الجمعة، 14 مايو 2010

المرحلة الزرقاء

وسط الزحام واصوات البشر ممزوجة بأصوات السيارات واحياناً صوت الرياح والمطر
تتعدد النظرات والتساؤلات بين الناس كلٌ عما يدور داخله ومايعانيه من احزان او ما يختلجه من افراح ونشوات للسعادة
يظل يسير وحيداً باحثاً عن ذاته قد يكون ذاته في امل بعيد او ربما قريب
عن يد صديق يشاركه لبعض الوقت جزء من الانين
عن حب مفقود ضائع كلما اقترب منه يبعد عنه من جديد كأنها الكوميديا الدنيويه تمازحه المزاح السخيف
تكون الضحكات ظاهريه ارضائاً لغيره او تظاهراً منه امام نفسه انه يضحك
اما البكاء فيكون في عزلته فيقتنع تماما انها حقيقته
يلتقي بها يجد فيها ذلك الضوء البعيد الذي اقترب ، يضيء تدريجيا كوميض الفنار من بعيد مرشداً اياهُ في ظلمات البر والبحر فيهتدي اليها مبحرا بمركبه الصغير مصارعاً امواج حياته مستبشرا انه وجد شاطئه
فأذا بها تطفيء انوارها في وجهه ليتوه من جديد
تحاوطه دائما غربة قلبه بين جدران الوطن الصغير والكبير فيصبح وحيدا بين الاهل والاصدقاء أما الحب فهو زائف فليس له في حياته اي دليل ، سمع عنه في الروايات والادب القديم والجديد لكن ماهي الا تسلية للقلوب المجروحة بأن هناك حب وحبيب !!
وسط الزحام واصوات البشر واضواء السيارات يمشي فيرفع وجهه فيختفي الجميع
السائرون والضاحكون والهائمون
تنطفيء اضواء السيارات ويظل فقط اضواء عواميد الانارة
يستمر فقط المطر والرياح تحرك قصاصات الورق الملقاه
واوراق الاشجار فيظل يمشي هذا الطريق الا متناهى
يظل ينادي بصوته وهل من مجيب ؟ لا يجيبه ألا الصدى مردداً بنفس سؤاله 
أين السبيل للخروج ؟ فليس هناك سبيل ..
انها كالمرحلة الزرقاء في حياة بيكاسو
مرحلة الوحدة والألم والبحث عن الأمل طالت بعض الشيء لكنه انتقل  للمرحلة الوردية
أما صديقي فهو مازال يتخبط وسط المرحلة الزرقاء والرمادية
منتظر ان يخرج من تلك المرحلة كأنه مثل بني اسرائيل حُكم عليهم بالتيه اربعين عام 
وهو تائه في مرحلته الزرقاء مائة عام ....... 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللوحة لبيكاسو

ليست هناك تعليقات: