الجمعة، 4 مارس 2011

احنا أسفين يا شرطة !!






سؤالٌ يؤرقني منذ قرابة الشهر تقريباً ، أين جهاز الشرطه المصري ؟؟
تتأرجح في عقلي الأسالة والأجوبة المتوقعه حول هذا السؤال الصعب والمُعجز حاليا لعقول الناس والأعلامين والمسؤلين ،،،،
يقول البعض أن أفراد الشرطه يشعرون بعدم قبول الشعب لهم بعد احداث الثورة ، وهذا مردود عليه كيف للشعب أن يرفض فرد محترم من الشرطه يقوم بخدمة وطنه وشعبه بأحترام ويعرف حقوقه ووجباته ،،،
افراد الشرطه يخشون من البلطجية المنتشرين في كل مكان ،، هذا ليس صحيح أطلاقاً البلطجية التى اطلقتهم الشرطه نفسها وبعض الأهالي من السجون ليسوا منتشرين في كل مكان ، وحتى لو هذا صحيح فكيف لرجل الأمن المدرب والمسلح والذي أصبح رجل أمن من اجل هذا الهدف أن يرفض تأدية واجبه وعمله خوفاً من البلطجية الأوغاد ، أذن فعلى هذا الظابط الذي يخشى البلطجية أن يستقيل من وظيفته كرجل أمن ويبحث عن مهنة اخرى كمربية أطفال مثلاً !! 
ما الذي يمنع رجال الشرطه من تأمين المناطق الأثرية وحماية الأثار والكنوز المصرية ، خوفاً من الشعب والبلطجية أيضاً ،،،،
ما الذي يمنع ظُباط المرور وتأمين الطرق من تأدية واجبهم ، حزناً من داخلهم على علو صوت العبيد في وجه اسيادهم كما وصف هذا اللواء المدعو ابو قمر العلاقة بين الشرطه والشعب ،،،
لهذة الدرجة يستخفون بعقول الناس لكي يردوا بهذه الحجج السخيفه والساذجه ،،،،
وانهم يلقون بأسباب غياب الشرطه الى الشعب ، أي جهل هذا !!
ماذا ينتظرون من أب وأم فقدا أبناً لهما او بنتاً برصاص الشرطه ، أو أخاً أو قريبا لأي شهيد ، ماذا ينتظرون من الشعب ، أن يخرج بأكمله ويهتف ويقول عفا الله عما قتل وعذب وجرح ،،،،
فرد الشرطه الذي تعود أن يخرج من بيته ويُقال له يا باشا ويتم توسعة الطريق له ، وعندما يذهب لبائع الخضروات والفاكهه مثلاً يقف أمامه البائع مرتعشاُ ويبيع له بنصف أو بربع الثمن ، ويجلس في مكتبه متعالياً متعجرفاً على المواطن البسيط الذي يقضي منه خدمه ، هذا الفرد من داخله يرفض أن يضيع كل هذا السلطان بسبب ثورة قام بها الشباب ، بالتالي نفسه الأبيه ترفض الأنصياع للقانون والحقوق والواجبات ،،،،
الأمر ليس في يد الشعب بل في يد الشرطه ، الشعب اوعى من ذلك وعلى قدر كبير من الفهم أن يميز بين فرد الشرطه الشريف المحترم ، وبين فرد الشرطه الوقح المتعالى  ،،،،
الشعب على أتم استعداد أن يساعد الشرطه على تأدية واجبهم واستقبالهم بقلوب مرحبه فأفراد الشرطه هم من أخوتنا وأهلنا ، لكن بشرط أن يكونوا هم على نفس هذا القدر من التعامل ، وأن يضعوا في اذهانهم ذلك المبدأ ، الشرطه في خدمة الشعب وكلاهما في خدمة الوطن ، لكن ليس العكس أن يقتنع الشرطي من داخله بأن الشعب في خدمة الشرطه وكلاهما في خدمة النظام !! 
يوجد حلان لهذة المعضلة حل على المدى القصير وحل على المدى الطويل 


على المدى القصير : 


أن يتم أولاً التحقيق بشكل فوري وسريع مع كل فرد شرطه تسبب بالشكل المباشر او الغير مباشر في قتل مواطن مصري أثناء المظاهرات وتكون محاكمات عسكرية وتٌعلن على الشعب ،،،،
ثانيا تُعطى الأوامر من قبل المجلس الأعلى للقوات المسلحة لجهاز الشرطه بمزاولة عمله كل فرد في موقعه ومن يتخلف عن تأدية واجبه يُقدم للمحاكمة العاجله بتهمة الخيانه العظمى والتخلى عن الوطن في ظروف عصيبه ، فليس من المنطقي أن يجلس افراد الشرطة في بيوتهم والحوادث المريبة من قبل البلطجية تتسبب في ترويع الاطفال في مدارسهم والنساء في بيوتهم ، غير أن كيف يجلس فرد الشرطه في منزله وهو يقبض مرتبه من دافعي الضرائب المصرين ،،،
ثالثاً أن يتم تعين وزيراً للداخلية كفء ومشهوداً له بالنزاهة ولو لم يتوفر يشرف على عمل الوزارة احد قادة المجلس الأعلى للقوات المسلحة ،،،
رابعاً العقوبة المشدده لأي مواطن يقوم بالاعتداء على أي شرطي والعكس أن يقوم شرطي مهما كان رتبته بالأعتداء على المواطنين حتى لو باللفظ من الجانبين ،،،
خامساً حل جهاز أمن الدولة بجميع قياداته فهذا الجهاز منذ نشأته تحت مسمى القلم السياسي في العقد الثاني من القرن الماضي وهو كارثه مروعه على هذا الوطن من قمع وتعذيب واذلال لهذا الشعب ، وتحويل قياداته للعمل المدني وفتح ملفات فساد هذا الجهاز ومحاسبة المتورطين فيه ،،،
هذا على المدى القصير ،،،


على المدى الطويل : 


بعد الأنتقال لمرحلة السلطه الفعلية وتخطى المرحلة الحرجه في طريق الانتقال للديمقراطيه ، يتم هيكلة جهاز الشرطه من أول وجديد على أسس علمية واجتماعيه والاستفادة من التجارب الفرنسية والانجليزيه والتركية ،،،
تغير المناهج التي تُدرس للطلاب في كلية الشرطه وكذلك في معاهد أمناء الشرطه ،،،
تقليص اعداد المجندين في جهاز الأمن المركزي فلا يعقل ان توجد دولة بها جهاز مثل هذا تعداد افراده يصل للمليون ونصف مجند !!
مما يوفر ذلك جزء كبير مهدر في ميزانية الداخليه ويمكن الاستفادة منها في تحسين ظروف الظباط صغار السن وأمناء الشرطه والمجندين ، خاصة المجندين ومعاملتهم معاملة أدمية من حيث الملبس والمأكل وحتى المسكن ،،،
خفض الرواتب الكبيرة جدا لأصحاب الرتب العليا وتوجهيها لرفع رواتب الظباط حديثي التخرج حتى لا يُجبر هذا الظابط على رفع راتبه من خلال الرشاوي او بشكل غير مشروع على حساب المواطنين ،،،،


وحتى يحدث كل هذا فلا يوجد سبب مقنع يجعل الشرطه لا تقوم بواجبها فما يحدث منهم سيظل عار في تاريخهم تتحاكى به الأجيال القادمه ، فسيذكر التاريخ أن جهاز الشرطة المسؤل عن أمن الوطن الداخلي يتأمر على الشعب من أجل اشخاص او نظام ،،،
على الشرطه أن تعتذر للشعب عن كل ماقترفت من خطايا في حقه طيلة العقود السابقة ،،،
وليس أن يخرج الشعب في مسيرات مليونيه أحنا اسفين يا شرطه ,,,,,,,



ليست هناك تعليقات: