الأربعاء، 29 ديسمبر 2010

خواطر من العام الماضي

مابين قصة لم يعلم من أين يبدئها وكيف سيعيشها الى نهاية لا يصل اليها أو ربما لن يراها ولن يدونها في قصته الممتده منذ أدم الى نهاية الأنسان ،،،،،
متاهاته في شوارع مدينته المجهوله التي لم يستطع تمييز أهله فيها وأصدقائه ، لا تعرفه فيها الا ملاعب صباه ومسارح ذكرياته ،،،،
حديثه اللانهائي مع البحر ،،،
وملاذه الأخير !!
دائماً مايكون البحر هو الملاذ الأخير له من تفاهة الأخرين ،،،
يظل وحيداً وسط صخب وزحام الناس من حوله ، تختفي اصواتهم وضحكاتهم ،،،،
ويبقى صدى صوته هو المجيب على اسألته ، والغازه ، حتي انطباعاته واندهشاته من هذا العالم الغريب ،،،،
صدي يحمل نفس الأساله والانطباعات ،،،،
يلجأ الى البحر بعيداً عن تغريبته التى صنعها حوله الاخرين او ربما صنعها هو بنفسه ،،،،
ينحصر الموج ويندفع اليه مع كل سؤال وجواب ، فتطلاطم داخله المشاعر والأحاسيس ، حتى ضحكاته وايضاً بكائه ،،،
المدينه تقبع خلفه بأحزانها وأفراحها ، ضحكات الاطفال ، همسات المحبين ،،،
لا يدري أهي مدينته أم هو غريب ، أو ربما فقد ذكريات الأيام والسنين ،،،،
أحياناً يدرك داخله رائحة المدينه بشوارعها وبيوتها العتيقه واشجار الثرو والنخيل ، اصدقائه وذكرياته وطفولته ، وأحيانا يتمنى قارباً يبحر به بعيداً خلف تلك الشواطيء البعيده ويولد من جديد ،،،،،
ينظر للمدينه التي تقبع خلفه ،،،،تلك المدينة أمازلت مدينته أم لا ؟
أهلها  مازالوا  اهله أم لا ؟
كل شيء اصبح غريباً النظرات والطرقات والبيوت !!

لم يعد يطيق الزحام واضواء السيارات حتى اضواء عواميد الأنارة في ضباب ليالي الشتاء ،،،،
ينظر للمدينه التي تقبع خلفه ،،،
الأضواء الخافته خلف النوافذ ، ورائحة القهوة والشاي التي تفوح من البيوت ،،
كم لو تمنى ان يصفح هو عن مدينته او تغفر هي له ان كان ارتكب من أثام ،،،
ينظر الى البحر تارة وللمدينه التي تقبع خلفه تارة اخرى ،،،
فيبقي البحر هو الملاذ والصديق والحبيب ،،،
وتبقى المدينه هي صراع الحب والذكريات وحزنه العميق ,,,,,,

،،،،،،،،،،،،،،،،،

مناجاته في المرحلة الزرقاء ،،،

وسط الزحام واصوات البشر ممزوجة بأصوات السيارات واحياناً صوت الرياح والمطر ،،،،،
تتعدد النظرات والتساؤلات بين الناس كلٌ عما يدور داخله ومايعانيه من احزان او ما يختلجه من افراح ونشوات للسعادة ،،،
يظل يسير وحيداً باحثاً عن ذاته قد يكون ذاته في امل بعيد او ربما قريب ،،،،
عن يد صديق يشاركه لبعض الوقت جزء من الانين،،،،،،
عن حب مفقود ضائع كلما اقترب منه يبعد عنه من جديد كأنها الكوميديا الدنيويه تمازحه المزاح السخيف ،،،،،
تكون الضحكات ظاهريه ارضائاً لغيره او تظاهراً منه امام نفسه انه يضحك ،،،،
اما البكاء فيكون في عزلته فيقتنع تماما انها حقيقته ،،،،،
يلتقي بها يجد فيها ذلك الضوء البعيد الذي اقترب ، يضيء تدريجيا كوميض الفنار من بعيد مرشداً اياهُ في ظلمات البر والبحر فيهتدي  اليها مبحرا بمركبه الصغير مصارعاً امواج حياته مستبشرا انه وجد  شاطئه ،،،،
فأذا بها تطفيء انوارها في وجهه ليتوه من جديد ،،،،،
تحاوطه دائما غربة قلبه بين جدران الوطن الصغير والكبير فيصبح  وحيدا بين الاهل والاصدقاء ، أما الحب فهو زائف فليس له في حياته اي دليل ، سمع عنه في الروايات والادب القديم والجديد ، لكن ماهي الا تسلية للقلوب المجروحة بأن هناك حب وحبيب !!
وسط الزحام واصوات البشر واضواء السيارات يمشي فيرفع وجهه فيختفي الجميع ،،،،،
السائرون والضاحكون والهائمون ،،،،،
تنطفيء اضواء السيارات ويظل فقط اضواء عواميد الانارة ،،،،،،
يستمر فقط المطر والرياح تحرك قصاصات الورق الملقاه ،،،،
واوراق الاشجار فيظل يمشي هذا الطريق الا متناهى ،،،،
يظل ينادي بصوته وهل من مجيب ؟ لا يجيبه ألا الصدى مردداً بنفس  سؤاله !!!
أين السبيل للخروج ؟ فليس هناك سبيل،،،،
انها كالمرحلة الزرقاء في حياة بيكاسو ،،،،
مرحلة الوحدة والألم والبحث عن الأمل طالت بعض الشيء لكنه انتقل  للمرحلة الوردية ،،،،،
أما صديقي فهو مازال يتخبط وسط المرحلة الزرقاء والرمادية ،،،،،
منتظر ان يخرج من تلك المرحلة كأنه مثل بني اسرائيل حُكم عليهم ،،،،، بالتيه اربعين عام 
وهو تائه في مرحلته الزرقاء مائة عام ,,,,,,


وصولاً الى لوحه لا تنتهي ، دائماً ماتستعصي عليه ،،،،

ي
نظر الي اللوحه التي لم تكتمل بعد ، كانت كما هي منذ شهور ، وجه امراة لم يكتمل ، شعر طويل وعينان واسعتان تنظر له وكأنها تحاوره ويحاورها ......
ازاح اللوحه جانباً كالمعتاد عندما لا يستطيع ان يكملها ، وجاء بلوحه بيضاء فارغه كي يبدأ عليها بورتريه جديد ...
لكنه لا يعلم ماذا سيرسم  !!
داخله الكثير من الاسألة يريد ان يجاوب عليها في هذا البورتريه ، لكنه كثيراً مايُصاب بالعجز لا يطاوعه عقله ولا يداه ،،،،،
يحاوطه الماضي والذكريات ، يحاول ان يجعله شيء منظور في اشكال وصور قد لا يفهمها غيره لكن يفهمها هو وحده ،،،،
ينظر عبر عقله للمستقبل الذي مازال يختبيء حول الاستار ، او ضباب يغطي البحر الذي امامه ،،،،،،،،،
أم انه يحدث نفسه اولاً وبعد ذلك يجيب عما داخله في هذا البورتريه المستعصي عليه .....
الحب ، انا احبك اذاً انا المدين لك بكل شيء ،،،،
وان اهرب معك من تفاهة الاشخاص الاخرين ،،،،
البحر الملاذ الاخير من قبح هذا العالم ،،،،
انا لاشيء  !! ،،،،
الحياة كضفيرة الخيط المكونه من الابيض والاسود ،،،،
وقد تنطوي صفحة العمر ولم يؤذن للقلب العليل ان يعرف طعم الراحه وكأن الراحه ترف لا يعرفه البسطاء .....
مسك فرشاته وبدأ يرسم ما بداخله من اسألة واجوبه ،،،،
وجه امرأة صغيرا يأتي من بعيد بجوارها بعض السحب والضباب ....
طفل سعيد  يلعب امام البحر وخلفه امواج عاتيه لم تقترب منه بعد ،،،،
شمس تحاول ان تخترق السحب والضباب ،،،،،
وطيور تبحث عن اعشاشها .....
مزيج من الالوان الازرق والرمادي واشعة برتقاليه تتسلل عبر الالوان الرماديه ،،،
لون احمر دامي مازال يتدرج مع شفق المغيب ....
مازالت الشبابيك ترتطم ببعضها مسببه له الازعاج ذهب كي يحكم اغلاقها ،
وقف ينظر من الشباك مازال المطر مستمراً واغصان الشجر المقابله مباشرة للشباك تهتز بقوة ، نظر من خلال الاوراق والاغصان الي ضوء البرق ، والمطر يتساقط من خلالها ، ظل وقت من الزمن لم يبالي بالهواء البارد لكنه ظل سارحاً ..........
عاد الي لوحته الغير مكتمله ونظر اليها وأمسك فرشاته لكنه لم يستطع بعد
ازاحها جانباً وجاء بلوحه بيضاء كي يبدأ بورتريهاً جديداً ،،،،،،،،

ثم هاهم الهائمون يسير ويهيم بينهم

 الهائمون ؟؟
يزولون اسرع مما نتخيل ،،،،
من اجل من ؟ وفي حب من ؟
لكنهم يزولون ولا احد يتذكرهم !!
تتعقبهم وتعتصرهم ظلمات هذا العالم ,,,,
فيسقطون  فتتلقفهم الجوارح كي تكمل علي ماتبقي منهم ،،،،،
ويزولون ولا احد يتذكرهم !!
سقطات لا نهائية كسقطات المسيح السبع ولا وجود لمجدلية كي تخفف من الالام ،،،،
تائهون في الكون كأرض تيه امتدت  لمئات الاعوام وليس اربعين عاماً
يزولون ولا احد يتذكرهم !!
انهكهم السير واهلكتهم الرمضاء فيسقطون ويتابعون
في بلاد شوه الظلم والغدر  وجهها
وحاوطها الضباب فأصبح العمى في القلوب التي في الصدور
ولكنهم يزولون ولا احد يتذكرهم !!

كالطيف يترك بقايا ضوء فيخفت تدريجيا الي ان ينزوي فيصبح مجرد زكري يلتهمها النسيان ،،،،،
او نسمة باردة في ليلة حارة تمر سريعا وتصبح اثر ينتهي بعد حين ،،،،
وعندما تسقط قصاصات الورق الصغيرة والشرائط الملونه التي يلهون بها في الحفلات ،،،،
وتمرغت في التراب وخبت اضواء المسرح ونزل ستار العمر عندها 
يزولون ولا احد يتذكرهم !!
لو كان للانسان خيار الانسحاب من العالم لكانوا اول المنسحبين 
الي جنه لا يزولون فيها ولا يخفتون  ،،،،،
قُل لي من هم الهائمون ؟؟
أنحن الهائمون !!

توقه ورغبته للرحيل ،،،،

الي أين ؟
عالم جديد ، كوكب جديد ، أناس اخرين ، طرقات وشوارع وحواري مختلفه ....
تغيب يوم بعد يوم الابتسامة خلف شفق احمر باكي ....
الأنتظار ، ليس الا حاله من العبوديه ....
،،،،،،،،،،،،،،،
أنتظار ان تطلق السفينه شراعها في الهواء  للأبحار خلف شواطيء بعيده ، بعيدة جدا ...
الفنار يدور ويدور بعد انحصار الشفق الاحمر واختبائه تحت استار الليل السوداء ...
الفنار يطلق نوره وسط الظلام يضيء للسفينة ظلماتها في البحر اللجى ....
الفنار ليس ألا مجرد قلب يدور داخل الصدور يضيء في الظلمات ليبحث عن أمل !!
اذاً السفينة تبحر في الظلمات ، والفنار يضيء للسفن التائهه في بحرها الهائج ويبحث عن أمله البعيد ...


هل ستطاوعه فرشاته ،،،،
ويلين قلمه ،،،،،
وتهدأ امواج قلبه ،،،،
لكنه مازال سائراً طريقه اللا متناهي في مدينته التي لا يعرفها ,,,,,,


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللوحة لسلفادور دالي

ليست هناك تعليقات: