الثلاثاء، 4 مايو 2010

المصوراتي

يتحرك بين الناس علي الشاطيء او في الميادين العامه ليبحث فيهم عن الجمال او يُخرج مافيهم من جمال لتصبح وجوه وملامح علي صور ,,,,,,,
يبدأ الصيف بعد نهاية العام الدراسي ويبدأ معه موسم رزقه ، أما في الشتاء فكان عمله الدائم في استديو خاص للتصوير بالاجر او مصوراً خاصاً في المناسبات وحفلات الزفاف او الندوات والمؤتمرات ،،،،،
لكن عمله المحبب اليه يبدأ مع الصيف حيث اختلاطه بالناس والمصيفين  ،

عندما يبدأ غزو المصيفين للاسكندرية وشواطئها ,,,,
يسكن في بيته البسيط بحي الابراهيميه حيث اهالي الاسكندرية الاصلين والقدماء ،،، بيته بسيط ، غرفه خاصه به لتحميض الافلام بضوئها الاحمر ، الافلام الملقاه في كل جانب والصور معلقه علي الحبل ،،،،
أما باقي البيت فغرفه له هو وزوجته ، وغرفة صغيرة لبنته الوحيده وغرفة اخري لابنه الاكبر ،،،،،
تجاوز الستين عاماً لكنه مازال يحتفظ بشبابه ، فحركته المستمرة والدئوبه واختلاطه بالناس وقفت حائلاً بينه وبين الشيخوخه ،،،،
يبدأ عمله في الصيف بعد شروق الشمس مباشرة ، ينتهي من صلاة الفجر  ويلبس زيه التقليدي للخروج الي الشاطيء ، البدله الصيفيه ذات النصف كُم والقبعه العريضه كي تحميه من الشمس والشنطه الصغيرة التي يحملها علي كتفه كي يضع فيها عدته الخاصه بالكاميرا من افلام جديده وبطاريات وصور كان انتهي من تحميضها كي يعطيها لأصحابها ،،،،،
قبل خروجه من البيت يفحص الكاميرا جيداً ويقوم بتنظيفها ، كان يطلق عليها لقب عزيزة فهي حقاً كانت صديقته العزيزة ، ينظفها جيدا كأنه يحاكيها ويكلمها ويطلب منها ان تدعو معه بيسر الرزق هذا اليوم ،،،،
يبدأ مشواره الصباحي بتناول فطوره اليومي من سندوتشات الفول والفلافل وكوب الشاي من القهوة المجاورة لعربة الفول ، يخرج الي شارع الكورنيش كي ينتظر الاوتوبيس او سيارة المشروع  لتقله الي شاطئه المفضل شاطيء سيدي بشر ،،،،
أول مايصل يبدأ تحيته وسلامه ودعابته مع اصدقائه الثلاثه وهم بائعة الفريسكا وبائع الجندوفلي وبائع البيبس ، فكان يعتبرهم اصدقائه واولاده ، يقف معهم دائما ضد ظلم مجلس الحي او الشركة المالكه للشاطيء او البلطجية الذين يقومون بتنظيم العمل والاسترزاق علي الشاطيء ،،،،،
بدأ الشاطيء يمتلىء تدريجيا برواده من المصيفين وهو يتحرك بينهم مخترقا الكراسي والشماسي ، يعاني مقاومة الرمال لقدمه كأنه يقاوم زحف السنين عليه ،،،،
منادياً الصورة بخمسه جنيه والتلاته بعشره ,,,,
هذا أب يناديه ويقف بجوار ابنه وزوجته ويقول له : خدلنا صورة ياريس ...
يبتسم ويطلب منه ان يقف هو وزوجته وبينهما ابنهما ، معطين ظهورهم للبحر ،،،
اضحكوا عشان الصورة تطلع حلوه ،،،،
اخدلك صورة ليك انت والمدام ،،،،
امسك ايديها ،،،
ابتسمي ابتسامه حلوه يامدام ،،،،
الله تمام كده ، هي دي الضحكه الحلوه ،،،،،
الصورة تاخدوها من كشك السجاير الجنب بوابة الشاطيء او بكرة هجيبهالكم معايا ،،،،،
هذه ام  وطفلتها الصغيرة ، تناديه ان يصور طفلتها كم صورة جميله ،،،،
يقوله لها : قعديها علي الرمل يا مدام ،،،
يهلل لها ويلاعبها ويُخرج لها لسانه كي تضحك ،،،،
ضحكت الطفله ضحكه ولا اروع بين الرمال وفي الخلفية الموج والناس في حضن البحر ،،،،
تصرخ سيدة قد تاه ابنها علي الشاطيء ، تلتفت مذعورة مستغيثة ، هل رأي احد ولد عنده خمس سنوات كان بقربها وتاه في لحظات ، خائفه ان يكون دخل الي البحر وسحبه الموج ،،،،
يذهب اليها ويهديء من روعها ،،،،
كان لابس ايه وشعره لونه ايه ،،،،
هنلاقيه حالا تلاقيه راح يلعب مع اي عيال ،،،،
يذهب يبحث عن الطفل ويوصي بائعة الفريسكا والبيبسي ان يساعدوه ،،،،
يجد طفل في اخر الشاطيء وحيداً بنفس المواصفات يبكي ويبحث عن امه يحمله ويرجع للأم المفطورة علي طفلها ،،،،
ويقول لها : خلي بالك منه وحافظي عليه ،،،،
تحتضن الام طفلها وهي تبكي وتدعو له وتشكره ,,,,,
يأتي موعد الغداء فيتجمع هو واصدقائه الثلاثه ويجمعون من بعضهم حق الغداء ، ويجلسون سوياً تحت شمسية ويضحكون ويأكلون بمنتهي النهم بعد نصف يوم مرهق من العمل ،،،،
مع اقتراب الغروب وشمس الاصيل ، يبدأ ظهور العشاق علي الشاطيء ،،،،
يأتي له شاب وفتاة مخطوبان ويطلبا منه ان يلتقط لهما صورة مع الغروب ،،،
فيبتسم ويطلب منهما ان يقفا بجوار الموج ، وبينهما الشمس تسقط في الغروب بين شفقها الاحمر وينظران لبعضهما ،،،،
مع صوت التقاط الكاميرا للصورة يقول لهما : ماتنسوش تعزموني علي الفرح ,,,,,,,,
يرجع الي بيته بعد صلاة المغرب كي يستريح ، ويقوم بتحميض الصور ، يخرج الي الكورنيش كي يستكمل جولته علي كوبري ستانلي ، يلتقط صور الشباب والاهالي وحفلات الزفاف التي تُقام علي الكورنيش ، يظل هكذا حتي قُرب منتصف الليل حتي يعود ليتناول عشائه بين اسرته الصغيرة ،،،،
يمر الصيف سريعاً لكنه قد قرر انه سيكون اخر صيف له علي الشاطيء ، لم يعد يحتمل عمل الشاطيء المرهق وفضل أن  يعمل في الاستديو ،،،،
لكنه لن يفارق الشاطيء بدون صورة وداع ،،،،
طلب من اصدقائه الثلاثه ان يتجمعوا كي يأخذ صورة معهم ،،،

ظل يلتفت فوجد فتاة تمر بالقرب منهم ،،،،
طلب منها ان تقوم هي بتصويرهم ، اندهشت الفتاة !!

فقال لها انها صورة للذكري ،،،،
وعلمها كيف تلتقط الصورة ،  نظر لها وقال : انظري الينا بقلبك وعينك ، وابحثي عن الجمال وعندما تجدينه التقطي الصورة ،،،،
وطلب من اصدقائه ان بيتسموا للفتاة ,,,,,

ليست هناك تعليقات: