الأربعاء، 9 يونيو 2010

بورتريه

وقف حائراً في الاستديو الخاص به او مرسمه الخاص ، كان وحيداً منذ يومين لم يخرج من الاستديو ولم يأكل بعد ، أحس بالجوع لكنه لم يبالي ، كان ينظر الي لوحاته المعلقه وبعضها ملقى في اركان الاستديو ......
المكان عباره عن  شقة صغيرة تطل علي البحر بها غرفة كبيرة في اخرها حامل اللوحات وبجوارها بعض الادوات وعلي الحائط بعض الصور من اعماله الخاصه ولوحات اخرى لكارفاجيو ومونيه ورينوار وفي الجانب الاخر لوحات حزينه لبيكاسو .....
ومطبخ صغير وحمام وغرفه اخرى يوجد بها السرير والمكتبه الخاصه به وجهاز راديو ....
مازلنا في اول يناير والشتاء هذا العام شديد البرودة والغضب ، البرق والرعد والامطار الشديده مازالت تسيطر علي السماء في الخارج والشبابيك تخبط في بعضها مسببه له بعض الازعاج وكل حين يحكم اغلاقها ....
نظر الي اللوحه التي لم تكتمل بعد ، كانت كما هي منذ شهور ، وجه امراة لم يكتمل ، شعر طويل وعينان واسعتان تنظر له وكأنها تحاوره ويحاورها ......
ازاح اللوحه جانباً كالمعتاد عندما لا يستطيع ان يكملها ، وجاء بلوحه بيضاء فارغه كي يبدأ عليها بورتريه جديد ...
لكنه لا يعلم ماذا سيرسم  !!
داخله الكثير من الاسألة يريد ان يجاوب عليها في هذا البورتريه ، لكنه كثيراً مايُصاب بالعجز لا يطاوعه عقله ولا يداه ،،،،،
يحاوطه الماضي والذكريات ، يحاول ان يجعله شيء منظور في اشكال وصور قد لا يفهمها غيره لكن يفهمها هو وحده ،،،،
ينظر عبر عقله للمستقبل الذي مازال يختبيء حول الاستار ، او ضباب يغطي البحر الذي امامه ،،،،،،،،،
أم انه يحدث نفسه اولاً وبعد ذلك يجيب عما داخله في هذا البورتريه المستعصي عليه .....
الحب ، انا احبك اذاً انا المدين لك بكل شيء ،،،،
وان اهرب معك من تفاهة الاشخاص الاخرين ،،،،
البحر الملاذ الاخير من قبح هذا العالم ،،،،
انا لاشيء  !! ،،،،
الحياة كضفيرة الخيط المكونه من الابيض والاسود ،،،،
وقد تنطوي صفحة العمر ولم يؤذن للقلب العليل ان يعرف طعم الراحه وكأن الراحه ترف لا يعرفه البسطاء .....
مسك فرشاته وبدأ يرسم ما بداخله من اسألة واجوبه ،،،،
وجه امرأة صغيرا يأتي من بعيد بجوارها بعض السحب والضباب ....
طفل سعيد  يلعب امام البحر وخلفه امواج عاتيه لم تقترب منه بعد ،،،،
شمس تحاول ان تخترق السحب والضباب ،،،،،
وطيور تبحث عن اعشاشها .....
مزيج من الالوان الازرق والرمادي واشعة برتقاليه تتسلل عبر الالوان الرماديه ،،،
لون احمر دامي مازال يتدرج مع شفق المغيب ....
مازالت الشبابيك ترتطم ببعضها مسببه له الازعاج ذهب كي يحكم اغلاقها ،
وقف ينظر من الشباك مازال المطر مستمراً واغصان الشجر المقابله مباشرة للشباك تهتز بقوة ، نظر من خلال الاوراق والاغصان الي ضوء البرق ، والمطر يتساقط من خلالها ، ظل وقت من الزمن لم يبالي بالهواء البارد لكنه ظل سارحاً ..........
عاد الي لوحته الغير مكتمله ونظر اليها وأمسك فرشاته لكنه لم يستطع بعد
ازاحها جانباً وجاء بلوحه بيضاء كي يبدأ بورتريهاً جديداً ،،،،،،،،

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللوحة لسلفادور دالي

ليست هناك تعليقات: