الثلاثاء، 16 مارس 2010

خوخه وبرقوقه



لم تعد تطيق صوت الفتاتين من شجارهما الدائم وهما يلعبان مع بعضهما,,,,
لقد اصبحت في الفترة الاخيرة تتوتر بسرعه ومزاجها غير صافي الي حد ما,,,
فـنادت الفتاتان وهي تمسك بايديها ثمرة بطاطس تقوم بتقشيرها لاعداد الغداء فقالت : سلمي وملك تعالوا عايزاكم حالا ,,,,
فتوقفت الفتاتان عن الشجار ونظرن لبعضهما وذهبن اليها
قالت : ماتعرفوش تلعبوا منغير ماتتخانقوا وتصدعوني .
قالت سلمي وهي اصغر في السن من ملك ولكنها شديدة الشقاوة ولسانها كما يقولون طويل وكانت جميله تعودت امها ان تترك لها شعرها كما هو بدون مشابك او تواك اطفال فكان يعطيها جمال علي جمالها لانه دائما منكوش ،،،
قالت : هي يا خالتو الاخدت اللعبه مني وبتغيظني ،،،،
أما ملك فكانت الاكبر بسنة او اثنين كان جمالها هاديء ودائما امها تصفف لها شعرها وتعمله ضفيرتين وتهتم جدا بتوجهيها،،،،
قالت: لا يا ماما هي اصلا لعبتي وهي عايزه تخدها مني !!
قالت الام بعد ان نفد صبرها : خلاص تعالوا نقعد مع بعض وهحكيلكم حدوته ايه رايكم ؟؟
نظر الفتاتان لبعضهما في دهشة لم تكن واحدة منهن يتخيلين فكرة الحدوته لكنهما اومأ برأسيهما بمعني الموافقة وجلسن علي الارض لكي يستمعن الي الحدودة التي لم تكن علي البال او الخاطر ،،،،
وبدأت الأم وهي مازالت مستمرة في تقشير ثمرات البطاطس .......
كان يا ماكان ياسعد يا اكرام ولا يحلي الكلام الا بذكر النبي عليه الصلاة والسلام وصمتت منتظرة رد البنتين ....
ولم تتكلم اي واحدة منهن !!
فقالت في حده : قولوا عليه الصلاة والسلام ,,,
فرددن بعدها مباشرة : عليه الصلاة والسلام ،،،،
واستكملت الام : كان فيه بنتين صغيرين وحلوين وشقاي خالص واحده اسمها خوخه والتانيه برقوقه كانوا متربيين مع بعض لانهم بنات عم ، كانت خوخه اكبر من برقوقه ، وخوخه بنوته عاقله وهاديه شويه لكنها لما تحب تتعفرت وتبقي شقيه ماحدش يقدر يغلبها يعني بمزاجها ، وخوخه بتحب برقوقه خالص ،،،
في الاول وهما صغيرين خالص كانت بتعاملها علي انها بنتها بس لما كبروا شويه وكبرت برقوقه بقيت صحبتها ، كانت دايما تزعل لو حد زعقلها وكانت دايما تقسم معاها الشيكولاته والبسكوت بتعها ،،،
أما برقوقه وهي الاصغر فكانت جميله وشقيه وعفريته  ودايما توقع نفسها في المتاعب والمشاكل ،،،،
وهنا يتدخل الفتاتان في نفس الوقت : ازاي كانت بتعمل ايه ؟
تستكمل الام : مرة مثلا تجيب الكرسي وتقف عليه وتحط ايديها في فيشة الكهربا وتتكهرب وتفضل تعيط ، او تلعب بالكبريت وتحرق صباعها ، او تأذي عيال الجيران ولما كبرت شويه يدوب ابتديت تعقل ،،،،
المهم ان خوخه وبرقوقه كبروا مع بعض وزاد حبهم وارتباطهم ببعض ، وكانت خوخه تخاف علي برقوقه ،،،
وبرقوقه تحب خوخه ،،،،
هنا تدخلت ملك وعلي وجهها تعبير يوحي بالحيرة وقالت :هو فيه بنت اسمها خوخه او برقوقه !!!
ضحكت الام وقالت : لا وهقولكم هما ليه اسمهم خوخه وبرقوقه ،،،
كانوا مرة بيلعبوا مع بعض وقالت برقوقه اي رأيك ياخوخه في اسماء سرية لينا اعرفها انا وانتي وبس وماحدش يعرفها غيرنا ؟؟
ردت عليها خوخه : ليه يعني هنعمل بيها ايه ،،،
فقالت برقوقه : اسمعي كلامي بس لازم يكون عندنا استقلال بنفسنا مش اي حاجه يقولوها علينا نسمع كلامهم علطول ،،،،
استغربت خوخه وقالت : طيب يا فالحه قوليلي نسمي نفسنا ايه ؟؟
فكرت برقوقه وفجأه قالت : بتحبي ايه من الفواكه ؟؟
قالت خوخه : يا سلام بموت في الخوخ ...
ردت برقوقه : طيب وانا بحب البرقوق ...
خلاص بقي انتي خوخه وانا برقوقه اتفقنا ،،،،
قالت خوخه : ااااااااااه يا لئيمه ماشي اتفقنا بس بشرط يفضل سر بينا ،،،،
وسلموا علي بعض وقالوا من هنا ورايح مفيش غير خوخه وبرقوقه ،،،،
كانت خوخة وبرقوقه ساكنين في بيت واحد برقوقه فوق وخوخه تحتها وكانوا عاملين السبت بين البلكونتين زي المرسال يحطوا فيه اللعب و الشيكولاته ، او يكتبوا لبعض جوابات ، وعلطول السبت طالع نازل بينهم ،،،،
ولما دخلوا المدرسه دخلوا سوا ، كانت خوخه اكبر من برقوقه بسنة ، وكانوا يتجمعوا مع بعض في الفسحه ويلعبوا مع بعض واي حد يتخانق او يزعل برقوقه كانت خوخه تقف له علطول عشان كانت اكبر منها في المدرسة وده يديها الشجاعه علي الاصغر منها في المدرسة دايما ،،،
وفضلوا مع بعض في المدرسة يكبروا سوا وتكبر احلامهم وامنياتهم ، يفرحوا سوا ويزعلوا سوا ، يتخانقوا ويرجعوا علطول يتصالحوا ، تتغير الدنيا حواليهم وهما يتغيروا ماعدا حاجه واحده هو حبهم لبعض وصداقتهم ،،،
وفي يوم من الأيام راحوا رحله مع بعض ، وكان اليوم قرب يخلص وكانت لسه يدوب الشمس بتبدأ تلم نورها عشان تسيب الدنيا لليل ،،،،

وخوخه وبرقوقه ناموا علي الارض ، حواليهم بس الشجر،،،،
باصين للسما ووسعها ، والعصافير بتطير فوقهم بتلحق اعشاشها قبل الليل مايرمي علي الدنيا شاله الاسود ،،،،
ناموا وايديهم في ايد بعض وعينيهم للسما وللمستقبل بغموضه وخيره وشره ،،، مجددين العهد علي الوفاء والصداقه مافيش حاجه تفرقهم ابدا ابدا،،،
وبس توته توته وخلصت الحدوته حلوه ولا منتوته ،،،
رد البنتين : لا حلوه ....
وفجأة رن جرس الباب فجريت سلمي لكي تفتح الباب فاذا هي امها فتهللت سلمي لأمها فرحا ، وتأخذها امها في حضنها وتقول لها : ايه الاخبار اوعي تكوني عملتي شقاوة لخالتو ،،،
فقالت سلمي : لا خالص حتي احنا كنا مؤدبين ومكنتش بتخانق انا وملك !!
هنا تدخلت ملك : اقعدي يا خالتو نحكيلك حكاية خوخه وبرقوقه,,,,,,,,,
اندهشت أم سلمي ونظرت لأم ملك نظره كلها تحذير ووعيد ،،،،
فردت ام ملك النظرة بضحكه وغمزة من عينيها ,,,,,

ربيع 2010

ليست هناك تعليقات: