الأربعاء، 31 أغسطس 2011

رسائل بلا عنوان " الرسالة الثانية "


الرسالة الثانية

صديقتي العزيزة ( ........ )

توقفت في الرسالة السابقة ولم أستكمل ردي على  باقي أسألتك وعما تبحثين عنه في قصصي وشخصياتها وأصدقائي ومن أتعايش معهم في تلك القصص ،،،،،،
لقد تذكرت ماكان يفعله كافكا مع صديقه يانوش ورده على أسألة يانوش والخطابات التي كانت مستمرة بينهم لفترة طويلة ،،،
كان يانوش هو السبيل لكافكا للوصول الى أن يراه العالم بوضوح اكثر ،،،،،

سألتيني عن الموت

الموت هو التحرر الحقيقي للروح من سجن وعزلة الجسد ، انتصار للروح التي تتوق دائما للتحليق في السماء ، الجسد والروح في صراع دائم ، الجسد يسعى بكل قوة للارض ويتمسك بها وفي النهاية يعود اليها مدفوناً فيها ، والروح تتخلص من سجن الجسد وتعود الى السماء من حيث أتت ،،،،
الموت حرية بعد النجاح في اختبار العزلة الدنيويه والأرضية فتكون الجنة هي جزاء المحسنين ، والنار هي جزاء الأشقياء والمذنبين  ،،،،
السيدة في ( ليس اليوم وربما غدا ) والعجوز في ( لم يستدل على العنوان ) والرجل الطيب في ( حديث المساء ) وعالم الفنون في ( شجرة الدراسينا ) والفتاة وحبيبها في ( عالم خاص ) حتى الطفلة أحلام في ( أحلام ) كان تعاطفاً مني معهم للتخلص من العذاب الدنيوي من أهمال ووحدة وألم وظلم ، الجميع ذهبوا تقريبا وهم مبتسمين في هدوء و صمت ووحدة ،،،،،
أما من يستحقون العذاب والبقاء في ألم فكان لشخصيات تستحق ذلك مثل العجوز ( الرسالة الأخيرة ) والرجل في ( المشهد العبثي لمقبرة الذكريات ) والسيدة وأبنتها قُتلتا محروقتان  بينما الأب قتله شبح ضحيته في ( الزائر )
الدنيا في الأغلب لا تستحق ، ولو كان للأنسان الخيار في ذلك لكنت أول الراحلين الى عالم اخر بعيداً عنها ،،،،،

العزلة

لكل منا عزلته الخاصة فنحن جميعاً في دوائر معزولة قد تتسع وتختلف ، عزلة مكان او عزلة  زمان ، او حتى عزلة أفكار ،،،،
حتى العزلة في عدم القدرة على الوصول الى حب حقيقي يكسر بعض حواجز تلك العزلة ، فيرتد عن أيمانه  بالحب وقد يكفر بهِ ، فيعود مرة أخرى ليبدأ رحلة بحث جديدة للخروج من شرنقة عزلته التي صنعها هو بيده ، او صنعها الاخرون حوله ،،،
الشاب الوحيد في ( لن يتوقف المطر ) كان يتابع سعادته التى يهفو اليها وعندما قرر الأقتراب منها ذهبت لغيره ، فخرج وحيداً من المقهى وسط احتفالات الجميع وسخريتهم منه ، ووقف هو وحيداً ينظر للأفق البعيد في البحر يتطلع للسعادة خلف شواطئه الممتدة ، والمطر لم يتوقف بعد ،،،،
الشاب عامل الفنار في ( الفنار ، واللوحة الناقصة ) وحيداً في عزلته الخاصة ، الفنار هو قلبه والسفن هي أصدقائه الذين ينير لهم الطريق في الظلمات ويرشدهم ، وفي نفس الوقت يبتعدون عنه ، ومازال قلبه يبحث ويدور عن سعادته الخاصة في تلك الشواطيء البعيدة ، حتى بعد ان اقترب من الدنيا في صورة الفتاة الغجرية الجامحة ( اللوحة الناقصة )  خدعته بعد أن ذاق معها طعم اللذة وهذا حال الدنيا ، فتركها لوحة ناقصة عارية للجمهور ، وهذا ماتستحقه عن حق ،،،،،
العُزلات المتعددة والمتفرقة والدوائر تختلف من أنسان لأنسان ، الفتاة في  ( نافذة الشتاء ) تحررت من عبودية الانتظار وأنطلقت مع رمز التفائل الطفل الصغير ،،،
الزوجة في ( تصريح للوجود ) والفتاة في ( رياح البحر ) والشاب في ( أواخر الخريف ) ظلوا جميعاً في عزلتهم سواء عزلة الذكريات او عزلة المكان  ،،،
وتكرر ذلك في مستشفى الطب النفسي وقصة مجموعة من النزلاء في أحد العنابر ( حوار عقلاني ) وتفرد  ثلاثة من النزلاء بحكايتهم المختلفة وعزلتهم عن الاخرين ،،،،
أما عزلة السيدة وأبنتها في ( الهجرة الى البحر ) فانتصرا سوياً بعد ان هجرتا المدينة الكئيبة واتجها للبحر ، فتوقفت الحكاية في مشهد رقص الفتاة حافية على شاطيء البحر ، مع تأمل الأم من بعيد مبتسمة وسعيدة بسعادة أبنتها ،،،،

سأستكمل ردي على أسألتك في الرسالة القادمة ،،،
أذكرك دائماً يا صديقتي وانا اشرب قهوتي في المقهى الذي كان يجمعنا سوياً ،،،
سأشتاق اليكِ كثيراً حتى نلتقي ,,,,,,
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللوحة لبيكاسو

ليست هناك تعليقات: