الخميس، 7 يوليو 2011

شريط سينما


يجب أن يصل الى مقر عمله في دار السينما قبل ميعاد حفلة الساعه الثالثة عصراً ،،،،
وضع الطعام والحليب للقط ، ثم صعد الى سطوح المنزل واطمئن على عشش الحمام ووضع لهم الحبوب والماء ،،،،

لبس معطفه حتى يحميه من البرد وهو عائد في الليل بعد انتهاء حفلة التاسعة مساءً ،،،،،

وضع الجريدة تحت أبطه ، ثم سلك طريقه المعتاد الى وسط البلد ، كان الموظفون
خارجون من أشغالهم يسارعون الخطى ، وهو يسير عكس اتجاههم الى مقر عمله في دار السينما القديمه القائمة في وسط البلد ،،،،
الجو مشمساً ، أحس بالدفء والحراره بسبب معطفه الثقيل ، لكنه تحمّل لانه سيعود متأخراً وسيكون برد الليل قارصاً ،،،

يعمل في هذة المهنة منذ سنين ، المسؤل عن غرفة ماكينة السينما ،،،،

كان بعض الشباب والفتيات يقفون طابوراً لحجز التذاكر أمام الشباك ، شاب
يمسك بيد فتاته ، وهذا يعاكس اخرى ، واخر ينتظر صديق له تأخر عليه ،،،،
القى التحية على الفتاة التي تقطع التذاكر فردت عليه التحية وسألته عن سبب تأخيره اليوم ، فقال لها أنه استيقظ متأخراً اليوم ،،،،

دخل مسرعاً الى البهو الواسع لدار السينما العتيقه ، ثم صعد الى غرفة ماكينة العرض ،،،،

غرفة متوسطه بها شباك صغير تطل منه ماكينة السينما ، في الركن بأسفلها
اقراص عدة لشرائط سينما مابين العربي والاجنبي والهندي ، الأكشن والكوميدي والرومانسي ،،،،
على الحائط صور معلقة لفنانين قدامى ، نجيب الريحاني واسماعيل يس وفاتن
حمامه واسمهان وانور وجدي واستيفان روستي وفريد شوقي وفنانين اجانب مارلين مونرو وهيدي لامار وانتوني كوين وكلارك جيفل وكيرك دوجلاس ،،،
وطاولة صغيرة عليها برواز صغير يحتوي صورة ابيض واسود لفتاة جميله ليست بفنانه سواء عربية او أجنبية ،،،،،

وضع الجريدة بجوار البرواز الصغير ، ونظر الى ساعته كانت الثالثه ودقيقتين ،
فتح قرص الفيلم الذي ستبدأ حفلته بعد قليل ، واخرج طرف الشريط ووضعه داخل ماكينه العرض وقام بتركيب القرص في الماكينه ، ثم قام بتخفيف الاضائه في قاعة العرض تدريجيا حتى خفتت واصبحت مظلمه ،،،،
دار الشريط على بعض الأعلانات ،،،،

كان ضوء الكشاف الصغير الذي يحمله الفتى المرشد للزبائن يتسلل بين المقاعد
والصفوف ، وبعض الهمهمات والثرثرة التي تسبق بدء العرض تسيطر على القاعه ،،،،
العجوز يجلس وحيداً في الأعلى يطل على القاعة الكبيرة ينتظر القهوة المعتادة التي يطلبها بمجرد وصوله ،،،،

تبدأ احداث الفيلم والرجل يتصفح الجريدة ، تأتيه القهوة التي انتظرها منذ وصوله ، تحاوطه صور الفنانين القدامي كأنهم يراقبونه ، ينظرون له ويبتسمون وربما يرثون لحاله ، او لا يبالون ،،،،،
ينظر مجدداً الى الصورة الأبيض وأسود القديمه ،،،،،
فتاة أحبها ، عاش معها سنوات شبابه ، لم يدرك يوماً انه سيظل عمره هذا بدونها ،،،،
في قاعة العرض السينمائي ، قصة حب رومانسية ، تتسارع الأحداث وتقف الدنيا في طريق الحبيبين ، تشتد العقدة ، قد ينجح الشر في تفريق الحبيبين ,,,,,
حبيبين يجلسان بجوار بعضهما يضمان أيديهما بقوة رغبة منهما في الوقوف والدفاع عن نفسهما ، خوفاً من أن يطالهما ذلك الشر المطل في شاشة العرض ،،،،
أحبها وكانت له اشد حباً ، مع دوران شريط السينما ، يدور شريط ذكرياته ،،،
صور من الماضي ، دموع ، ضحكات ، همسات ، وأمنيات ،،،
يتقدم لها فأهلها يرفضونه لأنهم يرون لها رجلٌ افضل منه ، يتقدم مرة أخرى ويتم رفضه ، تصمت الفتاة وتستسلم أخيراً ،،،،
تقترب أحداث الفيلم من النهاية ، هاهي تحدث انفراجة في العقدة التي احكمها الشر حول البطلين الحبيبين ، اقتربا من الانتصار ،،،،
فتاته مريضة استسلم جسدها وبدأت روحها في الانهزام ، تستغيث به ، لكنه لم يصل بعد اليها ،،،،
شريط السينما قارب على نهايته ، وأوشكت النهاية السعيدة للفيلم ان تتحقق ، انتصر الحبيبان بعد صراع طويل مع الشر واحتضنا بعضهما ، مع قُبلة النهاية السعيدة ،،،،
شريط ذكرياته أقترب من النهاية ، يجلس وحيداً يبكي عند قبر فتاته ،،،،
فتذرف دموعه ثقيله بجوار فنجان قهوته وبرواز قديم يحتوي صورة ابيض واسود لفتاة جميله ،،،،
في قاعة السينما تصفيق حاد من الجمهور ، وعودة الاضائة بالتدريج ، فٌتضاء القاعة وتنتطفيء ماكينة السينما المطلة من الأعلى ,,,,,,,,,

ليست هناك تعليقات: