الخميس، 16 يونيو 2011

ظلال


                                            
مجهود كبير قد بذلته هذا العام في عملها كمدّرسة في مدرسة أعدادية ، يصل ذروة هذا المجهود بالاعداد للأمتحانات ومراقبتها والأشراف عليها ، وبعد هذا المجهود تأخذ مكافئتها البسيطة ،،،،
أستلمت منى مكافئتها السنوية من المدرسة ، لم تكن تريد منها شيئاً لنفسها ،،
فظلت تقسمها على اخواتها الصغيرات ، وخصصت الجزء الأكبر منها لأختها التي ستتزوج قريباً ،،،،
في أبتسامة رضا وهدوء وقفت أمام المرأه ، منذ زمن لم تتحدث الى نفسها ، قد يكون أشتياق للذات أو ربما مصارحة مع النفس ،،،،
نظرت وهي تعقد شعرها المنسدل على كتفيها : كأنني لم أرى نفسي منذ طفولتي ، لم أتحدث الى نفسي منذ زمن لا اتذكره ، أبعدت أنا عن نفسي ؟ ، أم تاهت هي مني ؟ ، ربما الخوف من مواجهة النفس ، أو أثرت البعد حتى لا أثير شجون النفس والقلب ،،،،
صدى أسالتها مازال يتردد في جنبات قلبها ينتظر الأجابة ؟؟ ،،،
مُنى .....
نداء الأخت الصغيرة يقطع الحديث مع الذات ، تستأذنها في أن تستعير بعض ملابسها ، فتوافق بدون تردد ،،،،،
الشمس هذا الصباح ساخنه ، سيكون يوماً حاراً من أيام الأقصر الصيفية ،،،

أسرعت الخطى بجوار معبد الأقصر حيث طريقها الى عملها ،،،،
الشمس ترسل أشعتها فتتخلل عمدان المعبد العتيق والتماثيل الشاهقة ،،،
فتصنع ظلالاً كثيرة على الجانبين ، كأن العمدان العتيقة هي من تطارد الشمس بتصنع الظلال على خطوات الفتاة ،،،،
أحست أنها ظلال الذكريات تتبع خطواتها ، دائماً ما تتبعها ، تسرع الحركة مع خطواتها السريعة وتبطئها عندما ينهكها السير ،،،
الذكريات دائماً ماترسل ظلالها حتى تطل برأسها كل حين فنظل في دائرتها السرمدية  الى أن نتخلص من تلك الظلال ونأتي بذكريات افضل تمحي مامضى من ذكريات قديمة  ،،،،
تتقاطع الظلال مع خطواتها مع كل عامود وتمثال ، وتتقاطع ظلال ذكرياتها مع كل حلم او فكر او حتى حديث مع صديق ،،،،
تنتظر أن يأتي الغروب فتنحصر الشمس بأشعتها  ، فتتلاشى الظلال ، فتهب نسمة صيفية باردة مع الغروب ،،،
في أنتظار صباحٌ جديد بدون ظلال ,,,,,


  اللوحة لسلفادور دالي

ليست هناك تعليقات: