الأحد، 25 يوليو 2010

السراب



كم من العلاقات الأنسانية التي تشبه السراب ،،
كلما خطى الأنسان اليها ليبلغها او يحافظ عليها تنفلت من بين يديه   ،،،
أم هي الحياة نفسها كالسراب يحسبه الأنسان ماءً وكلما اقترب منه لم يجد شيءً ،،،
هي فقط مجرد اختبار ،،،
يخيم الحزن والسكون دائماً ،،،
تضعف الثقه رويداً رويداً في الأخرين  ،،،
الثقه في النفس تبقى لكن أحيانا تضعف مع الشك في كل ما حوله ،،،
لكن يظل متأكداً من ثقته في الخالق ورحمته ،،،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،
المرحلة الزرقاء مرة اخرى ،،،
وسط الزحام واصوات البشر ممزوجة بأصوات السيارات واحياناً صوت الرياح والمطر
تتعدد النظرات والتساؤلات بين الناس كلٌ عما يدور داخله ومايعانيه من احزان او ما يختلجه من افراح ونشوات للسعادة
يظل يسير وحيداً باحثاً عن ذاته قد يكون ذاته في امل بعيد او ربما قريب
عن يد صديق يشاركه لبعض الوقت جزء من الانين
عن حب مفقود ضائع كلما اقترب منه يبعد عنه من جديد كأنها الكوميديا الدنيويه تمازحه المزاح السخيف
تكون الضحكات ظاهريه ارضائاً لغيره او تظاهراً منه امام نفسه انه يضحك
اما البكاء فيكون في عزلته فيقتنع تماما انها حقيقته
يلتقي بها يجد فيها ذلك الضوء البعيد الذي اقترب ، يضيء تدريجيا كوميض الفنار من بعيد مرشداً اياهُ في ظلمات البر والبحر فيهتدي اليها مبحرا بمركبه الصغير مصارعاً امواج حياته مستبشرا انه وجد شاطئه
فأذا بها تطفيء انوارها في وجهه ليتوه من جديد
تحاوطه دائما غربة قلبه بين جدران الوطن الصغير والكبير فيصبح وحيدا بين الاهل والاصدقاء أما الحب فهو زائف فليس له في حياته اي دليل ، سمع عنه في الروايات والادب القديم والجديد لكن ماهي الا تسلية للقلوب المجروحة بأن هناك حب وحبيب !!
وسط الزحام واصوات البشر واضواء السيارات يمشي فيرفع وجهه فيختفي الجميع
السائرون والضاحكون والهائمون
تنطفيء اضواء السيارات ويظل فقط اضواء عواميد الانارة
يستمر فقط المطر والرياح تحرك قصاصات الورق الملقاه
واوراق الاشجار فيظل يمشي هذا الطريق الا متناهى
يظل ينادي بصوته وهل من مجيب ؟ لا يجيبه ألا الصدى مردداً بنفس سؤاله 
أين السبيل للخروج ؟ فليس هناك سبيل ..
انها كالمرحلة الزرقاء في حياة بيكاسو
مرحلة الوحدة والألم والبحث عن الأمل طالت بعض الشيء لكنه انتقل  للمرحلة الوردية
أما صديقي فهو مازال يتخبط وسط المرحلة الزرقاء والرمادية
منتظر ان يخرج من تلك المرحلة كأنه مثل بني اسرائيل حُكم عليهم بالتيه اربعين عام 
وهو تائه في مرحلته الزرقاء مائة عام .......




اللوحة لمونيه

هناك تعليقان (2):

eman said يقول...

عزيزى picasso
ترددت قليلا فى التعليق هذه المرة فالكلمات التى سطرتها هذه المرة لاأستطيع التعليق عليها سوى بأنها نظرة حقيقية وعميقة لما يدور الان فعليا من تشوهات تطرأعلى البعض من العلاقات الإنسانية .
فلا تتركها الا وقد تسرب اليها الشك .
والشك يا عزيزى دائما ما أشبهه بالعلقة التى تعلق بالشئ الحى النابض (الثقة ) فتقتات عليه ببطئ فلا تتركه الا ضعيفا هشا يذهب أدراج الرياج أوفى بعض الأحيان جثة هامدة .وكأنك تصف ما يحدث للكثير من العلاقات التى أصبح البتر لها اولى .

Unknown يقول...

عندك حق ان الشك بالاضافه الى القسوة والمصلحة المادية والظلم اصبحت كالعلقة التي تعلق بالجسد الحي فلا تتركه الا جثه هامده
البتر بيحصل فعليا بسبب التشوه والألم والموت الاكلنيكي للجسد نفسه
للاسف دي بقيت السمة الغالبه للحياة والبشر عموماً
بعتذر بجد لان كلامي محبط وكئيب