الأحد، 14 مارس 2010

حلم



وقفت انتظر الاوتوبيس كعادة كل صباح ومصر الجديدة هادئة دائما ... لقد بدأ الخريف يلقي ظلاله علي الجو الشمس والسحب تتبادلان سيطرتهما علي السماء ونسمة باردة تنعش الحياة لعلها تبعث الامل من جديد بعد ان قتله الليل .. مانقتله من ألم في صخب وزحام النهار يبعثه هدوء الليل مرة اخري ..........

وقفت انتظر وبدأ يتملكني الملل كل يوم في نفس هذا الوقت اتمني نفس الأمنية اني لو أملك سيارة توفر عليا عناء الانتظار وزحام الاوتوبيس اللعين ويكون بها جهاز تشغيل سي دي اسمع عليه كل صباح الاذاعه او فيروز !!!

وقفت انظر وادقق النظر في كل اوتوبيس قادم لعله يكون هو المطلوب واذا بي اسمع صوت جميل يناديني من خلفي بأسمي !!!

التفت خلفي فوجدتها فتاة جميله اصغر مني لا أعلم بكم سنه لكن ملامحها وشكلها يؤكدان انها اصغر مني نظرات عيونها غريبه خليجين من عسل مصفي لا اعرفها بالطبع لكن طريقة ندائها عليا تؤكد انها تعرفني منذ زمن بعيد من مائة عام او الف عام او من قبل وجود الأنسان

قالت لي : ازيك يا فلان ما لك مندهشا كانك لا تعرفني

قلت لها : عذرا يا انسه أتكلميني أنا

قالت لي : ماذا بك اجننت كيف تكلمني بهذه الطريقه واضح انك لم تنام جيدا

قلت لها وانا اشد اندهاشا : انا لا اعرفك قد تكوني مخطئه او أنني اشبه انسانا اخر تعرفيه

قالت لي : ألست انت رامي وتعمل في المكان الفلاني وخريج الكلية الفلانية

يا ألهي كيف عرفت كل هذه المعلومات عني وأنا لا اعرفها ولا اتذكرها

قلت لها : فعلا كلامك صحيح من اين لك بكل هذه المعلومات عني

قالت وقد بدأ عليها التململ والعصبية : اتريد ان تمزح ؟؟ لو تريد ان تمزح قل لي لكي اضحك وامزح معاك

قلت لها : كيف امزح معكي وأنا لا اعرفك

قالت لي : لا تتظاهر بالغباء والجهل لقد سئمت من انتظارك

لقد بدأ يظهر عليا القلق والارتباك من كلامها ولم اجد ما أرد به عليها

قلت لها قد تكوني مخطئه لكن الله يعلم اني لا اتذكرك

قالت لي : في جيب بنطلونك اليمين سلسلة مفاتيح محفور عليها اسمك وتاريخ ميلادك 30\8

لقد اهديتك أياها من سنتين

وهنا صعقت لان فعلا سلسلة مفاتيحي بهذه المواصفات لكني اشتريتها انا بنفسي

بدأت افكر مع نفسي من تكون وكيف تعرف عني كل هذا وانا لا اعرفها قد اكون فقدت الذاكره مع فقداني للامل أم هي الأمل نفسه لكن اتظاهر بأني لا اعرفه مؤكد انني اعرفها ااااااااه لقد بدأت اتذكر انها قصة عمري وامنياتي بل انها حياتي حبي الأول والاخير وبدأ يرفع الستار تدريجيا عن عقلي وقلبي لقد عرفتها تذكرتها

التفت أليها وفجأه لم اجدها أمامي لقد ذهبت مع نسمة الأمل الباردة .

صحيت مبكرا وخرجت لكي ألحق بميعاد عملي

وقفت انتظر الاوتوبيس ومصر الجديدة هادئة ككل صباح .... الخريف بدأ يلقي بظلاله اوراق شجر الثرو تتناثر علي الارصفه .... بدأ يتملكني الملل واذا بي اجدها امامي بصفاء عينيها المعتاد وابتسامتها الرقيقه الغامضه ذهبت اليها ملهوفا وناديتها

قالت لي مندهشه : عذرا اتناديني أنا

قلت لها : ماذا بك اجننتي كيف تكلميني بهذه الطريقة واضح انك لم تنامي جيدا او تمزحي

قالت لي : واضح ان هناك خطأ او أني اشبه انسانه تعرفها !!

ونادت علي تاكسي وذهبت .

هناك 4 تعليقات:

غير معرف يقول...

من.. تاهت نفسى مع رائحة الشتاء الى ..رامي مع أفكار متناثرة
أهنئك على افتتاح المدونة (أفكار متناثرة )وان شاء الله لكل يستفاد بما ستقدمه ومزيدا من الإبداع والتميز وننتظر منك كل ما هو جديد من مقالاتك الرائعة.

قصة حلم

+
غيبوبة الانتظار

=؟؟؟

Unknown يقول...

شكرا جدا علي الكلام الجميل ويارب تبقي عند حسن ظنك دايما مع انه كلام كتير عليا والله

قصة حلم + غيبوبة الانتظار = طيف واحيانا سراب

غير معرف يقول...

عندما نحلم لا نجد من يحذرنا من احلامنا

غير معرف يقول...

اعجبنى وصفك الشمس والسحب تتبادلان سيطرتهما علي السماءو عيونها غريبه خليجين من عسل مصفي
لعلها فعلا كانت حلما كأحلام كثيرة فى عقولنا الباطنة نتمنى تحقيقها