السبت، 11 ديسمبر 2010

العمارة الزرقاء

قام بتوصيل حبيبته وصديقته الى بوابة العمارة التي تسكن فيها ، كان يُطلق عليها العمارة الزرقاء نظراً للون واجهتها الزرقاء المميزة ،،،،
يعودان سوياً من المدرسة ويقوم بتوصيلها ثم يعود الى بيته بالقرب من العمارة الزرقاء ،،،
كانا في المرحلة الثانوية ، يجمعهما الحب والصداقة منذ الصغر ،،،
بعد الغداء يشرب الشاي مع أبيه وأمهُ ويظل يتحدث معهم في أمور كثيرة تخص الجيران وشئونه في المدرسة ، ثم يذهب للأستذكار في غرفته ،،،،
غرفته متوسطه بها سريره ومكتب صغير يذاكر عليه ، ومكتبة صغيرة عليها كتبه وبعض  اسطوانات الموسيقى والكمبيوتر ، وشباك مطل  على الشارع الرئيسي والشوارع الجانبيه ، كان يسكن في اخر دور ويكشف كل العمارات القريبه بما فيها عمارة حبيبته ، العمارة الزرقاء ،،،،
بعد أن ينتهى من استذكار دروسه ، يأتي بالنظارة المقربة ويقف في شرفته ينتظر حبيبته ان تخرج الى شرفتها كي يراها ، ويتصل بها تليفونياً فيراها ويسمعها ،،،،
يبحث بنظارته عنها  ،،،
ينظر الى العمارة ، تحاوطها بعض الأشجار ، ويحدث نفسه وهو يبحث بنظارته المقربة ،،،
اسفل شُرفة حبيبته ، شقة ذلك العجوز الذي يسكن وحيداً بعد وفاة زوجته وهجرة ابنه الوحيد للخارج ،،،
الرجل مُصاب بالوسواس القهري ومُصاب بمرض هشاشة العظام منذ زمن بعيد ، قالت له حبيبته في مرة ان عظامه مثل الزجاج ، لذلك رأي بنظارته ان العجوز قام بأحاطة كل اساس منزله وكل حواف الحوائط بالأسفنج خوفاً ليصتدم بها وتتفتت عظامه ، لم يخرج منذ سنين ، كان يخاف العالم الخارجي ويخاف حتى درجات السلم ليقع عليها ،،،،
هاهو الرجل العجوز يتمشى في شقته مستنداً على عكازه ، يجلس على الأريكة يشاهد التلفاز ويأكل ، ربما أرز بلبن او مهلبيه ، أنه شيء أبيض غير واضح ، ترك الطبق من يديه ونام في مكانه ،،،،
يحرك نظارته المقربة للأعلى قليلاً ،،،،
انه الرجل الوسيم الذي يشغل منصباً هاماً ، زوجته دائمة السفر للعمل في الخارج ، فهو وزوجته يعملان في احدى الشركات الأجنبية ،،،
يجلس دائماً بالسروال القصير ونصفه الأعلى عارِ، ذهب ولبس الروب ، ثم يذهب الى باب شقته ربما ينتظر ضيفاً ، اوووووه انها فتاة جميلة ، هذا الرجل يخون زوجته ، انه يقبلها ويأخذها بين ذراعيه ، أحضر مشروباً غريبا ربما خمراً فهي ليست زجاجة مياة غازيه ، اخذ الفتاة من يديها وهما يضحكان سوياً واختفيا ،،،
مسكينه زوجته فهي سيدة محترمه ، دائماً ماتعاملنا بلطف انا وحبيبتي ،،،
من هذة ؟؟
اه انها السيدة الهادئة والجميله ، زوجها مات في حادث منذ سنتين ، وذهب أبي الى جنازته فأبي كان يعرفه ،،،
لها أبنة واحدة في نفس عمرنا انا وحبيبتي ،،
تقف وحيدة أمام منضدة ، تمسك بيدها سكيناً وتقطع بعض الفاكهة ،،،
قطعت أصبعها بالسكين وسال الدم منها ، واتكأت على المنضدة تبكي ، الدم مازال ينزف منها وهي منحنية على المنضدة أمام صورة زوجها المعلقه على الحائط ، هاهي بنتها جائت ، أمسكت يديها ووضعت المنديل على أصبعها ثم احتضنا بعضهما  ،،،،
نظر الى الأعلى قليلاً ،،،
يومياً يتشاجرا وأحياناً يضربا بعضهما ، حبيبتي قالت لي مرة انهم ظلا يضربا بعضهما بأواني المطبخ حتى ظن الجيران انهم قتلوا بعضهما ، أبنهما سيء السمعة في الحي فهو يشرب المخدرات وسرق في مرة سيارة أبيه !!!
ها هي حبيبتي خرجت الى شرفتها ، أنها تسقي الزرع كالمعتاد ، سأذهب لأكلمها على التليفون ،،،،
يأتي الصباح ويذهب الي حبيبته بدراجته كي يذهبا سوياً الى المدرسة ،،،
يقف معها أمام باب عمارتها الزرقاء ،،،
يقفان وينظران للسكان ، كلٌ منطلق الى حياته ،،،،
هذا يركب سيارته ،،،
وهذه وابنتها يتمشيان سوياً ،،،
والرجل العجوز يجلس وحيداً في شقته  مازال خائفاً من العالم الخارجي ،،،،،

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللوحة لسلفادور دالي

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

اعتقد ان الرجل الزجاجى جزء من العمارة الزرقاء لان اول وصف في العمارة كان للرجل الزجاجى الذى أخبرتناالمزيدعنه فى جزء منفصل هو الرجل الزجاجى

Unknown يقول...

فعلا الرجل الزجاجي هي تكملة للعمارة الزرقاء ،،،،،