الخميس، 30 سبتمبر 2010

الملاذ الأخير

دائماً مايكون البحر هو الملاذ الأخير له من تفاهة الأخرين ،،،
يظل وحيداً وسط صخب وزحام الناس من حوله ، تختفي اصواتهم وضحكاتهم ،،،،
ويبقى صدى صوته هو المجيب على اسألته ، والغازه ، حتي انطباعاته واندهشاته من هذا العالم الغريب ،،،،
صدي يحمل نفس الأساله والانطباعات ،،،،
يلجأ الى البحر بعيداً عن تغريبته التى صنعها حوله الاخرين او ربما صنعها هو بنفسه ،،،،
ينحصر الموج ويندفع اليه مع كل سؤال وجواب ، فتطلاطم داخله المشاعر والأحاسيس ، حتى ضحكاته وايضاً بكائه ،،،
المدينه تقبع خلفه بأحزانها وأفراحها ، ضحكات الاطفال ، همسات المحبين ،،،
لا يدري أهي مدينته أم هو غريب ، أو ربما فقد ذكريات الأيام والسنين ،،،،
أحياناً يدرك داخله رائحة المدينه بشوارعها وبيوتها العتيقه واشجار الثرو والنخيل ، اصدقائه وذكرياته وطفولته ، وأحيانا يتمنى قارباً يبحر به بعيداً خلف تلك الشواطيء البعيده ويولد من جديد ،،،،،
ينظر للمدينه التي تقبع خلفه ،،،،
تلك المدينة أمازلت مدينته أم لا ؟
أهلها  مازالوا  اهله أم لا ؟
كل شيء اصبح غريباً النظرات والطرقات والبيوت !!

لم يعد يطيق الزحام واضواء السيارات حتى اضواء عواميد الأنارة في ضباب ليالي الشتاء ،،،،
ينظر للمدينه التي تقبع خلفه ،،،
الأضواء الخافته خلف النوافذ ، ورائحة القهوة والشاي التي تفوح من البيوت ،،
كم لو تمنى ان يصفح هو عن مدينته او تغفر هي له ان كان ارتكب من أثام ،،،
ينظر الى البحر تارة وللمدينه التي تقبع خلفه تارة اخرى ،،،
فيبقي البحر هو الملاذ والصديق والحبيب ،،،
وتبقى المدينه هي صراع الحب والذكريات وحزنه العميق ,,,,,,

ليست هناك تعليقات: