الاثنين، 10 يناير 2011

خيال المأته

الشتاء دائماً يمر قاسياً عليه ، أحساس بالوحدة ،،،،
اصحاب الحقل الصغير لا يبدئون الزراعه الا مع بداية الربيع ، فيبقي هو وحيداً في الحقل لا أحد يؤنسه ، الا من مرور بعض الغربان التى تبحث عن أي بقايا خلفها الخريف ، العصافير مختبئة في الاشجار تحلق بجوار النهر وبجوار مخازن الحبوب ،،،،
وهو وحيداً في الشتاء بملابسه البسيطة وقبعته القديمه وذراعيه المفتوحه  يكافح المطر ورياح الشتاء ،،،،،
بدأت الشمس في السطوع مجدداً شعاعها الذهبي نثر دفئه من جديد مع ظهيرة اليوم ، انه دخول الربيع ،،،،،
قال : اخيرا رحل الشتاء ، تُرى متى سيبدئون في الحرث وزراعة الحقل ، لقد سئمت الوحدة والمشاكسه مع الغربان الضاله الكئيبه ، هذا الحقل جيد يستطيعون زراعته بالقمح او الطماطم سيكون محصوله جيد !!!
سأتكفل أنا بطرد العصافير المزعجة التى تغتال النبتات الصغيرة في مهدها ، كم سببت خسائر كثيرة في الماضي لهذا الحقل ،،،،
نظر من أسفل قبعته الى البيت فوجدهم هاهم قادمون الرجل وابنتيه الصغيرتين ،،،
كان الصباح صحواً شمسه ساطعه ،،،،
فجمع الرجل أدواته ومعه الفتاتان الصغيرتان تساعدانه خلفهما يركض كلب ضخم كبير ،،،،
حركته الرياح فاستدار بأتجاههم ، قال : هذا جيد سيبدئون الان في تنظيف الحقل وحرثه ، يجب ان ينظفوه جيداً من الحشائش وبيض عنكبوت الحقل ،،،،
بدأ يستاء من الكلب الضخم ، يتحرك جانبه وينبش بقدميه ، ينظر له بغضب ويقول : ألم تجد مكان غير هذا تنبش فيه وتتغوط ، هي انصرف طارد السحالي والجرذان ،،،
فنظر له الكلب نظرة خائفه وركض بعيداً عنه ،،،،،
الحقل صغير سينتهي الرجل والفتاتان من نظافته وحرثه في يومين ، هكذا قال وهو يراقبهم ،،،
صباح اليوم التالي كانوا قد قاربوا على الانتهاء من تخطيط الحقل وحرثه في خطوط وقصبات على شكل احواض صغيرة ،،،،
اصبح الحقل الصغير مستعد لري ظمئه من الماء أستعداداً لنثر الحبوب بين أحشائه وأحضانه ،،،
بدأ الرجل في ري الحقل بالماء ،،،،
كان يتابع بأهتمام ، مع شمس الأصيل بدأت تتوافد بعض طيور ابي الحناء ومالك الحزين ليتغذوا على ديدان الأرض الغضه ، قال: انها طيور طيبه ورقيقه لا تسبب الأزعاج تتغذى على دودة الارض والحشرات وتنصرف سريعاً ، اتمنى لها رزقاً وفيراً ،،،،
في الصباح اليوم التالي ،،،
كانت الفتاتان يركضن بسعادة في الحقل ينثرن البذور حسب ماتعلما من ابوهما ، قال : انها بذور الطماطم ، سيكون حقلاً رائعاً ، يجب حمايته جيداً من هجوم العصافير المتوقع مع ظهور النبتات الخضراء الصغيرة ،،،،،
كلما مرت بجواره الفتاتان يدور بوجهه اليهما كأنه يطوع الريح بذراعيه كي يرى ويراقب من حوله ،،،،
بعد ثلاثة أيام ،،،،،
بدأت النبتات الخضراء تطل من الحقل الى الدنيا ، نبتات صغيرة ورقيقه تستقبل ندى الصباح فتهتز وترتعش كأنها قبلة الحياة ،،،
سيبدأ حربه الان مع حشود العصافير المتوقعه ، كم أشتاق لتلك المواجهه التى دائماً ينتصر فيها ، يظنه الغير صامتاً مستكيناً ، لكنه في الحقيقه يحارب ويكافح بغضب حتى ينتصر ، يدور بذراعيه فتفزع الطيور ، ينظر يعينيه الوهميتين فتراهما العصافير فيظلوا منتظرين فربما يغفل عنهم ،،،،
يزعق ويصرخ بصوت قوى من فمه الخشبي البسيط فتطير خائفه بعيدا وبعيدا من هذا الانسان الرابط في الحقل لحمايته ،،،،
يظل في صراعه هذا وحربه حتى يوم الحصاد ،،،،
سعيداً بأنتصاره وصموده رغم عدم أحساس أحدٌ به ، يراقب الحصاد والرجل والبنتين الصغيرتين يجمعون ثمار الطماطم الحمراء المستديرة بتاجها الاخضر الصغير ،،،
الكلب مازال يزعجه لكنه تركه اليوم يمرح ويلعب كما يشاء ،،،،
مع انتهاء الحصاد يعود وحيداً وحزيناً في الحقل الصغير ،،،
تشاكسه الغربان الضاله ويحاكيها ،،،
في أنتظار الموسم الجديد ورحيل الشتاء ,,,,,,,,,

ليست هناك تعليقات: