الاثنين، 23 مايو 2011

رسالة من الماضي


روائح الأتربة والأساس المفكك انتشر في المنزل ، والحمّالين يتحركون جيئة وذهاباً ، هذا يحمل كرسين على رأسه حتى ينقل اكبر عدد ممكن من قطع الأثاث ، وهذا يتعثر بالكوميدينو فتصرخ الأم في وجهه أن يحترس حتى لا يهشمه وتزداد خسائر الانتقال من منزل الى اخر ،،،،
في غرفتها وحيدة تنظر الى جنبات وأركان الغرفة الصغيرة التي قضت بها سنين عمرها منذ الطفولة ،،،
مكان سريرها الذي اصبح خاوياً يحتله بعض أوراق الجرائد المبعثره على البلاط ، أثر لبرواز على الحائط كان يحمل بورتريه لقطه صغيرة تحملها فتاة شقراء ،،،
وصناديق مرتصه على الأرض لجمع الاغراض ،،،،
لم يتبقى سوى دولابها الصغير حتى تلملم منه اشيائها الخاصه ،،،
بعض الأوراق الخاصه بمراحلها التعليميه من الأبتدائي حتى الجامعه ،،،
صور فوتوغرافية لرحلاتها المدرسية ، تلك صورة مع صديقة عمرها في حديقة الحيوان ، صورة اخرى لا تحبها لأن شعرها لم يكن مسرحاً كما تحب ،،،،
هدايا تذكارية حصلت عليها بسبب تفوقها الدراسي والرياضي ،،،
وسط الأوراق الغير مرتبه في الدرج الأوسط للدولاب وجدت تلك اللوحة القديمه ،،،
تغير لونها للاصفرار وانبعثت منها تلك الرائحة المميزة للاوراق القديمه ،،،
مازالت الألوان لم تبهت كأنها رُسمت بالأمس وهي في فسحتها المدرسية ،،،،
تلعب معه أمام المنزل ينسجان سوياً أحلام طفولية لم تنضج بعد ،،،،
يعاهدها على الحماية من أبناء الجيران وزملاء المدرسة الأشرار وهي تأتي له بالحلوى والبسكويت ،،،،
تأتي سيارة المدرسة فمن يصل اليها أولاً يحجز الكرسي المجاور له للاخر ،،،
على ضفاف النهر ترسم امنياتها كما تحب أن تكون ، اللسان أحياناً يعجز عن التعبير عما يدور بداخلنا من أمنيات وأحلام طفوليه بريئة ، فتأتي الأصابع الصغيرة لتعبر بصفاء روحي ووجداني عما يختلج هذا العالم الصغير من مشاعر وأحلام ،،،
أطهر مراحل الحب هو الحب الطفولي المجرد من أي رغبات دينوية ،،،،
مركب صغير يتهادى بحنو على نهر ازرق صافي لا يعكره شيء يدعوا للخوف
،،،
شمس ذهبية تبتسم وتراقبهما بتطفل ،،،،
وهما في المركب الصغير ينتظران الوصول لبر الأحلام والأمنيات ،،،،
على ضفاف النهر يكبران سوياً ، عالم يزداد غرابة وقسوة ،،،
تفترق القلوب الصغيرة ، الى أين ؟؟
والأمنيات والأحلام الطفولية مازالت في المركب الصغير المتهادي على مياه النهر الزرقاء الصافيه ، والشمس دائما تراقبها بتطفل ،،،،
صوت أرتطام على الأرض وجلبة ، والأم تصرخ في وجه الحمّال ، لقد أسقط لتوه لوح زجاج رقيق فتهشم ،،،
أفاقت من رسالة الماضي ، واستمرت في لملمت أوراقها وذكرياتها ،،،،
ثم ودعت غرفتها الصغيرة وذهبت لتساعد أمها ,,,,,,,

ليست هناك تعليقات: