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللوحة لسلفادور دالي

السبت، 9 أبريل 2011

أنين السواقي

المشهد الأول

بيت ريفي صغير ، مكون من دورين ، الدور الأول تقع الفرن في اخر الدار على اليمين والدجاج يسرح في اكل انحاء فناء الدار ، على اليسار بعد مدخل الدار توجد الزريبة الخاصة بالجاموسة ، في ساحة الدار كنبتين عليهم فرش ووسائد بسيطه ، في المقابل جهاز تلفزيون قديم ، بالقرب منه صور قديمة للأب الراحل بجلبابه وصورة اخرى بزيه العسكري عندما كان مجندا بجوارها برواز يحتوي على المعوذتين  ، الطبلية الصغيرة مستندة على الحائط بجوار زير الماء ،،،
الدور الثاني مكون من غرفتين وحمام ، غرفة خاصة بصابرين والثانية هي غرفة الأم ،،،
كانت الأم تجلس أمام الفرن تنتظر صينية البطاطس باللحم ، عندما جائت صابرين مسرعة ،،،
القت السلام على أمها وصعدت الى غرفتها ،،،
صابرين فتاة بنت العشرين عاماً ، حاصلة على دبلوم التجارة ، ملامحها هادئة وجميله ذات عينين صافيتين تُخفي شعرها الطويل تحت حجابها وتطلقه بحرية عندما تكون بالدار ،،،
اخرجت الجواب الذي كانت تنتظره منذ ثلاثة أيام ، كل يوم تذهب الى مكتب البريد لتسأل عليه الى أن وصل اليوم ،،،
نظرت الى الجواب بأشتياق ثم فتحته وبدأت القراءة : حبيبة قلبي صابرين اعتذر لكِ لأني تأخرت عليكي في أرسال  الخطابات ، صدقيني يا حبيبتي أنه ليس بيدي الشغل كان كثيراً هذا الأسبوع ، لكني أطمأنك أنني بخير ، ومساعي الصلح بين عائلتي وعائلة أولاد حسان في طريقها للانتهاء بعد تدخل حضرة النائب والمأمور ، ومجرد مايتم الأتفاق ونسلم دية ولدهم سأكون بأمان واستطيع أن اعود للبلد كي أخطبك من أمك ونتزوج في الحال ، لا تقلقي يا روح القلب كل الأمور ستكون على مايرام ، اشتقت اليكي واشتقت للمكان الذي يجمعنا خلف السواقي ،،، حبيبك سالم .
دمعت عينا صابرين وأحتضنت الجواب وقالت : يرجعك ليا بالسلامة ......
دخلت الأم عليها وهي متحفزة ، فأخفت صابرين الجواب في صدرها ،قالت الأم  بعصبية : بنادي عليكي يابت لما صوتي اتنبح مش بتردي ليه ، أنزلي حشي الربيع للجاموسه وارجعى علطول اكون جهزت الوكل ، يله همي حش رقبتك ،،،
قالت صابرين بتململ : يوووه حاضر يامه هروح ،،،،

المشهد الثاني

لم تكن مساعي الصلح بين عائلة أولاد حسان وعائلة وِلد أبو غدير  لتنتهي بسرعة كما كان يتوقع سالم ، حتى بعد تدخل نائب مجلس الشعب والمأمور وبعض قيادات المجلس المحلي ، أولاد حسان قُتل منهم زينة شباب العائلة على يد شاب عاطل من عائلة سالم ، وهم يبحثون عن أخذ الثأر ورد الاعتبار قبل أتمام الصلح حتى تتاوازن الكفتين ولا يقال عليهم في ربوع البلاد أنهم فرطوا في دم أبنهم مقابل مبلغ من المال ، فكانوا يماطلون في مساعى الصلح حتى يصلوا لشاب ذو قيمة معنوية عند عائلة أبو غدير ، الوقت بدأ يطول ولا يستطيع فراق صابرين أكثر من ذلك ، لا يتحمل الغربة في بلد بعيد هاربا من بلده وأهله ،،،،
اليوم شتوياً شديد البرودة ، أستيقظت صابرين وهي متعبه لم تنم طوال الليل من الصداع وألم البطن ،،،
جاء صوت أمها من الأسفل يناديها أن تُسرع حتى تلّت العجين ، كانت صابرين في الحمام تعاني من القيء الشديد ،،،،
بداخلها أحساس أنه ليس مجرد برد ، تأخرت عليها دورة الحيض ولم تأتي في ميعادها ، لا يستطيع عقلها أن يتقبل فكرة أنها حامل وسينفضح أمرها قالت : دي أمي تقتلني يامصيبتي ليكون صح ، استرها معايا يارب ، انا ال جبته لنفسي ، انا ال استاهل دي أمي ماتستهلش مني أفضحها ،،،،،
جلست بجوار الحمام تضع رأسها بين ركبتيها وظلت تبكي ، لكنها خافت وقامت الى سريرها كي لا تشك أمها في أمرها ،،،،
جائت الأم تُتمتم بكلمات كلها رثاء لحالها بأن الله رزقها بأبنة كسولة ،،،،
وجدت أبنتها في السرير وقبل أن تتكلم بادرت صابرين بالكلام وقالت : معلش يامه شكلي اخدت برد مش قادرة اقوم ، مصاريني يامه بتقطع في بعض ،،،
اقتربت الأم منها وقالت في حنان : مانا قولتلك يابتي البرد يقطع ديل الكلب ده احنا لسه في برمهات ، قولتلك تيجي تنامي جاري عشان مطرحك البرد بيصفر فيه ،،،،
ارتاحي يابتي ، هعملك شوية كمون يهدوا مصارينك ،،،،

المشهد الثالث

أيقنت الفتاة من حقيقة أمرها ، لقد أصبحت حبلى ، في غضون أسابيع سينفضح أمرها ،،،
أتصلت بسالم وأخبرته بحقيقة أمرها ، طمأنها وهو حزين بأنه لن يتخلى عنها حتى لو كتب عليها وتم قتله ، لكنه لن يتركها للفضيحة والعار قال لها : مش هتخلى عنك ياصابرين ، حتى لو الصلح ماتمش وقتلوني ، هنزل البلد واقابل امك واخطبك منها وهتجوزك علطول ، مستحيل يابت الناس اسيبك للفضيحة والعار ، انا المسؤل يا صابرين ،،،
كانت تبكي في التليفون وهي تقول : انا خايفه يا سالم والنار بتنهش في قلبي ، مابين خايفه اتفضح وامي تدرى بيا ، وخايفه عليك تنزل البلد ويقتلوك ، ماتنزلش دلوقتي ياسالم يمكن ربنا يحلها من عنده اليومين الجاين ،،،،
عادت من السنترال وذهبت الى مكان لقائهما بجوار السواقي شرق النيل ، مر في عقلها شريط ذكرياتها مع حبيبها ، صدي ضحكاتها كان يتردد مع أنين السواقي ، السواقي تدور وذكرياتها تدور معها ، الهمسات والقبلات والضحكات ، الاحلام والأمنيات ،،،،
تطاير حجابها مع الرياح فتمسكت به ولفت الشال الوردي حول رقبتها ،،،
كان يتابعها من بعيد بركة المجذوب ، ذلك الفتى كان يحبها لانها تعطف عليه وكلما خرجت من الدار يمشي خلفها ويعطيها من النبق والتوت الذي يسقطه بنفسه من الشجر حول الغيطان ،،،
من اربعة عشر عاما وِجدوا طفلا أمام مسجد البلدة لا يدرون من أهله وان كان من البلدة او من البلاد المجاورة ، وجده أمام المسجد قبل صلاة الفجر وذهب وأبلغ المركز ثم كفله في بيته وأسماه بركة تيمناً أن يكون بركة من الله تعم عليه ،،،،
ذهب اليها ببندقيته الخشبية الصغيرة والعلبة الصفيح الذي يجمع فيها الريالات والشلنات ، قال لها : مالك يا صابرين مين المزعلك ، قوليلي عليه وانا اقتله ، اضحكي واديكي ريال ،،،،،
أرتسم على وجهها ابتسامة حزينه وقالت : مش قادرة يابركه ،،،،
مع مرور الأيام بدأت الأم تشك في سلوك ابنتها ، عزوف عن الطعام ، شاردة الذهن بأستمرار  ، تكرار التعب والقيء ، وكانت تسألها عما بها فكانت الابنة لا تعطي جواباً مقنعاً ،،،،
طلبت منها ان تذهب بها للطبيبة في المدينة او الوحدة الصحية فكانت تتحجج بحجج واهية ،،،
في الصباح استيقظت الأم وارتديت ملابسها الكامله وأيقظت أبنتها وطلبت منها أن ترتدي ملابسها كي تذهب للطبيبة ، رفضت صابرين في باديء الأمر بحجة أن مابها لايستدعي الطبيبة ، فأصرت الأم وأمرتها ان تُسرع حتى لا يتأخرا ،،،
دقات قلبها تسارعت ليت الارض تبتلعها ليتها كانت العدم ، او وئِدت بدون ان تسأل بأي ذنب قُتلت ،،،،
كأنها تُساق الى المجهول ، لا أنه ليس المجهول أنه العار والخذلان ،،،،
وصلت مع أمها الى طبيبة الوحدة الصحية ، لم تعطيهم الأم الأسم الحقيقي فطنة منها أنه ربما يحدث شيء ، كان قلبها يحدثها بذلك ،،،
اجرت الطبيبة الكشف الطبي وقالت الجملة المعهودة  التي تنتظرها الفتاة وتخشاها الأم : انتي حامل يا امال هذا الأسم المستعار الذي اختارته الأم ، هكتبلك على فيتامينات ومقويات تمشي عليها وتجيلي كل شهر عشان أتابع معاكي ، ماترفعيش حاجه تقيلة وتهتمي بالغذا ،،،
كانت الأم تسمع هذا الكلام وهي مغيبه كأنها في أعماق الجحيم لا تسمع ولا ترى ، يتردد فقط في جنبات عقلها صدى العار وترى فقط دماء ابنتها التي تريد تغسل بهِ هذا العار ،،،
الأبنة لا تدري لقد تخيلت نفسها جسد شاحب روحهُ تتلاشي في غياهب الظلام ،،،،
لم تتكلم الأم لكنها تحركت في خطوات ثابتة وابنتها خلفها ،،،
دخلتا البلدة ،،،
كأنهما عاريتان تلاحقهما شبابيك البيوت كعيونٌ تنهش في جسديهما ، مداخن افران الطوب تقف شامخة كأنها تريد ان تقتص من الفتاة ،،،
رغم برودة الجو الا ان الشمس ساطعة أحست الأم بها تلتهم رأسها ، كأنه قيظ الصيف ،،،
الفتاة حدثت نفسها وهي تنظر حولها : فينك يا سالم سايبني ليه ؟؟

المشهد الرابع

النواح يتصاعد من الجهة البحرية للبلدة وعربات الشرطة تحاوط البيوت ، أنها بيوت عائلة أبو غدير ،،،
الرجال يقفون بعصيهم الغليظة وعسكر الشرطة بجانبهم ،،،،
الفتاة أفاقت من غيبوبتها ، تسأل نفسها : سترك يارب ايه الحصل ؟؟
نواح وصراخ النسوة يعلوا بقوة من البيوت ينعون الشاب الذي قُتل !!!
ولاد حسان قتلوا سالم أبو غدير بعد أن رصدوه في موقف السيارات الخاص بالبلدة ، لقد اخذوا بثأرهم ،،،
والشرطة تقبض على شباب العائلتين وتجمع الأسلحة منهم ،،،،
توقف قلب الفتاة وتوقفت أنفاسها : سالم اتقتل يامه !!! سالم قتلوه !!!
دفعتها الأم من شعرها الى داخل البيت ولم تتكلم ذهبت واخرجت مسدس زوجها من الدولاب وقالت : هقتلك بمسدس أبوكي وارتاح من عارك يابت بطني ، على اخر زمني بقى بطني نجس عشان جابك يا عاري ،،،،
صرخت الفتاة : لا يامه احب على يدك ماتقتلنيش ، مش عشان خايفه من الموت لكن عشان اسمك واسم ابوي ، هولع في روحي يامه وانتي متتاذيش ، احب على رجليكي يامه ،،،
بكت الأم وسقط المسدس من يديها وقالت غوري من وشي غوري من وشي ،،،
ذهبت الأم الى دار أبو غدير كي تشاطر النسوة المُصاب ، توشحت بالسواد وراحت تنعى نفسها قبل أن تنعي الشاب القتيل ،،،
تصاعدت الادخنة من مداخن الطوب المحيطة بالبلدة ، أشمتها الأم فقالت لنفسها : البت ولعت في روحها ، يقطعني ياصابرين ، ارحمني يارب ، سترك يارب ،،،
كانت الشمس على وشك الغروب ، الشمس تختنق وتغرق خلف الشفق الاحمر الدامي ،،،
والأم تهرول الى الدار كي تلحق أبنتها ،،،
صرخت : انتي فين ياصابرين !!! ، لم تجدها في الدار ؟؟؟
خرجت الأم كالمجنونة تبحث عن أبنتها ، تلفتت عليها يمنة ويساراً ،،،

المشهد الأخير

صابرين تسير مع غروب الشمس بأتجاه السواقي ، شالها الوردي يحتضنها ،،،
السواقي تدور مع الزمن وتأن تشكوا الأيام والسنين ،،،
كأنها ترى سالم يجلس ينتظرها ،،،
في الماضي كان أنين السواقي يتردد صداه ضحكات تختلط مع ضحكاتهما ،،،
السواقي الان تشاركها الأنين ، تبكي وتراقب من بعيد حال البلدة وأهلها ،،،
سقط الشال الوردي من على نهدي صابرين ، فسقطت بعده بين الساقيتين العجوزتين ،،،
فاختلطت دمائها بماء السواقي ، فروت بدمائها سنابل القمح الصغيرة ،،،،
يأتي بركة من بعيد ببندقيته الخشبية وعلبته الصفيح الصغيرة ، فلا يجد من صابرين سوى شالها ،،،،
يجري وينادي في ازقة البلدة وفي يده شالها الوردي يصرخ باكياً : صابرين وقعت بين السواقي ، صابرين ماتت ياعالم ،،،،
خرج رجال القرية بالمصابيح والمشاعل بأتجاه السواقي تتقدمهم الأم التي تنشد نشيد وداع أبنتها : جايلك عروسة محنية الكفوف والكعب ،،، خدت معاها الهنا وسابتلي وجع القلب
قالوا شقية قلت من يومي ،،، قسموا النوايب طلع الكبير كومي
وبركة يلقي في الهواء بريالاته وشلناته ويجلس بعيداً ممسكاً بالشال الوردي ،،،
ينظر الى السواقي التي مازالت تأن وتدور دورتها اللانهائية ,,,,,,,

السبت، 2 أبريل 2011

تحت المطر

بدأت السحب تشاكس قرص الشمس فحجبته ،، فتداعب السماء أهل الأرض فيسقط المطر ،،،
مع أول قطرة تلامس وجه العجوز بائع الجرائد يبتسم ناظراً للسماء كأنه يبحث عن المزيد ،،،
يأتي المزيد فٌيدخل الجرائد الى كشكهُ الصغير حتى لا يسقط عليها المطر ، ثم يفرش المشمع على ماتبقى من جرائد ،،،،
يعرج القط الثمين بعد أن ابتلت فروته فيختبىء أسفل الدكة الخشبية المطلة على الكورنيش ، يرتعش في حركة سريعة فينفض عن نفسه الماء ويظل يراقب في حذر ،،،،
تُزيد السماء من مداعبتها ،، فيُسرع المارة وتخلو الطرقات للعشّاق ،،،،
يجلسان ملتصقان ببعضهما ، يضع يده على كتفها ،، وهي مستسلمة تستمد منه الدفء حتى لو لم يحميها من قطرات المطر ،،، ينظران الى البحر  والمارة والذين تتسارع خطواتهم مع وقع قطرات المطر على الأسفلت ،،،،،
الفتى الأصم الأبكم ذو الملامح الهادئة يجلس في هدوء على الأريكة الاخرى أمام البحر ،، يبتسم ويحادث المجهول في الأمواج المتلاطمة ، تأخذ اسألته الصغيرة مع انحصار الموج ، ولا تأتي بجواب ،،،،
قادماً من بعيد أنهكه السير على الكورنيش الممتد ،،، تسيل قطرات المطر من شعره الى عينيه ومعطفه ، يمسحها بكلتا يديه ،، ثم ينظر الى الفتى الأصم الوحيد ويذهب ليجلس بجواره ،،،،
ظل العجوز بائع الجرائد محتمياً بكشكه الصغير ، يشعل سيجاراً ويلتفت يمنة ويساراً باحثاً عن صبي القهوة كي يأتيه بكوب شاي ،،،،
يُخرج الفتى البسكويت من حقيبة المدرسة ويأكلها واحدة واحده ،،،،
الشاب ينظر للفتى ثم للبحر ويقول : لا أظن أن المطر سيتوقف اليوم ، أتدري عندما كنت في مثل سنك وينزل المطر ، كنت أتي وأجلس أمام البحر ، لا أحكي أسراري لأحد غيره ، يأتيني صوت من الأعماق يجيبني عما يدور في داخلي ، لا أخشى الغرق أو الموت في أعماقه ، كنت أظن أنني لو غرقت لن أموت ، وأن في الأسفل حياة وأناس أفضل كثيراً ممن نعيش معهم على الأرض ،،،
قبل ان صاغ الزمن مادته في أيام يوجد البحر ، البحر دائماً هو انعكاس للزمن على سطح امواجه ،،،
من ينظر للبحر كأنه يره للمرة الأولى كل مرة بنفس العجب والرهبة ،،،
البحر هو من سيتلو لوعتي الأخيرة ،،، هو الملاذ الأخير ،،،
مازال الفتى يأكل البسكويت المبتل بماء المطر ، لا يدري ان كان الذي بجانبه يتحدث أم لا ،، والشاب لا يبالي أن كان الفتى يعيره الأهتمام والأستماع ،،،
العاشقان  يتهامسان ، يرنمان اناشيدهم اللانهائية في محراب الحب ، نزع عنه معطفه ووضعه على كتف حبيبته ،،،
يهدأ الشارع الصاخب الا من أصوات قطرات المطر التي تصتدم بالأسفلت المبتل ،،،
والعجوز بائع الجرائد مازال يتلّفت على صبي القهوة كي يأتيه بالشاي ، لا يستطيع أن يقاوم رغبته الملحة في كوب من الشاي يستدفأ به ،،،
أمسك بيد حبيبته وأنطلقا يعبران الطريق  ، تعلوا ضحكاتهما فتتعانق مع قطرات المطر القادمة من السماء ،،،
فرغ الفتى الأصم من البسكويت المبتل وأبتسم للشاب الجالس بجواره ثم قام من على الأريكة وعاد من نفس الطريق ،،،
جلس وحيداً ينظر الى البحر ، أنتظر أن يأتيه ذلك الصوت من الأعماق ، لم يأتيه بعد ،،،
ينقض القط الثمين على فأر صغير ضل طريقه بعد أن وصلت قطرات المطر الى مقلب القمامة أسفل الكورنيش ، فوجد القط ينتظره متحفزاً ،،،،
مازال العجوز بائع الجرائد ينتظر كوب الشاي ، فأشعل سيجارة أخرى ،،،
أقترب الشاب من البحر وظل يقترب حتى لامس الموج قدميه ، يردد مع نفسه قد لا يتوقف المطر هذا اليوم ،،،،،،،